عبدالله بن عبدالرحمن السعد وبيان حول الفضائيات المدمره

[صقر الاسلام]

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد ونقله لنا اخينا في الله عبدالله زقيل ... يقول البيان :


الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين وآله وصحبه وسلم أما بعد

فمن سنن الله أن كان الحق والباطل في صراع مستمر منذ فجر الإنسانية الأولى ، يكون فيه للباطل أعوان من الملأ كما يكون للحق أنصار من الأولياء ، بهم تخمد نيران الباطل وتقطع جهيزته ، ومعهم نور الهدى وبهم تقوم شوكته ، فلله حياتهم ولله مماتهم ، اختصهم الله بخاصة العلم فجعلهم صوى حق ومنابر للهدى .

ولا شك أن المسلين يعيشون اليوم في حالة من الضعف والهوان لا تخفى على من له أدنى بصيرة ، حتى عظم البلاء فأصبحنا نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي أعدائنا ، وإن من أعظم ما تعانيه أمة من الأمم هو أن تبقر في خاصرتها وتنخر في ساقها الذي تقوم عليه ، فتدمر أخلاقها التي تمثل حصانة للمجتمع من الرذيلة والتفكك والانحلال ، حتى تغدو أمة هشة متناثرة من داخلها يسهل على أعدائها افتراسها وتمزيقها .

لقد ابتلينا ولله المستعان بثلة من أبنائنا خولهم الله من نعمه فأجرى المال في أيديهم ، فليتهم إذ لم يشكروا المنعم لم يكفروا بالنعمة ، وليتهم إذ لم يسارعوا إلى الخيرات توانوا في تأجيج الفتنة ونشر الرذيلة.

أولئك أرباب القنوات الفضائية التي قضت على الحياء أو كادت ، واستعبدت الناس بشاشاتها وما توانت ، فتنت الناس في أنفسهم و أسرهم و بيوتهم ، وأي فتنة أعظم من أن يفتن المرء في عقر داره ويحارب في نفسه وأهله وولده ! لم يراعوا في هذا إلا ولا ذمه ، ولم يقم في قلوبهم خوف من الله فيوقظ غفلتهم ، أو حياء من الخلق فيكفوا عن المسلمين أذيتهم وشرهم .

استغلوا المرأة فجردوها من الحياء والعفة وعرضوها فتنة للناس تبدي لهم مفاتنها وتدعوهم للافتتان بها ، وأروهم الكأس مبهرجا فأغروا الغر بشربه ، وبهرجوا لهم طريق الجريمة والاعتداء على النفس والعرض والمال فعظم شرهم واستطار شررهم .

لقد أصبح من الهوان الذي تعيشه نفوس أولئك أن مجدوا لهم بعض المجان ليفتتن بهم شباب المسلمين وشاباتهم ، فصنعوا لهم نجوما مظلمة متفسخة تنادي بالويل والثبور ، حتى تسموا بأسمائهم ولبسوا لباسهم وتشبهوا بأخلاقهم ، وطافوا ديارهم وبكوا فراقهم ، ومن يهن يسهل الهوان عليه .

فلا طاب لهم عيش فكم أبكوا عيون الصالحين ، وكم هتفت عليهم في الليالي أصوات الخاشعين ، وإني حالف بالله أنهم في كدر من عيشهم وإن هملجت بهم صولجاناتهم ، فكم لشاشاتهم من صريع في هواه ! وكم لقنواتهم من مفتون في دينه ! فأي حياة يعيشونها وأي نعيم يتلذذون به ؟ وهم يعادون الله بما يغوون به عباده ويؤذون به أوليائه .

