أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة العشاء للشيخ حسين آل الشيخ 24 محرم 1446هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 24 محرم 1446هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ ياسر الدوسري 24 محرم 1446هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: بعد غياب أكثر من 20 سنة صلاة المغرب للشيخ صالح بن حميد 24 محرم 1446هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد بن طالب 24 محرم 1446هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بندر بليلة 24 محرم 1446هـ من بيت الله الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: الشيخ الشحات محمد أنور تلاوة فجر من سورة يوسف من مسجد الحسين عام 1984 م (آخر رد :محمد نصر)       :: الشيخ كامل حاتم الناقه فجر 5-8-2015م من مسجد النور (آخر رد :شريف حمدان)       :: الشيخ حسام الاجاوي فجر 12-9-2015م من مسجد السيده زينب (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ حسين آل الشيخ 23 محرم 1446هـ من الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع صقر الاسلام مشاركات 3 المشاهدات 1395  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 23 / 06 / 2009, 06 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه الخطبة القيمة بعنوان " تمثيليه " .. القاها فضيلة شيخنا الفاضل عادل بن سالم الكلباني جزاه الله خير الجزاء في جامع الملك خالد بأم الحمام في مدينة الرياض فماذا قال فضيلته :


الخطبة الاولى


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .

أما بعد ،،، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

أيها الأحبة : سأحاول اليوم أن أنقلكم إلى جو مفعم بالإيثار ، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .

ولست إذ أقص عليكم قصة من أخبار الماضين ، وحدثا من سير الصالحين ، لست إلا راويا ، وكم في زمننا هذا من الرواة ، يرون القصص ، ويقتنصون الفوائد ، لكنهم عند الامتحان بالعمل والتطبيق ، سرعان ما يتساقطون ، وتخرج النتيجة بكل أسف ، لم ينجح أحد ، إلا من رحم ربي ، وقليل ما هم .

وها أنا ذا ، أختار لكم مشهدا تمثيليا ، لأن الكثير في زمننا هذا ملأت التمثيليات قلوبهم حبا ، وشغفوا بالمسلسلات ، وعشقوا الأفلام والمسرحيات .

فتعالوا معي لنبدأ من منتصف الطريق ، في مشهد تمثيلي ، لكنه ليس مشهدا يصور فيعاد تصويره حتى يتقنه الممثل ، لا ، إنه مشهد لم يمنتج ، صاغه منتدى الإسلام الواقعي ، إذ هو تمثيل واقعي ، لا زيف فيه ، ولا خداع ، صورته عدسة الحق ، وأخرجته ، وأنتجته مدرسة التقوى ، وسوقته شركة الإيمان في المدينة النبوية ، فسجله التاريخ في أرشيفه لننظر فيه متى شئنا ، فهو مخزون في مكتبة التاريخ ، ننهل من معينه ما يروي عروقنا التي أعياها الظمأ ، وهي تلهث تحاول أن تلحق بركب المترفين ، وتسارع في تقليد الفاشلين ، وتسابق لجمع الملايين ، ففتحت لها أبوابا للكسب من كل وجه ، لا يهم إن كان حراما أو حلالا !

أمة الإسلام : لنعد إلى مشهدنا نحاول إعادة تشغيله ، فشاهدوه معي بأذهانكم ، وتأملوه معي بأفكاركم ، وتصوروه بقلوبكم ، ووجهوا عليه عدسات خيالكم .

وقبل المشهد لا بد من مقدمة ، نلخص لكم فيها قصة المشهد ، ونعطيكم جملا من حوار يدور في الكواليس ، قبل أن ترفع الستارة لعرض المشهد على الحاضرين .

لقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود . فأرسل صلى الله عليه وسلم إلى بعض نسائه ، يسألهن إن كان عندهن ما يقري به الضيف المجهود ، فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ! ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء !

هل تصدقون ؟ بيت ، بل بيوت أكرم خلق الله ، وأشرفهم ، وأطهرهم وأزكاهم ، لا يوجد فيها إلا ماء ، ففتشوا بيوتكم ، يا من تشكون ، من الغلاء ، وتتذمرون منه في الصبح والمساء ، وبيوتكم تعج بأطايب الطعام ، وأصناف الفاكهة ، وقد خزنت في ثلاجاتها التمور ، وصرفت أموال طائلة على حلويات وزهور !

محمد بن عبدالله ، نبي الله ورسوله ، وشفيع الخليقة بين يديه ، في أعظم موقف وأصعب مقام ، له الحوض المورود ، واللواء المعقود ، لم يكن في الدنيا إلا كالغريب ، كراكب استظل تحت ظل شجرة ، ثم راح وتركها .

وعذرا على الاستطراد ، لكني لم أملك وأنا أتخيل حبيبنا صلى الله عليه وسلم يسأل في بيوته عن شيء يقدمه لضيف مجهود فلا يجد ، وهو خير من وطأ الثرى ، أتظنون الله يزوي عنه الدنيا رغبة بها عنه ، أم رغبة به عنها ؟ لقد زويت عنه الدنيا لأنه كان أعلى منها ، وأعظم ، لم تكن الدنيا كلها تستحقه ، أو تستطيع أن تكافئه ، وتبين منزلته ، لأن الدنيا كلها لا تساوي جناح بعوضة ، لأجل هذا لم تكن لتستحق أن يعيشها خير الخلق إلا كفافا ، ولا ينبغي لها إلا أن تكون بلاغا ليحمل أمانته ، وليؤدي رسالته ، وينقذ أمته ، وينشر دعوته .

فلما زويت الدنيا عنه لمقامه ، أظهر الله مقامه في أحلك المواقف صعوبة ، وأغلاها قيمة ، فرغبت إليه الخلائق كلها ، آدم ومن دونه ، تحت لوائه يوم يقوم الناس لرب العالمين .

وأعطي الكوثر ، والفردوس العلى من الجنة ، ولن تفتح الجنة إلا له ، فلا والله لا يدخلها أحد قبله ، فدع عنك النظر إلى متاع قليل ، متاع الغرور ، وارفع رأسك إلى السماء ، هناك مقامه ، وهناك منزلته ، بأبي هو وأمي ، صلى الله عليه وسلم .

معاشر المسلمين : لما جاء جواب نساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد في بيوتهن إلا الماء ، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : من يضيف هذا الليلة رحمه الله ؟ فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله .

لقد تحمل الرجل الأنصاري ضيافة الرجل ، ولا تظنون أنه كان من علية القوم ، ولا من أشرافهم ، وستعلمون ذلك بعد قليل ، فقد انطلق الأنصاري بضيفه إلى رحله ، فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا ، إلا قوت صبياني !

إن المضيف لم يصعق بجواب امرأته ، كأنه كان به عليما ، لهذا لم يتأفف ، ولم يحوقل ، ولم يتردد باتخاذ القرار ، ليبدأ مشهدنا التمثيلي معه ، وهاهو الأنصاري يرسم الخطة ، ويخرج المشهد ، ويقوم بالدور الرئيس فيه ، فقال لزوجه : فعلليهم بشيء ، فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج ، وأريه أنا نأكل ، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه . وهكذا صور المشهد بالضيف يدخل مطمئنا ، ثم يحضر العشاء ، الذي كان عشاء للصبية ، فيجلس الضيف وأهل البيت ليأكلوا ، فتقوم الزوجة تتظاهر أنها تصلح السراج فتطفئه ، حتى يعم الظلام ، ولا يستطيع الضيف أن يدرك أن القوم لا يأكلون ، فقد كانوا يتصنعون المضغ ، وهم لا يمضغون ، وظن الضيف أنهما يشاركانه الأكل ، فأكل بكل راحة وهناء . وبات أهل البيت وهم جياع ، حتى صبيانهم لم يطعموا شيئا تلك الليلة . لقد كان الطعام لا يكفي للضيف ومضيفه ، فكان هذا المشهد التمثيلي من الزوج وزوجه إكراما لضيفهما ، وينتهي المشهد هنا .

أيها المسلمون : إنها قصة من قصص السيرة ، ومشهد من مشاهد السلف ، وأي سلف كان ، يا له من سلف ! أتدرون ما جزاء تلك الليلة التي بات الأنصاري وزوجه وأولاده جائعين فيها ؟ لقد كان الجزاء عظيما ، يا له من جزاء ، كأني بالأنصاري وزوجه ، يتمنيان أن يجوعا كل ليلة لينالا مثل جزائهما تلك الليلة .

فإنهما لما أصبحا ، جاء الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم : لقد عجب الله عز وجل ، أو ضحك من فلان وفلانة . فأنزل الله عز وجل : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . وهذا كما في البخاري . وفي مسلم : قال : قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة .

فإذا عجب الله تعالى من صنيعهما ، فما لنا لا نعجب منه ؟ عجب كيف تكافلت الأسرة زوجا ، وزوجة يبيتان مع صبيانهما جياعا ليطعم ضيفهما ، ويتلطفان به أشد التلطف كي لا يشعر بالحرج ، وليهنأ بطعامه ، ويمثلان الأكل حتى يستسيغ الطعام ، فتتفاعل الأسرة كلها ، وتتناغم وتوزع الأدوار بينها لتخرج مشهدا من مشاهد الإيثار كان عظيما .

كيف غلبت الزوجة مشاعر الأمومة في قلبها ، كيف كانت نعم العون لزوجها ليتم المشهد ويأنس الضيف ، مع صبرها على قلة ذات اليد قبل مجيء الضيف ، ومع كل هذا لم تتأفف ، ولم تتضجر ، ولم تعاتب زوجها يأتيها بضيف وهو يعلم أن لا طعام عندهم ، لكنها صورة ألأسرة المسلمة ، التي رباها أعظم المربين ، في تاريخ البشرية ، صلى الله عليه وسلم .

لقد تعلمت المرأة في تلك المدرسة أن تشارك الزوج في أدائه للقربات ، وتعينه على التزود من الطاعات ، لأنها تحمل نفس المفاهيم ، وتشعر بنفس الأحاسيس ، فليت شعري ما يمكن أن تفعله نساؤنا اليوم ، وهن يطالبن بالمشاركة في خدمة المجتمع ، ويقلن إنهن نصفه ، وهذا النصف معطل ، كما يزعمن ، ويؤديهن أقوام لا يعرفون من خدمة المرأة لمجتمعها إلا أن تتبرج ، وتختلط بالرجال كاسية عارية !

كيف يمكن للرجال أن يضحوا ؟ كيف يمكن لهم أن يجاهدوا ، كيف يمكن لهم أن يبذلوا ، كيف يمكن لهم أن يدعوا إلى الله ويعلموا دين الله ، إذا لم تكن النساء لهم أعوانا ؟ إذا لم تحمل المرأة مسؤوليتها الدينية بكل اقتدار عجز الرجال أن يقوموا بمسؤولياتهم .

وخديجة رضي الله عنها أكبر دليل على ذلك ، فقد كانت أكبر معين بعد الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ، كي يقوم بأعباء الرسالة ، فانظروا دورها في سيرتها .

وما قصة هذه الأنصارية وزوجها إلا واحدة من قصص كثيرة ملئت بها صفحات السيرة ، تؤكد هذا المبدأ وتؤصله .

فإذا قرأتم هذه الآية ، فتذكروا سببها ، وتأملوا فيها ، وحاولوا ، أقول فلنحاول أن نعمل بها ، وأن ندعوا إليها : ويؤثرون على أنفسهم ، ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه ، فأولئك هم المفلحون .

بارك الله لي ولكم ...


الخطبة الثانية :


الحمد لله أحيا بمحمد نفوسا ، فأتباعه أعلى الناس هامات وأرفعها رؤوسا .

وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، سقى أعداءه من الذل كؤوسا .

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، رفع الله ذكره ، وجعل ذكر شانئيه مطموسا . فأمته آخر الأمم ، لكنها تسبق في الخير وأعظم في الأجر من أمة عيسى وموسى . صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه ، بجهادهم وتضحيتهم صار جانب التوحيد محميا ومحروسا . أما بعد ، فإن تقوى الله زمام الخير كله ، وسبب مغفرة الذنب دقه وجله ، فاتقوا الله عباد الله ، فإن للمتقين مفازا .

