«بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل» - الصفحة 6 - ملتقى أهل العلم
أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات
دكتور محمد فخر الدين الرماديذكر الشيخ الرملي الكبير في فتاواه: "لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب باطل، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وقد ذكرها بعض أعيان العلماء المتأخرين، وإنما لم يذكرها المتقدمون; لأنها أحدثت بعدهم، وأول ما ظهرت بعد...        دكتور محمد فخر الدين الرمادي« ليلةُ الإسراء لم يأتِ في أرجحيةِ العمل فيها حديث صحيح ولا ضعيف، ولذلك لم يعيّنها النبي ﷺ« . .        دكتور محمد فخر الدين الرماديالأيام ليست متساوية في نظر الإنسان .. فهناك يوم مولد.. يصاحبه فرح وسرور.. وهناك يوم موت ووفاة يرافقه حزن ودموع!        دكتور محمد فخر الدين الرمادي18 ديسمبر : اليوم العالمي للغة العربية .. إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً.        دكتور محمد فخر الدين الرماديكيف يمكن تطبيق ما طرحه الرئيس البرازيلي اليساري "لويس إيناسيو لولا دا سيفا " ؛ والذي اسماه بــ: « „ تحالف عالمي ضد الجوع والفقر “ » .        دكتور محمد فخر الدين الرماديقمة العشرين في ريو دي جانيرو -البرازيل.. هل تحقق شيئا ما !        دكتور محمد فخر الدين الرمادي«أن مزيدا من الفقراء سيتضورون جوعا أو يتجمدون من البرد هذا الشتاء.. إلا إذا تم اتخاذ إجراءات فورية لزيادة دخلهم؛ وتحسين أوضاع معيشتهم؛ و وقف آله الحرب الجهنمية».        دكتور محمد فخر الدين الرمادياليوم العالمي للقضاء على الفقر 17 أكتوبر: كيف يتعايش فقراء العالم الإسلامي و العربي مع الأزمة؟        



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 8 رمضان - الشيخ د. عبدالباري الثبيتي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر من المسجد الحرام بمكة المكرمة 8 رمضان - الشيخ د. صالح بن حميد (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 7 رمضان - الشيخ د. علي الحذيفي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب من المسجد الحرام بـمكة المكرمة 7 رمضان - الشيخ د. عبدالرحمن السديس (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ أحمد الحذيفي 7 رمضان 1446هـ من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ⁧⁧ (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة للشيخ عبدالله الجهني 7 رمضان 1446هـ من المسجد الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالباري الثبيتي 7 رمضان 1446هـ من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ⁧⁧ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ صالح بن حميد 7 رمضان 1446هـ من المسجد الحرام بمكة المكرمة (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء والتراويح من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ⁧⁧ليلة 7 ⁧رمضان ⁩ 1446هـ (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء والتراويح من المسجد الحرام بمكة المكرمة ⁧ليلة 7 ⁧رمضان ⁩1446هـ (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 70 المشاهدات 6560  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 30 / 11 / 2022, 14 : 06 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
كتبتُ في مقدمة بحث عن بولس الرسول ما نصه :
" التصفية والتربية :

إن الأساس الذي بنيت عليه هذه الدراسة " التصفية ":

هو دعوتنا أن نعود للحق ، وأن نخلِّص معتقدات البشرية مما تسرب لها من أخطاء وما قادها لإنحراف ، ليحلَّ الوفاق محل الخلاف ، والوئام محل الصراع .

ونحن نعتقد أن العقيدة الصـحيحة معروفة لكثيرين من قادة " الأديان " ، ولكن الاحتراف وحب الدنيا وزينتها يُزَيِّنان الباطل ويدفعان لتأييد الإنـحراف (1).



ولهذه التصفية شقان:


الشق الأول:

متعلق بما يطلق عليه " الأديان " كاليهودية والمسيحية وغيرهما ، والإنحراف الذي تم في العقيدة والعبادة عند معتنقي هذه الديانات!!.



أما الشق الثاني:


فمتعلق بعقول المسلمين وقلوبهم وما علق في عقيدتهم من أنواع الشرك والتقرب إلى الله بما لم يشرعه ، وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ، والسلوكيات الخاطئة التي تمارس مع مخالفتها للهدي النبوي (2).

وهذه " التصفية " وحدها لا تكفي، بل يجب أن يضاف إليها واجب آخر، ألا وهو " التربية " ، فيجب تربية الجيل الناشئ ـ خاصة الجيل الثاني والثالث ... - على هذا الإسلام المصفى من أي شائبة - سواء في العقيدة الإسلامية أو الفقه الإسلامي ـ تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره ، دون أي تأثر بالتربية الغربية.

وإني لأرجو ... أن أكون من المشاركين ـ مع ضعفي وقلة علمي ـ في القيام بهذين الواجبين: أعني " التصفية والتربية ". فإذا كنا نعمل على استئناف الحياة الإسلامية في زمن الصحوة الإسلامية ، فلابد اليوم من القيام بهذين الواجبين معاً. "


ـــــــ

مراجع :

1 . يراجع: د. أحمد شلبي، سلسلة من الكتب في مقارنة الأديان، الجزء الثاني: المسيحية، ص297، ط 10، 1998م.