وإني سائل عقلاء قومي أن يتفقدوا أخلاق بيوتهم ومجتمعاتهم ، وكيف ذهبت الرحمة من بيننا فأصبحنا بدل الجسد الواحد أجسادا متفرقة ، وبدل القلب النابض قلوبا ميتة ، فقست القلوب وتنافرت ، وضعف الوازع الأخلاقي عند شبابنا وبناتنا إلا من رحم الله ، وإننا مع هذا لنخشى أن نؤخذ بجريرة أولئك مالم يؤخذ على أيديهم ممن ولاهم الله الأمر ، فإنما نشهده مما لم نراه في سنين خلت من تتابع الزلازل وامتناع القطر وغلاء الأسعار وقسوة القلوب وتنافرها لمؤذن بماهو أكبر ، نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابه.

ولعل هذا ما أقض مضجع بعض فضلائنا ، كصاحب الفضيلة الشيخ صالح اللحيدان أمد الله في عمره على طاعته ، وهو من هو ممن حباه الله علما وفهما ، من تلك البقية الباقية من أهل العلم والفضل ، نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى ، فلقد دعى تلكم الثلة إلى الحق بالحق وبين لهم وبال أمرهم لعلهم يتعظون ، وما فعل ذلك إلا طمعا منه في صلاحهم وهدايتهم ، فليس وبالهم بالقاصر عليهم في خاصة أنفسهم ، إنما تعدى أمرهم حتى آذوا المسلمين في عقر دورهم ، ولم يراعوا في جرمهم حرمة زمان أو مكان ، حتى في شهر رمضان الذي عظم الله من شأنه بليله ونهاره ، الشهر الذي تتنزل فيه الرحمات وتكثر المبرات ، ومع هذا فإن المسلم ليتناول إفطاره فما يكاد يضع التمرة في فمه حتى يجف ريقه من هول ما تعرضه تلكم القنوات في هذه الساعة المباركة ، فكان لزاما على مثله القيام بمثل ما قام به من النصح والتوجيه ، وبيان فساد تلكم الطغمة في الأرض ، فلعمر الحق لقد أحسن في زمن قل فيه أهل الإحسان ، ونصح في زمن عزت فيه النصيحة واستنسر الرخام .

وإن من له قدر من العقل والدين ليقر بخطر هذه القنوات وشرها على دين المسلم وهويته وعربيته ، وقد اجمع العقلاء بخطر شرب المسكر والمخدر وأنه مفسد لعقل متعاطيه وماله ، والأشد جرما المروج لهذه السموم الفتاكة ، ومن المعلوم أن ضررها متعلق بالمال والبدن ، إلا أن الجميع متفق على وجوب الأخذ على يده وكف المسلمين من شره ، أفلا يكون المروج لفساد معتقدات الناس ودينهم وأخلاقهم وهويتهم أشد جرما وخطرا ، وأولى بأن يؤخذ على يده ويؤطر على الحق أطرا .

وقد كان من المفترض أن يقابل الإحسان بالإحسان والعرفان ، إلا أن هناك من القلوب قلوبا صدئة لا تنفعها المواعظ ، كأنما قد طبع على سمعها وبصرها فلا تفهم لغة الناصح أو الواعظ ، لها أقلام شوهاء كأنما هي أذناب الشياطين ، وصفحات سوداء تلوك فيها أعراض الصالحين ، فأخذت تقلب الكلام على غير وجهه ، وتستدعي على الشيخ الموافق والمخالف ، وت*** عليه بخيلها ورجلها فترعد وتبرق وتُجلس وتُنجد ، ونحن نقول لفضيلة الشيخ إلزم ما أنت عليه فلن تراع إن شاء الله فقد كفاك الله شرهم بالاستعاذة ، فاستعذ بالله من شرهم فإنما هم أذناب الشياطين وقد قال تعالى ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع عليم ) فهم والله إن كان الله معك لأهون من شعرة في بعرة ، ولعمر الحق إن في أذيتهم لوجه من الإحسان لو علموه لأخفوه ، ذلك أنهم يذكّرون بأن المؤمن لابد أن يبتلى ويمتحن في حياته بأذناب قومه ، فشهدوا على أنفسهم أنهم أذناب الشياطين .