أيها الأحبة : في مسند ألإمام أحمد قصة شبيهة بقصتنا الأولى ، ففيه من حديث حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنس ، أن رجلا قال : يا رسول الله إن لفلان نخلة ، وأنا أقيم حائطي بها ، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطها إياه بنخلة في الجنة فأبى ، فأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلتك بحائطي ، ففعل ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني قد ابتعت النخلة بحائطي ، قال : فاجعلها له فقد أعطيتكها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم من عذق راح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارا ، قال فأتى امرأته فقال : يا أم الدحداح اخرجي من الحائط ، فإني قد بعته بنخلة في الجنة ، فقالت ربح البيع أو كلمة تشبهها . وأصل القصة في صحيح مسلم .فتأملوا هذا التناغم بين الزوج وزوجه في فعل الخيرات ، والعون على الطاعات ، فكلما بادر الزوج لفعل ساندته امرأته ، وأخذت بيده ، تشدها ليقف ، ولا تعين الشيطان عليه . وهاكم قصة أخرى من قصص التناغم الزوجي في طاعة الله تعالى : فقد كان سعيد بن عامر الجمحي أميرا على البصرة من قبل الفاروق رضي الله عنهما ، فبعث عمر أن اكتبوا إلي أسماء فقرائكم حتى أسد حاجتهم ، فرفعوا إليه كتابا ، فيه اسم سعيد بن عامر ، فقال عمر : من سعيد بن عامر ؟ قالوا : أميرنا ، قال : أميركم فقير ؟ قالوا : نعم ، ووالله إنه لتمر اعليه الأيام الطوتال ولا يوقد في بيته نار ! فبكى عمر ، ثم عمد إلى ألف دينار فجعلها في صرة ، وقال : اقرؤوا عليه السلام ، وقولوا له : بعث إليك أمير المؤمنين بهذا المال لتستعين به على قضاء حاجاتك . فلما جاء الوفد بالصرة ، وسلمت إلى سعيد ، ونظر إلى ما فيها قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، كأنما حلت به نازلة ، فهبت زوجه مذعورة ، وقالت : ما شأنك يا سعيد ؟ أمات أمير المؤمنين ؟ قال : بل أعظم من ذاك ، قالت : أأصيب المسلمون في وقعة ؟ قال : بل أعظم من ذلك ! قالت : وما أعظم من ذلك ؟ قال : دخلت علي الدنيا لتفسد آخرتي ، وحلت الفتنة في بيتي ! قالت : تخلص منها ! وهي لا تدري من أمر الدنانير شيئا ، قال : أو تعينيني على ذلك ؟ قالت : نعم . فأخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها على فقراء المسلمين . ولما زار عمر حمصا أعانه بألف دينار أخرى ، علمت بها الزوجة ، فقالت : الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك ، اشتر لنا مؤنة ، واستأجر لنا خادما . فقال لها :" وهل لك فيما هو خير من ذلك ؟ قالت : وما ذاك ؟ قال : نفعها إلى من يأتينا بها ، ونحن أحوج ما نكون إليها . قالت : وما ذاك ؟ قال : نقرضها الله قرضا حسنا ! قالت : نعم ، وجزيت خيرا . فما غادر مجلسه حتى جعل الدنانير في صرر ، وقال لواحد من أهله : انطلق بها إلى أرملة فلان ، وإلى أيتام فلان ، وإلى مساكين فلان ، وإلى معوزي آل فلان .



أمة الإسلام : من أكبر مشكلاتنا اليوم ذلك التنافر الأسري الذي نعيشه ، واختلاف التوجهات ، في البيت الواحد ، فقد يجتمع فيه الصالح والطالح ، الداعية والماجن ، والزوج الملتزم والزوجة الرعناء ، والعكس بالعكس ، ولهذا تكاثر الفساد وانتشر ، لأن الهدم مواز أو هو أكثر بكثير من البناء ، والباني لا يجد معينا يناوله الحجر ، أو يجهز له المؤنة ، أو على الأقل يدعو له بالتوفيق ، ويسأل الله له الإعانة ، لكننا غدونا حتى في واقع الصالحين نعيش تنافرا عظيما حتى غدونا أحزابا وشيعا ، ووجهت سهامنا إلى نحور إخواننا ، وسلت ألسنتنا على أنفسنا قدحا وتثبيطا وإرجافا .

فعودة منا إلى ذلك المشهد من مشاهد الإيثار ، نستلهم منه دروسا ما أحوجنا إليها ، في حياتنا الأسرية ن والدعوية ، وواقعنا المرير مع من يشاركنا الهم ، ويجاورنا في الطريق ، نسير وإياه جنبا إلى جنب ، لكن قد تباعدت القلوب ، فبينها مفاوز لا تقطع إلى بشق الأنفس .

اللهم صل على محمد ....


لاتنسونا من خالص دعاءكم
جزاكم الله خير الجزاء


jledgdm >>> ggado uh]g hg;gfhkd










عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 23 / 06 / 2009, 18 : 02 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم اخي الكريم صقر

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 23 / 06 / 2009, 01 : 01 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.64 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2266
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بارك الله فيك أخي صقر الاسلام
جزاك الله خيرا واثابك الجنة









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 23 / 06 / 2009, 24 : 07 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 41
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...جزاك الله خير اخي الصقر على حرصك الطيب ونقلك الموفق
نسأل الله ان يبارك في جهودك الطيبة المباركة.. وان يحفظ الله الشيخ عادل الكلباني ..
وان يجعله غصة في حلوق الروافض الانجاس .. اللهم امين .









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018