19 / 02 / 2009, 42 : 04 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 05 / 12 / 2007 | العضوية: | 1 | المشاركات: | 1,967 [+] | بمعدل : | 0.32 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 399 | نقاط التقييم: | 30 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلك (( قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا )) . رواه ابن ماجه تحمل بعض الشخصيّات " كاريزما " تتميز بالجذب والنشر ؛ فتكون هالتها جاذبةً للغير ، وتكون قيّمها منشورةً عليهم ، ولا يُشترط من ذلك كله : الخيريّة أو الشر ! ولذا فإن بقاء الأتباع أو المُعجبين بهذه الشخصية يهتز مستوى انصياعهم لتلك القيّم التي حملتها أو نشرتها ( الشخصية ) بمجرد غيابها أو وفاتها ؛ ولعل شيئاً من ذلك كان سببَ تخوف سيدنا أبي بكر الصديق منه : فبعد موت رسول الله صلى عليه وسلم ؛ هرع من فوره – رضي الله عنه – ليُثبتُ الناس بمقولته الشهيرة : " أيها الناس ، من كان منكم يعبدُ مُحمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله : فإن الله حيٌ لا يموت " ! ولعلّ قصة جنوح بني إسرائيل لعبادة العجل كان بعض سببها : غياب شخصية الرمز " موسى عليه السلام " حين ذهب لميقات ربه . وقد تميّزت هذه البلاد " المملكة العربية السعودية " بتعاضد مثير للإعجاب بين شقيها السياسي والشرعي ؛ إذ تعاضد المُلك مع ميراث النبوة في توزيعٍ رائع لأدوار الدين والدنيا بينهما – مما يُذكرني بما سنّه الله تعالى لبني إسرائيل من فصلِ النبوة عن المُلك ، وخدمة الأخير للأول ! وكذا كانت الدولة السعودية المُباركة منذ نشأتها الأولى عام 1157 هـ ؛ إذْ تآلف وتحالف السيف والمصحف ، والمسجد والقصر ، والشيّخ والإمام ! وقد خرّج لنا تاريخ هذه الدولة عدداً من الشخصيات ذات الجاذبيّة الباهرة ، والسحر الخاص ، والمغناطيس الدبيب : على اختلاف الجناحين لها ( السياسي والشرعي ) ومن أمثلة ذلك في الجناح السياسي : محمد بن سعود وابنه عبدالعزيز ، وفيصل بن تركي ، والملك عبدالعزيز ، والملك فيصل ، والملك فهد . وفي الجانب الشرعي برزت أسماء لازال رنين اسمها يُثير شجناً دفيئاً لدى القلوب ، من أمثال : محمد بن عبدالوهاب ، وحفيده سليمان بن عبدالله ، ومحمد بن ابراهيم ، وعبدالعزيز بن باز ، ومحمد بن عثيمين . ويُعتبر الإمام " ابن باز " رحمه الله تعالى من أبرز الشخصيات التي طار ذكرها في هذا العصر ، واحتلّت مكانة واسعة من قلوب الخلق على اختلاف مراكزهم وتنوع اهتماماتهم . ولعلّ مردّ هذا الشيء يعود لأسباب عدة ، يكمن أبرزها في : شخصية الشيخ التي تتمدد في القلوب بطريقة لا يُمكن تفسيرها إلا بكلمة : ربانية ! وبالإضافة إلى امتداد عمره المُبارك الذي تجاوز التسعين ؛ فإن فترة انتشار روحانية الشيّخ جاءت متزامنة مع وسائل الاتصالات والمواصلات الحديثة التي سهّلت لقياه أو استماعه . ولعلّ الجميع الآن شبه متفقٍ بأنّ حالنا بعد وفاة الشيخ ليست كما هي في حياته ، بله إن العلماء وطلبة العلم والدعاة ليسوا هم وإن كانوا ( هُم ) ! فما يا تُرى سبب هذا الفتور عند البعض أو النكوص عند الآخر ! أحسب أنّ إجابة هذا التساؤل تصل إليّنا من قوله تعالى على لسان الصالحين من أوليائه : " وجعلنا للمتقين إماما " ! ومعنى " إماما " في هذه الآية أي : " قدوة حسنة " ! وكذا كانت شخصية الإمام " ابن باز " قدوةً في الإخلاص وهضم النفس وسمو المقصد – فتبعه على ذلك العوام والخواص ! وبناءً على هذه الشخصيّة " المنتشرة " التي تشبّع منها المجتمع برمته - فإن الكثير من طلبة العلم لم يكن يجرؤ على مجرد مخالفة مظاهر " الإخلاص " – مع أنه قلبي ! - فضلاً عن مُخالفة " التنسك " أو " الرأي الفقهي " مع الالتزام شبه التام بحليّة الشيخ ! ولكن ، وما أن توفي الشيّخ - رحمه الله تعالى – حتى لم يُطق الكثير في المتابعة له صبراً ! فرأينا فلاناً يفخر بطباعة كذا نُسخة من كتابه ! ورأينا فلاناً يُصور للمجلة أو الجريدة صوراً لا تليقُ برزانة طالب العلم أو هيئة المُخلص ( خلفه كُتب وبيده قلم ) ! نعم فقد مات " القدوة " في هضم النفس ، واحتقار العمل ، وتوريةِ الشخص ! ومعه ماتت الكاريزما الخاصّة به والتي ساهم في نشرها ثبات هذا " الرمز " على مبادئه طيلة تسعين سنة ! ولذا ؛ فما أن غاب هذا الرمز حتى اندرست كثير من معالم الشخصية ( الجمعيّة ) التي نشرها إخلاصه ، وبثتها روحه ، وفرضتها شخصيته ، وكانت حافلةً في المجتمع كله إبّان بقائه ! رحم الله شيخنا وعلامة عصره عبدالعزيز بن باز وعوض الله الإسلام والمسلمين خيرا
glh`h jyd~vj rg,fkh fu] hfk fh. vpli hggi ( rvhxm ktsd~m ) !!
|
| |