29 / 04 / 2009, 58 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد -حفظه الله- من الناس من يحرص على إبراز نفسه، وإظهار قدرته وخبرته، وإشعار الآخرين بحنكته وجودة رأيه، فتراه يحرص على إبداء رأيه في كل صغيرة وكبيرة، ويتعجَّل ذلك، فيقول به بمناسبة وبغير مناسبة، وسواء سُئل عن ذلك أم لم يُسأل. كلُّ ذلك دونما نظر في العواقب، أو مراعاة المصلحة. وهذا الصنيع مما يتنافى مع الحزم، ومما يعرض صاحبه للزلل والخطل؛ فلا خير في الرأي الفطير[1]، ولا الكلام القضيب[2]، فالعرب تقول: "الخطأ زاد العجول". فليس من الحكمة أن يتعجل الإنسان إبداء الرأي؛ لأنه ربما جانب الصواب، وخالف الحقيقة، بل ربما قاده ذلك إلى أن يتعصب لرأيه ولو كان غير مصيب؛ كيلا يوصم بالعجلة والزلل. بخلاف ما إذا تريَّث وتأنَّى؛ فإنَّ ذلك أدعى لصفاء القريحة، وأحرى لأن يختمر الرأي في الذهن، وأخلق بالسلامة من الخطأ. والعرب تمدح من يَتَرَيَّثُ، ويتأنى، ويُقلِّب الأمور ظهرًا لبطن، وتقول فيه: "إنه لَحُوَّلٌ قُلَّبٌ". بل ليس من الحكمة أن يبدي الإنسان رأيه في كل ما يعلم حتى ولو كان متأنيًا في حكمه، مصيبًا في رأيه؛ فما كل رأي يُجهر به، ولا كل ما يعلم يقال. بل الحكمة تقتضي أن يحتفظ الإنسان بآرائه لنفسه إلا إذا استدعى المقام لذلك، واقتضته الحكمة والمصلحة؛ فآراء المرء له، وأقواله عليه؛ فإذا صرح بآرائه صار أسيرًا لها، مكبلًا في أغلالها، له غنمها، وعليه غرمها. قال أحد الحكماء: "إن لابتداء الكلام فتنةً تروق، وجدَّةً تعجب؛ فإذا سكنت القريحةُ، وعدل التأملُ، وصَفَت النفس؛ فَلْيُعِدِ النظر، وليكن فرحُه بإحسانه مساويًا لغمه بإساءته". وقال أحد الشعراء: وزِنِ الـكـلام إذا نـطقت فـإنِّما ** يبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ وقال ابن حبان -رحمه الله-: "الرافق لا يكاد يُسبق، والعَجِلُ لا يكاد يَلْحق." وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم. والعجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يُجَرِّبُ، ويذم بعد ما يحمد. يعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم. والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تسمي العجلة أم الندامات". [1] الرأي الفطير: هو الذي لم ينضج. [2] الكلام القضيب: هو المرتجل.
gdsQ ;g~E vHdR dE[XiQJJJv fiA !
|
| |