بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
لقد تبلدت أحاسيس الكثير من المصلين, واضمحل نصحهم في عمود الدين وصلة رب العالمين, حتى صرنا نرى الأولاد يلعبون عند باب المسجد والناس يصلون, والمتأخرون يهرعون إلى المسجد صامتون, وكأن هؤلاء أولاد كفار لا يؤمرون بالصلاة.
وصرنا نرى العبث بالدخان من الفتيان في البقالات وفي الأمكان العامة, وقلما نرى مؤدباً أو ناصحاً. وصرنا نرى أشياء كثيرة ما كنا نراها ولا نرضاها. لقد أظلنا جيل الله أعلم بحاله , ولا شك أن لنا دوراً في صنعه.
قال القرطبي رحمه الله: ومن هذا ما حكاه الشيباني قال: كنا على قسطنطينية في عسكر مسلمة بن عبد الملك، فجلسنا يوماً في جماعة من أهل العلم فيهم ابن الديلمي، فتذاكروا ما يكون من أهوال آخر الزمان.
فقلت له: يا أبا بشر، ودي ألا يكون لي ولد.
فقال لي: ما عليك !
ما من نسمة قضى الله بخروجها من رجل إلا خرجت، أحب أو كره، ولكن إذا أردت أن تأمن عليهم فاتق الله في غيرهم، ثم تلا الآية:
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)