الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 5 | المشاهدات | 728 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
08 / 05 / 2009, 02 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم أعضاء ملتقانا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعريف المنافق -المنافق في الاصطلاح الشرعي هو الذي يظهر غير ما يبطنه ويخفيه، فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الايمان فهو المنافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإسلام قال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} وإن كان الذي يخفيه غير الكفر بالله وكتابه ورسوله وإنما هو شيء من المعصية لله فهو الذي فيه شعبة أو أكثر من شعب النفاق. والذي نريد أن نتكلم عنه في هذا البحث هو المنافق الخالص الذي يخفي كفره وتكذيبه لله ولكتابه ولرسوله. ومع هذا فاننا سنذكر بعض صفات هؤلاء المافقين ليتعظ ويعتبر المسلم فقد يكون فيه من صفات المنافقين وهو لا يشعر ولأنه من الجائز أن يجتمع مع الإسلام بعض شعب النفاق. أين يوجد المنافق؟ -عندما تنتصر الدعوة الى الله في المجتمع الكافر وتعلو كلمة الله ويدخل الناس في دين الله أفواجاً وتستأصل قوة الكفر ويذهب سلطان الكافرين وتكون القوة والمنعة للمسلمين عند ذاك يمكن أن يوجد المنافقون الذين لم يؤمنوا مع المؤمنين ولم يبقوا على كفرهم ظاهرين معروفين مع الكافرين خوفاً من سطوة المسلمين فيبطنوا الكفر ويظهروا الإسلام. وعلى هذا فالنفاق لا يوجد إذا كانت الغلبة والسطوة والسلطة للكفار لأنه لا خوف في هذه الحالة من إظهار الكفر والتمرد على الإسلام ولهذا لم يكن أحد من المسلمين منافقاً في مكة قبل الهجرة الى المدينة لأن المسلمين كانوا قلة مستضعفين لا حول لهم ولا قوة ولا سلطان وإنما السلطان لكفار قريش، ولكن بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الى المدينة، وصار للمسلمين قوة وسلطان وانتشر الإسلام في المدينة ظهر النفاق والمنافقون. أساس النفاق -وأساس النفاق الكفر والجبن، أما الكفر فهو ما يبطنه المنافق، وأما الجبن فهو الذي يجعل المنافق يظهر خلاف ما يبطنه من الكفر ولهذا لا يكون المنافق إلا جباناً خواراً ضعيف القلب يحسن الكيد والمواربة والعمل في الظلام وإذا لقي المؤمنين أظهر لهم نفسه كأنه مؤمن {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون} فهم لجبنهم يقولون: إننا مؤمنون، وإذا خلوا الى قرنائهم من المنافقين والكاذبين قالوا نحن نستهزيء بالمؤمنين بقولنا لهم أننا مؤمنون. المنافق أسوأ من الكافر -والمنافق أضر وأسوأ من الكافر لأنه ساواه في الكفر وامتاز عليه بالخداع والتضليل وامكان تسلله في صفوف المسلمين فيكون ايذاؤه شديداً والحذر منه قليلا بخلاف الكافر الذي لا يحصل فيه الاشتباه ولا يمكن أن يخدع المسلمين بحقيقته الظاهرة. lk i, hglkhtr ,lh id wthji | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 05 / 2009, 03 : 05 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام علامات النفاق -وإذا كان النفاق يقوم على الكفر الباطن، والاصل خفاء ما في القلوب، فان السبيل الى معرفة المنافق هو ظهور علامات النفاق عليه فاذا ما ظهرت هذه العلامات حذره المسلمون وتوقوا شره سواء أكان من المنافقين الخالصين، أي الذين يخفون تكذيب الله ورسوله، أو كان من الذين عندهم أصل التصديق بالله ورسوله ولكن شاب تصديقه بعض معاني النفاق واتصف ببعض صفات المنافقين فمن ظهرت عليه صفات المنافقين عومل معاملة المنافقين بقدر ما ظهر فيه من صفاتهم سواء أكان عنده أصل الإيمان بالله ورسوله أو لم يكن عنده هذا الأصل. -وعلامات المنافق تعرف من كتاب الله وسنة رسوله لا بما يتعارف عليه الناس فقد يعتبرون بعض هذه العلامات من لوازم المجاملة أو من حسن الآداب والاخلاق وكل هذه التبريرات لصفات النفاق والمنافقين لا تغير من الحقيقة شيئاً لأن العبرة بالمسميات لا بالأسماء فان حقيقة الشيء تبقى هي هي وان غير الناس اسم هذا الشيء فما هي علامات المنافق وصفاته؟ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 05 / 2009, 03 : 05 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام علامات المنافق وصفاته -أولاً: مرض القلب، قال تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} ومرض القلب نوع من الفساد يصيب القلب فيختل ادراك صاحبه وارادته حتى لا يرى الحق أو يراه على خلاف ما هو عليه وتختل ارادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار. ومريض القلب يؤذيه مالا يؤذي صحيح القلب فأدنى شيء يثير شهوته، قال تعالى: {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} فالخضوع بالقول يثير شهوة صاحب القلب الفاسد المريض. بينما صاحب القلب الصحيح لو تعرضت له امرأة لم يلتفت إليها وقصة يوسف عليه السلام معروفة، وكذلك الحال في الشبهات فأدنى شبهة تثير الشكوك في صاحب القلب المريض وأدنى فتنة تزلزل قدميه وترده على عقبيه، قال تعالى: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض...} والمنافق له النصيب الأكبر من مرض القلب إذا كان منافقاً خالصاً وله نصيب غير قليل إذا كان عنده أصل الايمان ولكنه متصف بصفات أهل النفاق. -ثانياً: الافساد في الأرض، قال تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} فهم يفسدون ولا يشعرون أنهم مفسدون بل ويحسبون أنفسهم من المصلحين والفساد هو الكفر قولا وعملا وعمل المعصية والأمر بها. لأن من عصي الله في الأرض أو أمر بالمعصية فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض بالطاعة وفسادها بالمعصية. وفساد المنافقين كفرهم وشكهم وتكذيبهم ومخادعتهم الله ورسوله والمؤمنين، وموالاتهم لاعداء الدين ومحاربتهم لأولياء الله والداعين إليه الى غير ذلك مما يتبين من صفاتهم. -ثالثاً: رميهم المؤمنين بالسفه، قال تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس، قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} والسفيه هو الجاهل الضعيف الرأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار[1]. ولكن الحقيقة كما أخبر الله تعالى أنهم هم السفهاء فالسفاهة محصورة فيهم وبأمثالهم من الكفرة ولكن من تمام جهلهم أنهم لا يعرفون ما فيهم من الضلالة والجهالة. -رابعاً: اللدد في الخصومة والعزة بالاثم، قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} سورة البقرة الآيات: 204-206. فالمنافق يأتي بالقول الجيد يتمشدق به ويلوي لسانه به ويظهر الإسلام ويشهد الله والمؤمنين أن الذي في قلبه موافق للسانه وهو ألد الخصام أي أعوج في خصامه ووجه هذا العوج أن يكذب ويزور عن الحق ويفتري ويفجر، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر". وهو مع هذا يقصد الفساد في الأرض فليس له همة إلا في الفساد في الأرض واهلاك ما ينفع الناس من حرث ونسل، وإذا قيل له: اتق الله واترك ما أنت فيه من قول فاجر وسعي فاسد وارجع الى الحق، امتنع وأبى وأخذته الحمية والغضب بالاثم أي بسبب ما اشتمل عليه من الآثام. -خامساً: موالاة الكافرين والتربص بالمؤمنين، قال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعاً... الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم، وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} سورة النساء الآيات: 137، 138، 140. المنافق يوالي الكافرين اي ينصرهم ويودهم ويقول إذا خلا بهم: إني معكم، فهو في الحقيقة منهم. ومن صفات المنافقين انهم ينتظرون زوال دولة المسلمين وظهور الكفار عليهم وذهاب دينهم فان كان للمسلمين نصر وغلبة قال لهم المنافقون ألم نكن معكم. وإن كان للكافرين غلبة على المسلمين قالوا لهم ألم نساعدكم في الباطن. فالمنافقون يصانعون الكفار والمسلمين وإن كان ودهم وميلهم مع الكفار ولكن لا يريدون الظهور معهم علانية ولا تحمل ما يتحملون من جهد في محاربة المسلمين. -سادساً: الخداع والرياء والتكاسل عن اداء العبادات، قال تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يرؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا. مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} سورة النساء الآية: 142. من صفات المنافقين الخداع يخادعون الله ويخادعون الناس أما وجه مخادعتهم الله تعالى فهو اعتقادهم أن أمرهم كما راج بين الناس وجرت عليهم أحكام الإسلام في الظاهر، وخفت حقيقتهم على الناس فكذلك يظنون يكون حكمهم عند الله يوم القيامة، فيروج أمرهم ويخفى عند الله كما راج وخفي على الناس. وهذا محض الجهل لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. ومن صفاتهم تثاقلهم عن العبادات فهم اذا تذكروا الصلاة وقاموا اليها قاموا كسالى لا يحبونها ولا يريدونها وانما يفعلونها على وجه الرياء للناس ولهذا فهم لا يذكرون الله إلا قليلا. جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك صلاة المنافق. تلك صلاة المنافق. تلك صلاة المنافق. يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً. لا يذكر الله فيها إلا قليلاً". والمنافقون متحيرون فلا هم من المؤمنين ظاهراً وباطناً ولا مع الكافرين. -سابعاً: التحاكم الى الطاغوت، قال تعالى: {ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيداً. وإذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً. فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا احساناً وتوفيقاً. اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغاً} سورة النساء الآيتان: 59-60. من صفات المنافقين زعمهم أنهم يؤمنون بما أنزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل الله على رسله من قبله ومع هذا الزعم بألسنتهم يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وهو الباطل وهو ما عدا الكتاب والسنة. وقد أمرهم الله تعالى بالبراءة منه ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيداً في دفعهم الى التحاكم الى ما عدا الكتاب والسنة فكيف حالهم إذا أصابتهم مصيبة بسبب نفاقهم وتمردهم على أوامر الله، ثم جاؤوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله أنهم ما قصدوا بالتحاكم الى الطاغوت إلا الاحسان والتوفيق الى الاصلاح والخير ومصانعة أهل الباطل. اوأولئك المنحرفين عن دين الله وعن شريعته يعلم الله ما في قلوبهم من المرض والنفاق، فأعرض عنهم أي لا تعنفهم على ما في قلوبهم ولكن انههم عما في قلوبهم من النفاق وانصحهم بكلام بليغ رادع لهم. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 05 / 2009, 04 : 05 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام تابع علامات المنافق وصفاته -ثامناً: الافساد بين المؤمنين، قال تعالى: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين} سورة التوبة الآية: 47. ويحرص المنافقون على اضعاف المسلمين وتفريق صفوفهم واشغالهم فيما بينهم. وهذه الآية الكريمة تبين هذه المعاني وغيرها. فقد يحزن المسلمون على عدم انضمام بعض الناس اليهم وعدم العمل معهم ظناً منهم أنهم منهم وأنهم ينفعونهم إذا خرجوا معهم. ولكن الله يعلم غير ذلك يعلم أنهم لو خرجوا مع المسلمين لما زادوهم إلا خبالا أي فسادا بالنميمة وايقاع الاختلاف بين المسلمين وبث الاراجيف ولأوضعوا خلال المسلمين أي لأسرعوا فيما بينهم بالنميمة والبغضاء والفتنة. وفي المسلمين سماعون لأولئك المنافقين أي مطيعون لهم ومستجيبون لحديثهم وكلامهم يستنصحونهم أو يسألونهم لأن المسلمين لا يعلمون حالهم، فيؤدي ذلك الى وقوع الشر بين المؤمنين[2]. -تاسعاً: الكذب والخوف وكره المسلمين، قال تعالى: {ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون. لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون} سورة التوبة الآيتان:56-57. فمن صفات المنافقين الكذب والحلف عليه جاء في الحديث "آية النافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان" وفي رواية "وإذا خاصم فجر" وفي الآية الكريمة أخبار عن المنافقين انهم يحلفون بالله أنهم من المسلمين، والحقيقة خلاف ذلك، ولكنهم قوم يفرقون أي يخافون فالدافع لهم على الكذب أنهم يخافون أن ينكشف كفرهم فيعاقبهم المسلمون فهم من كرههم للمسلمين لا يودون مخالطتهم ولا رؤيتهم ولهذا فهم في هم وحزن كلما رأوا الإسلام وأهله في عز ونصر، لأن هذا يسوؤهم ويحزنهم ولو رأوا ملجأ أي حصناً أو مغارات أو مدخلا وهو النفق في الأرض لأسرعوا في ذهابهم اليها ليغيبوا عنكم ولا يروكم. -عاشراً: يعيبون أهل الحق، ويرضون ويسخطون لحظوظ أنفسهم، قال تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} سورة التوبة الآية: 58. ومن صفات المنافقين الطعن في أهل الحق وفي أعمالهم الحقة العادلة لأن المنافقين لا يحبون الحق والعدل، ورضاهم وسخطهم لأنفسهم، فان أعطوا شيئاً مما يريدون، رضوا، وإن لم يعطوا، سخطوا أو غضبوا ورموا أهل الحق بالظلم والحيف وهذا كان ديدنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما تخبرنا به هذه الآية الكريمة. فقد كان من المنافقين من يلمز أي يعيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعن عليه في قسم الصدقات أي الزكاة على المستحقين فإذا أعطوا منها رضوا وسكتوا وإن لم يعطوا منها غضبوا وسخطوا، وهذا شأن المنافقين في كل زمان يرضون على الشخص إذا أعطاهم ما يأملون ويسخطون عليه إذا لم يعطهم ما يأملون وهم في رضاهم وسخطهم ينظرون الى أنفسهم ولا ينظرون إلىالحق والعدل. -حادي عشر: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، قال تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم إنّ المنافقين هم الفاسقون} سورة التوبة الآية: 67، ومن صفات المنافقين أنهم يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف لأن نفوسهم المريضة لم تعد ترغب في رؤية الخير يعمله الناس. فهم يحبون أن يشيع الشر والمنكر بين الناس فهذا هو الذي تهواه نفوسهم ويشفي حقدهم وغيظهم على أهل الحق، وحتى يتساووا مع الناس في فعل القبائح ومع هذه الصفة الخبيثة لا ينفقون فيما يحبه الهل فهم بخلاء في الانفاق وفي فعل الخير وفي الأمر به والدلالة عليه. -ثاني عشر: الغدر وعدم الوفاء بالعهد قال تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} سورة التوبة الآيات: 75-77، ومن صفات المنافقين الغدر والخيانة وعدم الوفاء بالعهد حتى مع الله جل جلاله بخلاف المؤمن فان الكلمة تلزمه، فلا يغدر ولا يخون ويفي بعهده مع الناس ومع الله تعالى. وهذه الآية الكريمة تبين أن من المنافقين من أعطى الله عهده وميثاقه لئن أغناه من فضله ليصدقن من ماله وليكونن من الصالحين فما وفى بما قال ولا صدق فيما ادعى، فأعقبهم هذا الصنيع نفاقاً سكن وثبت في قلوبهم الى يوم يلقون الله عز وجل يوم القيامة[3]. -ثالث عشر: يعيبون المؤمنين ويسخرون منهم ولا يرضيهم منهم شيء، قال تعالى: {الذي يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم} سورة التوبة الآية: 79. من صفات المنافقين عيبهم الدائم للمؤمنين، وطعنهم فيهم، ولا يرضيهم منهم شيء. فإن تصدق أحد المؤمنين بالمال الكثير قالوا عنه هذا مراء. وان تصدق بالقليل لأنه لا يجد أكثر منه، قالوا ان الله لغني عن صدقة هذا. ومع عيبهم هذا يسخرون من المؤمنين ويستهزئون بهم ويضحكون منهم. -رابع عشر: تواصيهم بترك الجهاد، قال الله تعالى: {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون} سورة التوبة الآية: 81. من صفات المنافق عدم المعرفة عدم الفقه فهو يترك الايمان بالله ويفرح بقعوده عن الجهاد في سبيله ويوصي غيره من المنافقين بعدم الجهاد لما فيه من المشقة كالحر وينسى هذا المنافق أن نار جهنم أشدّ حراً من هذا وأن العاقل من يعمل ما ينجيه منها. خامس عشر: الإضرار بالمؤمنين وتسترهم بفعل ظاهره مشروع، قال تعالى: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون. لا تقم فيه أبداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} سورة التوبة الآية: 107-108. تشير الآية الى بعض صنيع المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فقد بنوا مسجداً ضراراً لمسجد قباء أي ضرراً لأهل مسجد قباء وهم المؤمنون، وكفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله أي انتظاراً وترقباً لمن حارب الله ورسوله من قبل بناء مسجد الضرار. وهذا هو مقصودهم من بناء هذا المسجد، وان حلفوا كاذبين إنهم إنما أرادوا ببنائه الحسنى أي الخير والرفق بالمسلمين ليصلي فيه ذو العلة والحاجة والله يشهد إنهم لكاذبون فيما يحلفون عليه. وقد كان من خبر هذا المسجد أن الله عز وجل أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يهدمه ولا يصلي فيه. وان مسجد قباء الذي أسس على التقوى وطلب رضاء الله هو الذي يستحق أن يصلي فيه المسلمون ويجتمعون فيه على الخير. "وهذا المسجد ما يزال يتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها اعداء هذا الدين. تتخذ في صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه. وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتختفي وراءها وهي ترمي هذا الدين. وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام... ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وانزال اللافتات الخادعة عنها وبيان حقيقتها للناس وما تخفيه وراءها. ولنا أسوة في كشف مسجد الضرار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.."[4]. [1] تفسير ابن كثير ج 1 ص 50. [2] تفسير ابن كثير ج 2 ص 361. [3] تفسير ابن كثير ج 2 ص 173، تفسير القرطبي ج 8 ص 210. [4] في ظلال القرآن ج 11 ص 35-36. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 05 / 2009, 25 : 05 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 05 / 2009, 47 : 08 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018