درسان في رمضان

[طهلب بن مترك]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق وبرى أنشأ عباده من الثرى والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى خير من وطأت قدمه وجه الثرى

يا رب صل على النبي المصطفى ما لمع برق أو نجم بدا

يا رب صل على النبي المصطفى ما قال ذو كرم لضيف مرحبا

فمرحبا أهلا وسهلا بالصيام يا حبيبا زارنا في كل عام

قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام

فاقبل اللهم منا صومنا ثم زدنا من عطاياك الجسام

لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلام

أما بعد :

فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان ونسأله سبحانه أن كما بلغنا أوله أن يبلغنا آخره وأن كما سلمنا إياه أن يتسلمه منا متقبلا

رمضان مدرسة بل جامعة كبرى يتعلم فيها العابد الدروس العظيمة ومن أعظم الدروس في هذا الشهر :

الإخلاص والتقوى

أما الإخلاص : فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا رأى هلال رمضان أن يقول : اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال خير ورشد يا هلال ربي وربك الله

فبدأ حبيبنا صلى الله عليه وسلم الشهر بالتوحيد والإقرار والاعتراف بأنه لا مستحق للعبادة أحد سوى الله جل جلاله

وأيضا قال صلى الله عليه وسلم : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه .

فقوله تعالى في هذا الحديث القدسي : فإنه لي .... و..... من أجلي

توحي هذه الكلمات بأهمية الإخلاص فيما يعمل العبد وفيما يذر وأن كل أعماله يجب أن تكون لله تعالى حتى يجد أجرها عند الله سبحانه فمن استحضر هذه النية وأنه لا مقصود بهذه الأعمال إلا الله كان محبوبا عنده سبحانه .

أيضا يقول صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان إيمانا واحتسابا .....

من قام رمضان إيمانا واحتسابا ....

من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ....

كل هذه النصوص تشعر العابد الكيس الفطن بأهمية الإخلاص في جميع الأعمال حتى نحصل على العطاء المترتب على هذه الأعمال .

فمن هنا نجد أن رمضان والصيام فيه وسائر الأعمال الصالحة لن تنفعنا ما لم نستحضر الإخلاص فيها فمن جاهد نفسه على ذلك استصحب هذا الدرس العظيم معه أيضا بعد رمضان .

أما الدرس الآخر فهو التقوى :

يقول الحق سبحانه : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .

فكأن هذه الآية تشعرنا بأن الغاية العظمى والمطلوب الأسنى من الصيام : هو تقوى الله سبحانه وتعالى

تقوى الله هذه العبادة العظيمة التي أكثر الله من ذكرها في كتابه لينبئنا أن الفلاح في الدارين مترتب عليها

قال سبحانه : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

وقال : ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا

وقال : إن تتقوا الله يكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم

وقال : واتقوا الله ويعلمكم الله

وقال : واتقوا الله لعلكم تفلحون

وكان آخر آية نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم : واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

في رمضان نتعلم تقوى الله بحيث أن من استطاع أن يترك ما أحل الله له مما لا غنية للإنسان عنه من الطعام والشراب استجابة لأمر الله في زمن مخصوص فهو قادر أيضا على ترك ما حرم الله مما لا حاجة له فيه في جميع الأزمان وهذه هي حقيقة التقوى ترك المحرمات والقيام بالواجبات طاعة لله تعالى .

قال صلى الله عليه وسلم : الصوم جنة ، بمعنى أنه وقاية لك من النار وهذا ما فسر به العز بن عبد السلام آخر آية الصيام قال : لعلكم تتقون : أي تتقون بصومه نار جهنم فالصيام سبب لتكفير السيئات الموجبة لدخول النار . ا . هـ

والتقوى أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ولا يكون ذلك إلا بترك الذنوب كما ذكرنا سابقا

يقول ابن المعتز :

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

فهذا الدرس العظيم وهو تقوى الله يتحصله العبد منا متى ما صام الصيام الصحيح الذي يريده الله سبحانه وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه

وقوله : ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث

فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يصوم هذا الشهر ويقومه إيمانا واحتسابا وأسأله سبحانه أن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا وأسأله أن يرزقنا الإخلاص والتقوى على كل حال هو ولي ذلك والقدر عليه .

كتبه :

عبد المجيد بن أحمد الثقفي

عضو مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف

---

]vshk td vlqhk

[شريف حمدان]

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

وكل عام وانتم بخير

[محمد نصر]

بوركتم اخي ****** علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

[أبوفاطمه]

جزاكم الله خيرا

[أبو عادل]

جزاك الله خيرا وبارك في مجهوداتك.

[ابو قاسم الكبيسي]

(( رمضان مبارك
أللهم أجعل أيامه علينا من خير ألأيام))
((تقبل ألله منا ومنكم الصيام والقيام وقراءة القرآن وصالح ألأعمال
وجعلنا ممن تعتق رقابهم في هذه ألأيام ))


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
أللـهـم إغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس ألأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .