05 / 06 / 2016, 01 : 01 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.81 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام في شهر رَمضان مَوسِمٌ عظيمٌ للصَّدَقةِ والإحسان، وإيصال البرِّ إلى الفُقَراء والمحتاجين والمساكين، فهو فرصةٌ سانحةٌ للباذِلين والمُعطِين. والله - تعالى - يقول: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]. وفي الصحيحين عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يَلْقاه جبريل، فلَرَسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حينَ يَلْقاه جبريلُ أجوَد بالخير من الرِّيح المرسَلة". وقال ابن حجر: أجود الناس: أكثر الناس جودًا، والجود: الكرم، وهو من الصِّفات المحمودة، وقوله: أجود بالخير من الريح المرسلة؛ أي: المطلقة؛ يعني: في الإسراع بالجود أسرع من الريح، وعبَّر بالمرسَلة إشارة إلى دَوام هُبوبها بالرحمة، وإلى عُموم النَّفع بِجُوده كما تعمُّ الريح المرسلة جميعَ ما تهبُّ عليه، ("فتح الباري" 1/ 30). وفي روايةٍ للإمام أحمد زيادةٌ عن الحديث السابق: "ما سُئِلَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيئًا فقال: لا". وفي "صحيح الترمذي" 1/ 209 يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُنادِي فيه مُنادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقصِرْ، ولله عُتَقاء من النار، وذلك كلَّ ليلةٍ)). وقال ابن رجبٍ الحنبلي: وكان جودُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بجميع أنواع الجود، من بذْل العلم والمال، وبذل نفسه لله - تعالى - في إظهار دِينه وهِداية عِباده، وإيصال النَّفع إليهم بكلِّ طريقٍ؛ من إطعام جائعهم ووعْظ جاهِلهم، وقَضاء حَوائِجهم، وتحمُّل أثقالهم؛ ("لطائف المعارف" ص 306). وفي "صحيح مسلم": "ما سُئِلَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، فجاءَه رجلٌ فأعطاه غنَمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلِمُوا؛ فإنَّ محمدًا يُعطِي عطاءَ مَن لا يخشى الفاقة". وقال ابن رجب: وكان جُودُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتَضاعَف في شهر رمضان على غيره من الشُّهور، كما أنَّ جُود ربِّه يتَضاعَفُ فيه أيضًا، فإنَّ الله جبَلَه على ما يحبُّه من الأخلاق الكريمة، وكان على ذلك من قبْل البعثة. وفي تَضاعُف جُودِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في شهر رمضان فوائدُ كثيرةٌ منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه. ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستَوجِب المعين لهم مثل أجرهم، كما أنَّ مَن جهَّز غازيًا فقد غَزَا، ومَن خلفه في أهله فقد غَزَا. وفي الحديث: ((مَن فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه، غير أنَّه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا))؛ ("صحيح الترمذي"؛ للألباني 1/ 243، وابن ماجه 1746). ومنها: أنَّ الجمْع بين الصِّيام والصَّدقة من مُوجِبات الجنة؛ كما في حديث عليٍّ - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ في الجنَّة غُرَفًا يُرَى ظُهورها من بُطونها، وبُطونها من ظُهورها))، قالوا: لِمَن هي يا رسول الله؟ قال: ((لِمَن طيَّب الكلام، وأطعَمَ الطَّعام، وأدامَ الصِّيام، وصلَّى بالليل والناس نِيام))؛ (رواه الترمذي بإسنادٍ حسن). وهذه الخِصال كلُّها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقِيام والصدقة وطيب الكلام، فإنَّه يُنهى فيه الصائم عن اللغو والرفث. ومنها: أنَّ الجمْع بين الصيام والصدقة أبلَغُ في تكفير الخَطايا واتِّقاء جهنَّم والمباعدة عنها، وكان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقولُ: تصدَّقوا بصدقةٍ لشرِّ يومٍ عسير. ومنها: أنَّ الصِّيام لا بُدَّ أنْ يقع فيه خللٌ ونقصٌ، وتكفير الصيام للذنوب مشروطٌ بالتحفُّظ ممَّا ينبغي التحفُّظ منه؛ فالصدقة تَجبُر ما فيه من النَّقص والخلل؛ ولهذا وجَبت في آخِر شهر رمضان زكاةُ الفطرِ طهرةً للصائم من اللغو والرَّفث. خِتامًا: تذكَّر أيها الصائم أنَّ رمضان يَدْعوك للبذْل والعَطاء ورحمةِ الفقراء والمساكين، وتذكَّر أنَّ الأموال والكُنوز والقُصور مَآلها إلى الزَّوال والضَّياع، وتذكَّر قولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما نقصَتْ صدقةٌ من مالٍ))؛ ("مختصر صحيح مسلم" 1790).
tqg hg[,] td vlqhk
|
| |