27 / 01 / 2010, 58 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى اُسرتنـــــــــا الحمد لله الذي من علينا بنعمة الأولاد وفتح لنا من أسباب الهداية كل باب ورغب في طرق الصلاح وحذر من طرق الفساد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الكريم الوهاب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الخلق بلا ارتياب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب وسلم تسليما كثيرا أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد وأعلموا أن هذه النعمة فتنة للعبد واختبار لأن الله تعالي يقول (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)(التغابن: من الآية15) فإما منحة تكون قرة عين في الدنيا والآخرة سرور للقلب وانبساط للنفس وعون على مكابد الدنيا وصلاح يحدوهم إلى البر في الحياة وبعد الممات اجتماع في الدنيا على طاعة الله واجتماع في الآخرة في دار كرامة الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21) وإن من أسباب أن يكون الأولاد منحة من أسباب ذلك أن يقوم الوالد من أم وأب والأب هو المسؤول الأول لأنه راع في أهله ومسؤول عن رعيته أن يقوم كل من الأب والأم على أولاده وفي أولاده بما يجب عليه من رعاية وعناية وتربية صالحة ليخلف بعده ذرية طيبة تنفعه وتنفع المسلمين فإن العبد متى أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له ما بينه وبين الخلق ومع حسن النية والاستعانة بالله وكثرة دعاء الله واللجوء إليه يحصل الخير الكثير والتربية الصالحة قال الله عز وجل في وصف عباد الرحمن (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان:74) والله ما سأل هؤلاء الخيار ما سألوا ذلك وقعدوا عن فعل الأسباب بل سألوا الله ذلك وسعوا في أسباب ذلك فإن العقل والشرع كل منهما يقتضي أنك إذا سألت الله شيئا فلا بد أن تفعل ما تقدر عليه من أسبابه فإن كل أحد لو سأل الله رزقا لسعى في أسبابه لأنه يعلم أن السماء لا تمطر الدراهم ولو سأل الله ذرية لسعى في حصول الزوجة لأن الأرض لا تنبت أولادا وهكذا إذا سأل ربه صلاح ذريته وأن يكونوا قرة عين له فلا بد أن يسعى بما يقدر عليه من أسباب ذلك لتكون نعمة الأود منحة أما الشطر الثاني من الأولاد فأن يكونوا محنة وعناءا وشقاءا وشؤما على أهليهم ومجتمعهم وذلك في من لم يقم بما أوجب الله عليه لهم من رعاية وعناية وتربية صالحة أهملهم فلم يبال بهم أكبر همه نحوهم حين كانوا شهوة قذفها في رحم الأم أضاع حق الله فيهم فأضاعوا حق الله فيه لم يحسن إليهم بالتربية فلم يحسنوا إليه بالبر جزاء وفاقا ففاته نفعهم في الدنيا والآخرة وأصبح من الخاسرين وليكونن من النادمين ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر: من الآية15) لقد ضل أقوام اعتنوا بتنمية أموالهم ورعايتها وصيانتها وحفظها فاشغلوا أفكارهم وأبدانهم وانشغلوا بها عن راحتهم ومنامهم ثم نسوا أهلهم وأولادهم أيها الأخوة ما قيمة هذه الأموال بالنسبة للأهل والأولاد أفليس الأجدر أفليس الأجدر بهؤلاء أن يخصصوا شيئا من قواهم الفكرية والجسمية لتربية أهليهم وأولادهم أفليس الأجدر بهم أن يكونوا شاكرين لنعمة الله ممتثلين لأمره حيث يقول جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6) لقد جعل الله الولاية في هذه الآية جعلها للأولياء للأباء وحملهم مسؤولية الأهل وأمرهم أن يقوا أنفسهم وأهليهم النار النار المزعجة لم يأمرهم أن يقوا أنفسهم فقط بل أنفسهم وأهليهم ومن عجب من عجب أن هؤلاء المضيعين لأمر الله في حق أولادهم وأهليهم لو أصابت نار الدنيا طرفا من ولده أو كادت لسعى بكل ما يستطيع لدفعها وهرع إلى كل طبيب للشفاء من حرقها أما نار الآخرة فلا يحاول أن يخلص أولاده وأهله منها أيها الناس إن على كل واحد منا أن يراقب أهله وأولاده في حركاتهم وسكناتهم في ذهابهم وإيابهم فيقر ما كان صالحا وينكر ما كان فاسدا ويكلمهم بصراحة ويأخذ منهم ويرد عليهم ولا يغضب فيجفوهم ويعرض عنهم فإن ذلك لا يزيد البلاء إلا شدة إن الإنسان إذا لم يقم على مراقبة أهله وأولاده وتربيتهم تربية صالحة فمن الذي يقوم عليهم هل يقوم عليهم أباعد الناس ومن لا صلة له فيهم أم يترك هؤلاء الأولاد والأغصان الغضة تعصف بها رياح الأفكار المضللة والاتجاهات المنحرفة والأخلاق الهدامة فينشأ من هؤلاء جيل فاسد لا يرعى لله ولا للناس حرمة ولا حقوقا جيل فوضوي متهور لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا متحررا من كل رق إلا من رق الشيطان منطلقا من كل قيد إلا من قيد الشهوة والطغيان نعم لا بد أيها الأخوة أن تكون هذه النتيجة أن تكون هذه هي النتيجة إذا نحن أضعنا ما أمرنا الله به من ملاحظة أولادنا إلا أن يشاء الله إن بعض الناس يقول معتذرا أنا لا أستطيع تربية أولادي إنهم كبروا وتمردوا عليّ والجواب على ذلك أن نقول لو سلمنا هذا العذر جدلا أو حقيقة واقعة ثم فكرنا لوجدنا أنه هو السبب في سقوط هيبته من نفوسهم لأنه أضاع أمر الله فيهم في أول أمرهم وفي صغرهم فتركهم يتصرفون كما يشاءون لا يسأل عن أحوالهم ولا يأنس بالاجتماع إليهم لا يجتمع معهم على غداء ولا عشاء ولا غيرهما فوقعت الجفوة بينه وبين أولاده فنفروا منه ونفر منهم فكيف يطمع بعد ذلك أن ينقادوا له أو يأخذوا بتوجيهاته ولو أنه اتقى الله في أول الأمر وقام بتربيتهم على الوجه الذي أمر لأصلح الله له أمر الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70) (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:71) أيها الناس لقد كانت المدارس تأخذ وقتا كثيرا من أوقات الأولاد من ذكور وإناث وتتحمل عبئا ثقيلا من تربيتهم والآن وقد أوشكت المدارس على إغلاق أبوابها لهذا العام وأقبلت أيام إجازة الصيف فإن الأولاد من ذكور وإناث سيجدون فراغا كبيرا فراغا فكريا وزمنيا فعلينا أن نحاول ملْ هذا الفراغ واستغلال هذه الفرصة من أعمار شبابنا بما يكون نافعا لهم حتى لا تخمل أفكارهم أو يستغلوها بما يكون لغوا أو ضارا إنه يمكن استغلال هذه الفرصة بقراءة الكتب النافعة كل بحسب طبقته وما يتحمله عقله أو بمراجعة مقررات السنة التي نجح إليها أو بأعمال نافعة من بيع وشراء ومساعدة الأب في أعماله وإن علينا أن نضاعف جهودنا في مراقبتهم وتربيتهم في أيام الإجازة وأن نشعر بأن العبء ثقل علينا حتى ننمي هذه المضاعفة وإن على شبابنا من ذكور وإناث أن يستغلوا هذه الفرصة بما يكون نافعا وأن يحذروا غاية الحذر من مطالعة الكتب والمجلات والصحف التي تحمل في طياتها معاول الفساد والهدم من أفكار منحرفة وأخلاق سافلة وأزياء بعيدة عن الزي الإسلامي وعلينا أن نحذر السفر إلى بلاد لا نستفيد من ورائها إلا صرف النفقات الباهظة وإضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه بل في ما فيه مضرة أحيانا في الدين والخلق وها هي بلادنا ولله الحمد فيها من وسائل الراحة والمتعة ما يكفي للإنسان مع سلامته مما يخشى خطره من السفر إلى بلاد أخرى أيها المسلمون قوموا بما أوجب الله عليكم في هذه الأمور وغيرها تحمدوا العاقبة فإن الله سبحانه وتعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) اللهم إنا نسألك أن ترزقنا لقيام بما أوجبت علينا وأن تيسرنا لليسرى وتجنبنا العسرى وتغفر لنا في الآخرة والأولى اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
kulm hgH,gh] >
|
| |