04 / 04 / 2010, 13 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 70 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.89 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1265 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى ![](http://www.stocksvip.net/p/ps/(8).gif) الحق السادس من حقوق المسلم على أخيه المسلم إبرار بيمينه إذا أقسم عليه. من حقوق المسلم على أخيه، أرجو الله - تعالى - أن تكون لكم على بال، وأن تعملوا بها ابتغاء وجه الله وأداء لحقوق إخوانكم من عباد الله، وإن من حقوق المسلم على أخيه أن يبر يمينه إذا أقسم عليه، يعني: إذا أقسم أخوك عليك بشيء فبر بيمينه، وافعل ما أقسم عليه إن كان يُريد منك فعلاً، واترك ما أقسم عليه إن كان يريد منك تركاً، ابتغ بذلك امتثال أمر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أمر بإبرار المقسم"(7)، وها هنا أمران؛ الأول: هل من حق الإنسان أن يُقسم على أخيه؟ والجواب على ذلك: إذا كان في أمر لا يضره فإنه لا حرج عليه، ولكن ترك الإقسام أولى، وإن كان في أمر يضره فإنه لا يحل له أن يحرج أخاه بالإقسام عليه، فلا يحل له أن يُقسم عليه فيقول: والله لتخبرني كم مالك؟ كم عيالك؟ وما أشبه ذلك من الأمور المحرجة التي لا يحب الإنسان أن يطلع عليها أحد، فإن فعل ذلك فإنه ظالم ولا يفلح الظالم، ولا حق له في إبرار القسم، أما الثاني: وهو الذي ليس فيه ضرر على أخيك المسلم، فلا حرج عليك أن تُقسم عليه ولكن تركه أولى، مثال ذلك: أن تتنازع معه أيكم يدخل الباب أولاً، فتقول له: ادخل، يقول: ادخل، فيحلف عليك أو تحلف عليه، فمن حلف الأول فهو الأحق ببر يمينه؛ لأنه لما أقسم صار له الحق في إبرار القسم، وبهذه المناسبة أود أن أحذر إخواني المسلمين من كثرة الإقسام؛ لأن الله - تبارك وتعالى - قال في كتابه العظيم:﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾ [المائدة: 89]، قال بعض المفسرين: أي لا تكثروا الأيمان، وإذا حلفتم فاقرنوا ذلك بمشيئة الله، أي قولوا: والله إن شاء الله؛ لأن من قرن حلفه بالمشيئة استفاد فائدتين عظيمتين؛ الفائدة الأولى: أن الله ييسر له ما حلف عليه، والفائدة الثانية: أنه لو لم يتيسر لم يكن عليه كفارة، واسمعوا إلى هذه القصة التي جاءت على لسان أحد الأنبياء الكرام؛ وهو سليمان بن داوود الذي آتاه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، أقسم ذات يوم أن يطوف الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله، انظروا إلى هذا المقصد الأسمى، إنما طلب الأولاد ليقاتلوا في سبيل الله، وإنما أقسم أن يطوف على النساء لا لمجرد الشهوة ولكن لتلد كل واحدة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله، فقيل له: قل: إن شاء الله، ولكنه لشدة عزمه على ذلك لم يقل إن شاء الله، فطاف على تسعين امرأة، أي: جامعهن، فولدت واحدة منهن نصف إنسان فقط، ليريه الله - عز وجل - أن الأمر أمر الله، وأن الله هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وأن الإنسان لا ينبغي له أن يجزم على الشيء المستقبل إلا مقروناً بمشيئة الله؛ لقول الله - تعالى - لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الكهف: 23-24]، قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في قصة سليمان: "لو قال إن شاء الله لم يحنث ولقاتلوا في سبيل الله فرساناً أجمعين"(8)، الفائدة الثانية: أنك إذا قلت والله إن شاء الله لأفعلن كذا ثم لم تفعل فلا إثم عليك ولا كفارة عليك؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من حلف على يمين فقال إن شاء الله لم يحنث"(9)، فأولاً: أقلوا من الأيمان، وإذا ابتليتم بها فقولوا: إن شاء الله تحصل لكم هاتان الفائدتان العظيمتان، واعلموا - أيها الإخوة - أنه لا كفارة في يمين على شيء ماضٍ ولكن الإثم أو السلامة منه، فإذا حلف الإنسان على شيءٍ أنه كائن ولكنه لم يكن فإن كان هذا هو الذي يغلب على ظنه فلا شيء عليه، وإن كان كاذباً فإنه آثم، ويرى بعض العلماء: أن ذلك من اليمين الغموس، فلا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون، ولا تكثروا الحلف بالله؛ لأن الله - تعالى - أمركم أن تحفظوا أيمانكم، اللهم يا من خلقتنا فأوجدتنا، وأمددتنا بالنعم، وعلمتنا ما لم نكن نعلم، نسألك اللهم بهذه النعم التي أنعمت علينا أن تجعلنا ممتثلين لأمرك، مجتنبين لنهيك، متبعين لرسولك، وأن تتوفانا على ذلك يا رب العالمين، اللهم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، واعلموا أن "خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها - أي: في دين الله -، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة"، فعليكم بالجماعة، اجتمعوا على دين الله ولا تفرقوا فيه، فإن من شذ عن جماعة المسلمين شذ في النار" وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم؛ الذي دلكم على الخير ورغبكم فيه، وبين لكم الشر وحذركم منه، فله عليكم حقوق أعظم من حقوق الآباء والأمهات، ويجب عليكم أن تقدموا محبته على محبة الأمهات والآباء والبنات والأبناء، بل وعلى النفس، فإنه لا يتم الإيمان إلا بذلك، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين أبى بكر، وعمر، وعثمان، وعلي أفضل أتباع المرسلين، اللهم ارض عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارض عنا معهم، وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان. الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
hgpr hgsh]s lk pr,r hglsgl ugn Hodi hglsgl Yfvhv fdldki Y`h Hrsl ugdi >
|
| |