01 / 06 / 2018, 40 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح من التعبُّد المؤقَّت إلى العبادة الدائمة يُلاحَظ أن هِمَّةَ التديُّن عند البعض من المسلمين تتصاعد بشكلٍ غيرِ مألُوفٍ في شهر رمضان، مع أنها - في حقيقة الأمر - باتَتْ فاتِرةً في غيره من أشهُر السنة؛ ولذلك ترى المساجد في شهر رمضان مُكْتَظَّةً بالمصلِّين؛ حيث يحرص الكلُّ على حضور الصلاة جماعةً في المسجد، في الأوقات الخمسة، كما تراهم يُؤدُّون صلاة التراويح جماعةً أيضًا، ويُكثِرُ البعضُ من تلاوة القرآن الكريم، والحرص على خَتْمِه أكثر من مرة خلال شهر رمضان، ناهيك عن الاهتمام بحضور الدروس الدينية، وسَماع المواعظ وحلقات التفقُّه في الدِّين، وغيرها من مجالات العبادة. ولا شكَّ أن الاستبشارَ بقُدُوم شهر رمضان الكريم حالةٌ تعبُّديَّةٌ إيجابيةٌ، في إطار مَنْسَكِ تعظيم شعائر الله، على قاعدة: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ولا سيَّما في منعكسات الشهر الكريم على المسلمين، في تنشيط الحِسِّ الرُّوحي، والنهوض بالعبادات عندهم على النحو المطلوب، ومِنْ ثَمَّ فإن الإكثار من الأعمال الصالحة، وفي المقدمة منها قراءة القرآن - تأتي متساوقةً مع فضيلة هذا الشهر الكريم عند الله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]. كما أن الإكثار من الجلوس في المسجد، والحرص على أداء الصلاةِ جماعةً فيه، والإكثار من الصَّدَقة، والقيام بالدعوة إلى الله، وغيرها من الأعمال الصالحة - هي من عَزْم الأمور التي تأتي ممارستُها بهذا المستوى العالي من الحرص، منطلقًا لتأسيس سلوك إسلامي مُستديم، يلتزم نَهْجَ العبادة الدائمة على قاعدة: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، وليس مجرد زيادة التعبُّد المتعلِّقة بالمواسم التي صارت مَشْهَدًا مألُوفًا لدى الكثير من المسلمين اليوم؛ حيث نراهم يتكاسلون عن القيام بالعبادة بمِثْل هذا المستوى الرفيع، بمجرد أن يُؤدُّوا صلاةَ العيد، لتبدأ هِمَّتُهم في الفُتُور، ويتقاعسون في أداء الصلاة، ولا يرتادون المساجد إلا قليلًا، وقد يتركها البعض، منتظرًا معاودةَ أدائها في شهر رمضان من الموسم القادم. ولأن العبادة في منهجية الدين القيِّم تقوم على قاعدة الديمومة في الأداء، استنادًا إلى قول الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، فلا بدَّ لنا من أن نُغادر ظاهرةَ زيادة التعبُّد المتعلِّقة بالمواسم، التي باتَتْ سِمةً واضِحةً لتعبُّد الكثير من المسلمين في وقتنا الحاضر، إلى اعتماد العبادة الدائمة بشعائرها المعروفة، وبالشكل الذي يُقرِّبنا من الفوز برضوان الله تعالى، والظفر بمغفرته.
lk hgjuf~E] hglcr~Qj Ygn hgufh]m hg]hzlm
|
| |