09 / 06 / 2020, 13 : 12 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } وفي صحيح الجامع من حديث أبي سعيد أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلي الله عليه وسلم اليوم موعدنا لنتحدث عن ضرورة أن يكون المؤمن نظيفا.. وإن شئت فقل عن ضرورة أن يكون المؤمن وضيئا طيبا طاهرا أنيقا.. وإن شئت فقل عن ضرورة أن يكون المؤمن جميلا ولا بأس عليك فالنظافة والوضاءة والطهارة والجمال كلهم إخوة أشقاء أبوهم واحد وأمهم واحدة . إن الله تعالي جميل يحب الجمال هذه العبارة ( إن الله تعالي جميل يحب الجمال) هي مبدأ من مبادئ الإسلام.. ( إن الله تعالي جميل يحب الجمال) هي جزء من حديث للنبي عليه الصلاة والسلام صفة من صفات المسلم أن يكون جميلا.. ( إن الله تعالي جميل يحب الجمال) خلق الله جميع الخلائق علي حال من الجمال قد تراه العيون وقد تدركه العقول ولا تملك النفوس المؤمنة أمامه إلا أن تقول (مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ) خلق الله السماء وزينها وخلق الله الأرض وجملها وخلق البحار وحسنها وخلق الأزهار وأبدعها وخلقنا نحن البشر في أحسن صورة .. كل مخلوق خلقه الله تعالي أودع فيه لمحة من لمحات الجمال تبهر العقول وتأخذ بالألباب ( {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} ) قال الحكيم العليم سبحانه ( {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ) وقال (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) وقال (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) ما خلق الله تعالي في هذا الوجود نهرا ولا حجرا ولا سهلا ولا شجرا ولا نبتا ولا طيرا ولا بشرا إلا وأسبغ الله عليه من خزائن الجمال جمالا.. {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } كل مخلوق فاز من الجمال بنصيب إلا أن الأنبياء بوصفهم صفوة خلق الله بوصفهم أكرم خلق الله قد فازوا من الجمال بالنصيب الأوفر.. قال علي رضي الله عنه ( ما بعث الله نبيا إلا جميل الصورة حسن الوجه كريم الحسب حسن الصوت ) قلت: وكان أكمل وأجمل الرسل محمدا صلي الله عليه وسلم سئل البراء بن عازب رضي الله عنه يا براء هل كان وجه رسول الله كالسيف ؟ فقال لا بل كان وجه رسول الله مثل القمر .. يقول واصفه لم أر قبل ولا بعد مثل رسول الله صلي الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه .. عاش رسول الله في الناس ما شاء الله وهو طيب النفس يعرف في وجهه البشر.. عاش رسول الله في الناس ما شاء الله وهو مشهود له بالجمال في قوله وبالجمال في فعله وبالجمال في طبعه وبالجمال في خلقه .. فتسريحه جميل وصبره جميل وهجره جميل وصفحه جميل صلي الله عليه وسلم في حديث القرآن الكريم عن الناس ذكر القرآن أن من الناس أعرابا .. ومن الأعراب ؟ هم البدو هم سكان البوادي والقفار يعيشون ويمشون وينامون علي الصخر والجحر يعيشون حياة قاسية حياة جافة هذه الحياة القاسية أثرت بشكل كبير علي طباعهم وهيئاتهم وأخلاقهم .. حتى ألفاظهم تخرج جافة قاسية كقسوة حياتهم ولذلك كثر فيهم الكفر وكثر فيهم النفاق وكثر فيهم الظلم والغشم إلا ما رحم ربي .. أحد هؤلاء الأعراب نزل المدينة في يوم من الأيام يقصد رسول الله صلي الله عليه وسلم .. ماذا يريد ذلك الأعرابي ؟ هو يريد صدقة هو يريد أن يعطيه رسول الله ما يسد به جوعته فلحق ذلك الأعرابي برسول الله في بعض الطريق فانظر ماذا فعل !! قَالَ أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، قال أنس : حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَدْ أَثَّرَتْ بهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَة الأعرابي ، ثُمَّ قَالَ الأعرابي : يا محمد مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ؛ قال أنس فَالْتَفَتَ النبي صلي الله عليه وسلم إِلَيْهِ وضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ .. هذا الحديث ماذا يقول ؟ هذا الحديث ماذا فيه ؟ هذا الحديث يقول إن أشد الناس في هذه الحياة الدنيا بلاء هم الأنبياء وعلي رأسهم النبي محمد عليه الصلاة والسلام هذا الحديث يقول إن الأعرابي تجاوز حدوده وأساء الأدب مع النبي عليه الصلاة والسلام .. وفي هذا الحديث بيان واضح العنوان علي جمال أخلاق النبي محمد صلي الله وسلم علي نبينا محمد .. صبر جميل وصفح جميل وطبع جميل وخلق جميل من نبي ما أرسله ربه إلا رحمة للعالمين .. عند الحديث عن جمال الصورة يكفيك الحديث عن سيدنا محمد , عند الحديث عن جمال القلب يكفيك الحديث ****** محمد عند الحديث عن جمال الروح يكفيك الحديث عن سيد الخلق محمد عند الحديث عن جمال الطباع والأخلاق يكفيك الحديث عن أكرم الخلق محمد {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } في سورة ص ورد حديث عن النبي سليمان عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ( {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} ) في بعض التفاسير لهذه الآيات ورد أن سليمان عليه السلام عرضت عليه في يوم من الأيام خيلا تُجهّز للخروج في سبيل الله فلم يزل ينظر إليها ويأتي علي أولها وآخرها حتي غابت الشمس وانشغل عن صلاة العصر فنادي علي حراسه .. أن ردوا إليّ الخيل فردوها فأخذ سيفه ومشي بينها حتي قطّع رقابها وسيقانها .. هذا هو المشهور في تفسير هذه الآيات.. وهذا لا يصح أبدا نسبته إلي نبي أوتي العلم وأوتي الحكمة وأوتي الرحمة.... ما ورد من أن سليمان قتل الخيل وقطّع الرقاب والسيقان خرافة مكذوبة لا دليل عليها من عقل ولا نقل وحاشاه أن ينشغل عن ذكر الله وهو أحد الأنبياء الكرام وحاشاه أن يعذب مخلوقا لا ذنب له وحاشاه أن يهلك مالا سيسأل عنه بين يدي الله عز وجل .. سليمان عليه السلام نبي ابن نبي كان أجمل الخلق في زمانة كان جميلا في صورته وفي روحه وفي قلبه كان جميلا في علمه وفي قوله وحكمه .. أجمل الناس في ذلك الزمان سليمان عليه السلام حبب الله إليه الجمال فكان يتوقف أمام الجمال يسبح بحمد خالق الجمال سبحانه وتعالي .. في يوم من الأيام عرضت عليه الصافنات الجياد وهي الخيل القوية السريعة الشديدة جميلة المنظر تقف علي قوائم ثلاثة وتمس الأرض بالرابعة ثقة منها في قوتها وشدتها عرضت هذه اللوحة الجميلة علي سليمان قبل خروجها في سبيل الله فسر بها وفرح بها ولم يزل ينظر إليها ويرقبها ويمشي بينها ويتحسسها حتي جن عليه الليل وهو في كل ذلك يردد ( {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي } ) والمعني إني أحببت الخيل لأن الخير معقود في نواصيها إلي يوم القيامة (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ) يعني أحببتها من أجل ذكر ربي ومن أجل طاعته وإعلاء كلمته .. ظل علي هذا الحال حتي أظلم عليه الليل فنادي علي جنده أن ردوها عليّ فجعل يمسح بيده نواصيها وسيقانها وأعناقها إقرارا بنعمة الله وإعجابا بجمالها وتكريما لها وبرا بها وفرحا وسرورا بما هي عليه من القوة والجمال هو بحاجة إليها للجهاد في سبيل الله .. ما فعله سليمان عليه السلام من مسح النواصي والسيقان والأعناق.. هو إكرام للجمال وحب له وكل جمال أيها المؤمنون يحمد ويمتدح إذا كان لله وكل جمال أيها المؤمنون يحمد ويمتدح إذا لم يكن فيه تعاليا إذا لم يكن فيه تكبرا إذا لم يكن فيه تفاخرا .. إن لبست ثوبا جميلا ونعلا جميلا تتحدث بنعمة الله عليك فأنت علي هذا مأجور غير مأزور والله جميل يحب الجمال إن خرجت الكلمة من لسانك طيبة صادقة فهذا جمال والله تعالي جميل يحب الجمال , أن تكون سهلا أن تكون هينا لينا أن تكون مهذبا فهذا جمال (وإن الله تعالي جميل يحب الجمال) أن تكون كريما أن تكون رحيما أن تكون ودودا أن تكون بساما فهذا جمال وربك جميل يحب الجمال .. الجمال أيها المؤمنون في أقوالنا وفي أفعالنا وفي طباعنا وفي أخلاقنا عمل صالح وقربة نتقرب بها إلي الله تعالي وعبادة نتحبب بها إلي خالق الجمال وإن الله تعالي جميل يحب الجمال . ________________________ بقي لنا في ختام الحديث عن ضرورة أن يكون المؤمن نظيفا وضيئا أنيقا طاهرا طيبا بقي لنا في ختام الحديث عن ضرورة أن يكون المؤمن جميلا بقي لنا أن نروح عن قلوبنا وأن نسعد نفوسنا بالحديث عن خالق الجمال سبحانه وتعالي فلا جمال أقوي ولا أرقي ولا أعلي من جمال من خلق الجمال سبحانه وتعالي .. فكل حسن وجمال يتلاشي مع حسنه وجماله سبحانه وتعالي إن الله جميل جمع الجمال كله والجمال منه وإليه سبحانه وتعالي.. جمال الخالق سبحانه وتعالي يعجز عن وصفه الواصفون ( {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ) الله تعالي جميل في ذاته في أسماءه في صفاته في أقواله وأفعاله .. جمال في جمال ( {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ) أهل الجنة يحيوا فلا يموتوا أبدا يشبوا فلا يهرموا أبدا يصحوا فلا يسقموا أبدا ينعموا فلا يبأسوا أبدا كل هذا لا يساوي ذرة في متعة النظر إلي وجه الكريم سبحانه وتعالي ( {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ) ورد عند تفسير هذه الآية أنه "إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوه فيقولون وما هو؟ ألم يُثقِّل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا من النار؟ قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلي وجه الكريم سبحانه وتعالي قال النبي عليه الصلاة والسلام فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم"
;k [ldgh
|
| |