![]() | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1082 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام جاء الإسلام بعقـيــدة سمــحة غـراء، مـن أهــم ما يميزهاالسهولة واليسر، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين العبد وربه عز وجل؛ فلا وساطة بينالإنسان وخالقه تبارك وتعالى، وإنما بعث الرُّسل ليبلِّغوا الرسالة ويبيِّنوهاوينيروا الطريق، ومع انقطاع الوحي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ورث العلماءمهمة الرسل والأنبياء. لكن مع تقادم الزمن وتخلِّي بعض العلماء عن مهمته؛انحرفت فئات من المسلمين عن جادة الطريق، وزيَّنت لهم شياطين الإنس والجن ما لميُنزِل به الله من سلطان؛ فتشوَّهت صورة العقيدة البيضاء، ودخل فيها ما يعقِّدهاويخرجها عن يُسْرها ونقائها؛ فأضحت العلاقة بين العبد وربه تتطلب وسطاء وشفعاء منالأموات فضلاً عن الأحياء. ومن أشدِّ صور هذا التشوُّه العقدي تقديس القبوروالأضرحة واتخاذها واسطة للتقرُّب إلى الله عز وجل، فضلاً عن اتخاذها آلهة من دونالله؛ بصرف صنوف من العبادة لها مثل: الذبح والاستغاثة والتوسل.. إلخ. وتتعاظمالخطورة مع إقامة الاحتفالات السنوية عند هذه القبور فيما يسمى بظاهرة «الموالد» حيث تجتمع الانحرافات السلوكية والمظاهر البدعية والشركية في صعيد واحد ووقتواحد. يتفاوت انتشار هذه الموالد بين الدول الإسلامية، وتحظى مصر بنصيب الأسد منالأضرحة والموالد، خاصة مع وجود موالد للنصارى يحضرها - مع الأسف - بعض عوامالمسلمين، كما يوجد مولد لليهود اسمه مولد «أبي حصيرة» في محافظة البحيرة شمال مصر. ولا تكاد تخلو مدينة مصرية من عدة أضرحة تُقام حولها الموالد السنوية. ومن أشهر هذهالموالد: الحسين، والرفاعي، والبدوي، والسيدة زينب، والقناوي. وفي هذا التحقيقنحاول إلقاء بعض الضوء على استمرار ظاهرة الموالد في مصر؛ تذكيراً بخطورتها،ومحاولة للتعرف على أسباب الاستمرار، ونركِّز على المحاولات الشيعية والأمريكية؛لاستغلال هذه الظواهر في تحقيق أهدافهم، كما نشير إلى أهم طرائق المواجهةوأساليبها. الموالد في الإسلام: يقول الدكتور محمود المراكبي رئيس جماعةأنصار السنة في مصر: إن الاحتفالات بموالد الأنبياء والأولياء والصالحين من البدعالمنكرة التي أحدثها الغلاة والمبتدعة في دين الله عز وجل، واستحسنها كثير من الناسممن قلَّ علمهم وسهل التأثير عليهم. والاحتفال بالموالد من البدع والضلالاتالمخالفة للسنة؛ حتى لو لم تصاحبها المنكرات؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحتفل بمولده، ولم يحتفل الصحابة بمولده - صلى الله عليه وسلم - ولا بموالدالصالحين، ولا اجتمعوا لها؛ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أحدث فيأمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ» ويقول - صلى الله عليه وسلم - : «إياكم ومحدثاتالأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، ويقول - صلى الله عليه وسلم: «اللهم لا تجعل قبري عيداً»، ويقول - صلى الله عليه وسلم - أيضــاً: «لا تجعلوابيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلُّوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثماكنتم»(1). وعن علي بن الحسين أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيها فيدعو، فدعاه فقال: ألا أحدثك بحديث سمعته من أبيعن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تتخذوا قبري عيداً ولابيوتكم قبوراً، وصلوا عليَّ؛ فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم»(2). وعنسهيل بن أبي سهيل قال: رآني الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - عند القبر فناداني، وهو في بيت فاطمة يتعشَّى فقال: هلمَّ إلى العشاء، فقلت: لاأريده، فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلَّمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: إذا دخلت المسجد فسلِّم، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تتخذوا قبري عيداً ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليَّ؛ فإن صلاتكمتبلغني حيثما كنتم، لعن اللَّه اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»(3). ويضيفالدكتور جمال المراكبي: هذا الذي قلناه هو حكم الموالد في الشرع الحنيف وإن لمتصاحبها منكرات وبدع؛ فكيف والموالد لا تخلو من بدع ومنكرات بعضها شركية وبعضهابدعية؟ النشأة والتطور: ظاهرة الاحتفال بالموالد معروفة من العصور السابقةعلى الإسلام؛ فكان الفراعنة واليونان يحتفلون بالآلهة، ويجعلون عيداً لظهورها، ثمانتقل ذلك إلى النصرانية فكانوا يحتفلون بالموالد؛ مثل: ميلاد المسيح عليه السلام،ثم جاء بعض المنتسبين إلى الإسلام فتشبَّهوا باحتفالات النصارى وجعلوا احتفالاًبمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - . لذلك يُرجِع بعض الباحثين أصول الموالد فيمصر إلى العصر الفرعوني، فيربط الدكتور فاروق أحمد مصطفى أستاذ الاجتماع في جامعةالإسكندرية في دراسة بعنوان «الموالد.. دراسة للعادات والتقاليد الشعبية فيمصر»(4)؛ يربط بين الموالد وبين الاحتفالات الفرعونية القديمة، ويقول: إن أهم ملامحالاحتفالات الفرعونية هي تقديس الآلهة والفرعون وتقديم القرابين، والجانب الفلكلوريمثل: الموسيقى والغناء والرقص. كما أن هناك عبارات التقديس التي كانت تُطلق علىالفرعون؛ فهو الذي يهب الحـياة، وهو النور الذي يهدي الناس، وهو إما الإله أو منسلالة الآلهة. وهذه الصفات نفسها نجد كثيراً منها مستخدَماً حتى الآن في تقديسالأولياء والقديسين. ويتفق معظم الباحثين على أن أول من أحدث بدعة الموالد فيالإسلام هم العبيديون «الفاطميون». يقول الشيخ علي حشيـش مدير الدعوة والإعلام فيجماعة أنصار السنة في مصر: إن مصر - حفظها الله - كانت ولا تزال أهل سنة حتى دخلهاالفاطميون وما هم بفاطميين؛ فأول من ابتدع الموالد وبنى المزارات وأحدث القباب علىالقبور في مصر هم العبيديون أصحاب الدولة اليهودية الباطنية الفاسدة المفسدة (دولةالعبيديين) المسمَّاة كذباً وزوراً وتغريراً باسم «الفاطميين» وهم برآء من فاطمةالزهراء - رضي الله عنها - وهي بريئة منهم. وحول أصول الفاطميين؛ قال الإمامالحافظ ابن كثير في كتاب: البداية والنهاية (12/653): «الفاطميون على زعمهم لميكونوا بفاطميين، وإنما كانوا ينسبون إلى عُبَيْد وكان اسمه سعيداً، وكان يهودياًحداداً، دخل بلاد المغرب وتسمى بعبيد الله، وادَّعى أنه شريف علوي فاطمي، وقال عننفسه إنه المهدي... وراج لهذا الدعيِّ الكذَّاب ما افتراه في تلك البلاد، وآزرهجماعة من الجهلة، وصارت له دولة وصولة، ثم تمكَّن إلى أن بنى مدينة سمَّاها(المهدية) نسبة إليه، وصار ملكاً مطاعاً يُظهِر الرفض وينطوي على الكفر المحض. ثمكان من بعده ابنه القائم محمد، ثم ابنه المنصور إسماعيل، ثم ابنه المعز، وهو أول مندخل ديار مصر منهم... ويضيف الشيخ علي حشيش: فهم أول من أحدث قبة على القـبرالذي بنوه بالقاهرة باسم الحسين - رضي الله عنه - والحسين بريء منهم. وكانوايزخرفون هذا المنكر بكثرة ما يذبحون ويطعمون من الطعام، وما يخلعون من الخِلَع،ويبذلون من الأموال يشترون بها الذين باعوا دينهم في سوق الدنيا، وما أكثرالمحتاجين والمجانين الذين يطوفون حول القبر المزخرف بالنحاس والفضة والستائرالحريرية، وأضاؤوا حوله، وزعموا أن به رأس الحسين، ثم أخذوا يرفعون القباب علىالموتى ويروِّجون في مصر المزارات والموالد حتى حمى الله مصراً بأهل السنة، وجاءصلاح الدين الأيوبي. ويذكر ابن كثير في: البداية والنهاية (12/945) ما قام به بنوأيوب من تطهير لهذا المنكر وحفظ لمذهب أهل السنة وإبادة لمذهب أهلالبدعة. وبصفته شيخاً سابقاً للطريقة الخلوتية الصوفية لنحو 15 عاماً؛ يقولالمهندس محمود المراكبي - رائد تطوير البرمجيات الإسلامية، وصاحب المؤلفات الشهيرةفي نقد الصوفية -: ظاهرة الموالد في مصر نشأت مع الدولة الفاطمية التي تنتسب زوراًوبهتاناً إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حيث أراد العبيديون إقامة مناسبات تدفعالشعب المصري إلى التعلُّق بنَسْل فاطمة رضي الله عنها، فظاهرة الموالد ظاهرها حبأهل البيت - رضي الله عنهم - وباطنها الدعوة إلى الأفكار الشيعيةالمسمَّمة. ويدلِّل المهندس محمود المراكبي على جهل الصوفية وأن الموالد لهاأهداف خفية؛ بقوله: والعجيب أن أشهر القبور والأضرحة في مصر لا يوجد بها أصحابها؛فالحسيـن - مثلاً - لم يدخل مصر، وفي كتابي «القول الصريح في حقيقة الضريح» أثبتُّتاريخياً أن رأس الحسين لم يدخل مصر. كما أن القبر المزعوم للسيدة زينب مكتوب عليه «مشهد السيدة زينب» والفرق بينه وبين الضريح أن الضريح يعني: أن الشخص مدفون في هذاالمكان بشكل يقيني، أما المشهد فالذي قال: إن السيدة زينب مدفونة هنا هو «عليالخواص» وهو شيخ الشعراني وهو أمِّي لا يقرأ ولا يكتب، وزعم أنه شهد في الرؤيا أنالسيدة زينب مدفونة هنا، وتبعه على ذلك الجهلاء وأصبح واقعاً مقرراً. كما أن موقعمسجد السـيدة زينـب بالقـرب من نهر النـيل، والمصـريـون لا يدفنون موتاهم إلا قربالجبل خوفاً من تسرُّب مياه النيل إلى الأرض الطينية. لقد كانت وظيفة الموالدالتي أنشئت من أجلها - بحسب دراسة الدكتور فاروق أحمد مصطفى - هي العمل على نشرالدعوة الفاطمية، وإلهاء الشعب عن التغيير الديني الذي يجري في البلاد، واستخدمت منالوسائل والأساليب ما يساعد على تحقيق هذه الوظيفة واستمالة الشعب لحب الفاطميين،وهو ما يؤكده - أيضاً - الباحث عبد الغني النبوي الشال في كتابه «عروسة المولد»؛حيث يرى أن الدولة الفاطمية تفهمت نفسية