وختاما فإنا نثنّي على ما وجه به صاحب الفضيلة إلى أرباب القنوات الفضائية ، من أن يتقوا الله وأن يعلموا أن المال الذي بأيديهم إنما هو مال الله خولهم إياه وابتلاهم به لينظر كيف يعملون قال تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنةوإلينا ترجعون ) وأن يشكروه على ما مكنهم به من هذه الوسائل فيستعملوها فيما يرضيه اتقاء سخطه ، ويتقوا دعوة الصالحين من عباده المؤمنين الذين آذوهم ، وليعلموا أنها وإن طابت لهم ساعتهم وسكروا بغفلتهم فإنه لابد لهم من استفاقة في آخرتهم تطول معها حسرتهم وتجف دمعتهم ، إن لم يبادروا بالتوبة والإصلاح .

كما أذكّر كل مسلم غيور على أبنائه وبناته وزوجه بأن يتقي الله فيهم ، ولا يدخل إلى بيته من يفسد عليه دينهم وأخلاقهم وفطرهم ، كهذه القنوات الفاسدة التي مجها من له أدنى عقل من بني آدم فضلا عن المسلم الغيور ، وأذكره بأنه مسؤل عمن تحت يده ولابد أن يسأل أحفظ أم ضيع ، فليتق الله فيمن تحت يده وليتعظ الجميع بموعظة الله التي قال فيها سبحانه ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا ) .

كما أهيب بإخواني من طلاب العلم إلى أن يكون لهم وقفة في مناصرة الشيخ صالح والذب عنه وعن الحق الذي نبه عليه ، وأذكرهم بالميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم في بيان الحق والتكاتف في الدعوة إليه بالتي هي أحسن ، وتبصير الناس بخطر هذه القنوات على عقيدة المسلم وسلوكه .

وأن يكون لهم نظرة ومراجعة حول ظهورهم في تلكلم القنوات ، وتلميعها بإضافة الصبغة الشرعية عليها بخروجهم فيها ففي ذلك دعوة للناس بمتابعة برامجها ، وقد علموا أن أكثر عامة المسلمين ليسوا من الفقه بحيث يستطيع أحدهم التفرقة بين المصالح والمفاسد، فضلا عن مواطن الشبه ومجانيق الفتن ، فتقليدا ربما خفف عنهم تبعة بعض أعمالهم تجد أكثرهم يكتفي بتزكية بعض القنوات بخروج بعض من سمتهم من أهل العلم في بعض برامجها ، وهذا أمر لابد من الالتفات إليه ووضعه في الحسبان .

ونحن نقول لبعض أرباب تلكم القنوات ممن يحسن في بحر الإساءة بان يتقي الله ، فقد كان أهل النفاق يخرجون مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو ويحضرون معه المشاهد وهم منغمسون في النفاق فلم ينفعهم شيئا من ذلك ، فما يقدمونه من برامج نافعة على ندرة أو قلة ، إنما هي كالطعم والدعوة لمتابعة سواها من مسلسلات وبرامج ضارة بعقيدة المسلم وسلوكه .

فدعوتنا للجميع بأن يتقوا الله ، وأن يستفيقوا من غفلتهم ، وأن يحيوا مبدأ الرحمة والتناصح الذي يؤلفهم جسدا واحدا في وجه هذه الحملة الممقوتة ، وأن ينظر كل امرئ ما قدمت يداه أخيرا قدم أم شرا أعد ، ثم ليكن على يقين بأن هناك من يحصي عليه أعماله حتى يراها منشورة أمامه ، ومن بينها هذه المسلسلات والبرامج التي تهز الفطرة وتحارب الفضيلة ، فلينظر المسلم في أي الكفتين يضعها ثم ليحزم أمره ، فإنه سيموت وحده ، ويدفن وحده ، ويلاقي ربه وحده .

نسأل الله الهداية للجميع وبالله التوفيق .

---

uf]hggi fk uf]hgvplk hgsu] ,fdhk p,g hgtqhzdhj hgl]lvi

[كريم القوصي]

بارك الله فيك اخي الكريم صقر الاسلام

جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك