المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.81 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين. وبعد: فالناظر في أحوال البشرية اليوم أو قل: المسلمين لا يجدهم غير أربعة رجال: رجلٌ بسط الله عليه الرزق وألهمه الشكر فكان سليمانيا بتصريف فضل الله عليه في مراضي الله ومَحَابِّه , وهو معترف لربه بالفضل عليه مقر بجميل منته لديه يقول بحاله ومقاله هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر. ورجلٌ بسط الله عليه الرزق فكان قارونياً يقول بلسان الحال (إنما أوتيته على علم عندي) أو بلغة عصرية بكدي وذكائي وتعبي وشقاي وتحويشة عمري وغير ذلك مما لا تسمع معه نسبة النعمة إلى المنعم جل وعز. ورجل ٌ قدر الله عليه رزقه وضاقَ حاله وقلت منه ذات اليد وما ثناه الفقر والفاقة عن محاربة الله بالمعاصي والاستعلاء عن الضراعة بين يديه وسؤاله من فضله فهو يسرق ويحتال ويغش ويخادع ويتسول ويجمع المال من كل طريق فالحلال عنده ما حل في يده , وهذا والعياذ بالله كفقراء المجوس واليهود الذين ذاقوا ويلات الدنيا بالفقر وويلات الآخرة بالعذاب على ما كانوا يصنعون , خسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. ورجلٌ قدر الله عليه رزقه وضاقَ حاله وقلت منه ذات اليد فما اشتكى لغير الله وما مد كفا إلا لمولاه يزهو بقناعة قل نظيرها عند أحد , إن وجد قنع وإن لم يجد صبر وحمد , ومثل هذا الرجل الأخير هو من عنيته بهذه الكلمات لا لشيء إلا لكثرة نوعيته بين أهل العلم والقرآن , فأولاء وإن كان بعضهم ممن بسط الله عليه الرزق فصاروا كالصديق وابن عوف وكانوا رجلاً صالحاً أوتي مالاً صالحاً إلا أن كثيراً جداً منهم فقراء بسطاء أخفياءُ. ولو لم يكن لهذا الصنف من الأخيار إلا أنَّ الله اختار لرسوله أن يكون إمامهم في هذه العيشة - الراضية باطناً وإن ظهرت للرائين قسوتها ومرارتها - لكفاهم ذلكم شرفاً , وهذه محاولة أَبتدِأُها وأؤملُ من الإخوة الأفاضل إكمالَها حول مظاهر الفقر والقلة التي عاشها رسول الله في حياته , ومرَّ بها أتباعه الكرام من الصحابة والتابعين والعلماء وعوام الصالحين من المسلمين إلى هذا الزمن , ليتخذها كل من قُدر عليه رزقه سلوى ينجلي عنه بها الحزن , ويُنحَرُ بها الأسفُ على فوات الدنيا وفق الطريقة النبوية , مستقبلاً صاحبها القبلة الآخرة التي تُنسِي الغمسة فيها بؤس الدنيا كلها فكيف بمقيل أو مبيت بل كيف بخلود وبقاء.؟ إنَّ حياة إمامنا لازمها الفقر والشدة قبل خروجه لهذه الدنيا بوفاة والده , فخرج يتيماً فآواه الله بكفالة عمه أبي طالب له وبذلك امتنّ عليه بقوله سبحانه (ألمْ يجِدكَ يتِـيماً فَـآوَى). وما إن انتهت مرحلة طفولته - التي عانى فيها ذووه ما عانوه وهم يطلبون له مرضعاً فأبين عنه تطلعاً إلى من كثر مالُه من أبناء الأثرياء حتى أكرم الله حليمة رضي الله عنها باسترضاعه ففازت بخيري الدارين - حتى شبَّ في حاجة وفقرٍ اضطرَّاه لأن يكون راعياً لغنم أثرياء مكة يومئذ , ففي الصحيح أنه قال ( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ) . فقال أصحابه وأنت ؟ فقال ( نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة). وكم من حملة القرآن وطلاب العلم اليومَ الذين أنعم الله عليهم بالعمل والتكسُّب بالمهن اليدوية وغيرُهم من المبتَلَيْن يحصد الملايين من الربا والمحرمات وهو متكئٌ على أريكته , فحريٌ بأولئك الكادحين بحثا عن الحلال شكر الله على هذه النعمة واستصحاب معاناته في هذه الفترة من عمره بل والفترة التي تلتها يوم أكرمه الله بالزواج من سيدة غنية في قريش بعد أن رأت منه أثناء عمله عندها براهين الصدق والأمانة التي لم تملك أمامها إلا الخروج عن الأعراف والتقاليد التي تحكُم مثيلاتها فرغبت الزّواج من هذا الشاب المجد المجتهد في عمله وخطبها عمه حكزة من أبيها . وبعد البعثة النبوية عاش حياةً لم يتغير فيها شيئ من حيثُ الجدة والوفرة , بل كان يأتيه السائل فيحاول سقايته وإطعامه