الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 0 | المشاهدات | 735 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
29 / 09 / 2017, 53 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح المسن هو كبير السن [1]، وقيل: إنه من تجاوز الخمسين [2]، والشيخوخة مظاهر جسدية وعقلية ونفسية تختلف من شخص إلى آخر، فبعض الناس تظهر عليه عوارضها مبكرًا، وبعضهم تتأخر عنه، ومظاهرها الجسدية: بطء الحركة وضعف الجسم وترهل الأعضاء، وتعدد الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والقلب والتنفس...، وعدم القدرة على القيام بالأعمال الشاقة، أما مظاهرها الاجتماعية فتبدو في تقلص دور المسن، وقلة الأصدقاء، والشعور بالوحدة، وأعراضها النفسية والعقلية: القلق والملل والحساسية الزائدة والسكون والإعجاب بالماضي والعناد والشك وعدم الثقة، وضعف الذاكرة والنسيان [3]. وقد تعامل الإسلام مع المسنين بكل تقدير، فعن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من إجلال الله إكرام ذي السن المسلم " [4]. والإكرام يشمل المعاملة الحسنة، والتبسم بوجهه، والإحسان إليه، ومساعدته في شؤونه. ولم يعتبر الإسلام المسن عبئًا على أسرته أو على مجتمعه، بل مدحه، وأثنى عليه، فالمسن يحمل الحكمة وخيرة السنين، وهو يمثل المرجعية لمن حوله، فعن كعب بن مرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة " [5]، فالشيب علامة التقدم في السن وفرصة للمرء أن يراجع نفسه، فكلما تقدم العمر، شعر الإنسان بقرب النهاية، فيستعد للقاء الله بأداء ما هو خير، و*** المزيد من الحسنات بفعل الطاعات، فينفع نفسه، ويكون قدوة لمن حوله. وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله قال:" إن لله عبادًا يضن بهم عن الفناء ويطيل أعمارهم في حسن العمل، ويحسّن أرزاقهم، ويحييهم في عافية، ويقبض أرواحهم في عافية " [6] ذلك هو المقياس لطول العمر، وهذا أدل على عظم الاهتمام برسالة المشيب، المتمثلة في خدمة الناس ونصحهم والتأسي لهم , لذا حذّر المصطفى من المسنّ المتعلق بالدنيا، يروي أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: " لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل " [7] ولا يقصد بالأمل: الآمال العظيمة العلمية والمجتمعية، وإنما الآمال المادية التافهة التي تقعد المسن عن فعل الطاعات، وهو يعلم أن شيبته نذير من الله بقرب النهاية، لذا جاء طول الأمل في الحديث مسبوقًا بحب الدنيا، أي حب التنعم الدنيوي الذي ينأى بالمرء عن النظر للآخرة، والاستعداد لها. وقد كان المصطفى يدعو للمسلم بطول العمر، إمعانًا في المزيد من طلب الخيرات، ونفع الآخرين، فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له الله تعالى قائلاً: " اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته واغفر له " [8]، وقد طالت حياة هذا الصحابي الجليل إلى ما فوق مئة عام، ورزق الخير الوفير، وكان نبراسًا للناس في الدعوة والهدى. ويروى أن أم قيس قالت: توفي ابني، فجزعت عليه، فقلت للذي يغسله لا تغسل ابني بالماء البارد وتقتله، فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخيره بقولها، فتبسم ثم قال صلى الله عليه وسلم: قالت، طال عمرها؟!، قال: فلا أعلم امرأة عُمّرَت ما عُمّرت [9]. في الحديث مقابلة بين: المرأة الجزعة الحزينة على ابنها، فأرادت كل خير له، بأن يغسل بالماء البارد، رغم أن الميت لا يشعر، فلما علم النبي، قدّر ما نفسها من ألم، فدعا لها بطول العمر، حبًا وخيرًا لها. ومن الجانب الآخر، فإن عمل الطاعات سبب في طول العمر، فهو برهان على طيب المرء، وسعيه لنفع نفسه بالخيرات، ونفع الآخرين. فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة. وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان الأعمار "[10]. لقد أبان الحديث المنظور الإيجابي للشخص المسن في الإسلام، فهو من يودّ ذوي أرحامه، ويحسن خلقه مع الجيران حوله وسائر الناس. إنه منظور التراحم الاجتماعي، وفي هذا الإطار يكون دور المسن. ونلاحظ تشديد الحديث على أهم موجبات الرحمة: الرفق، فهو مفتاح الخير في السلوك والتعامل وطول العمر. وفي نفس الوقت، أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن رعاية المسنين، باحترام الأبوين في حياتهما، وتوقيرهما، وطاعتهما، وبعد مماتهما عليه واجب أكبر، يظهره جواب الرسول لأحد صحابته. فعن أبي أسيد رضي الله عنه، كنا عند رسول الله، فقال رجل: يا رسول الله هل من بقي من بر أبوي شيء بعد موتهما؟ قال: نعم؛ خصال أربع: الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما " [11] وكل هذه الخصال تنبع من نفوس مؤمنة، أحبت الوالدين في حياتهما، وترحمت عليهما بعد مماتهما، بفعل عملين تعبديين في الأساس: فالدعاء والاستغفار مخ العبادة، ثم أداء عملين مع البشر في الدنيا: تنفيذ عهد الوالدين ووعدهما، وإكرام أصدقائهما. ولنتوقف قليلاً عند إكرام أصدقاء الوالدين، فهذا فعل اجتماعي يعبّر عن غاية الاحترام والترابط الاجتماعيين: احترام للوالدين المتوفين، واحترام ذوي الشيب في المجتمع، وسنلاحظ أن أصدقاء الوالدين سيكونان في دائرة اجتماعية مقربة من الأبناء، وقد أكد المصطفى هذا المعنى، فيما يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي: "من البر أن تصل صديق أبيك"، وعن ابن عمر أيضًا، عن النبي: "من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه" [12]. [1] لسان العرب، مادة (سنن)، ج13، ص222. [2] المعجم الوسيط، ج2، ص983. [3] انظر: قضايا الشيخوخة، بحث ضمن كتاب: التقدم في السن، دراسة اجتماعية نفسية، (مجموعة باحثين)، منشورات دار القلم، الكويت، 1404هـ، ص136 وما بعدها. وأيضًا راجع: موسوعة علم النفس، مج3، ص1119، مادة " هرم ". [4] الأدب المفرد، البخاري، منشورات: دار عالم الكتب، بيروت، 1405هـ، 1985م، ص130. [5] الأدب المفرد، ص130. [6] صحيح البخاري، ج4، 178. [7] صحيح البخاري، ج4، ص176. [8] الأدب المفرد، ص223. [9] الأدب المفرد ص222. [10] الأدب المفرد، ص24. [11] الأدب المفرد، ص32. [12] كلا الحديثين في الأدب المفرد، ص30، 31. hgvplm fhglskdk | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018