2 . يراجع: الشيخ محمد ناصرالدين الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة، صفحة ترقيم "د"، المجلد الثاني، ط 5، 1412هـ - 1992م.
ــــــ









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 15 : 06 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
ويكمل رحمه الله فيقول :

" وَنَحْوُ هَذَا مَا يُعَلَّقُ عَلَى الْأَطْفَالِ مِنَ التَّعَاوِيذِ وَالتَّنَاجِيسِ كَالْخِرَقِ وَالْعِظَامِ وَالتَّمَائِمِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الطَّلْسَمَاتِ وَالْكَلِمَاتِ الْأَعْجَمِيَّةِ ، الْمَنْقُولَةِ عَنْ بَعْضِ الْأُمَمِ الْوَثَنِيَّةِ ، هَذَا الضَّرْبُ مِنْ تَعْظِيمِ الْقُرْآنِ نُسَمِّيهِ - إِذَا جَرَيْنَا عَلَى سُنَّةِ الْقُرْآنِ - عِبَادَةً لِلْقُرْآنِ لَا عِبَادَةً لِلَّهِ بِهِ " .
ثم يتعرض لجزئية آخرى حين يقول :" الْهِزَّةُ وَالْحَرَكَةُ الْمَخْصُوصَةُ وَالْكَلِمَاتُ الْمَعْلُومَةُ الَّتِي تَصْدُرُ مِمَّنْ يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ ، إِذَا كَانَ الْقَارِئُ رَخِيمَ الصَّوْتِ حَسَنَ الْأَدَاءِ عَارِفًا بِالتَّطْرِيبِ عَلَى أُصُولِ النَّغَمِ . وَالسَّبَبُ فِي هَذِهِ اللَّذَّةِ وَالنَّشْوَةِ هُوَ حُسْنُ الصَّوْتِ وَالنَّغَمِ ، بَلْ أَقْوَى سَبَبٍ لِذَلِكَ هُوَ بُعْدُ السَّامِعِ عَنْ فَهْمِ الْقُرْآنِ " .

يوضح المعنى صاحب المنار فيقول :" وَأَعْنِي بِالْفَهْمِ مَا يَكُونُ عَنْ ذَوْقٍ سَلِيمٍ تُصِيبُهُ أَسَالِيبُ الْقُرْآنِ بِعَجَائِبِهَا ، وَتَمْلِكُهُ مَوَاعِظُهُ فَتَشْغَلُهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ . لَا أُرِيدُ الْفَهْمَ الْمَأْخُوذَ بِالتَّسْلِيمِ الْأَعْمَى مِنَ الْكُتُبِ أَخْذًا جَافًّا لَمْ يَصْحَبْهُ ذَلِكَ الذَّوْقُ وَمَا يَتْبَعُهُ مِنْ رِقَّةِ الشُّعُورِ وَلُطْفِ الْوِجْدَانِ ، اللَّذَيْنِ هُمَا مَدَارُ التَّعَقُّلِ وَالتَّأَثُّرِ وَالْفَهْمِ وَالتَّدَبُّرِ " .









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 19 : 06 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
3 نشأة التفسير وتطوره :
نزل القرآن الكريم بلغه العرب ، وعلى أساليبهم في الكلام ، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى :" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ " [ سورة إبراهيم ، الاية 4 ] ، لذلك كان الصحابة الكرام يفهمون القرآن في جملته ، أي بالنسبة لظاهره وأحكامه ، أما فهمه تفصيلا ، ومعرفة دقائقه بحيث لا يغيب عنهم منه شئ فقد تفاوتوا في ذلك ، بسبب اختلافهم في العلم بلغتهم ، وبمعرفة أسباب النزول ، فكانوا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما لم يفهموه فيفسره لهم ؛ لذا فقد أثر عنه صلى الله عليه وسلم عدد كبير من الاحاديث تتناول تفسير القرآن . وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اشتهر عدد كبير من الصحابة بالتفسير ، وقد عد منهم السيوطي في " الاتقان " :
أبا بكر ،
وعمر ،
وعثمان ،
وعلي ،
وابن مسعود ،
وابن عباس ،
وأبي بن كعب ،
وزيد بن ثابت ،
وأبا موسى الاشعري ،
وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين .

ــــــ
مرجع :
الذهبي ؛ الدكتور محمد حسين ، التفسير والمفسرون ، صفحة 16 .
ــــــ

4 مصادر التفسير في عهد الصحابة :


1 - القران الكريم نفسه حيث أن آياته يفسر بعضها بعضا ، وما أجمل في موضع منه قد يبين في موضع آخر ، فمن ذلك تفسير قوله تعالى :" وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ " [ 40 سورة غافر الاية 28 ] بأنه العذاب الادنى المعجل في الدنيا ، لقوله تعالى في آخر السورة :" فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ " الاية ( 77 ).

2 - السنة النبوية الشريفة ، فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا من آيات القران ، قال تعالى :" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " [ 16 سورة النحل ، الاية 44 ] ، والذي يرجع إلى كتب الحديث يجدها حافلة بأبواب التفسير المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من ذلك ما رواه الترمذي ، وابن حبان في " صحيحه " عن ابن مسعود قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الصلاة الوسطى ؛ صلاة العصر " ، وقد اعتمد كثير من مؤلفي التفسير على الحديث في تفسره ، فسمي هذا النوع بالتفسير بالمأثور ، ومنها تفسير ابن كثير .

3 - أقوال الصحابة : كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا لم يجدوا التفسير في القران ، ولم يسمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رجعوا في ذلك إلى اجتهادهم لانهم عاينوا نزول القران ، ولانهم كانوا من خلص العرب ، يعرفون عاداتهم والالفاظ ومعانيها ، ومناحي العرب في كلامهم ، ومعتمدين في ذلك على الشعر الذي هو ديوان العرب كما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد كان الصحابي الجليل ابن عباس صاحب النصيب الاكبر من ذلك ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا له فقال :" اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل " ولذلك لقب بــ " ترجمان القرآن " .

5 مدراس التفسير على عهد الصحابة :

فتح الله على المسلمين كثير من بلاد العالم ، وتوزع الصحابة في البلاد المفتوحة ، وحملوا معهم علومهم وجلس إليهم كثير من التابعين يتتلمذون عليهم ، فقامت في هذه البلاد مدارس علمية أساتذتها الصحابة وتلاميذها التابعون ، واشتهرت من بين هذه المدارس ثلاث هي :



1 - مدرسة مكة المكرمة :

أستاذها الصحابي الجليل ابن عباس ، وتلاميذها : سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وطاوس ، وعطاء .



