16 / 02 / 2010, 10 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن هذا القرآن الكريم العظيم المجيد الذي تتلونه صباحاً ومساءً هو كلام الله عز وجل، كلام رب العالمين، لفظه ومعانيه تكلم به تعالى كلاماً حقيقياً، فألقاه إلى جبريل ثم ألقاه جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:191-195]، فيا عباد الله، اتلوا كلام الله - عز وجل -، اتلوه حق تلاوته، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ [فاطر:29-35]، اللهم اجعلنا من الذين يتلونه حق تلاوته؛ الذين أحللت لهم دار المقامة من فضلك يا رب العالمين يا حي يا قيوم. عباد الله، اتلوا كلام ربكم صباحاً ومساءً، اتلوه على صدوركم أو في المصافحة، فإن من قرأ كلام الله فإن له بكل "حرف عشر حسنات"(26)، ليس الحرف الكلمة ولا الجملة وإنما الحرف هو الحرف الذي تكون منه الكلمة، فـ (ألم) هي ثلاثة حروف فأكثروا من تلاوة كتاب الله ولاسيما في هذا الشهر المبارك "فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدارسه جبريل في شهر رمضان كتاب الله عز وجل"(27)، وإذا مررتم بآية سجدة فاسجدوا "وقولوا سبحان ربي الأعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي"(28)، "اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت سجد وجهي لله الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين"(29)، "اللهم اكتب لي بها أجراً وحط عني بها وزراً واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"(30)، وكبروا عند السجود ولا تكبروا عند الرفع، ولا تسلموا؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا إذا سجد الإنسان في أثناء الصلاة فإنه يجب عليه أن يكبر حين السجود، وأن يكبر حين الرفع من السجود؛ لأن الذين وصفوا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكروا "أنه يكبر في كل خفض ورفع"(31)، ومن المعلوم أنه كان يقرأ آية السجدة فيسجد فيها؛ كما صح ذلك عنه صلى الله عليه وسلم "حين قرأ إذا السماء انشقت في صلاة العشاء فسجد فيها"(32)، وإذا مررتم بآية سجدة فاسجدوا في أي وقت كان، سواء كان ذلك بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة الظهر، أو بعد صلاة العشاء، أو في الضحى، أو في وسط الليل، أو في أي وقت كان؛ لأن سجود التلاوة ذو سبب، وكل صلاة ذات سبب فإنه لا نهي عنها، ولذلك إذا دخل الإنسان المسجد في أي وقت "فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين"(33). أيها المسلمون، أكثروا من قراءة القرآن بتدبر وتأمل وتفكر، ولا حرج عليكم إذا مررتم بآية فيها اعتبار لا حرج عليكم أن ترددوها حتى تصلوا إلى الغاية المقصودة وهي الخشوع وتأثر القلب بكلام الله عز وجل، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ قوله تعالى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة:118] "ومازال يرددها صلى الله عليه وسلم"(34)، وإذا كان الإنسان يستمع إلى قراءة أخيه فسجد القارئ فإنه يسجد معه، أما إذا لم يسجد القارئ فإنه لا يسجد "لأن زيد بن ثابت رضي الله عنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيها لأن زيد بن ثابت كان هو الذي يقرأ ولم يسجد فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم"(35)، "ولهذا لما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم أي لما قرأ سورة النجم فبلغ قول الله تعالى: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾ [النجم:62] سجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس"(36). أيها المسلمون، اتلوا كتاب الله حق تلاوته، وحافظوا عليه، وعظموه، واسألوا الله تعالى أن يجعلكم من العاملين به، المصدقين لأخباره، فإن به - والله - سعادة الدنيا والآخرة، وبه الصلاح والفلاح والرشاد، والهدى والتقى، اللهم اجعلنا ممن يتلون كتابك حق تلاوته، اللهم اجعلنا ممن يتلون كتابك حق تلاوته، اللهم اجعلنا ممن يتلون كتابك حق تلاوته، اللهم ارزقنا الإيمان بمتشابهه، والعمل بمحكمه، واجعله قائداً لنا إلى رضوانك والجنة يا رب العالمين، اللهم اجعلنا ممن يحلل حلاله ويحرم حرامه، اللهم أسكنا به جنات النعيم يا رب العالمين، اللهم دلنا به إلى ما ينفعنا، وحذرنا به مما يضرنا يا رب العالمين، واعلموا - أيها المؤمنون - أن "خير الكتاب كتاب الله، وأن خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فعليكم بالجماعة - اجتمعوا على دين الله، اجتمعوا على شريعة الله، اجتمعوا في كل موطن أمركم الله بالاجتماع عليه - فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار"، وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد لاسيما في يوم الجمعة، فإن الله يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:56]. الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
fdhk u/lm i`h hgrvNk hgu/dl ,hgpe ugn jgh,ji >
|
| |