الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 620 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
14 / 01 / 2019, 37 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (أدلة وفوائد) الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: أولًا: الأدلة على فضل الخلفاء الراشدين: (1) فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه: آيات ذكر المفسرون أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه: 1) قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40]. 2) وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33]. 3) وقال تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ [التحريم: 4]. 4) قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 -7]. 5) قال الله تعالى: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 17 -21]. من السنة: 6) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ((ما ظنُّكَ يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما))[1]. 7) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: ((إن الله خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله))، قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه: أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيِّر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيَّر، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أمَنِّ الناس عليَّ في صُحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذتُ أبا بكر؛ ولكن أخوة الإسلام ومودَّته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر))[2]. 8) وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: "أي الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة))، فقلت: من الرجال؟ فقال: ((أبوها))، قلت: ثم من؟ قال: ((ثم عمر بن الخطاب))، فعدَّ رجالًا"[3]. 9) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمن تبع منكم اليوم جنازةً؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمن أطْعَمَ منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر: أنا، قال: ((فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة))[4]. 10) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبدالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصَّدَقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام، وباب الريان))، فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر))[5]. 11) وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدًا، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: ((اثبُت أُحُد؛ فإنما عليك نبي، وصدِّيق، وشهيدان))[6]. (2) فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 1) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ قال: ((بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضَّأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته، فولَّيتُ مدبرًا))، فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله[7]. 2) وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا أنا نائم، أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب))، قالوا: فما أوَّلْتَه يا رسول الله؟ قال: ((العلم))[8]. 3) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائم، رأيت الناس عُرضوا عليَّ وعليهم قُمُص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعُرض عليَّ عمر وعليه قميص اجترَّه))، قالوا: فما أوَّلْتَه يا رسول الله؟ قال: ((الدين))[9]. 4) وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلميضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب))، فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم قال عمر: يا عدوَّات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إيهًا يا بن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا قطُّ إلَّا سلك فجًّا غير فجِّكَ))[10]. 5) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدِّثون، فإن يك في أُمَّتي أحدٌ؛ فإنه عمر))[11]. 6) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب))[12]. 7) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما تُوفِّي عبدالله، جاء ابنه عبدالله بن عبدالله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يُكفِّن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلِّي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، تُصلِّي عليه، وقد نهاك ربُّك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما خيَّرني الله، فقال: ﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 80]، وسأزيده على السبعين))، قال: إنه منافق، قال: فصلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﴾ [التوبة: 84][13]. 8) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: ((ائذن له وبشِّره بالجنة))، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: ((ائذن له وبشِّره بالجنة))، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهةً، ثم قال: ((ائذن له وبشِّره بالجنة، على بلوى ستُصيبه))، فإذا عثمان بن عفان [14]. (3) فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه: 1) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلمفي حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((افتح له وبشِّره بالجنة))، ففتحت له، فإذا هو أبو بكر، فبشَّرتُه بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((افتح له وبشِّره بالجنة))، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي: ((افتح له وبشِّره بالجنة، على بلوى تصيبه))، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلىالله عليه وسلم، فحمد الله، ثم قال: الله المستعان[15]. 2) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوَّى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتشَّ له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتشَّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيْت ثيابك! فقال: ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))[16]. 3) وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم[17]. 4) وعن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: أشرف عثمان رضي الله عنه من القصر، وهو محصور، فقال: أنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلميوم حراء إذ اهتزَّ الجبل فركله بقدمه، ثم قال: ((اسكُنْ حراء ليس عليك إلا نبي أو صدِّيق أو شهيد)) وأنا معه، فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان؛ إذ بعثني إلى المشركين، إلى أهل مكة، قال: هذه يدي، وهذه يد عثمان رضي الله عنه، فبايع لي؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يُوسِّع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت في الجنة؟)) فابتعتُه من مالي فوسَّعت به المسجد، فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة، قال: ((من ينفق اليوم نفقةً متقبلةً؟)) فجهزت نصف الجيش من مالي؟ قال: فانتشد له رجال، وأنشد بالله، من شهد رومة يُباع ماؤها ابن السبيل، فابتعتُها من مالي فأبحتها لابن السبيل؟ قال: فانتشد له رجال"[18]. (4) فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: 1) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال(أين علي بن أبي طالب؟))، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال(فأرسلوا إليه))، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم))[19]. 2) وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: "والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ ألَّا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق"[20]. 3) وحديث "أمر معاوية بن أبي سفيان سعدًا، فقال: ما منعك أن تسبَّ أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثًا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبَّه، لأن تكون لي واحدة منهن أحبُّ إليَّ من حمر النعم، سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنه لا نبوَّة بعدي))، وسمعته يقول يوم خيبر: ((لأعطينَّ الراية رجلًا يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله)) قال فتطاولنا لها، فقال: ((ادعوا لي عليًّا)) فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ﴾ [آل عمران: 61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلمعليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال: ((اللهم هؤلاء أهلي))[21]. 4) وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليًّا، قال: فأبى سهل، فقال له: أما إذا أبيت، فقل: لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها، فقال له: أخبرنا عن قصَّته، لم سُمِّي أبا التراب؟ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة، فلم يجد عليًّا في البيت، فقال: ((أين ابن عمِّك؟))، فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: ((انظر أين هو؟))، فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقِّه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: ((قم أبا التراب! قم أبا التراب!))[22]. ثانيًا: الفوائد: فائدة1: أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليٌّ رضي الله عنهم: عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم"[23]. وقال الطبري رحمه الله: "وكذلك نقول؛ فأفضل أصحابه الصديق أبو بكر رضي الله عنه، ثم الفاروق بعده عمر، ثم ذو النورين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين"[24]. وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى: "خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالخلافة أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي بن أبي طالب رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين"[25]. فائدة2: الأحق بالخلافة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر رضي الله عنه، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليٌّ رضي الله عنهم وأرضاهم: قال الإمام الطحاوي رحمه الله: "ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولًا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلًا له وتقديمًا على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون"[26]. ونقل الحافظ الذهبي عن شريك بن عبدالله القاضي أنه قال: "قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فاستخلف المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحدًا أفضل منه كانوا قد غشوا، ثم استخلف أبو بكر عمر، فقام بما قام به من الحق والعدل.."[27]. قال الآجري رحمه الله: "ومذهبنا فيهم أنا نقول في الخلافة والتفضيل: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم"[28]. وقال الغزالي رحمه الله: "وقد أجمعوا على تقديم أبي بكر، ثم نص أبو بكر على عمر، ثم أجمعوا بعده على عثمان، ثم على علي رضي الله عنهم، وليس يظن منهم الخيانة في دين الله تعالى لغرض من الأغراض، وكان إجماعهم على ذلك من أحسن ما يستدلُّ به على مراتبهم في الفضل، ومن هذا اعتقد أهل السنة هذا الترتيب في الفضل، ثم بحثوا عن الأخبار فوجدوا فيها ما عرف مستند الصحابة وأهل الإجماع في هذا الترتيب)[29]. فائدة3: ثبوت خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: قال أبو عثمان الصابوني رحمه الله: "ويثبت أهل الحديث خلافة أبي بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم باختيار الصحابة واتفاقهم عليه، وقولهم قاطبة: رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، فرضيناه لدنيانا، وقولهم: قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يُؤخِّرك؟! وأرادوا أنه صلى الله عليه وسلم قدَّمَك في الصلاة بنا أيام مرضه فصلَّينا وراءك بأمره، فمن ذا الذي يُؤخِّرك بعد تقديمه إياك؟! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في شأن أبي بكر في حال حياته بما يبين للصحابة أنه أحق الناس بالخلافة بعده، فلذلك اتفقوا عليه واجتمعوا، فانتفعوا بمكانه، والله وارتفعوا به وارتقوا"[30]. فائدة4: ثبوت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قال أبو عثمان الصابوني رحمه الله بعد ذكره خلافة الصديق باختيار الصحابة وإجماعهم عليه قال: "ثم خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه إيَّاه واتِّفاق الصحابة عليه بعده، وإنجاز الله سبحانه بمكانه في إعلاء الإسلام وإعظام شأنه بعده"[31]. وقال شارح الطحاوية رحمه الله: "ونثبت الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه، وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة إليه، واتفاق الأُمَّة بعده عليه"[32]. فائدة5: ثبوت خلافة عثمان رضي الله عنه: قال أبو عثمان الصابوني مبينًا عقيدة السلف وأصحاب الحديث في ترتيب الخلافة بعد أن ذكر أنهم يقولون أولًا بخلافة الصديق، ثم عمر قال: "ثم خلافة عثمان رضي الله عنه بإجماع أهل الشورى، وإجماع الأصحاب كافة، ورضاهم به حتى جعل الأمر إليه"[33]. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: "لم يجتمعوا على بيعة أحدٍ ما اجتمعوا على بيعة عثمان"[34]. وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: "وثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر بعقد من عقد له الإمامة من أصحاب الشورى الذين نصَّ عليهم عمر، فاختاروه ورضوا بإمامته، وأجمعوا على فضله وعدله"[35]. فائدة6: ثبوت خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال أبو عبدالله بن بطة رحمه الله حاكيًا لثبوت الإجماع على خلافة أبي الحسن رضي الله عنه؛ حيث قال: "كانت بيعة علي رحمه الله بيعة اجتماع ورحمة لم يدع إلى نفسه، ولم يجبرهم على بيعته بسيفه، ولم يغلبهم بعشيرته ولقد شرف الخلافة بنفسه وزانها بشرفه، وكساها حلة البهاء بعدله، ورفعها بعلوِّ قدره، ولقد أباها، فأجبروه وتقاعس عنها فأكرهوه"[36]. فائدة 7: الرد على من يقدم عليًّا على أبي بكر وعمر في الفضل: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد تواتر عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيِّها أبو بكر، ثم عمر، روي ذلك عنه من أكثر من ثمانين وجهًا، ورواه البخاري وغيره؛ ولهذا كانت الشيعة المتقدمون كلهم متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر كما ذكر ذلك غير واحد"[37]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لم يقل أحد من علماء المسلمين المعتبرين: إن عليًّا أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر؛ بل ولا من أبي بكر وحده، ومُدَّعي الإجماع على ذلك من أجهل الناس وأكذبهم؛ بل ذكر غير واحد من العلماء إجماع العلماء على أن أبا بكر الصديق أعلمُ من علي"[38]. فائدة8: الذي استقر عليه أمر أهل السنة هو تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "انعقد الإجماع بآخرة بين أهل السنة: أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، رضي الله عنهم أجمعين"[39]. وقال أيضًا: "نقل البيهقي في الاعتقاد عن الشافعي أنه قال: أجمع الصحابة وأتباعهم على أفضلية أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي"[40]. وقال الدارقطني رحمه الله: "عثمان بن عفان أفضل من علي بن أبي طالب باتِّفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا قول أهل السنة"[41]. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل؛ فقدَّم قوم عثمان وسكتوا وربَّعوا بعلي، وقدَّم قوم عليًّا، وقوم توقَّفوا؛ لكن استقرَّ أمر أهل السنة على تقديم عثمان، ثم علي، وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة؛ لكن التي يضلل فيها هي مسألة الخلافة؛ وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي"[42]. [1] رواه البخاري (3653)، ومسلم (2381). [2] رواه البخاري (3654). [3] رواه البخاري (3662)، ومسلم 2384. [4] رواه مسلم (1028). [5] البخاري (3666)، ومسلم (1027). [6] رواه البخاري (3675). [7] رواه البخاري (3242). [8] رواه البخاري (82). [9] رواه البخاري (3691)، ومسلم (2390). [10] رواه البخاري (3683). [11] رواه البخاري (3689)، ومسلم (2398). [12] رواه الترمذي (3686)، وأحمد (17405(، وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5284). [13] رواه البخاري (4670)، ومسلم (2774). [14] رواه البخاري (3695). [15] رواه البخاري (3693). [16] رواه مسلم (2401). [17] رواه البخاري (3697). [18] رواه أحمد (420) واللفظ، صحَّح إسناده أحمد شاكر. [19] رواه البخاري (4210)، ومسلم (2406). [20] رواه مسلم (78). [21] رواه مسلم (2404). [22] رواه البخاري (3703)، ومسلم (2409) واللفظ له. [23] رواه البخاري (3655). [24] ((صريح السنة)) (ص26). [25] ((الاعتقاد)) (ص: 375). [26] ((شرح العقيدة الطحاوية))؛ لابن أبي العز (ص: 310 322). [27] ((ميزان الاعتدال)) (2/ 273). [28] ((الشريعة)) (5/ 2312) [29] ((الاقتصاد في الاعتقاد)) (ص: 154). [30] ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية)) (1/ 128). [31] ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية)) (1/ 129). [32] ((شرح الطحاوية)) (ص: 539). [33] ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل المنيرية)) (1/ 129). [34] ((منهاج السنة)) (3/ 166). [35] ((الإبانة عن أصول الديانة)) (ص: 68). [36] ذكره عنه العلامة ابن قدامة في كتابه ((منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين)) (ص: 77). [37] ((منهاج السنة)) (1/ 308). [38] ((مجموع الفتاوى)) (4/ 398). [39] ((فتح الباري)) (7/ 34). [40] ((فتح الباري)) (7/ 17). [41]((سؤالات السلمي؛ للدارقطني)) (238). [42] ((مجموع الفتاوى)) (3/ 153). urd]m hglsgldk td tqg hgogthx hgvha]dk (H]gm ,t,hz]) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15 / 01 / 2019, 58 : 12 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018