2 - مدرسة المدينة المنورة :

أستاذها الصحابي أبي بن كعب ، وتلاميذها : زيد بن أسلم ، وأبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي .



3 - مدرسة العراق :

أستاذها الصحابي عبدالله بن مسعود ، وتلاميذها : علقمة ، ومسروق ، والاسود ، ومرة ، وعامر ، والحسن ، وقتادة . وقد أضيف للتفسير في هذا العهد أقوال التابعين ، وبدأ الخلاف يظهر فيه ، كما بدأ يتسرب إليه الروايات الاسرائيليات بسبب رجوع بعض المفسرين لاهل الكتابين اليهود والنصارى .

٦ تدوين التفسير :




قال صاحب فتح الباري ، العسقلاني :

" فَمِمَّا حَدَثَ تَدْوِينُ الْحَدِيثِ ثُمَّ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ ثُمَّ تَدْوِينُ الْمَسَائِلِ الْفِقْهِيَّةِ الْمُوَلَّدَةِ عَنِ الرَّأْيِ الْمَحْضِ ثُمَّ تَدْوِينُ مَا يَتَعَلَّقُ بِأَعْمَالِ الْقُلُوبِ ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَأَنْكَرَهُ عُمَرُ وَأَبُو مُوسَى وَطَائِفَةٌ وَرَخَّصَ فِيهِ الْأَكْثَرُونَ وَأَمَّا الثَّانِي فَأَنْكَرَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ كَالشَّعْبِيِّ ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَنْكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَطَائِفَةٌ يَسِيرَةٌ ، وَكَذَا اشْتَدَّ إِنْكَارُ أَحْمَدَ لِلَّذِي بَعْدَهُ "



] العسقلاني ؛ أحمد بن علي بن حجر ، فتح الباري شرح صحيح البخاري ، دارالريان للتراث ، سنة النشر: 1407هـ / 1986م]

على عهد التابعين مع بداية القرن الثاني للهجرة ، بدأ المسلمون بتدوين علومهم ، بعد أن كانوا يعتمدون على الرواية في حفظها وتبليغها ، وأصدر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز ( ت 101 هـ ) أمره لعماله في الافاق بجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان التفسير بابا من أبواب الحديث ، ولم يفرد له أول الامر تأليف خاص يفسر القران سورة سورة من مبدئه إلى منتهاه ، ثم انفصل التفسير تدريجيا عن الحديث ، وبدأت تظهر المحاولات الاولى للتاليف في تفسير القران تمثلت بـ كتب " غريب القران " التي تناولت ألفاظه فقط كـ كتب الرؤاسي ( ت 170 هـ‍ ) والكسائي ( ت 189 هـ‍ ) والفراء ( ت 207 هـ‍ ) ، ثم ظهرت التفاسير الاولى التي تناولت السور والايات كـ تفسير ابن ماجه ( ت 273 هـ‍ ) وابن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) ، وابن المنذر النيسابوري ( ت 318 هـ‍ ) وابن أبي حاتم ( ت 327 هـ‍ ) . وتناولت هذه التفاسير الاولى غريب الالفاظ ، وإيراد ما ورد من الحديث وأقوال الصحابة والتابعين في تفسير بعض الايات .

أنواع التفسير

كانت المحاولات الاولى للتفسير تعتمد على المأثور من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نقل عن السلف ، ثم تدرج التفسير بعد ذلك لتدوين العلوم العقلية إضافة للتفسير النقلي ، وبدأ هذا الجانب يتضخم شيئا فشيئا متأثرا بالمعارف العامة ، والعلوم المتنوعة ، والاراء المتشعبة ، والعقائد المتباينة ، وامتزج كل ذلك بالتفسير وتحكمت الاصطلاحات العلمية والعقائد المذهبية بـ عبارات القران الكريم ، وظهرت آثار الثقافات والفلسفات في تفاسير القران ، وراح كل من برع في فن من الفنون يفسر القران على الفن الذي برع فيه.









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 37 : 06 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
التفسير بالمأثور :
تفسير بالمأثور - أو التفسير النقلي - هو تفسير القران بما جاء في القرآن نفسه من تبيان لبعض آياته ، وبما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
وقد كان هذا النوع من التفاسير أولها ظهورا كما تدرج خلال تطور هذا العلم من الرواية في عصر الصحابة والتابعين إلى التدوين في القرن الثاني ، لان الحديث كان أول ما اهتم العلماء بتدوينه ، ثم لما انفصل التفسير عن الحديث وأفرد بتأليف خاص كان أول ما ظهر فيه صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، ثم ظهرت أجزاء في التفسير كـ جزء أبي روق ، وأجزاء محمد بن ثور عن ابن جريج ( 1 ) ، ثم ظهر التأليف الموسوعي في التفسير الذي جمع أصحابه فيه كل ما روي من التفسير المأثور كـ تفسير ابن جرير الطبري ، وتوسع أصحابها في النقل وأكثروا منه بالاسانيد المتصلة حتى استقاض .
ثم وجد بعد ذلك أقوام دونوا التفسير بالمأثور بدون ذكر الاسانيد ، وأكثروا من نقل الاقوال بدون التفرقة بين الصحيح وغيره ، مما أفقد الثقة بها ، وبخاصة عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب ، حتى نقل عن الامام الشافعي قوله :" لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث " ( 2 ) وهو عدد لا يكاد يذكر أمام ما يروى عن ابن عباس في التفسير ، وهذا يدل على مبلغ ما دخل في التفسير بالمأثور من الروايات الموضوعة والاسرائيلية ، ولقد كانت كثرة المرويات أكبر عامل في صرف همة العلماء إلى البحث والتمحيص ، والنقد والتعديل والتجريح ، وترجع أسباب الضعف في رواية التفسير بالمأثور إلى كثرة الوضع ، ودخول الاسرائيليات .
أما الوضع فقد كان مصدره أهل البدع والاهواء والفرق ، والاقوام الذي دخلوا في الاسلام ظاهرا وهم يبطنون الكفر بقصد الكيد له وتضليل أهله ، فوضعوا الروايات الباطلة في تفسير القران ليصلوا إلى أغراضهم ، فكثرت الروايات ، وضمن مؤلفوا التفاسير هذه الروايات في كتبهم دون تحر منهم لصحة أسانيدها ، لان منهجهم في التأليف كان إيراد كل ما ورد من الروايات في الاية الواحدة تاركين أمر تمحيصها لثقافة القارئ .
ولقد بذل المحدثون في هذه الفترة جهودا جبارة في مقاومة الوضع وتمييز الصحيح من الروايات عن غيره ، ووضعوا في ذلك التصانيف ، وأنشأوا علم مصطلح الحديث ، ووضعوا قواعد دقيقة جدا لمعرفة الصحيح من غيره ، حتى ميزوا الصحيح من الموضوع فحفظ الله بهم دينه ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .
التفسير والاسرائيليات
* وأما الاسرائيليات :
فيمكن تعريفها بـ : أنها الروايات المأخوذة عن اليهود والنصارى في أخبار أممهم السابقة وقصص أنبيائهم ، وإن كان الجانب اليهودي هو الذي اشتهر أمره ، وغلب على الجانب النصراني بسبب أغلبية اليهود في ذلك الوقت واختلاطهم مع المسلمين في بلادهم ، ولقد نزل القرآن بموضوعات وردت في التوراة والانجيل ، كـ قصة آدم عليه السلام ونزوله إلى الارض ، وقصة موسى عليه السلام مع قومه اليهود ، وقصة عيسى عليه السلام وأمه مريم ، كل ذلك ورد في القرآن الكريم موجزا يقتصر على ذكر العظة والعبرة من قصصهم دون التعرض لتفاصيل قصصهم ، وقد وجد المسلمون تفصيل هذا الايجاز عند أهل الديانات السابقة بما لا يتعارض مع شريعتهم ، فلجاوا إليهم ، واقتبسوا منهم ، دون تحر منهم لصحة هذه الاخبار .
وقد أخبر الله تعالى في القرآن أن أهل الكتاب قد حرفوا كتبهم فقال :" يحرفون الكلم عن مواضعه " ( 1 ) وقال :" فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " ( 2 ) . كما بين النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه الموقف الواجب اتخاذه تجاه أهل الكتاب فــ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا : آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ " . ( 3 ) ولكن المسلمين تساهلوا في الاخذ عن أهل الكتاب وهكذا دخلت الاسرائيليات في كتب التفسير ، وكانت مصادر الاسرائيليات تدور حول أربعة أشخاص هم :
عبدالله بن سلام ،
و
كعب الاحبار ،
و
وهب بن منبه ،
و
عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريح .
الاسرائيليات وأثرها في التفسير بالمأثور قسم العلماء الاسرائيليات إلى ثلاثة أقسام :
( الاول )
مقبول وهو ما علم صحته بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك كـ تعيين اسم الخصر عليه السلام ، إذ ورد فيه حديث صحيح عند البخاري في صحيحه ، في كتاب التفسير ، أو ما كان له شاهد من الشرع يؤيده .
( والثاني )
مسكوت عنه : وهو ما لم يعلم صحته ولا كذبه ، وهذا القسم تجوز حكايته للعظة والعبرة ، ولا نؤمن بصدقه ولا كذبه امتثالا لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا . "
( والثالث )
مرفوض : وهو ما علم كذبه لتناقضه مع شريعتنا أو مخالفته للعقل ، ولا يصح تصديقه ولا قبوله ولا روايته ، وإذا رواه المفسر في تفسيره وجب عليه بيانه .
وقد كان لهذه الاسرائيليات أثر سئ في التفسير ، إذ أدخلت فيه كثيرا من القصص الخيالي المخترع ، والاخبار المكذوبة ، وهذا ما دفع العلماء لمقاومتها ، وإخضاعها لمعايير نقد الرواية ، وموازين الشريعة لتمييز المقبول من المردود .
وبسبب هذه الاسرائيليات تفاوتت الثقة في كثير من التفاسير التي وضعها كبار الائمة .
أشهر من بين هذه الكتب ثمانية ، تفاوتت قيمتها عند الامة بين القبول والرفض ، وسنذكرها مع تبيان قيمة كل واحد منها :
1 - جامع البيان ؛ لـ ابن جرير الطبري ( ت 310 هـ‍ ) ( 4 ) : وهو من أقدم التفاسير وأشهرها ، كما يعتبر المرجع الاول عند المفسرين بالنقل والعقل ، نظرا لما فيه من الروايات والاستنباطات ، وترجيح بعضها على بعض ، ويقع في ثلاثين جزئا من الحجم الكبير ، وهو مطبوع ، وتقوم دار المعرفة في بيروت بنشره ، كما قام العلامة أحمد شاكر ورحمه الله بتحقيق نصفه واخترته المنية قبل إتمامه .
2 - بحر العلوم ؛ لـ السمرقندي ( ت 373 هـ ) ( 5 ) : صاحبه هو الامام أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم ، الفقيه الحنفي المعروف بإمام الهدى ، وهو تفسير لطيف مفيد لكنه يذكر الروايات مجردة عن أسانيدها ، دون ترجيح ، وقد خرج أحاديثه قاسم بن قطلوبغا ( ت 854 هـ‍ ) ، وهذا التفسير مخطوط في ثلاث مجلدات كبار بدار الكتب المصرية .