الجماهير المصرية؛ فخلقت هذه الموالدوالاحتفالات لتحقيق هدفين؛ الأول: إشباع المصريين إشباعاً دينياً بالموالدوالاحتفالات وتقوية الحركة الصوفية. والثاني: إبعاد المواطنين عن التفكير في محاسبةالحكام. ويوافق على هذا الرأي الأستاذ جمال بدوي في كتابه «الفاطمية دولة التفاريحوالتباريح»(5). بدع ومنكرات.. وضمَّة لحاف! لا تخلو الموالد من البدعوالمنكرات والمخالفات الشرعية. ويفرق الدكتور جمال المراكبي بين البدع والمنكراتالتي تدخل في باب الشرك وبين التي تدخل في باب البدع، ويرى أن أهم المظاهر الشركية: دعاء صاحب القبر فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، واعتقاد أنه يجيب الحاجاتويكشف الكربات؛ وهذا من الشرك الأكبر الذي ينافي التوحيد، والعكوف على القبوروالذبح لها من دون الله والنذر لأصحابها، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:{لعن الله من ذبح لغير الله}(6). وعن ثابت ابن الضحاك قال: «نذر رجل على عهد رسولالله - صلى الله عليه وسلم - أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى النبي - صلى الله عليهوسلم - ، فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد منأعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أَوْفِ بنذرك، فإنه لاوفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم»(7). ومفهوم هذا الحديث أنه لوارتبط الذبح أو النذر بعيد من أعياد الجاهلية المرتبطة بالأوثان والأصنام؛ فإنالذبح والنذر لا يجوز الوفاء بهما في هذه الحال. ومن المظاهر البدعية: الحرص علىالاجتماع في الموالد ودعوة الناس في أقطار الأرض لشهودها، وشد الرحال إليها وإلىالقبور. ومن البدع أيضاً: رفع قبور الموتى، وبناء المساجد عليها، وبناء القباب،وتعيين السدنة، وما يكون في الموالد من اختلاط بين الرجال والنساء، وامتلائهابالملاهي المحرمة، وما يفعله بعض الجهال في بعض البلاد من اللهو واللعب والغناءالمحرم، وما يتبع ذلك من السهر في معصية الله والاستهانة بمحارم الله، والتهاونبالصلوات وتضييع السنن الظاهرة والباطنة. ومن العجب العجاب أن تجد أهل البدع منالروافض ومن المتصوفة يجتمعون على هذه البدع والمنكرات ويعدونها من صميم الدين،ويصفون المنكرين عليهم من أهل السنة والجماعة بأنهم خوارج وغـلاة ووهـابية،ويزعمـون أنـهم لا يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يحبون الصالحين، بل همأقوام قد سلبهم الله الإيمان بهذا الغلو. زعم الشعراني أن الأحياء والأمواتيحضرون الاحتفال بمولد سيده عند ضريحه، بل يحضره النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائر الأنبياء والأولياء. وأما من يُنكِر المولد ويمتنع عن حضوره؛ فعن ضياع إيمانهحدِّث ولا حرج. قال الشعراني: أخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي أن شخصاً أنكر حضورمولده فسُلِب الإيمان، فلم يكن فيه شعرة تَحِن إلى دين الإسلام، فاستعان بسيديأحمد، فقال: بشرط ألا تعود، فقال: نعم! فردَّ عليه ثوب إيمانه(8). وبحسب دراسةالدكتور فاروق أحمد مصطفى؛ فإن الموالد تعمل على تدعيم الاعتقاد في الأولياء وتقويةهذا الاعتقاد؛ فالشعائر المتعلقة بالموالد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاعتقاد فيأهمية الأولياء والقديسين والأدوار التي يقومون بها وتأثيرهم في الحياة اليومية. وإذا كانت الجماعات الدينية تعتقد اعتقاداً راسخاً بهؤلاء الأولياء، وترتبط بهمبوثاق القرابة الشعائرية، ويعدونهم آباءهم وأجدادهم الروحيين؛ فإن كثيراً منالمريدين والبسطاء يُرجِعون أسباب نجاحهم في حياتهم اليومية من عمل أو دراسة أوتجارة أو إنجاب أطفال أو زواج البنات إلى قيامهم بتأدية هذه الشعائر، وإلى تأثيرهؤلاء الأولياء عليهم، هذا بالإضافة إلى الاعتقاد في أنهم السبيل إلى التقربوالوصول إلى الله؛ فهم الذين يشفعون لهم عند الخالق، ويسألونه تحقيق دعائهم فيالدنيا والآخرة؛ فليس بينهم وبين الله حجاب، بل قد يصل الاعتقاد بهم إلى درجة أكبرمن ذلك؛ فيرى بعضهم أنهم هم الذين يحققون الأعمال، ويعينونهم على قضاء حاجاتهم ورفعالظلم عنهم. ويصف الدكتور فاروق مشهد سيدة عجوز اقتربت من مقصورة البدوي وأخذت تشكوإليه ما أصابها على يد زوجة ابنها، رغم ما تقدِّمه لها ولابنها من خير الأعمال التييعرفها السيد البدوي، وتطلب منه الانتقام من هذه الزوجة. ومن ذلك أن المهندسمحمود المراكبي يحكي ما شاهده من بدع الموالد ومنكراتها خلال صوفيته السابقة فيقول: إن الموالد مناسبة ليذهب النـاس ويذكــروا الله - كما يدَّعون - على أنغام الموسيقىوالتمايل والتراقص، وهي ظاهرة خطيرة. وترجع هذه الممارسات المنحرفة إلى الفكرةالصوفية حول ما يسمى «الوَجْد» وهو خاطر يأتي في القلب يشغل عن الدنيا وما فيها،فقال الصوفية: إذا لم يكن