30 / 12 / 2017, 37 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.79 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام الشيخ علي الطنطاوي : : " ركبت من بيروت ، وكان معي أخي ناجي، فقعدنا في المقصف (البوفيه) نأكل شيئاً قبل السفر ونشرب الشاي. وكان المقصف ممتلئاً بالناس، كراسيّهم مزدحمة يكاد الكرسي يمسّ الكرسي، وكلٌّ يأكل ويشرب كما كنا نشرب ونأكل، فإذا بالمكبّر يخرج منه الصوت: "ركاب الطيارة الهولندية المسافرون إلى جزيرة جاوة" ، فيترك ناسٌ طعامَهم وشرابَهم ويقومون ... ثم ينادي ركابَ الطائرة البريطانية المسافرة إلى لندن فيقوم ناس .. ثم ينادي ركابَ الطائرة البلجيكية المسافرة إلى الكونغو .. و طائرة البان أمريكان المسافرة إلى نيويورك .. فرأيتُ أن هذا هو مثال الدنيا: ناس يعيشون، يأكلون ويشربون ويجمعون الأموال ويحرصون عليها ويظنون أنهم خالدون، لا يدرون متى يخرج النداء يدعو هذا أو يدعو ذاك ، فَمَن دُعِيَ ترك ما كان فيه وأسرع؛ لا يأخذ إلى الطيّارة مائدةَ المطعم ولا كرسيَّ القهوة، بل يتركها ليأتي غيره فيجلس عليها، لا يأخذ معه إلا حقيبته؛ إن كانت حقيبته مُعدَّة معلقة حملها وسار، فإن كان عند وصول الطيارة مُفرَّقَ الأمتعة لم يجمع أمتعته ولم يُعِدَّ حقيبته، اضطرَّ أن يدَعها ويرحل بغيرها. فإذا أردتم أن تحملوا معكم من حسناتكم حينما تُدعَون الدعوة التي لابدَّ منها للقاء ربكم فكونوا مستعدين. وكما يجمع المسافِرُ متاعَه في الحقيبة ليحملها ويمشي، يستعِدّ المرء بالتوبة وقضاء الحقوق؛ فكونوا دائماً في حال التوبة، انظروا كل يومٍ فيما اقترفتم من سيئات فتوبوا إلى الله منها ، وإن كان عليكم حقوقٌ فأدّوها حتى تكونوا مستعدّينَ، فإذا دُعِيتُم إلى ذلك السفر الذي لا بُدّ منه، السفر إلى الآخرة، كنتم دائما متهيئينَ له. وكما كان الناس في مطار بيروت قاعدينَ معاً ثم أُخذوا، هذا إلى حَرّ الكونغو وهذا إلى وَحشة الصحراء وهذا إلى ملاهي باريس، كذلك يكون الناس في الدنيا؛ يكونون متجاورين في المساكن مشتركين في التسابق إلى خيرات الدنيا والحرص عليها، وإذا بهم يُدعَونَ فجأة، فيذهب هذا إلى النعيم المقيم وهذا الى العذاب الأليم.". — الشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله تعالى من مقالة: (بين الدنيا والآخرة ). كتاب: نور وهداية ، صفحة 115. اختيار الداعية علي المصري
(fdk hg]kdh ,hgNovm )> hgado ugd hg'k'h,d
|
| |