ـــــ
مراجع :
( 1 ) سورة النساء ( 4 ) ، الاية ( 46 ) .
( 2 ) سورة البقرة ( 2 ) ، الاية ( 79 ) .
( 3 ) حديث صحيح أخرجه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه . وعَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَاهُ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ وَمُرَّ بِجِنَازَةٍ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجِنَازَةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" اللَّهُ أَعْلَمُ " ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : إِنَّهَا تَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تَصْدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ " .
( 4 ) الذهبي ، التفسير والمفسرون 1 / 205 .
( 5 ) حاجي خليفة ، كشف الظنون 1 / 324 .
3 -
-
الكشف والبيان لـ الثعلبي - أو الثعالبي - ( ت 427 هـ ) ( 1 ) : صاحبه أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم النيسابوري المقرئ ، المفسر ، الحافظ ، الواعظ ، رأس التفسير والعربية ، قال ابن خلكان :" وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير "، وقد ذكر الثعالبي في مقدمته لتفسيره منهجه ومصادره وأسانيدها إلى من يروي عنه ، واكتفى بذلك عن ذكر الاسانيد أثناء الكتاب وهو كتاب حافل بالاسرائيليات دون التنبيه عليها ، ويوجد منه مخطوط غير كامل في مكتبة الازهر ينتهي عند أواخر سورة الفرقان .
4 -
معالم التنزيل ؛ لـ البغوي ( ت 516 هـ‍ ) ( 2 ) : صاحبه أبو محمد الحسين بن مسعود ، الفراء ، البغوي ، الفقيه الشافعي ، المحدث ، وقد وصف الخازن هذا التفسير فقال :" من أجل المصنفات في علم التفسير وأعلاها ، وأنبلها وأسناها ، جامع للصحيح من الاقاويل ، عار عن الشبه والتصحيف والتبديل ، محلى بالاحاديث النبوية . " ، وقال عنه ابن تيمية في أصول التفسير :" والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي ، لكنه صان تفسيره عن الاحاديث الموضوعة والاراء المبتدعة " ، وسئل في فتاواه عن أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة : الزمخشري أم القرطبي أم البغوي ؟ فأجاب :" وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها ، فأسلمها من البدعة والاحاديث الضعيفة البغوي . " . وقد طبع هذا التفسير مؤخرا بدار المعرفة في بيروت في ( 4 ) مجلدات بتحقيق خالد العك ومروان سوار .
5 -
المحرر الوجيز ؛ لـ ابن عطية ( ت 546 هـ) : ( 3 ) مؤلفه أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عطية الاندلسي المغربي الغرناطي ، الحافظ ، القاضي ، من بيت علم وأدب ، قال عنه أبو حيان :" أجل من صنف في علم التفسير ، وأفضل من تعرض فيه للتنقيح والتحرير " ، ويقارن بين تفسيره وتفسير الزمخشري فيقول :" وكتاب ابن عطية أنقل وأجمع وأخلص ، وكتاب الزمخشري ألخص وأغوص " . وقد طبع من هذا التفسير الجزء الاول في القاهرة ، ولا يزال الباقي مخطوطا ، وهو يقع في عشرة مجلدات كبار يوجد منه أجزاء بدار الكتب المصرية .
6 -
تفسير القرآن العظيم ؛ لـ ابن كثير ( ت 774 هـ‍ ) .
7 -
الجواهر الحسان لـ الثعالبي ( ت 876 هـ‍ ) . مؤلفه أبو زيد عبدالرحمن بن محمد بن مخلوف الجزائري المغربي المالكي ، الامام الحجة ، العالم ، الزاهد الورع ، وقد اعتمد في تفسيره على تفسير ابن عطية وأبي حيان وزاد عليهما ، وهو يذكر الروايات المأثورة بدون أسانيدها ، وإذا ذكر الاسرائيليات تعقبها بالنقد والتمحيص . وقد طبق الكتاب في الجزائر في أربعة أجزاء .
8 -
الدر المنثور لـ السيوطي ( ت 911 هـ ) . اختصر السيوطي في هذا التفسير كتابا مسندا ألفه قبله هو " ترجمان القرآن " جمع فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف بأسانيدها . ثم رأى حذف أسانيدها والاقتصار على متونها فقط وذكر من خرجها ، فوضع الدر المنثور ، وهو حافل بالاحاديث دونما تمييز بين صحيحها وسقيمها ويقتصر من بين سائر الكتب المذكورة سابقا على الحديث دون غيره ، وهو يحتاج لجهود كبيرة في الحكم على أحاديثه ، وقد طبع بدار المعرفة في بيروت في ست مجلدات كبار .

ـــــــــ
مراجع :
( 1 ) ياقوت الحموي ، معجم الادباء 5 / 37 .
( 2 ) الذهبي ، التفسير والمفسرون 1 / 234 .
( 3 ) أبو حيان ، البحر المحيط 1 / 10 .









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 39 : 06 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
فَصْلٌ فِي شُرُوطِ التَّأْوِيلِ :


وَشَرْطُهُ أَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا لِوَضْعِ اللُّغَةِ أَوْ عُرْفِ الِاسْتِعْمَالِ أَوْ عَادَةِ صَاحِبِ الشَّرْعِ .

وَكُلُّ تَأْوِيلٍ خَرَجَ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فَبَاطِلٌ .

وَقَدْ فَتَحَ الشَّافِعِيُّ الْبَابَ فِي التَّأْوِيلِ فَقَالَ : الْكَلَامُ قَدْ يُحْمَلُ فِي غَيْرِ مَقْصُودِهِ . وَيُفْصَلُ فِي مَقْصُودِهِ .

وَقَدْ اخْتَلَفَتْ الْآرَاءُ فِي التَّأْوِيلِ ، وَمَدَارُهُمْ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ ، فَيُضَعَّفُ التَّأْوِيلُ لِقُوَّةِ ظُهُورِ اللَّفْظِ ، أَوْ لِضَعْفِ دَلِيلِهِ أَوْ لَهُمَا .

[ الزركشي ، بدر الدين بن محمد بهادر ، البحر المحيط ؛ فقه ، دار الكتبي ، سنة النشر: 1414هـ/1994م ، رقم الطبعة: ط1 ]

وَقَسَّمَ شَارِحُ " اللُّمَعِ " تَأْوِيلَ الظَّاهِرِ إلَى ثَلَاثِهِ أَقْسَامٍ :

أَحَدُهَا :

تَأْوِيلُهُ عَلَى مَعْنًى يُسْتَعْمَلُ فِي ذَلِكَ كَثِيرًا ، فَهَذَا يُحْتَاجُ فِيهِ إلَى إقَامَةِ الدَّلِيلِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ، وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ بِاللَّفْظِ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ.

وَالثَّانِي :

تَأْوِيلُهُ عَلَى مَعْنًى لَا يُسْتَعْمَلُ كَثِيرًا ، فَهَذَا يُحْتَاجُ فِيهِ إلَى أَمْرَيْنِ :

أَحَدُهُمَا :
بَيَانُ قَبُولِ اللَّفْظِ لِهَذَا التَّأْوِيلِ فِي اللُّغَةِ .
وَ
الثَّانِي :
إقَامَةُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ اللَّفْظَ هُنَا يَقْتَضِيهِ .

وَ
الثَّالِثُ :

حَمْلُ اللَّفْظِ عَلَى مَعْنًى لَا يُسْتَعْمَلُ أَصْلًا ، فَلَا يَصِحُّ إلَّا أَنْ يَكُونَ دَلِيلُ التَّأْوِيلِ أَقْوَى مِنْ دَلِيلِ .

قَالَ : وَهَلْ يَجُوزُ التَّأْوِيلُ بِالْقِيَاسِ ؟

فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ، ذَكَرَهَا فِي الْإِرْشَادِ :

أَحَدُهَا :

الْمَنْعُ .

وَ
الثَّانِي
، وَهُوَ الصَّحِيحُ :
الْجَوَازُ ، لِأَنَّ مَا جَازَ التَّخْصِيصُ بِهِ جَازَ التَّأْوِيلُ بِهِ ، كَأَخْبَارِ الْآحَادِ .

وَالثَّالِثُ
:
بِالْجَلِيِّ دُونَ الْخَفِيِّ ، وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ الْأُصُولِيِّينَ بِذِكْرِ ضُرُوبٍ مِنْ التَّأْوِيلَاتِ هَاهُنَا كَالرِّيَاضَةِ لِلْأَفْهَامِ لِيَتَمَيَّزَ الصَّحِيحُ مِنْهَا عَنْ الْفَاسِدِ ، حَتَّى يُقَاسَ عَلَيْهَا وَيَتَمَرَّنَ النَّاظِرُ فِيهَا .


[ الزركشي ، بدر الدين بن محمد بهادر ، البحر المحيط ؛ فقه ، دار الكتبي ، سنة النشر: 1414هـ/1994م ، رقم الطبعة: ط1 ]









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 42 : 06 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
7 . * ]

التفسير و التأويل بمعنى
،
أم

يختلفان؟

اختلف العلماء : هل التفسير والتأويل بمعنى ، أم يختلفان؟
فذهب قوم يميلون الى العربية إلى أنهما بمعنى ، وهذا قول جمهور المفسرين المتقدمين .
وذهب قوم يميلون الى الفقه الى اختلافهما ، فقالوا :

التفسير:

إخراج الشيء من مقام الخفاء الى مقام التجلى .
و
التأويل:
نقل الكلام عن وضعه فيما يحتاج فى إثباته الى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ ، فهو مأخوذ من قولك : آل الشيء الى كذا ، أي صار إليه.


[ ابن الجوزي ]

9 علم التفسير


التَّفْسِيرُ :
قَالَ الزَّرْكَشِيُّ:
التَّفْسِيرُ :
عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ فَهْمُ كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَيَانُ مَعَانِيهِ ، وَاسْتِخْرَاجُ أَحْكَامِهِ وَحِكَمِهِ ، وَاسْتِمْدَادُ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَالتَّصْرِيفِ وَعِلْمِ الْبَيَانِ وَأُصُولِ الْفِقْهِ وَالْقِرَاءَاتِ ، وَيَحْتَاجُ لِمَعْرِفَةِ أَسْبَابِ النُّزُولِ وَالنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ .



[ الزركشي ؛ بدر الدين محمد بن عبدالله ، البرهان في علوم القرآن ، دار المعرفة ، سنة النشر: 1410هـ ~ 1990م ]

وَ
قَالَ أَبُو حَيَّانَ ؛ التَّفْسِيرُ :

