16 / 04 / 2009, 17 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام عظام ميت تكون سبب في هداية حي إن الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أخواني: هذه القصة التي أنـقـلهـا لكم للعبرة والاعتبار منها ليست من نسج الخيال، بل قصه حقيقية قالها لي من كانت بعد الله سببا في توبته من ترك الصلاة قـبـل وفــاتــه بـشـهـريـن - رحمه الله -، وأنـقـلـها لكم لأخذ العبرة منها، كان اليوم جمعة، وقد دعاني إلى تناول الغداء معه، وعـند حضوري عـنده شدني تغير عجـيب في شكله، فـلم أعـد أراء ذاك الوجه المظلم المكفهر من البعد عن الله، فقد رأيت وجه بدت عليه إشراقة الطاعة والتوبة، ورأيت البشر قد ارتسم على محياه، ولكن لم يدم استغـرابي طويلاً، فـبينما نحن على الغداء إذ بادرني بقوله أبشرك هداني الله لتوبة من ترك الصلاة: (فقد كنت أنصحه بأهمية الصلاة وسوء مآل من يموت وهو تارك لها لكنه لم يكن يبالي) فقلت الحمد لله الذي هداك لطريق الخير، فقال: الحمد لله أني ما مت، وأخذ الله روحي وأنا تارك للصلاة، فقال: ولهدايتي قــصة فــقــلت: أخــبرني بها؟ فقال: خــرجـت أنا ومجموعه من أصدقائي في رحلة صيد في منطقه جبلية وعرة ونائية عـصر الأربعاء، وقـد أخبرني باسمها، فخـرجنا عــصراً ودخل عـلينا الليل ونحن في الطريق ولا تزال المسافة إلى تلك المنطقة التي نريد الصيد بها بعيدة، فـقـررنا الجلوس والمبيت في ذلك المكان، وأخذنا في الأعداد لتجهيز العشاء، وبينما نحن كذلك قام رجل ملتزم كان معـنا في الرحلة بالأذان لصلاة المغرب، وانتظر أن نقوم نصلي لكن لم يقم معه أحد نادى عـلينا فأجـبناه، صل وما عـليك منا، تمعـر وجهه، وتغير لونه، فـقد صدم من ردنا عليه، فلم يكن يتوقع أننا لا نصلي فلم يسبق أن اجتمعنا وإياه في وقت كان فيه صلاة، فينكشف له أمرنا لكنه صبر وصلى، وبعد أن صلى أقبل علينا، وجلس وأخذ يعـظـنا، ويـذكـرنا بأهمية الصلاة، وأنها عمود الدين، وأنه بدون الصلاة فلن يقبل من الإنسان أي عمل، فهي أساس قبول الأعمال، وأورد علينا الكثير من الآيات والأحاديث الدالة على أهميتها والمتوعدة لمن لا يصلي بسوء العاقبة، ونصحنا نصيحة وافية كاملة لكن قلوبنا كانت قاسية فما صدقنا أنه سكت لكن سكوته لم يدم وكأنها لحظات تفكير وتقـرير وفعـلا فكر وقرر وبسرعة قرار لم نتوقعه حيث قال: وأنا الحين أستأذنكم با ارجع، وأترككم، مالي مكان مع من لا يقيم للصلاة وعمود الدين وزن، أخذتنا العزة بالإثم فرددنا عـليه في لحـظته براحتك صلاة نصلي يكيفنا، فركب سيارته حيث أنه قد جاء فيها بمـفـرده، وبعد رحـيله وتركه الغير متوقع لنا أخـذنا نتسخط من فـعـله، وكيف أنه بهذه السهـولة تركنا وقـلنا لعـله جـعـل من تركنا لصلاه سبب يتهرب به من مواصلة الرحلة معـنا وأخذ الشيطان يشحـن قلوبنا عـليه لكن قلنا لبعضنا لننساه، ولنستمتع برحلتنا، فأخذنا نتحادث وكنا نضحـك ضحك في الحقيقة وعن نفسي لم يكن يتعدى إظهار أسنان وإلا فإن القلب يكاد يتقطع من الهم، فلم يكن كلام ذاك الملتزم يفارق مسمعي، وقضينا ليلتنا نجامل بعضنا بضحك، ويحاول كل منا أن لا يبدي تأثره من كلام ذاك الملتزم، وفي الصباح وأصلنا طريقنا إلى أن وصلنا إلى الموقع الذي نريد الصيد فيه، فأوقفنا السيارة ونزلنا وواصلنا الطريق مشيً على الأقـدام حيث أن السيارة لاتصل لذلك المكان، وفي أثناء مسيرنا مررنا بمجـمـوعة من القبور التي كانت قديمة ولفت انتباهـنا من بين تلك الـقـبور قـبر قـد انجـرف جزء مـنه وبدى ما بــداخــله مـن جــراء مياه الأمطار حـيث كان قريب من مـجـرى لمياه السيول، وكانت هناك عظام بادية منه، فـأسرعـنا إليه، وهناك فإذا هيكل عــظمي لإنسان قد بدى بكامله، لكن المفاجئة الأعـظم هي أن هناك أجزاء متـفـحـمة مـن ذلك الهيكل، وهـي وركز، ما هي هذه الأجزاء؟ مقدمة الرأس (الجبهة) وما حول موضع الأنف - عظام الكفين - مفاصل الركبتين وعظام أصابع القدمين، لبثــنا مدهـوشين أمام ذلك المنـظــر نتبادل النظرات إلى بعضنا البعض، كان كل منا ينظر إلى الآخر وإلى ذلك الهيكل العظمي الذي تفحمت تلك الأجزاء منه، هذه الأجزاء التي أنشئت رؤيتنا لها سؤال بدء يجول في نفس كل منا، سؤال كانت إجابته بمثابة الصاعـقة عـلى كل واحد منا، لـمـاذا هـذي الأعـضاء فـقـط هي المتفحـمـة؟! مقدمة الرأس (الجبهة) وما حول موضع الأنف - عظام الكفين - مفاصل الركبتين وعظام أصابع القدمين كانت الإجابة واضحة لكنها كانت صاعـقه عـلينا، إنها أعضاء السجود السبعة التي لم نسجد لله بها ولو سجـدة طيلة سنين من عمرنا مضت، فكم من أذان وإقامة لصلوات عديدة كانت تتعالى على أسماعنا طوال تلك السنوات، لم نكن نلقي لها بالا، لا هين منشغلين بتوافه دنيا سنخرج منها ونتركها بما فيها لمن بعدنا، أفـقـنا بذلك المنـظر من غـفـلة عظيمه، نسأل أنفسنا كيف كنا لا نصلي؟ كيف كنا لا نجيب نداء الله؟ شعرنا أن ذلك المنظر كان بمثابة رسالة لنا تـنـذرنـا وتحذرنا من الله -عز في علاه- قيضها لنا لأخرجنا مما نحن في من غفلة، وترك لتلك الصلاة تلك العبادة العظيمة والركن العظيم، فأخذنا تلك العـظام وأعــدنا دفـنها، دفــناها ودفـنا معها غــفــلة كانت تجـثم على قـلوبنا وعـقـولنا طـوال سنين عـديدة عن عـظم الجرم الذي كنا مقيمين عليه، وهو ترك الصلاة، ومن تلك اللحظة كانت توبته من ترك الصلاة، فأصبح من الملتزمين بها في وقتها وفي المسجد مع جماعة المسلمين إلى أن توفاه الله بعد شهرين من توبته يوم الجمعة بعد صلاة الــفــجــر التي صلاها مع جماعة المسلمين في المسجد في حادت صباح ذلك اليوم احترقت فيه السيارة، واحترق هو بـداخــلـهـا - رحمه الله -، ونفع بقـصته هذه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
u/hl ldj j;,k sff td i]hdm pd !
|
| |