26 / 10 / 2016, 33 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | نائب المشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 30 / 03 / 2016 | العضوية: | 54282 | المشاركات: | 2,489 [+] | بمعدل : | 0.77 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 356 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام
زكاة الروح : رأيت البنت البارحة قد أخذت شيئاً من الفاصولياء وشيئاً من الرز ، وضعتهما في طبق كبير من النحاس ، ووضعت عليهما قليلاً من الباذنجان ، ورمت في الطبق خيارة وحبات من المشمش .... وذهبت به ، فقلت : لمن هذا يابنت ؟ قالت للحارس ، أمرتني جدتي أن أدفعه إليه . قلت : ارجعي ياقليلة الذوق ، هاتي صينية ، وأربعة صحون صغار ، وملعقة وسكيناً وكأس ماء ، وضعي كل جنس من الطعام في صحن نظيف ، فوضعت ذلك كله في الصينية مع الملعقة والسكين والكأس . وقلت : الآن اذهبي به إليه . فذهبت وهي ساخطة تبربر وتقول كلاماً لا يفهم . فقلت : ويحك هل خسرت شيئاً ؟ إن هذا الترتيب أفضل من الطعام ، لأن الطعام صدقة بالمال ، وهذه صدقة بالعاطفة ، وذلك يملأ البطن ، وهذا يملأ القلب ، وذلك يذل الحارس ويشعره أنه شحاد مُنّ عليه ببقايا الطعام ، وهذا يشعره أنه صديق عزيز أو ضيف كريم . وتلك يا أيها القراء الصدقة بالمادة ، وهذه الصدقة بالروح ، وهذه أعظم عند الله ، وأكبر عند الفقير ، لأن الفرنك تعطيه السائل وأنت مبتسم له أندى على قلبه من نصف الليرة تدفعها إليه متنكراً متكبراً عليه ، والكلمة الحلوة تباسط فيها الخادم ، أبرد على كبده من العطية الجزيلة مع النظرة القاسية . فيا أيها المحسنون ، أعطوا من نفوسكم ، كما تعطون من أموالكم ، وأشعروا الفقراء أنكم إخوانهم ، وأنكم مثلهم ، وانزلوا إلى مكانتهم لتدفعوا إليهم الصدقة يداً بيد ، لا تلقوها عليهم من فوق ، فإن صرة الذهب إن وضعت في يد الفقير أغنته ، وإن ألقيت على رأسه من الطبقة السادسة قتلته ! المصدر: مذكرات عائلة الشيخ علي الطنطاوي..
.;hm hgv,p
|
| |