عِلْمٌ يُبْحَثُ فِيهِ عَنْ كَيْفِيَّةِ النُّطْقِ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَمَدْلُولَاتِهَا وَأَحْكَامِهَا الْإِفْرَادِيَّةِ وَالتَّرْكِيبِيَّةِ وَمَعَانِيهَا الَّتِي تُحْمَلُ عَلَيْهَا حَالَةُ التَّرْكِيبِ وَتَتِمَّاتٍ لِذَلِكَ .
فَقَوْلُه :" عِلْمٌ " : جِنْسٌ .
وَ قَوْلُه :" يُبْحَثُ فِيهِ عَنْ كَيْفِيَّةِ النُّطْقِ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ " : هُوَ عِلْمُ الْقِرَاءَةِ .
وَ قَوْلُه :" وَمَدْلُولَاتِهَا " أَيْ : مَدْلُولَاتِ تِلْكَ الْأَلْفَاظِ ، وَهَذَا مَتْنُ عِلْمِ اللُّغَةِ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي هَذَا الْعِلْمِ .
وقَوْلُه :" وَأَحْكَامِهَا الْإِفْرَادِيَّةِ وَالتَّرْكِيبِيَّةِ " : هَذَا يَشْمَلُ عِلْمَ التَّصْرِيفِ وَالْبَيَانِ وَالْبَدِيعِ .
وَ قَوْلُه :" وَمَعَانِيهَا الَّتِي تُحْمَلُ عَلَيْهَا حَالَةُ التَّرْكِيبِ " : يَشْمَلُ مَا دَلَالَتُهُ بِالْحَقِيقَةِ ، وَمَا دَلَالَتُهُ بِالْمَجَازِ ، فَإِنَّ التَّرْكِيبَ قَدْ يَقْتَضِي بِظَاهِرِهِ شَيْئًا ، وَيَصُدُّ عَنِ الْحَمْلِ عَلَيْهِ صَادٌّ ، فَيُحْمَلُ عَلَى غَيْرِهِ ، وَهُوَ الْمَجَازُ .
وَ قَوْلُه :" وَتَتِمَّاتٍ لِذَلِكَ " : هُوَ مِثْلَ مَعْرِفَةِ النَّسْخِ ، وَسَبَبِ النُّزُولِ ، وَقِصَّةٍ تُوَضِّحُ بَعْضَ مَا أُبْهِمَ فِي الْقُرْآنِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ .









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 46 : 06 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
« مَا نَزَلَ الْقُرْآنُ لِأَجْلِهِ »



قال الزركشي كما جاء في البرهان :
" وَأُمُّ [ عُلُومِ ] الْقُرْآنِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ :
1 . )
تَوْحِيدٌ ، فَالتَّوْحِيدُ تَدْخُلُ فِيهِ مَعْرِفَةُ الْمَخْلُوقَاتِ وَمَعْرِفَةُ الْخَالِقِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ . لقول مَن تعالى في سماه وتقدس اسماه :" وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " [ الْبَقَرَةِ : 163 ] ، فِيهِ التَّوْحِيدُ كُلُّهُ فِي الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ ،
وَ
2 . )
تَذْكِيرٌ ، وَمِنْهُ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، وَتَصْفِيَةُ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ ؛ لقوله تعالى ذكره : " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " [ الذَّارِيَاتِ : 55 ] ،
وَ
3 . )
أَحْكَامٌ ، وَمِنْهَا التَّكَالِيفُ كُلُّهَا وَتَبْيِينُ الْمَنَافِعِ وَالْمَضَارِّ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالنَّدْبُ ؛ لقول الحق تبارك وتعالى : " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ " [ الْمَائِدَةِ : 49 ] .


[ الزركشي ؛ بدر الدين محمد بن عبدالله ، علوم القرآن ، البرهان في علوم القرآن ، ، دار المعرفة ، سنة النشر: 1410هـ / 1990م ] .

2

فــ قال صاحب المنار :

" مَا نَزَلَ الْقُرْآنُ لِأَجْلِهِ أُمُورٌ :

أَحَدُهَا :
التَّوْحِيدُ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا كُلُّهُمْ وَثَنِيِّينَ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ يَدَّعِي التَّوْحِيدَ .

ثَانِيهَا :
وَعْدُ مَنْ أَخَذَ بِهِ وَتَبْشِيرُهُ بِحُسْنِ الْمَثُوبَةِ ، وَوَعِيدُ مَنْ لَمْ يَأْخُذْ بِهِ وَإِنْذَارُهُ بِسُوءِ الْعُقُوبَةِ . وَالْوَعْدُ يَشْمَلُ مَا لِلْأُمَّةِ وَمَا لِلْأَفْرَادِ فَيَعُمُّ نِعَمَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَسَعَادَتَهُمَا ، وَالْوَعِيدُ كَذَلِكَ يَشْمَلُ نِقَمَهُمَا وَشَقَاءَهُمَا ، فَقَدْ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالِاسْتِخْلَافِ فِي الْأَرْضِ ، وَالْعِزَّةِ وَالسُّلْطَانِ وَالسِّيَادَةِ ، وَأَوْعَدَ الْمُخَالِفِينَ بِالْخِزْيِ وَالشَّقَاءِ فِي الدُّنْيَا ، كَمَا وَعَدَ بِالنَّعِيمِ . وَأَوْعَدَ بِنَارِ الْجَحِيمِ فِي الْآخِرَةِ .

ثَالِثُهَا :
الْعِبَادَةُ الَّتِي تُحْيِي التَّوْحِيدَ فِي الْقُلُوبِ وَتُثْبِتُهُ فِي النُّفُوسِ .

رَابِعُهَا :
بَيَانُ سَبِيلِ السَّعَادَةِ وَكَيْفِيَّةِ السَّيْرِ فِيهِ الْمُوصِّلِ إِلَى نِعَمِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .

خَامِسُهَا :
قَصَصُ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ حُدُودِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَخَذَ بِأَحْكَامِ دِينِهِ ، وَأَخْبَارُ الَّذِينَ تَعَدَّوْا حُدُودَهُ وَنَبَذُوا أَحْكَامَ دِينِهِ ظِهْرِيًّا لِأَجْلِ الِاعْتِبَارِ ، وَاخْتِيَارُ طَرِيقِ الْمُحْسِنِينَ وَمَعْرِفَةُ سُنَنِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ .

هَذِهِ هِيَ الْأُمُورُ الَّتِي احْتَوَى عَلَيْهَا الْقُرْآنُ ، وَفِيهَا حَيَاةُ النَّاسِ وَسَعَادَتُهُمُ الدُّنْيَوِيَّةُ وَالْأُخْرَوِيَّةُ .