عندك وَجْدٌ فتواجدْ؛ على وزن: إذا لم تبكوا فتباكوا،فالتمايل عند الذكر هو محاولة للوصول إلى الوجد المزعوم، وهو مثل حفلات الزار ومثلالموسيقى العنيفة التي يستمع إليها «عبدة الشيطان» لتفريغ الطاقة في حركات عنيفة،فهي الفكرة ذاتها للذكر المزعوم عند الصوفية، وكثيراً ما نجد أن الذِّكْر المزعوممختلط بين النساء والرجال؛ فالذِّكْر مختلط، والتمايل مختلط، والرقص مختلط، ولا حولولا قوة إلا بالله. ويكشف المراكبي عن أحد المنكرات الخطيرة في الموالد فيقول: إن هناك ما تقوم به بعض الطرق الصوفية من اختبار لصدق اتِّباع أفرادها ويسمى (ضمَّةاللحاف) وتعني: الإتيان برجل وامرأة من الطريقة الصوفية نفسها أي: (مريد ومريدة) فيدخل الرجل والمرأة تحت لحاف واحد حتى الصباح، فإذا لم يحدث بينهما جماع؛ دلَّ ذلكعلى الإخلاص وصدق الاتِّباع! هذا فضلاً عن شرب المخدرات وهو ما رأيته بنفسي فيالموالد. أسباب الانتشار: 1- الاستغلال المادي: في حوار مع صحيفة(الأخبار) المصرية منذ عامين قال وزير الأوقاف المصري: «إن حصيلة النــذور فيالفتــرة من 1/7 /2005م إلى 30/6/2006م بلغت 52 مليوناً و67 ألفاً و579 جنيهاً». وقالت صحيفة (المصري اليوم) في 28/12/2006م: إنه في محافظة البحر الأحمر تنحرالذبائح وتقدم النذور يوم مولد أبي الحسن الشاذلي وتصل إلى 120 ألف رأس من الخرافوالماعز والإبل. وبإضافة ما سبق إلى النذور اليومية من الطيور والماشية وحليالنساء، بالإضافة إلى ما ينفقه المصريون خلال الموالد على اللهو والمأكولات؛ تتبينالضخامة المادية لعوائد الأضرحة والموالد، وهو ما يؤكد عليه المهندس محمودالمراكبي؛ حيث يرى أن الفائدة الشخصية معتبرة في استمرار الموالد؛ فجدول أعمالأصحاب الأغاني والموسيقى والألعاب النارية مزدحم بالموالد في أرجاء مصر، كما أنالباعة وأصحاب الفنادق الرخيصة بالقرب من مواقع الموالد تنتعش تجارتهم في تلكالمواسم، فضلاً عن المنافع الواسعة للقائمين على الموالد؛ خاصة فيما يتعلق بالنذوروالوجاهة والمكانة الاجتماعية والدينية وكسب الولاء الديني والاستزادة من الأتباعوالمريدين. وذلك ما أشار إليه الباحث محمد صبري محمد يوسف في دراسته المهمة التينال بها درجة الماجستيــر، والتي جاءت بعنوان (دور المتصوفة في العصــر العثمــاني) حيث رصد في الفصل الخاص بمصادر القــوة الاقتصادية للمتصوفة كيف استفاد كبارالمتصوفة من الملمح التجـاري للموالد، وكيف أن هذه الموالد مثلت أسواقاً سنوية يجريفيها التعامل التجاري جنباً إلى جنب مع زيارة المريدين لأصحاب الأضرحة. 2- الجهل والعاطفة: يرى الدكتور محمود زكي جابر أستاذ علم الاجتماع في جامعةحلوان أن الأضرحة والموالد ليست فقط مجرد مظاهر أو رموز، بل هي أعمق من ذلك؛ لأنهاتمسُّ عقيدة أغلب المصريين؛ فارتباطهم بها ليس وليد اليوم، بل هو شيء متوارث فيداخلهم ونشؤوا على تقديسه واحترامه، وقد أكدت العديد من الدراسات التي أجريت حولهذا الموضوع أنه كلما قلَّ المستوى التعليمي أو انعدم؛ كلما زاد ارتباط الناس بهذهالأضرحة والموالد. كذلك كان لبعض الطرق الصوفية دورها الكبير في تدعيم هذهالمعتقدات وخصوصاً في الريف، بل الغريب أن الناس في بعض القرى تمنح الولاية لأبناءالصالحين وأحفادهم بغضِّ النظر عن مسلك هؤلاء الأبناء والأحفاد، وبعد وفاتهم يبنونلهم الأضرحة، وينسجون حولهم الروايات والكرامات. ويشير المهندس محمود المراكبيإلى أن العاطفة الشعبية المصاحبة للجهل من أهمِّ أسباب استمرار الموالد. والعاطفةعندما توجَّه في غير الصراط المستقيم تؤدِّي إلى الشرك، والمثال واضح في أصنام قومنوح عليه السلام؛ فالأمر بدأ بحب الصالحين ومحاولة تكريمهم بصناعة تماثيل لهم، لكنهتحول مع تتابع الأجيال إلى الشرك الصريح وعبادة هذه التماثيل. والقصة تتكرر دائماً؛فالنبي يموت ويترك قومه على الإيمان، لكن مع تتابع الأجيال يبدأ الشرك حول قبرالنبي ثم قبور الصالحين؛ فالأضرحة والموالد هي بؤرة الفساد التي يظهر منهاالشرك. 3- أسباب متنوعة: يرى الدكتور جمال المراكبي أن أهمَّ أسباب انتشارالموالد: كثرة الطرق الصوفية التي تُعدُّ بالآلاف، وحرص كل طريقة على أن يكون لهااجتماعاتها واحتفالاتها، والمد الشيعي والحسينيات المنتشرة في بقاع الأرض، والدعمالذي يقدَّم لهؤلاء وأولئك؛ بداية من الاستعمار وانتهاءً بالأنظمة التي ترى فيتأييد أرباب الموالد والطرق دعماً لاستقرارها، وانتشار الجهل في القرى والريف وهوما يسهل التأثير على عوام المسلمين وأكل أموالهم، وأخيراً: يرى بعض الناس فيالموالد موسماً تجارياً يروِّجون فيه بضائعهم ويروِّحون فيه عن أنفسهم بالمشاركة فيالملاهي والمغاني وحفلات الغناء والرقص التي تشهدها الموالد عادة. ومن جهة أخرى؛يرى الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله - مدير مركز التنوير الإسلامي لبحوث