14 / 01 / 2010, 39 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 12 / 12 / 2007 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 3,751 [+] | بمعدل : | 0.61 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 591 | نقاط التقييم: | 184 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : جريدة ملتقى اهل العلم الاخباريه كل شيء مُعرَّض لأن يضيع منا.. إنه ليس (المسجد الأقصى) وحده المهدَّد بالضياع، وليست فلسطين والعراق وأفغانستان المهددة بالضياع "فحسب"، بل إن كل العواصم العربية والإسلامية تقف وكأنها في طابور تنتظر دورها لتسلم الراية والقيادة والعقيدة لأعداء الإسلام والقرآن. وأحيانًا أفكر في مكة المكرمة والمسجد الحرام، وفي المدينة المنورة والمسجد النبوي (على ساكنه أفضل الصلاة والسلام)، ثم أسأل نفسي: يا تُرى في أي ترتيب وضعتهما تل أبيب وواشنطن ولندن وباريس؟! وما الموعد المحتمل الذي حددوه للانقضاض على مكة والمدينة؟! لقد فكر رينالددي شاتيون (أرناط) أيام صلاح الدين في هدم الكعبة، وكان يقطع الطريق على وفود الحجيج قائلاً لهم: اطلبوا من محمد أن يدافع عنكم!! ولهذا قتله صلاح الدين الأيوبي بيده؛ لينال شرف الثأر لمحمد r، وليثأر أيضًا لمكة والكعبة اللتين فكّر "أرناط" في هدمهما بعد الاستيلاء عليهما!! واليوم يُطالب أحد الصهاينة من سفاحي إسرائيل وتلامذة (شارون) المجرم الذي اجتاح المسجد الأقصى بأن يكون لليهود الإشراف على المسجد الحرام؛ لأنهم من نسل إبراهيم u، وإبراهيم هو الذي رفع قواعد الكعبة، فهم المؤتمنون على ميراثه!! أما العرب الساميون المسلمون أبناء (هاجر) الجارية، وإسماعيل (ابن الجارية) فليسوا أهلاً لهذا الشرف!! وقد طالبت ذات يوم إحدى القوى الإسلامية الهائجة بتدويل الحرمين، ربما لينال اليهود والصليبيون شرف الاشتراك في الإشراف على الحرمين. وهكذا تأخذنا ردود الأفعال والثورات العاطفية، ونهدم بيتنا بأيدينا، ونمكِّن أعداءنا منا.. وبين الحين والحين تتحدث الصهيونية عن (خيبر) و(بني قريظة الخونة)، و(بني النضير وبني قينقاع)، لتذكرنا بأنها تطمع في كل أرض مَشَتْ عليها قدم يهوديّ أو كان له فيها وجود، وأنها لا تحترم -بالنسبة للآخرين- الأديان ولا الأوطان ولا إنسانية أي إنسان؛ فاليهود -وحدهم- هم البشر، ومن سواهم من الحمير والبقر!! وهكذا تقول تعاليمهم الدينية في عهدهم القديم، وفي التلمود، وفي بروتوكولات حكماء صهيون التي ينكر بعضهم نسبتها إلى اليهود، وهي في كل سطر -وفي كل يوم- تصرخ بأني (صناعة صهيونية) و(مخططات يهودية)!! والمهم الآن: مَن للمسجد الأقصى قبل أن نقول ذات يوم: من للمسجد الحرام؟ وقبل أن نقول: من لمدينة رسول الله ومسجد رسول الله r؟ خاتم الأنبياء الذي يتآمرون عليه، ويشوِّهون في إعلامهم صورته؛ تعبئةً للنفوس ضدّه، وربما تمهيدًا لأمر يدبِّرونه بليل؟! ونطوي صفحة واقعنا الرديء؛ آملين في غد أفضل، فلا يأس من رحمة الله.. فكم زلزل المسلمون زلزالاً شديدًا! وكم جاءهم نصر الله! فالأمر كله بيده.. ولننظر في صفحة أخرى تفتح لنا بابًا عظيمًا للأمل.. والأمل -في الله- كبير! ففي يوم الاثنين، منذ ألف وأربعمائة وستة وثلاثين عامًا (1436 عامًا) ولد في مكة يتيمٌ عظيم هو محمد بن عبد الله r، وتقلب في ظروف بالغة الصعوبة، فخلال الثماني السنوات الأولى من حياته مات أمه ومات جده عبد المطلب الذي كان يرعاه، وكفله عمه أبو طالب.. ومنذ هذا التاريخ وطفلنا اليتيم العظيم يشعر بالمسئولية، فلم تكن له طفولة كالأطفال، بل كان عليه أن يتعلم رعي الغنم وشيئًا من التجارة، وأن يعلم أن الله الذي حرمه من الأم والأب والجد إنما فعل به ذلك ليصنعه على عينه، وليكلأه برعايته المباشرة {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} [الضحى: 6-8]. بلى، كان يتيمًا، وكان تائهًا يبحث كيانه عن الحق، وكان فقيرًا، لكنه -مع كل ذلك- لم يشعر بالضياع ولا باليأس.. حتى وإن غلبته الدموع في بعض الأحيان، فبكى أمه وحنَّ لوالده الذي لم يره.. لكن كل ذلك شيء وشعوره باليأس شيء آخر.. فحاشاه أن ييئس أو أن يشعر بالضياع. لقد كان يرنو إلى السماء دائمًا باحثًا عن ملك الملوك الذي يشعر به في كل كيانه، وباحثًا عن الرحمن الرحيم القادر وحده على إنقاذ كل الإنسانية.. وليت أمتنا المسلمة الآن -وهي تبدو تائهة كطفل يتيم لم يجد من يأويه ولا من يكفيه- تزرع الثقة بالله والإيمان به في كيانها، وليتها بعد أن جاءها النور موحى به من الله بواسطة هذا الطفل اليتيم عندما بلغ أشُدّه وبلغ أربعين سنة، تكل أمرها إلى الله وحده، وألاَّ تكل أمورها في حاضرها ومستقبلها إلى غير الله من أعدائها ليطعموها كأنها طفل يتيم، وليرسموا لها حدود عملها كأنها طفل ضال لم يبلغ سن الرشد.. ليتها تؤمن بالله وتثق فيه.. وتربِّي أجيالها على ذلك؛ لتعود -كما كانت- خير أمة أخرجت للناس. لقد عَبَر طفلنا اليتيم محمد بن عبد الله u أربعين سنة قبل أن يبعث؛ عاشها في ظلال الجاهلية، ومع ذلك عُرف بأنه "الصادق الأمين" وبأنه لم يسجد لصنم قط، وأنه الذكي القادر على حل المشكلات، والماهر بعلمه وخلقه وفطرته النقية في دنيا التجارة والمعاملات، وبأنه يحب الخلوة ليفكر في رب الأرض والسموات، وليصفي ما علق بنفسه من مخالطة عالم الصراعات والوثنيات.. فلما اصطفاه الله خاتمًا للنبيين، ومنقدًا للعالمين، كان قادرًا -بعون الله ثم بما ملك من مؤهلات الفطرة النقية الموصولة بالله الرافضة لعالم الظلم والوثنية- على القيام بأمر الدعوة إلى الله خير قيام؛ فقاوم الشرك وهو أعزل، لكنه غني بالإيمان وبالتوحيد، وقاوم الشر بالخير الذي كان يمتلئ به، وقاوم الظلم بالعدل والرحمة، فاستحق وسام قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، ووسام قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وراح وهو أعزل يطارد جحافل الوثنية والظلم في مكة، ومن ثمَّ بدأت أشعة جديدة تظهر في العالم منذ بعثته سنة 610م. وعندما ترك مكة بعد ثلاثة عشر عامًا من الجهاد المرير، ودخل يثرب أضاء من المدينة كل شيء، كأنما زحفت شمس الصباح فاكتسحت ظلام الليل البهيم، وتعطرت الدنيا بأنفاسه الزكية، ووجدت فيه الإنسانية الرجل الصالح لقيادتها، وحتى الحيوانات لجأت إليه وشعرت بالعاطفة نحوه، وحتى الجمادات من جذع ومن جبل قامت بينها وبين نبي الرحمة علاقة حب، فبكى الجذع لما تركه الرسول r واعتلى المنبر، كما أعرب الرسول r لجبل أُحُد عن حبه ليبادل الجبل العاطفة فقال لأصحابه: "أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"[1]!! ولأنه يعيش هذا السموّ الكوني الموصول بنفحات السماء لم تحكمه موازين القوة المادية، ولم يدخل معركة على أساس حسابات العدد والعدة.. بينما كان يحكم مدينة صغيرة ويعيش فيها ومن معه يترقبون غدر القبائل الوثنية وأحلاف قريش زعيمة الشرك في الجزيرة. كان -مع كل هذا الواقع- يخاطب ملوك العالم وقياصرته يدعوهم إلى الإسلام، ويحمِّلهم أوزار من معهم إذا لم يفتحوا الأبواب لوصول أشعة الإيمان ليعرف الناس رسالة الله الخاتمة المهيمنة على كل الرسالات، والمطهِّرة لها من أوشاب الوثنيات والعادات.. وعندها، وبعد أن يعرف الناس حقائق الدين الجديد الخاتم المهيمن.. وبعد أن يتبين الرشد من الغي.. {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، ولكن ليحيا من حيّ عن بينة، وليهلك من هلك عن بيّنة. فهذا هو (البلاغ) الذي كلفه الله به، والذي لا يمنعه عنه أية معادلات دنيوية انهزامية (حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره على أن يترك هذا البلاغ ما تركه أبدًا إلا أن يؤديه أو يهلك دونه)!! وهذا درسٌ لأمتنا المقهورة بالشعور بالهوان والضعف أمام دويلة هزيلة من شذّاذ الآفاق، تسعى لهدم الآثار الإسلامية وإزالة المسجد الأقصى، حتى بعد أن ثبت بالوثائق والحفريات العملية المشاهدة أنه لا صلة لمكان المسجد بالهيكل المزعوم الموهوم.. هذا درس لأمة النبي محمد r لكي تتجاوز -إذا كانت مؤمنة به حقًّا، وبما أنزله الله عليه- كل المعادلات في سبيل المقدسات والغايات العلوية السماوية التي نيطت بها. وللأسف فإن قطاعات كبيرة من الأمة تخونها وتبيعها.. وتدخل -وقد دخلت فعلاً- في مساومات كثيرة عليها، دون أن تستلهم مسيرة نبيها الكريم r الذي رفض -وهو في أشد حالات الضعف في مكة- المساومة على دينه ورسالته حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره. وعندما كان في المدينة كان يزرع الأمل والثقة في أصحابه -حتى وهو محاصر في ساعات الزلزلة في الخندق- مبشرًا إياهم بأنهم سيملكون قريبًا بلاد كسرى وقيصر، وبأن أكبر إمبراطوريتين ستجتاحها يومًا ما أشعة الإيمان بواسطة هؤلاء الفقراء المجاهدين الميامين الذين لا يجدون في ظروف الخندق ما يأكلون، ويضعون على بطونهم الحجارة من شدة الجوع، ولا يأمن الواحد منهم على نفسه وهو يقضي حاجته!! فيا أحفاد محمد.. يا حراس العقيدة وحملة مشعل الهداية، ماذا تقولون لرسولكم الذي ترك لديكم أفضل دين، وقدّم لكم أفضل سيرة، ولم يخضع لأية معادلات تزرع الوهن واليأس، وتبرر الاستسلام وقبول الذل والهوان، وتفرط في أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتعيش على خداع نفسها بالمساومات وقبول الوعود الكذوبة من حفدة بطرس الناسك وموسى السامري عابد العجل؟! أما موسى وهارون ومحمد فهم أنبياء الإسلام، وهم أبرياء من كل مزوِّر أو خائن أو عابد للمال والحياة، غير آبهٍ بلقاء الله، يوم يحاسب المرء على ما قدمت يداه.. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
hgls[] hgHrwn ,]vs hgsdvm hgkf,dm >> frgl: ]> uf] hgpgdl u,ds
|
| |