الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 750 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
09 / 06 / 2018, 57 : 06 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام الحمد لله.. أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل -،﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. أيها الأخوة: وهكذا تمضي الأيام ولم يتبقَ إلا بقيّة من هذه العشر المباركة، تتقلص الأيام والليالي وتنقضي شاهدة بما عملنا، وحافظة لما أودعنا: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ﴾ ينادي ربنا: "يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه"[1]. أيها الإخوة: لقد بقيت بقية كان يحتفي بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أيما احتفاء، في العشرين قبلها كان يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر شمر وجد وشد المئزر [2]، نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام لا يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه[3]؟! إي والله إذا لم تكن هذه الليالي الفاضلة وقت انكسار وتضرع ولجوء إلى الله فمتى يكون ذلك!! تقول عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -: يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟! قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"[4]. الدعاء الدعاء، لنَعُجُّ فيما تبقى من عشرنا هذه بالدعاء لنٌلِظُّ على الحي القيوم، فقد قال ربنا - عز شأنه -: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾. إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح[5]. رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين، وأنفاس المحبين وقصص التائبين.. يلجأ الصادق:بقلب خاشع قائلاً: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه فيغفر له وإن كان فر من الزحف. كما عند أبي داود والترمذي[6]. لقد كان العبّادُ على شدة حذرهم وقلة وقوعهم في الأخطاء والذنوب يكثرون من الاستغفار.. الاستغفار وما أدراك ما الاستغفار؟! عن ابن عمر رضي الله عنه قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور[7]. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة[8]. وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة[9]. وفي المسند عن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني ذرب اللسان وإن عامة ذلك على أهلي، فقال: أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة[10]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه الإمام أحمد والنسائي[11]. قال أبو هريرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم ألف مرة وذلك على قدر ديتي. وقالت عائشة: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا. قال أبو المنهال: ما جاور عبد في قبره من جار أحبّ إليه من استغفار كثير[12]. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وبالجملة، فدواء الذنوب الاستغفار، وروينا من حديث أبي ذر مرفوعا: إن لكل داء دواء، وإن دواء الذنوب الاستغفار. قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم: فالذنوب، وأما دواؤكم: فالاستغفار. وقال بعضهم: إنما معول المذنبين البكاءُ والاستغفار، فمن أهمتّه ذنوبه، أكثر لها من الاستغفار. قال رباح القيسي رحمه الله: لي نيف وأربعون ذنبا، قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة. وحاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه، فإذا زلاته لا تجاوز ستا وثلاثين زلة، فاستغفر الله لكل زلة مائة ألف مرة، وصلى لكل زلة ألف ركعة، وختم في كل ركعة منها ختمة، قال: ومع ذلك فإني غير آمن سطوة ربي أن يأخذني بها وأنا على خطر من قبول التوبة. ومن زاد اهتمامه بذنوبه فربما تعلق بأذيال من قلَّت ذنوبه فالتمس منه الاستغفار. وكان عمر يطلب من الصبيان الاستغفار ويقول: إنكم لم تذنبوا. وكان أبو هريرة يقول لغلمان الكتّاب: قولوا: اللهم اغفر لأبي هريرة، فيؤمن على دعائهم[13]. اهـ رحمه الله أيها الأخوة: ومن نزعت منه حلاوة المناجاة ولذة طلب مغفرة الله واللجوء إليه من القلب عايش أشد ألوان العقوبات والحرمان، ألم يستعذ النبي – صلى الله عليه وسلم - من قلب لا يخشع، وعين لا تدمع، ودعاء لا يسمع؟! ما أجمل هذه الأيام!!.. يجتمع فيها أوقات فاضلة وأحوال شريفة، العشر الأخيرة، جوف الليل من رمضان، والأسحار من رمضان، دبر الأذان والمكتوبات، أحوال السجود، وتلاوة القرآن، مجامع المسلمين في مجالس الخير والذكر، كلها تجتمع في هذه الليالي والأيام، فأين المتنافسون؟![14]و "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي"[15]. أيها الإخوة: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الأيام العشر حتى توفاه الله...عجيب هذا الاعتكاف في أسراره ودروسه، فالمعتكف ذِكْرُ الله أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة راحته، ومناجاة ****** متعته، والدعاء والتضرع لذته، قال الزهري رحمه الله: عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف والنبي عليه السلام لم يتركه منذ دخل المدينة حتى قبضه الله.. [16] أيها الأخوة: ولازال الرجاء باقٍ في تحري ليلة القدر: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ليلةٌ خير من ألف شهر، إنها ليلة تجري فيها أقلام القضاء بإسعاد السعداء وشقاء الأشقياء: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾، ولا يهلك على الله إلا هالك[17]. قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من لياليالعشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل فيالعشر كل ليلة، وكان لتميم الداري حلة اشتراها بألف درهم، وكان يلبسها في الليلةالتي ترجى فيها ليلة القدر[18].﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُالتَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.. فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلواتإلا من زين ظاهره و باطنه، وطهَّرهما خصوصاً لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى.. وقد ذهب بعض السلف كالشعبي والشافعي إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح[19]. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.. الخطبة الثانية: الحمد لله... أما بعد: فأيها الناس: أوصيكم بتقوى الله - عز وجل -: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾. المغبون من انصرف عن طاعة الله، والمحروم من حرم رحمة الله، والمأسوف عليه من فاتته فرص الشهر، وفرط في فضل العشر، وخاب رجاؤه في ليلة القدر، مغبون من لم يرفع يديه بدعوة، ولم تذرف عينه بدمعة، ولم يخشع قلبه لله لحظة.. أَيُّهَا الأخوة: شَرَعَ اللهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي خِتَامِ صَوْمِنا إِخْرَاجَ زَكَاةِ الْفِطْرِ عَنْ أَبْدَانِنا "طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ[20]. وَهِيَ فَرِيضَةٌ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ" متفق عليه[21]. وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ قَالَ نَافِعٌ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: "فَكَانَ ابْنُ عَمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى إِنْ كَانَ يُعْطِي عَنْ بَنِيَّ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطَوْنَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ"[22]. عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. [1] جزء من حديث رواه مسلم 4/1994 برقم 2577. [2] رواه مسلم 2/832 برقم 1174 [3] ذكره الحافظ في الفتح كتاب فضل ليلة القدر، باب العمل في العشر الأواخر من رمضان 317. ونسبه للترمذي ولم أجده عنده. [4] رواه الإمام أحمد42/236 برقم 25384، والترمذي 5/534 برقم3513. وصححه الألباني. [5] رواه مسلم 1/522 برقم 758. [6] رواه أبوداود 2/85 برقم 1517، والترمذي 5/568 برقم 3577، وصححه الألباني برقم 1622في صحيح الترغيب. [7] رواه أبوداود وصححه الألباني في صحيح أبي داوود 5/248 [8] رواه البخاري 8/68 برقم 6307 [9] رواه مسلم 4/2075 برقم 2702 [10] رواه أحمد 38/384 برقم 23362 [11] رواه الإمام أحمد 4/104 برقم 2234 النسائي 9/171 برقم 10217 [12] جامع العلوم والحكم لابن رجب 2/415. [13] جامع العلوم والحكم 2/416 [14] مختصر من خطبة للشيخ صالح بن حميد. [15] جزء من حديث رواه البخاري 8/74 6340 [16] فتح الباري 4/285 [17] من خطبة للشيخ صالح بن حميد. [18] لطائف المعارف 1/189. [19] المرجع السابق. [20] رواه أبوداوود2/111 برقم 1609 وحسنّه الألباني في صحيح أبي داوود 5/317. [21] رواه البخاري 2/130 برقم 1503، ومسلم 2/677 برقم 984. [22] رواه البخاري 2/131 برقم 1511. ojhl hguav vfdu hguEf~h]>>> | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 06 / 2018, 25 : 06 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018