المذاهبالوضعية، ورئيس قناة الأمة الفضائية - أن أهمَّ أسباب انتشار الممارسات الصوفيةوعلى رأسها الموالد وجود مساحة في الصوفية تلبِّي الحاجات الروحية لشرائح منالمسلمين خاصة فيما يتعلق بالحب والتعلق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فالصوفيةتستغل حب المصريين للنبي - صلى الله عليه وسلم - لتجييش الجماهير، وهو للأسفالشديد من الأبواب التي نقصِّر فيها ولا تأخذ حقها ومكانتها؛ فلو تتبَّعنا دروسمعظم الدعاة والعلماء ومحاضراتهم فإننا لن نجد القدر الكافي من الحديث عن المحبةالقلبية للنبي - صلى الله عليه وسلم - . كما أن الصوفية تلبِّي الحاجات الجسدية،حيث تضيق بشدة دائرة الحرام وتتسع دائرة المباحات غير الشرعية، فالجماهير تتجه لاشعورياً نحو عدم التقييد، بالإضافة إلى الدعم الدولي. مخاطر الموالد: 1-نشرالسلبية.. وتحريف المقاصد: يرى المهندس محمود المراكبي أن الموالد هي خطط مدبَّرةلإشغال الناس بدون فائدة؛ فتصبح الجماهير مغيَّبة، ويجري توجيه المسلمين إلى عدمالاهتمام بالشأن العام وعدم الإحساس بمشاكل المجتمع ومحاولة النهوض به. إنها فكرةتدعونا إلى أن نجلس بجانب الأضرحة وننتظر المدد والغوث من سيدي فلان؛ فهي فكرةسلبية تماماً وتسلب الإرادة من المجتمع. كما تكمن الخطورة في تفريغ العاطفة الدينيةفي هذا العبث، فيشعر الإنسان بعد زيارة الأضرحة وحضور الموالد أنه أدَّى شيئاًكثيراً تجاه الدين. إن العاطفة الدينية الجيَّاشة التي يمكن استثمارها في تفجيرطاقات المجتمع والنهوض بالأمة فيربح المسلم الدنيا والآخرة؛ تُفرَّغ - للأسف الشديد - في عبث الموالد؛ فيخسر المسلم دنياه ويقع في بدع وأعمال شركية تهدِّدآخرته. كما يرى المراكبي أن الموالد حرَّفت المقصد الأصيل لزيارة القبور، ألاوهو التفكر وتذكُّر الموت وأخذ العبرة والعظة والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة،فالقبور المزخرفة والمضاءة والمغطاة بأفخر الأقمشة، وما يصاحبها من موالد للتكريموالتفخيم؛ تحرِّف مقصد الزيارة؛ من تذكُّر الآخرة، وتحرفها من الدعاء للميت إلى طلبالمدد والغوث واتخاذه واسطة بين الإنسان وبين الله تبارك وتعالى، وهذا من مظاهرالشرك. ويضيف المراكبي: لو كان علي بن أبي طالب حياً لهدم الأضرحة بنفسه، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً لهدم الأصنام والقبور البارزة، فكأنه استشرافللمستقبل من قِبَل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سيؤول إليه الوضع حول القبوروالأضرحة، وأن من يقومون على هذه البدع والخرافات سينتسبون زوراً وبهتاناً إلى عليرضي الله عنه. 2-مطية للاحتلال: ذكر الجبرتي أن نابليون أمر شيخ مشايخ الطرقالصوفية في مصر بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليقالزينات، بل حضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره، ويعلِّق عبد الرحمن الرافعي قائلاً: فنابليون قد استعمل سياسة الحفلات ليجذب إليه قلوب المصريين من جهة، وليعلن عن نفسهفي العالم الإسلامي بأنه صديق الإسلام والمسلمين. ويعلِّل الجبرتي اهتمام الفرنسيينبالاحتفال بالموالد عموماً لما رأوه في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع واجتماعالنساء واتِّباع الشهوات والرقص وفعل المحرمات. تكرَّر الأمر في الجزائر، حيثذكر المؤرخ الفرنسي «إميل دارمنغهم» أنه خلال الاحتلال الفرنسي كان يزور ضريح الوليسيدي عابد نحو 100 ألف زائر سنوياً ويجري الاحتفال تحت حراسة الأمن الفرنسي. كماكان يوفر الاحتلال الفرنسي الأمن والسلامة لزوار الأضرحة، ويمنحهم خصماً على تذاكرالقطارات يصل إلى النصف. في الوقت ذاته قام الاحتلال بغَلْق مؤسسات جمعية علماءالمسلمين ومدارسها والتضييق على علمائها ومطاردتهم بسبب رفضهم للاحتلال ومحاولةإيقاظ الأمة ونشر الوعي والثقافة الشرعية(9). لم تغب هذه الأساليب الخبيثة عنوعي الاحتلال الجديد؛ فقد نشرت مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» الأمريكية عام 2005م تقريراً بعنوان «عقول وقلوب ودولارات» يقول: (يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيونبشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة،وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يُقِرُّوا الصوفية علناً؛ بسبب فصل الدينعن الدولة في الدستور الأمريكي؛ فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركةالصوفية. ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزاراتالصوفية في الخارج، والحفاظ على مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطىوترجمتها، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها). كما نشرت مؤسسة (راند) الشهيرة منذ أكثر من سنتين وثيقة عنوانها (الإسلام المدني الديمقراطي.. من يشاركفيه؟ وما هي مصادره وإستراتيجياته؟). ومن بين توصيات الدراسة: توجيه قدر أكبر منالانتباه إلى الإسلام الصوفي، وذلك من خلال تشجيع شعبية الصوفية وقبولها، عبر تشجيعالبلدان ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على ذلك الجانب من تاريخها وعلىإدخاله ضمن مناهجها المدرسية. وتبعاً لذلك أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحرياتالدينية بضرورة قيام الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية، وهو الأمر الذي سيحظىبأكثر من استجابة من قِبَل حكومات هذه الدول وهو ما سيتضح من خلال أكثر من مؤشر دالفي هذا السياق(10). ومما ورد في تقرير «راند» عن الطرق الصوفية: «يعظمون قبورالقديسين ويؤدون عندها الصلوات، ويؤمنون بالأرواح والمعجزات ويستخدمون التعاويذ،ومجموعة الاعتقادات هذه أزالت تماماً التعصب الوهابي، وأصبح كثير منهم لا يرونتضارباً بين معتقداتهم الدينية وولائهم لدولهم العَلْمانيةوقوانينها»(11). يعلِّل الشيخ أبو إسلام الدعم الدولي للصوفية والانشغالبالموالد؛ بأن في ذلك تحييد شريحة كبيرة من المجتمع وإخراجهم من مواجهة مشاريعالهيمنة الخارجية على أمتنا. ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل إن فئات من هذه الشريحةالمحيَّدة تصبح من أعداء مشروع الصحوة والنهضة الإسلامية، ومن ثَمَّ يخسر المشروعالإسلامي فئة من جمهوره ويتكون له أعداء جُدد، ثم يُهدَر جزء من الدعوة باتجاهالشريحة المحيَّدة والأعداء الجدد، ويشغل الدعاة بهم عن مواجهة الخطر الخارجي. وهوعين ما يريده أعداء الإسلام. في هذا السياق يقول الدكتور كمال حبيب - الباحثالمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية -: يشجع الغرب وأمريكا على وجه الخصوص الموالدوالطرق الصوفية؛ لأنهم يرون الدين بهذه الطريقة، وهو نوع مما يطلقون عليه «الدينالمدني» ذا الطابع الاحتفالي فارغ المضمون، الـذي لا يعبر بداخله عن جوهر حقيقي. فهناك ما يمكن أن نصفه تفضيلاً أو ميلاً غربياً لرؤية الدين بهذه الطريقة، ويريدونأن يكون الدين كذلك في كل العالم؛ خاصة في العالم الإسلامي. وقد كان المستعمرونالقدامى يشجعون الموالد والطرق الصوفية، وأقام الإنجليز العديد من مقابر المشايخالمزيفة على طرق تجارية أرادوا إحياءها في مصر والهند وغيرهما وأقاموا كذلك حولهاالموالد المزيفة. ويضيف الدكتور كمال: إن الغرب حين رأى أن الإسلام بصيغتهالمقاومة للغرب والرافضة لتدخُّله في شؤون المسلمين وإدارة حياتهم ومجتمعاتهم ونُظمتفكيرهم وخياراتهم التي عرفتها الأدبيات المختلفة بحركات التجديد والإحياءالإسلامي؛ حين رآها الغرب تحمل مشروعاً للنهضة مستمداً من دينها وهويتها وضدالعولمة الفكرية وفرض نمط الحياة الغربية؛ فإنه انزعج وأسس مراكز للأبحاث والدراساتانتهت في بعض توصياتها بضرورة تشجيع التيارات الإسلامية ذات الطابع العدمي والصوفيالذي لا يرى أن الغرب عدو، بل يراه - ربما - إشارة للخير؛ لأنه يدعم الصوفية ويفتحلها الأبواب. كما أن الصوفية نوع من التماهي مع مفهوم العَلْمانية الغربي الذي هونوع من الحلول الذي يختلط فيه اللاهوت بالناسوت دون تمييز بين الحق والخلق أو تمييزبين الإسلام والمسيحية في صيغتها الغربية. ويـرى أن هـنـاك نـوعاً مـن الإسـلاميمـكن أن نصــفه بـ «الإسلام الأمريكي» أو «الإسلام الحداثي» الذي يفرط بالقواعدالكلية والأصول الراسخة للعقيدة وخاصة «الولاء والبراء»، وهذا النوع من الإسلام ذوطابع صوفي لا يميز بين الإسلام والنصرانية. وكثير من الجهد الأمريكي - على وجهالخصوص - انصرف لتشجيع هذا النوع من الإسلام المفارق للإسلام الحق لكي يواجه بهالحق وأهله. ومن ثم فالتشجيع الغربي للصوفية هو نوع من موازنة التيارات الإسلاميةالإحيائية والاصطفاف الصوفي في مواجهتها. في السياق ذاته يقول المهندس محمودالمراكبي: لقد كشف السفير الأمريكي السابق لدى القاهرة «ريتشار دوني» بشكل سافر عنالخطط الأمريكية في دعم التيار الصوفي في المجتمع الإسلامي، فزيارته لمولد البدويواختلاطه بالدراويش أظهرا النموذج الإسلامي الذي تريده أمريكا مثالاً يُحتذى به،فهي تريد المسلم الدرويش الذي لا شأن له بالشأن العام، والذي يعتكف عند الأمواتيطلب المدد والعون منهم ويفرغ طاقته في الموالد والاحتفالات، ولا يعنيه احتلالأفغانستان أو العراق أو المسجد الأقصى... فأمريكا تدعم التيار السلبي في المجتمعالذي لا تعنيه قضية الجهاد، ونصرة الحق، ومواجهة مشاريع الهيمنة الغربية، وإصلاحالمجتمع المسلم والنهوض به. قنطرة للشيعة: (الخميني: مصر سنية المذهب، شيعيةالهوى). منذ مدة وجَّهت عناصر شيعية في أمريكا دعوة لنحــو 12 شيخاً من مشايخالطرق الصوفية في مصر لحضور مؤتمر عن التصوف عقد في ولاية كاليفورنيا، وجاءت الدعوةمن قِبَل «علي كيانفر» رئيس الاتحاد العالمي للتصوف. وعلَّق الدكتور محمد أبو هاشمعميد كلية أصول الدين في الزقازيق، بقوله: «إن هذا المؤتمر شيعي، والهدف من دعوةبعض مشايخ الطرق إلى المؤتمر هو محاولة تجنيدهم لدخول التشيع إلى مصر؛ لأن المنظمينللمؤتمر من الشيعة». وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد حذَّر في العام الماضي منالمحاولات الشيعية لاختراق مصر، وقال: (إن الشيعة أخذوا من التصوف قنطرة للتشيع،وإنهم اخترقوا مصر في السنوات الأخيرة من هذا الجانب). يروي المهندس جمالالمراكبي قصته مع أحد الشيعة خلال زيارته إلى مصر، حيث طلب أن يزور بعض الأضرحة،وبعد الزيارة قال: (هل تظنون أن مصر أهل سنة؟ أنا لم أرَ داخل الأضرحة غير شيعة). هو يقصد أنه لا فرق بين الممارسات الشيعية وبين ما يتم داخل الأضرحة مثل: السجودعند العتبات وتقبيلها. لذلك فأمل الشيعة في مصر كبير بأن تعود دولة شيعية مرة أخرى؛فيُلعَن أبو بكر وعمر على منابر الأزهر جهاراً. ويشير المراكبي إلى أن الشيعةيستغلون حب المصريين لأهل البيت - رضي الله عنهم - في نشر مذهبهم بطريقة خبيثة، وهيتشجيع حب أهل البيت ودعمه وإقامة الموالد، وفي الوقت نفسه نشر الشبهات حول الصحابةوإثارة القضايا الشائكة ونشر الأحاديث والقصص الموضوعة خاصة في ظل انتشار الأميةالدينية؛ وبذلك تختل كفتا الميزان عند المصريين الذين يحبون الصحابة كما يحبون أهلالبيت؛ رضي الله عنهم جميعاً؛ فهم يستغلون الحب والجهل في الوقت نفسه، كما يستغلونقضية الإمام لدى الشيعة والقطب لدى الصوفية، ولا بد أن يكون القطب أو الإمام من أهلالبيت، وهذا من أهمِّ مداخلهم. على الجانب الآخر؛ يرى الدكتور كمال حبيب أنه ليساستغلالاً في الواقع وإنما هو جزء من منظومة التشيع التي تعبِّر عن تديُّن بلادين، والمقصود بذلك أن من يقومون بأعمال الشرك المنافية للتوحيد من الشيعةوالمتصوفة يفعلون ذلك تديناً، ولكن الدين أو المرجع الذي يرجعون إليه هو في الواقعمذهب وضعه على مدار القرون رجال استناداً إلى أساطير وأوهام لم يشرعها رب العالمين. ويضيف: فالتشيع والصوفية وجهان لحقيقة واحدة وهي الارتكاس في وحل الوثنيةوعبادة الأشخاص والولع بالقبور العظيمة والطواف حول المقبورين بها. الصوفية هي نوعمن الممارسات الأقرب إلى الأساطير والخرافة وكذلك التشيع، وبالطبع مدخل حب آل البيتهو المدخل الذي يدخل به الشيعة على المتصوفة ومن ثَمَّ يصبح المتصوف على شفا جُرُفهارٍ من بوابة التشيع. بيدَ أن التوحيد والإسلام الإحيائي المقاوم ينتشر ويتجذر فينفوس عامة المسلمين في مصر والعالم العربي والإسلامي كله؛ لأنه دين الفطرة والعقلودين التوحيد والفقه والشريعة والإنسان. طرائق وأساليب المواجهة: يتعجب بعضهممن استمرار الإقبال على الموالد على الرغم من انتشار العلم الشرعي خاصة بعد ظهورالعديد من الفضائيات الإسلامية وما لاقته من ترحيب واسع بين شرائح المجتمع المصري. وحول تأثير الفضائيات الإسلامية يقول الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله: على الرغم منانتشار القنوات الفضائية الإسلامية إلا أن تأثيرها ما يزال محدوداً؛ لأنها تخاطبالمتدينين؛ فلم تصل الفضائيات الإسلامية إلى الشريحة الأوسع من المجتمع وهي الأكثرتأثُّراً بالممارسات الصوفية وعلى رأسها الموالد. ولا ننسى أن الفضائيات الإسلاميةما زالت في بداية الطريق ولم تكمل أعواماً قليلة جداً وإمكانيتها ضعيفة. والممارساتالصوفية مثل الموالد أصبحت عادات راسخة في المجتمع منذ قرون عديدة لا يمكن هدمها فيلحظة واحدة؛ خاصة مع ضعف القدرات والإمكانيات. ولمواجهة هذه الممارسات وغيرهاخاصة الاستغلال الشيعي؛ يرى الشيخ أبو إسلام أنه لا بد من الانتباه إلى افتراءاتالشيعة على أهل السنة والجماعة، حيث يثيرون نحو ألف فِرْية على أهل السنة، فلوتخصصت فئات من العلماء والدعاة لكل فرية ودحضها، لكن دون الإشارة إلى الشيعة وإلىأنها شبهة؛ لأن كلمة (شبهة) تترك أثراً سيئاً في القلب. ولا بد أن يجتمع العلماءوالدعاة لترشيد الدعوة وتحديد أولوياتها في الوقت الراهن، ووضع أجندة يمكن الاتفاقعليها والعمل من خلالها، ومن أهم نقاط هذه الأجندة: الاهتمام بالقضايا الحياتيةللمسلمين مثل: الغلاء والاحتكار والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتعريفبالتاريخ الإسلامي الصحيح واستخلاص العِبَر والدروس وربطها بالواقع المعاصر،والتعرف على الثغرات التي يدخل منها أعداء الإسلام، وتخصيص شرائح من العلماءوالدعاة للوقوف على كل ثغر، ويُعَدُّ الإعلام من أهمِّ هذه الثغرات؛ فأرى أن نخصِّصله نحو 10% من العلماء والدعاة. ويرى فضيلة الشيخ علي حشيش أنه لمواجهة انتشارهذه المظاهر والانحرافات لا بد من تعريف الناس بتوحيد الإلهية وتوحيد الأسماءوالصفات، وبيان كذب أصحاب الموالد في الحلولية والاتحادية، وأن من ذبح لغير اللهفهو ملعون، وأن الذين يُذبح لهم سواء كانوا أحياء أو أمواتاً فهم عـباد مثلـنا،وتربـية النـشء على التوحيـد وأنـه لا يُسأل إلا الله، قال - صلى الله عليه وسلم: {يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألتفاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله...}. كما يطالب فضيلة الشيخ بإقامة قوافلوأسابيع علمية وثقافية في مدن مصر وقراها لنشر منهج أهل السنة خاصة في توقيت هذهالموالد وهو ما يكون له الأثر في إيقاف العديد منها وابتعاد كثير من الناسعنها. ويطالب المهندس محمود المراكبي بعدم إرسال مندوب من الأزهر لحضور الموالد،وعلى الأزهر أن يقوم بتوعية الجماهير ببدعية هذه الاحتفالات، وأنها ليست من مظاهرالإسلام، وأن هذه الممارسات تسيء إلى صورة المسلمين، وتشوِّه نقاء العقيدةالإسلامية؛ خاصة أن علماء الأزهر الكبار أفتوا بحرمة إقامة القبور والأضرحة فيالمساجد وإقامة الموالد حولها. ولمواجـهـة هـذا الخـطر؛ يقـول فضـيلة الشيخمحـمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر: لا بد من مواجهة هذا الخطر بهمَّةعالية ونشاط كبير، والقيام بقوافل دعوية، والسماح لهذه القوافل بأن تطوف أرجاءالبلاد. ولقد كنا نقوم بذلك انطلاقاً من كلية الدعوة الإسلامية في الأزهر، لكنالباب أُغلق، فنحن بحاجة إلى دعم وتقوية وثقة ويقين واسترداد الثقة بالعلماءوالدعاة؛ خاصة أن الشيعة يستغلون الجهل والفقر في نشر مذهبهم المنحرف الذي يؤدي إلىترسيخ المظاهر الشركية؛ من التمسح بالعتبات والاستغاثة بالأموات؛ خاصة مع انتشارالجهل بين عامة الناس بسبب التضييق على العلماء والدعاة. لذلك يرى رئيس جبهة علماءالأزهر أن المسؤولية تقع بالأساس على المسؤولين؛ لأننا بدون فتح الأبواب والنوافذلن نستطيع التحرك، ثم يأتي دور العلماء والدعاة بعد ذلك في نشر العقيدة الصحيحةوالنزول إلى واقع الجماهير وتصحيح المفاهيم. ويبقى الأمل: في إطار الإعدادلهذا المقال قمنا بزيارة مسجد الحسين لمشاهدة ما يحدث في المولد النبوي المزعوم،حيث تقام هناك ما تسمى (زفة المولد) التي تبدأ منذ الصباح بتجمُّع كل الطرق الصوفيةعند مسجد «صالح الجعفري» بالقرب من الحسين، ثم تبدأ المسيرة بعد العصر باتجاه مسجدالحسين، حيـث تغلـق الشـوارع ويتقدم مشايخ كل طريقة ومن ورائهم الأتباع حاملـينالرايات والشعارات، مردِّدين الأناشيد والأوراد الخاصة بهم، وتنتهـي المسيـرة أمامالمسجد قرب صلاة المغرب حيث يدخل الجميع إلى باحة المسجد، بينما يغلق ضريح الحسينبسبب الزحام الشديد، ثم تبدأ الاحتفالات الرسمية بعد صلاة المغرب والتي تنقلهاالإذاعـة والتلفـاز ويتحـدث فيها شيخ مشايخ الطرق الصوفية ومندوب عن الأزهر،ويحضرها مندوب عن الحكومة. وبعد صلاة العشاء تبدأ الاحتفالات الصوفية بجوار المسجد،حيث تقيم كل طريقة خيمة، تمارس داخلها طقوسها الخاصة.ولعلنا نكتفي بما ذكرهالعلماء من بدع ومنكرات الموالد حتى لا نطيل أكثر من ذلك. لكن من المهم الإشارة إلىأهـم ما لاحظناه وهو أن الغالبية الساحقة من أتباع الطرق الصوفية هـم مـن كبـارالسن ومـن جهـلاء العامـة، حيـث لاحظنا ندرة الشـباب خلال مسيـرة (زفـة المولـد) أوداخـل المسجـد أو الاحتفالات خارجه. إن ذلك يشـي بأن الصـحوة المبـاركة بجهودالعلماء والدعاة قـد آتـت أُكلها بفضل ربها تبارك وتعالى؛ فالجيل الجديد لم يـعديلتـفت إلى هذه الخزعـبلات، وانتشـرت - بفضل الله - حقيقة الموالد بين كثير منشرائح المجتمع المصري. لكن ما زالت هناك كثير من الجهود المطلوبة والحركة المستمرةالدؤوبة؛ لإزالة بقايا ركام الجاهلية، وسد الثغرة أمام أطماع الاحتلال وأحقادالشيعة، وما يزال أمام العلماء والدعاة عمل شاق لتنقية المجتمع من العقائد والأفكارالمشوهة؛ لتعود شريعة المسلمين كما بدأت: سمحة بيضاء نقية. (1) أخرجه أبو داود، وصححه الألباني (1/571). (2) رواه ابن أبي ?شيبة، وصححه الألباني في تحذير الساجد (95). (3) رواه سعيد بن منصور في «الاقتضاء» وقوَّى إسناده الألباني في: أحكام الجنائز. (4) فاروق أحمد مصطفى، الهيئة العامة للكتاب، «الموالد.. دراسة للعادات والتقاليد الشعبية في مصر». (5) أسامة شحادة، مجلة العصر، في تاريخ المولد وتطوره وغايته.(6) صحيح مسلم، كتاب الأضاحي. (7) سنن أبي داود، كتاب الإيمان والنذور. (8) طبقات الشعراني. (9) زقاوة أحمد، مجلة الصوفية، قصة الصراع بين التدين الخرافي والإسلام النقي. (10) عباس بوغالم، إسلام أون لاين، صوفية المغرب.. رعاية رسمية ودعم أمريكي. (11) عبد الحق بوقلقول، مجلة الصوفية، التدين الخرافي تحت الرعاية السامية. l,hg] lwv >> fdk hg[ig ,hghsjyghg >>> ;jfi g;l ulv, j,tdr | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام ![]() | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018