الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 4 | المشاهدات | 2926 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
13 / 07 / 2009, 43 : 03 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام " الاعتذار " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد. أيها المباركون : هذا لقاء متجدد مع برنامجكم "ذواتا أفنان" ، في لقاء اليوم سنأخذ عنواناً خاصاً هو " الاعتذار" ونزدلف إليكم في مقدمة هذا اللقاء بأننا لن نتكلم عن الاعتذار باعتبار معناه اللغوي وما خاضه أهل اللغة وأصحاب الصنعة في بيان مفرداته هنا أو هناك ، وإنما سنتكلم تلقائياً عن الاعتذار عبر التاريخ سواءاً كان قبل البعثة أو بعد البعثة أو في عصرنا الحاضر . والمقصود من ذلك ذكر مواقف متعددة من الاعتذار يظهر فيها بجلاء نفع كبير لمن تدبره و تأمله ، الاعتذار أحياناً يكون :اعتذاراً مبنياً على العناد و الكبر والكفر والجحود ومن أمثلته الظاهرة : *قول ابن نوح لما قال الله جل وعلا عنه حكاية عن من خبر نوح وابنه قال: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء}فقول ابن نوح : { سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء } هذا اعتذار لأبيه بأن لا يركب معه ، لكن هذا الاعتذار إنما هو مبني على الكفر والعناد والجحود وإن قلنا إن ابن نوح كان يعلم أنه طوفان يصبح المعنى كفر عناد ، وإن قلنا: أن ابن نوح لم يكن يعلم أنه الطوفان فيكون مبني على الجهل المركب ، ذلك أن العذاب عياذٌ بالله يكمن كبره وعظمته إذا كان المتلقي له لا يدرك أنه عذاب ، فيقول بعض أهل التحقيق من أهل التفسير : إن مصيبة ابن نوح العظمى أنه لم يكن يعلم أن هذا عذاب ، أو بتعبير أحرى كان يرجع ذلك الطوفان إلى الطبيعة وأنه مجرد أمرٌ ظاهر ، وأنه لم يرتكب ذنباً ، وأن أحداً من الأرض لم يقترف جرماً يستحق عليه أن يأتي طوفان يُذهب الأرض جمعا ، فقال بتعبير حاله الذي مبني على علمه :{ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء } لذلك كان جواب نوح { قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ } . * ثم يأتي التاريخ بخبر يوسف وما كان من إخوته وتآمرهم عليه فلما قدموا إلى أبيهم وليس معهم أخوهم { وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } كما قال الله جل وعلا ، جاءوا باعتذار مبني على الخديعة لكنهم لم يحكموا الصنعة فإنهم قدموا بالقميص كاملاً غير ممزق وجعلوا مع ذلك القميص دم كذب وهو دم شاة ذبحوها قال الله جل وعلا : {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ{16} قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } ثم ذكروا في ثنايا اعتذارهم ما يدل على كذبهم قالوا : { وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } قال ربنا: { وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } قال بعض أهل التفسير إن يعقوب عليه السلام أخذ القميص قال :" أي ذئب عاقل هذا أكل ابني وترك قميصه " فالاعتذار هنا مبني على إحكام صنعة مكرٍ لم تكتمل . * في التاريخ الإسلامي بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم جاء المنافقون إلى النبي عليه السلام قبل ذهابه إلى تبوك وطلبوا منه أن يصلي في مسجد الضرار فاعتذر إليهم صلى الله عليه وسلم ، الآن من المعتذر ؟ الرسول اعتذر إليهم أنه مشغول بسفره وأنه على أهبة سفر و لا يمكنه الآن أن يصلي في مسجدهم الذي بنوه ،ووعدهم أن يصلي إذا عاد فهذا الاعتذار منه صلى الله عليه وسلم قبل علمه أن هذا المسجد، { اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ }كما أخبر الله في سورة التوبة فكان اعتذاره صلى الله عليه وسلم وإن كان غير مبني على علم بحالهم إلا أنه كان اعتذاراً منجياً له عليه السلام وهذا من عظيم توفيق الله لنبيه لأنه لو صلى لكان حجة لهم في أن يجعلوا لهذا المسجد قداسة معينة أرادوها فكانوا قد ساءت سريرتهم في أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المكان فيصلي فيه فكان تزكية له قال الله: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } فجاء الأمر القرآني { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً } هذا كله بعد غزوة تبوك لكن قبل الذهاب اعتذر صلى الله عليه وسلم لما كان يشغله من الاستعداد للغزوة والسفر . * يأتي التاريخ كذلك فيحدثنا عن اعتذار كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضوان الله تعالى عنهم هؤلاء اعتذروا لكن جعلوا الصدق مطيتهم فصدقوا الله فصدقهم ولهذا قال الله جل وعلا بعد أن ذكر خبر اعتذارهم قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } فكعب يقول يا نبي الله لقد أعطيت جدلاً أنا رجلاً ذو فصاحة ذو بيان ذو بلغة في الكلام و استطيع أن أخرج منك بعذر لكنه قدم جانب الصدق لعلمه أن الله جل وعلا سيوحي إلى نبيه بحقيقة الأمر فكان في صدقه نجاته رضي الله تعالى عنه وأرضاه . *إذا تجاوزنا مرحلة النبوة وتاريخها نأتي إلى عهد أبي بكر في زمن أبي بكر حدث أن خالد رضي الله عنه اجتهد مع ضرار بن الأزور ، فأوكل خالد إلى ضرار أن يقتل مالك بن نويخ ، فمالك هذا كان من أرداف الملوك وكان له أخ يقال له متمم وبينهما كما بين كل أخوين بل يزيد من الألفة والمحبة ولهذا قال متمم عينية شهيرة في رثاء أخيه: وكــــنا كـــندمانَيْ جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلــــما تفرقنــــــا كـأني ومالكاً من الدهر لــــــــم نبت لـيلة معاً والقصيدة طويلة ليس هذا مجال سردها لما قتل مالك قتله ضرار بعد أن دعاه واستدعاه فظن مالك أنه في مأمن ثم قتل ،وملابسات القضية لم يفصح عنها التاريخ كثيراً لكن ظاهر الأمر أن مالكاً خُدع وأن من خدعه لم يرد خدعته وظن أنه كافر وهذا كله بمنأى نحن عنه لأننا نتكلم عن الاعتذار ، متمم هذا أخوه كانت له عين عوراء ميتة فحمل رحله وقدم المدينة في خلافة الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه ، والصديق يصلي بالناس فلما سلم رضي الله عنه والتفت إلى الناس بوجهه فإذا بمتمم متكئ على سية قويه فنظر إلى الصديق وقال يبكي أخاه : نعم القتيل إذا الرياح تناوحت خلف البيوت قتلت ابن الأزورِ ثم نظر إلى أبي بكر وقال : أدعوته بالله ثم غررته لو هو دعاك بذمتي لم يغدرِ هذا كلام يحرق القلب يؤثر في العقول فانتفض أبو بكر واعتذر إلى متمم ـ وهذا سياق القصة ـ قال :"والله لا دعوته ولا غررته" ـ أي أنا منها براء ـ والله ما دعوته ولا غررته فردد البيت : أدعوته بالله ثم غررته لو هو دعاك بذمتي لم يغدرِ ودمعت عينه العوراء الميتة بكاءاً على أخيه، فأبصره عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه وتأثر فلما خرجوا من المسجد قدم الفاروق إلى متمم وقال ـ لأنه صاحب صنعة شعرية ـ: أريدك أن ترثي أخي زيد ، وكان زيد أخو عمر حبيباً إلى عمر رضي الله عنه وأرضاه أريدك أن ترثي زيد ،السؤال الآن كيف قتل زيد ؟ قتل زيد شهيداً في معارك اليمامة ، ومتمم من ثقافته من علمه بالناس يعرف أن زيد مات شهيداً ، فلما قال له عمر أريدك أن ترثي زيداً كما رثيت أخاك ، قال :"يا بن الخطاب والله لو علمت أن أخي مات مثل أخيك ما رثيته" فقال الفاروق رضي الله عنه : "والله ما عزاني أحد بمثل ما عزيتني به " ففي هذه الكلمة عظيم مواساة وجبر لكسر وقع لعمر رضي الله عنه بفقده لأخيه وعمر كان يعلم أن أخاه مات شهيداً لكن الإنسان أحياناً كما قيل : و العين ترى ما دنى منها و نأى ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ * وإذا انتقلنا إلى عوالم أخرى في الاعتذار نأتي إلى أبي جعفر المنصور ، أبو جعفر المنصور كان أخاً لأبي العباس السفاح وربما مر هذا معنا من قبل وأبو العباس السفاح من اسمه رجل ذو بطش شديد وكان قد جعل من أبي مسلم الخرساني قائداً لجيوش بني العباس ، وكان قادة الجيوش الذين أحكموا صنعة قيام الدولة العباسية عبد الله بن علي عم أبو العباس وأبو مسلم الخرساني فعلى هذين الاثنين قامت أركان دولة بني العباس على أنقاض دولة بني أمية لما قتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية موضوع الشاهد أن أبا مسلم دخل على من ؟ دخل على أبي العباس السفاح فسلم عليه وحياه : "السلام عليك يا أمير المؤمنين "، ولم يكلم أبا جعفر فأراد أبو العباس السفاح أن يعرف أبو مسلم قدر أخيه أبي جعفر ، فقال هذا أخي أبو جعفر يا أبا مسلم ـ يعني سلم عليه باللغة الدارجة الآن ـ فاعتذر أبو مسلم بماذا ؟ أبو مسلم رجل ملوك فارسي والفرس صنعة الملوك هذه قديمة فيهم لأنهم دولة ذات حضارة فلا غرو أن يقول صلى الله عليه وسلم :" لو كان هناك علم معلق بين السماء والأرض لناله رجل من أهل فارس " ، فقال أبو مسلم يعتذر إلى أبي العباس السفاح لما لم يسلم على أبي جعفر قال :" يا أمير المؤمنين هذا موقف ومقام لا يعظم فيه غيرك " لذلك من أخطاء بعض من يتكلم في المحافل العامة التي يحضرها كبار الناس أمير الدولة أو ملك البلاد أو رئيس البلد فيذكر في المقدمة اسم الملك أو الأمير أو الرئيس ثم يذكر بعض من حضر الحفل وهذه مقامات لا يتكلم فيها إلا عن واحد لا يصلح أن تشرك معه كثير من أركان دولته لأنه مع وجوده لا وجود لهم في الحقيقة فيكفي أن تخاطبه هو هذه أمور تدخل في الدبلوماسية وأمورها الخاصة ولا نريد أن نبحر فيها، لكن نفقه من اعتذار أبي مسلم أنه قال لأبي العباس :" يا أمير المؤمنين هذا موقف لا يعظم فيه إلا أنت " طبعاً هذا كان سبباً بعد ذلك في أن أبا جعفر انتقم من أبي مسلم وقتله هذا واحد من الاعتذارات . *و أحيانا الاعتذارات تنتقل من عالم السياسة إلى عالم الأدباء فالمتنبي شاعر عربي كبير كان في بلاط سيف الدولة وكان في المتنبي أنفة وهو القائل عن نفسه : أي مكاناً أرتقي وأي عظيم أتقي وكل ما خلق الله وما لم يخلق محـتـقـر في هـمـتي ** كـشعـرة في مـفـرقي هذا كِبر هنا سيف الدولة كان يعرف هذا لكنه كان ذكياً فتارة يخرج منه الشعر الذي يقوله فيه لعلمه أن الناس سيخلدون هذا الشعر في سيف الدولة ـ وأظنه لولا الله ثم المتنبي ـ لما عرف سيف الدولة إلا من يقرأ كتب التاريخ لكن من يقرأ كتب الأدب لن يعرف سيف الدولة ولن يعرفه أحد إلا نخبة معينة لها عناية في تدوين التاريخ هذا طريق ، طريق أخر كان سيف الدولة يأذن أحياناً لمن يحضر بلاطه أن يشاغبوا المتنبي فيكسر كبرياء المتنبي بابن خالوية و أبو فراس ومن يحضر بلاط سيف الدولة ـ البلاط الحمداني الأميري ـ فلما شعر المتنبي بهذا أراد أن يخرج ويترك حلب بالكلية لسيف الدولة لكنه أراد أن يخرج باعتذار فأخبر بمحبته لسيف الدولة وأن قلبه مملوء له في قصيدة ميمية طويلة وأخذ يتابع في القصيدة وهو يريد بذلك أن يستدر عطف سيف الدولة وكان المتنبي ينشد قصائده بين يدي سيف الدولة وهو جالس في حين أن الشعراء ينشدون وهم قيام وهذا كان يغيض سيف الدولة لكنه كان يصبر لمنفعة أكبر ، فحصل شجار بين المتنبي وبعض الحضور و أظنه ابن خالويه فضرب بدواة حبر فشج رأسه سال الدم عليه من حاسده فظن المتنبي أن سيف الدولة سينتقم له لكن سيف الدولة بقي ساكتاً ـ في بعض الأحوال لا على إطلاقها السكوت علامة الرضا ـ هذه الميمية هي آخر ما قاله المتنبي وهو خارج من بلاط سيف الدولة مغادراً حلب إلى جهة ديار مصر حيث كافور الأخشيدي والقصيدة طويلة منها أنه قال: يا أعدل الناس إلا في معـامــلتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم إن كان سركمُ ما قال حاســدنا فـــمال لجرح إذا أرضاكمُ ألمُ يا من يعز علينا أن نـفارقــهم وجداننا كـل شيء بعدكم عدمُ ما أبعد العيب والنقصان من شرفي أنا الثــريا وذان الشـيب والهرم ُ كم تطلبوننا عيباً فيعــجزكم ويكره الله مـا تأتــون والكرمً إلى أن قال : يا أعدل الناس إلا في معاملتي وهذه مرت معنا : يا أعدل الناس إلا في معـاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ثم ذكر أبيات يمدح بها نفسه : الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمــعت كلماتي من به صممُ أنام ملء جفوني عن شواردها ويسـهر الخلق جراها و يختصم و جاهل مده في جهله ضحكي حتى أتته يــد فراســة و فم قصيدة طويلة فيها شيء من الاعتذار فيها شيء من الفخر بنفسه والاعتماد على حسبه ونسبه ثم غادر أرض حلب مخلفاً وراءه مجداً كبيراً من السيفيات التي قالها في مدح سيف الدولة وخرج وغادر إلى كافور ، هذا شيء من الاعتذار الأدبي سقناه في خبرنا هذا . * أحياناً يأخذ الاعتذار صبغات أخرى غير أدبية ، أحياً يعتذر المرء لنفسه ما معنى يعتذر المرء لنفسه؟ أن الإنسان أحياناً يحتاج إذا وقع منه خطأ أو وقعت منه زلة أو صودم بشيء أن يجد عذراً لنفسه لتحمله لذلك الشيء ، وهذا مرتقى صعب لا يصل إليه كل أحد ، فالنفس أحياناً تقبل حتى من نفسها ومن ذلك ما حررناه كثيراً في بعض لقاءاتنا ودروسنا أن المأمون الخليفة العباسي المعروف ، والمأمون كان ذا بطش شديد حتى إنه ضحى بأخيه الأمين حتى نال الخلافة ومع ذلك ذات يومٍ كان في بيته فاستدعى غلامه وكان الغلام نائماً فأصبح ينادي : يا غلام يا غلام يا غلام فعاد الغلام غاضبا فقال الغلام يعاتب أمير المؤمنين : يا غلام يا غلام يا غلام ، يعني تردد هذه الكلمة أليس للغلام وقتاً يرتاح فيه ـ يعني ليس سهلاً أن يسمع رجلٌ ليس بينه وبين الله أحد ،في أعلى المقامات يسمع من غلامه هذه الكلمات ـ فيحتاج حتى لا يصيبه شيء من الانفعال إلى شيء من الثقافة إلى شيء من الاعتذار من نفسه ، لماذا أنا وُجهت بهذا الشيء ؟! فقال المأمون كلمته الضافية الشهيرة قال :" إن حسنت أخلاق الرجل ساءت أخلاق خدمه ، وإن ساءت أخلاق الرجل حسنت أخلاق خدمه " أي جرأ هذا عليّ علمه بأنني رجل حسن الخلق في بيتي ولا يحدث مني أذىً لأهل بيتي فلذلك تجرأ علي هذا الغلام ، لكن لو علم منى خلق سيء وبطشاً شديداً مع أهل بيتي لما تجرأ عليّ ، وهنا يقول بعض الحكماء : "ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك ـ الأصل إن الإنسان يعامل الناس بالعدل هذا حق ـ لكن ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك ـ يعني لا يمكن أن تعيش معهم في مساواة إما أن تظلمهم أو ظلموك : 1. الزوجة ، 2.والولد ، 3. والمملوك ، ولو تأملت حال الناس وجدته كذلك ، فزوجتك إن لم تظهر شيئاً يسيراً من ظلمها تضطر هي إلى أن تظلمك تستضعفك تأتيك برغبات و مطالب لا قبل لك بها إذا انكسر الحاجز وأصبحت هي الأقوى فأنت تظلمها وتعوضها عن ذلك الظلم بطرائقك لكن إن لم تظلمها ظلمتك وكذلك ولدك فأنت إذا جعلت الحنان متدفق غير منضبط نحو ولدك من غير أن تقيده يصبح في الابن جرأة عليك فلابد أن تظلمه ولو أن تبخسه حقه أحياناً كنوع من إبقائه على خط معين لا يتجاوزه هذا مع الولد وكذلك مع الخادم كما كان من المأمون فإنك لو أكرمته إكراماً تاماً فإنك جرأته عليك ولا يفهم من هذا أننا ندعو إلى ظلمهم ـ معاذ الله ـ لا يقول بهذا عاقل فالله يقول : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً} لكن أحياناً تظهر شيئاً من ظاهرك وفي حالك أنت تخفيه أي تظهر شيئاً من العنف وأنت تبطن الرحمة تظهر شيئاً من البطش وأنت تخفي اللين ، ثم ممكن أن تعوضه بطريقة أو بأخرى بأن تزيد له في المرتب أو تكافئه أو تسافر فتأتي بهدية عوضاً عن ذلك المهم أن السياسة العامة في العلاقة يظهر فيها شيء يسير درجة يسيرة من الظلم حتى تبقى الأمور في مسارها الصحيح ، "ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك : الزوجة والولد والمملوك" ، نحن خرجنا عن نطاق الاعتذار لكن هذا كله مندرج في سياق الاعتذار عبر التاريخ ،و قلنا أن الاعتذار أحياناً يكون عن النفس وأحياناً في عالم الأدب أحياناً يكون مع السلاطين أحياناً يكون مع الأب أحياناً يكون مع الأم ، وهذا بابه واسع وطويل لكنا ذكرنا لك ما أعان الله جل وعلا على قوله ويسر الله لنا أن نمليه ، والله المستعان وعليه البلاغ ، والحمد لله رب العالمين . hghuj`hv >> gtqdgm hgado whgp fk u,h] hglyhlsd " pt/i hggi " | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 07 / 2009, 48 : 04 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 07 / 2009, 14 : 08 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 07 / 2009, 32 : 10 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام ياغالي .. على النقل الطيب . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 07 / 2009, 43 : 08 AM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام بارك الله فيك أخي ****** صقر الاسلام اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا الــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018