ويحول العجز والفقر بينه وبين ذلك ففي الصحيح أنه جاءه رجلٌ فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فطلب رسول الله من صحابته من يقومُ باستضافته وإطعامه إذ عجز هو عن ذلك. فانطلق به أحد الأنصار إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه قال فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) ولك أن تتأمّل تسع بيوت ما على الأرض بيوت أحبُّ إلى الله منها تخلو من كل شيء عدا الماء , ثمَّ يحالُ السائل إلى بيت من بيوت الصحابة ما فيه إلا قوت صبية يتضاوون من الجوع , وبيوتنا اليومَ تلقى منها أطايب الأطعمة مع حفايظ الأطفال ومخلفاتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.!! تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيح : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض.!! وتمرّ عليه أيام يضطر فيها إلى أكل ورق الشجر ففي الصحيح عن قيس عن سعد قال : رأيتني سابع سبعة مع النبي ما لنا طعام إلا ورق الحبلة أو الحبلة حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام خسرت إذا وضل سعيي.! وفي داره لم يكن ثمة ما يرد العينَ من وثير الفرش و ألوانها وأشكالها المتعددة , بل له وسادة يشترك فيها هو وزوجه رضي الله عنها و وإن احتاج الأمرُ ودعت الضرورة إلى اشتراك ثالثٍ من أهل الدار معهما فلا حيلة إلا ذلك ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة وأضطجع رسول الله وأهله في طولها.!! ولو جرّب أحدنا ذلك مع طفله أو الرضيع من أطفاله وزوجته لما تحمّله ولشق الأمر عليه. بل كانت تضيق عليه حجر داره عن اجتماع نوم أهله وسجوده هو ففي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.! وينام على الحصير فلا يقوم عنه إلا وقد أثّر في جنبه تأثيراً استنزل عبرات الفاروق والفاروق الفاروق في صبره وشدته وخشونته , ترى أيُّ أثر هذا الذي تركه الحصير على جنب رسول الله فأبكى عمر .؟ جاء في الصحيح عن عمر بن الخطاب في بعض حديثه يصف رسول الله :وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبوبا وعند رأسه أهب معلقة فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت فقال ( ما يبكيك ) . فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخر ة) ونفقته كانت التمرَ والماءَ شهوراً , ففي الصحيح عن عروة أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول : كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد في بيت من بيوت رسول الله نار قال قلت يا خالة فعلى أي شيء كنتم تعيشون قالت على الأسودين التمر والماء .!! وتلاقى بنته الطاهرة رضي الله عنها ما تلاقيه من أثر العمل في بيت زوجها حتى تركت الرّحى أثراً في يديها , فتصبرُ ولا تشتكي لعلمها أن أباها لا طاقة له بتوفير الخادم حتى طرق مسمعها أنه وجد رقيقاً من السبي فأخبرت أمَّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها بالحال وما تجده من أثر العمل فما كان منه لتخبر رسول الله فيجود لها بعبد أو أمة تقوم بشأنها فقال لها وهو الأبُ الرحيم القائل في فاطمة رضي الله عنها: إنّما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما أذاها. ولا شك أن وقع أثر الرّحى على يديها قد بلغ من قلب هذا الأب الحاني مبلغاً عظيما , ولكنه رغم كل ذلك تحامل على عواطفه وفرّق السبي بين المسلمين وجاء لبنته وزوجها رضي الله عنهما قائلاً ألا أدلكما على خير مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين فهو خير لكما من خادم ). وأترك المجال للأحبة الأعضاء لإتحافنا بما علموه وتعلموه من شدة الحال في حياة رسول الله وصحابته وتابعيهم إلى هذا الزمن , ولي عودة إلى الموضوع إن شاء الله. كتبه اخونا في الله ابو زيد الشنقيطي
sg,m hgwhgpdk lk hgtrvhx frgm `hj hgd] lk Ylhl hgHkfdhx ,jhfudi wgn hggi ugdi ,sgl>
التعديل الأخير تم بواسطة طويلب علم مبتدئ ; 13 / 02 / 2010 الساعة 09 : 07 PM |