10 / 02 / 2010, 59 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة في الإيمان فكانوا في شد بعضهم بعضا وتعاونهم على الخير كالبنيان وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك الرحيم الرحمن وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من بني الإنسان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما أما بعد أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم اخوة في دين الله وأن هذه الاخوة أقوى من كل رابطة وصلة فيوم القيامة لا أنساب بينكم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ولكن الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين فنموا أيها المسلمون هذه الاخوة وقووا تلك الرابطة بفعل الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله اغرسوا في قلوبكم المودة والمحبة بعضكم لبعض فاوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ومن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله نال بذلك ولاية الله أيها المسلمون إن الأمة لا تكون امة واحدة ولا يحصل لها قوة ولا عزة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها صلى الله عليه وسلم بقوله (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) أيها المسلمون لقد أرست الشريعة الإسلامية أسس تلك الروابط والأواصر فشرع الله ورسوله للامة ما يؤلف بينها ويقوي وحدتها ويحفظ كرامتها وعزتها وي*** المودة والمحبة شرع الله ورسوله للامة أن يسلم بعضهم على بعض عند ملاقاته فالسلام يغرس المحبة يقوي الإيمان ويدخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم وخير الناس من بدأهم بالسلام ) فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فليقل السلام عليكم وليرد عليه أخوه بجواب يسمعه فيقول وعليك السلام يقول الله عز وجل و(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وعلى هذا فإذا قال السلام عليكم بالجمع فقل وعليكم السلام وان قال السلام عليك فقل وعليك السلام وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله فقل وعليكم السلام ورحمة الله وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيها المسلمون لا يجوز للمسلم اذا سلم عليه أخوه أن يقول له في رد السلام مقتصرا على ذلك يقول أهلا وسهلا ولا يزيد وعليكم السلام لان أهلا وسهلا أو مرحبا أو ما أشبهها من الكلمات لا تجزئ عن قول وعليكم السلام لا بد أن يجيب بمثل ما حيي به لان الله يقول ( فحيوا بأحسن منها أو ردوها) أيها المسلمون لا تسلموا على غير المسلمين لا تسلموا على اليهود والنصارى والوثنيين لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ولكن اذا بدأوكم بالسلام فردوا عليهم بقولكم وعليكم وأما قول مرحبا وأهلا لهم فانه لا بأس به إذا كان في ذلك مصلحة والا فلا ينبغي أيضا لان المسلم أعلى من غيره من سائر المتدينين بدين فلا ينبغي أن يكون الإنسان المسلم وهو أعلى من غيره أن يكون بادئا لغيره بالسلام ولكن اذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم اذا قالوا مرحبا أبا فلان فقولوا مرحبا كما يقولون وأما السلام على العصاة والفساق من المسلمين فانه لا باس به ولا يجوز أن يهجروا الا اذا كان في هجرهم مصلحة بحيث يكون في ذلك موعظة لهم حتى يتركوا ما هم عليه من المعاصي لان الهجر كالدواء إن أفاد والا فلا فائدة منه ولهذا حرم النبي صلى الله عليه وسلم أن يهجر المسلم أخاه فقال صلى الله عليه وسلم(لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث دخل النار وقال صلى الله عليه وسلم (تعرض الأعمال على الله في كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا الا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا ) ولقد شرع الله للأمة من جملة ما شرع بعضهم ببعض أن يعود بعضهم بعضا اذا مرض فعيادة المرضى ت*** المودة وترقق القلب وتزيد في الإيمان والثواب وتوقظ المسلم الصحيح في حاله فان الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه بالصحة الا اذا رأى المرضى فمن عاد مريضا ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك ومن عاد أخاه المسلم لم يزل في جنا الجنة حتى يرجع وينبغي لمن عاد المريض الا يطيل الجلوس عنده الا اذا كان يرغب في لك وينبغي لمن عاد المريض أن يذكره بما أعد الله للصابرين من الثواب وما في المصائب من تكفير السيئات وأن لكل كربة فرجة وينبغي له أيضا أن يفتح له باب التوبة والخروج من حقوق الناس واغتنام الوقت بالذكر والقراءة والاستغفار وغيرها مما يقرب إلى الله وينبغي لمن عاد المريض أن يسأله كيف يصلي وكيف يتطهر لان كثيرا من المرضى يجهلون ذلك وقد رأيت بعض المرضى يصلي جمعا ويقصر في الصلاة ظنا منه أن من جاز له الجمع جاز له القصر وهذا في الحقيقة خطأ وخطأ كبير فان قصر الصلاة الرباعية لا يجوز الا في السفر خاصة وأما الجمع فانه يجوز كلما دعت الحاجة اليه سواء كان الإنسان في السفر أو في الحضر لهذا ينبغي ولا سيما لطلاب العلم اذا عادوا مرضى أن يسألوهم كيف يتطهرون وكيف يصلون وأن يرشدوهم إلى ما يلزمهم من الوضوء إن قدروا عليه أو التيمم إن لم يقدروا عليه وأن يبينوا لهم كيف يصلون لان كثيرا منهم كما ذكرنا يجهلون ذلك ( ولا تحقروا أيها المسلمون لا تحقروا شيئا من ذكير المريض وارشاده فان المريض قد رقت نفسه وخشع قلبه فهو إلى قبول الحق والتوجيه قريب وأمر الله تعالى ورسوله بالإصلاح بين الناس (إنما المؤمنون أخوة فاصلحوا بين أخويكم) وأخبر الله أن ذلك هو الخير (لا خير في قليل من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف يؤتيه أجرا عظيما) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تعدل بين اثنين صدقة) وإن الإصلاح بين الناس راب للصدع ولم للشعب واصلاح للمجتمع كله وثواب عظيم لمن ابتغى به وجه الله وان الموفق من الناس اذا رأى بين اثنين عداوة وتباعدا سعى بينهما في إزالة تلك العداوة والتباعد حتى يكونا صديقين متقاربين وأمر باجتماع المسلمين على كلمة الحق والتشاور بينهم في أمورهم حتى تتم الأمور وتنجح إلى الوجه الأكمل فان الآراء إذا اجتمعت مع الفهم والدراية وحسن النية تحقق الخير وزالت الشر بإذن الله أيها المسلمون إن القاعدة الأصيلة بين المسلمين أن يسعوا في كل أمر يؤلف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحد رأيهم وأن ينابذوا كل ما يضاد ذلك ومن أجل هذا حرم على المسلمين أن يتهاجروا وانك لترى بعض المسلمين حريصا على الخير جادا في فعله لكن غره الشيطان في هجر أخيه المسلم من أجل أغراض شخصية ومصلحة دنيوية ولم يعلم أن الإسلام الذي من الله به عليه أسمى وأعلى من أن تؤثر الأغراض الشخصية أو المصالح الدنيوية في الصلة بين أفراده ولقد حرم على المسلمين أن يوقعوا العداوة بينهم بالنميمة وأن يسعوا في الإفساد فان من الناس من كان مشغوفا بهذا الأمر يحب أن يفسد الناس بعضهم مع بعض يحب أن يتباعد المسلمون ويتباغضوا يأتي إلى هذا فيقول له قال فيك فلان كذا وكذا فيلقي العداوة بينهما ولم يعلم انه بهذه النميمة أصبح من المفسدين في الأرض المتعرضين لعقوبة الله لقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال (انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة نمام ) (فاتقوا الله عباد الله واصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله مع المتقين) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
tqg hgsghl >
|
| |