[ رضا ؛ محمد رشيد ، تفسير المنار ، الهيئة المصرية للكتاب ، دون ذكر سنة النشر ]

*..*..*..*

3


وَقَالَ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ بَرَّجَانَ فِي كِتَابِ " الْإِرْشَادِ " :


" وَجُمْلَةُ الْقُرْآنِ تَشْتَمِلُ عَلَى ثَلَاثَةِ عُلُومٍ :
1. )
عِلْمِ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ ،


ثُمَّ

2. )

عِلْمِ النُّبُوَّةِ وَبَرَاهِينِهَا ،

ثُمَّ


3. )
عِلْمِ التَّكْلِيفِ وَالْمِحْنَةِ " . قَالَ : " وَهُوَ أَعْسَرُ لِإِغْرَابِهِ وَقِلَّةِ انْصِرَافِ الْهِمَمِ إِلَى تَطَلُّبِهِ مِنْ مَكَانِهِ " . .
ثم
يقول الزركشي في برهانه :
وَ
قَالَ غَيْرُهُ :
الْقُرْآنُ يَشْتَمِلُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ مِنَ الْعُلُومِ :
أَمْرٍ ،
وَ
نَهْيٍ ،
وَ
خَبَرٍ
وَ
اسْتِخْبَارٍ
- وَ
قِيلَ سِتَّةٌ -
وَ
زَادَ
الْوَعْدَ
وَ
الْوَعِيدَ .



وَ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ :

" يَشْتَمِلُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ :


1. )
التَّوْحِيدِ ،

وَ

2. )
الْأَخْبَارِ ،
وَ
3. )
الدِّيَانَاتِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " [ الْإِخْلَاصِ : 1 ] : تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ". وَهَذِهِ السُّورَةُ تَشْمَلُ التَّوْحِيدَ كُلَّهُ " .



وَ

قَالَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى :

" الْقُرْآنُ يَشْتَمِلُ عَلَى ثَلَاثِينَ شَيْئًا :
1. )
الْإِعْلَامِ
وَ
2. )
التَّنْبِيهِ ،
وَ
3. )
الْأَمْرِ
وَ
4 . )
النَّهْيِ ،
وَ
5. )
الْوَعْدِ
وَ
6 . )
الْوَعِيدِ ،
وَ
7 . )
وَصْفِ الْجَنَّةِ
وَ
8 . )
النَّارِ ،
وَ
9 . )
تَعْلِيمِ الْإِقْرَارِ بِاسْمِ اللَّهِ
وَ
10 . )
صِفَاتِهِ
وَ
11 . )
أَفْعَالِهِ ،
وَ
12 . )
تَعْلِيمِ الِاعْتِرَافِ بِإِنْعَامِهِ ،




وَ
13 . )
الِاحْتِجَاجِ عَلَى الْمُخَالِفِينَ ،
وَ
14 . )
الرَّدِّ عَلَى الْمُلْحِدِينَ ،


وَ
15 . )
الْبَيَانِ عَنِ الرَّغْبَةِ
وَ
16 . )
الرَّهْبَةِ ،
وَ
17 . )
الْخَيْرِ
وَ
18 . )
الشَّرِّ ،
وَ
19 . )
الْحَسَنِ
وَ
20 . )
الْقَبِيحِ ،
وَ
21 . )
نَعْتِ الْحِكْمَةِ ،
وَ
22 . )
فَضْلِ الْمَعْرِفَةِ ،
وَ
23 . )
مَدْحِ الْأَبْرَارِ
وَ
24 . )
ذَمِّ الْفُجَّارِ ،
وَ
25 . )

التَّسْلِيمِ

وَ

26 . ) التَّحْسِينِ ،
وَ
27 . )
التَّوْكِيدِ
وَ
28 . )
التَّقْرِيعِ ،


وَ
29 . )
الْبَيَانِ عَنْ ذَمِّ الْإِخْلَافِ


وَ 30. )
شَرَفِ الْأَدَاءِ " .





قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي عَزِيزِي :
" وَعَلَى التَّحْقِيقِ أَنَّ تِلْكَ الثَّلَاثَةَ الَّتِي قَالَهَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ تَشْمَلُ هَذِهِ كُلَّهَا بَلْ أَضْعَافَهَا ؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ لَا يُسْتَدْرَكُ وَلَا تُحْصَى غَرَائِبُهُ وَعَجَائِبُهُ ؛ قَالَ تَعَالَى :" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ " [ الْأَنْعَامِ : 59 ]



قال الزركشي :
و
َقَالَ غَيْرُهُ :
عُلُومُ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ أَرْبَعَةٌ :


1 . )
الْإِعْرَابُ ؛ وَهُوَ فِي الْخَبَرِ .
وَ
2. )
النَّظْمُ ؛ وَهُوَ الْقَصْدُ ، نَحْوَ :" وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ " [ الطَّلَاقِ : 4 ] ، مَعْنًى بَاطِنٌ نُظِمَ بِمَعْنًى ظَاهِرٍ . وَقَوْلُهُ :" قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ " [ يُونُسَ : 34 ] ، كَأَنَّهُ قِيلَ : قَالُوا : وَمَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ؟ فَأُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ :" اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ " [ يُونُسَ : 34 ] ، لَفْظٌ ظَاهِرٌ نُظِمَ بِمَعْنًى بَاطِنٍ .

وَ

3 . )
التَّصْرِيفُ فِي الْكَلِمَةِ ؛ كَأَقْسَطَ : عَدَلَ ، وَقَسَطَ : جَارَ . وَبَعُدَ : ضِدُّ قَرُبَ ، وَبَعِدَ : هَلَكَ .
وَ

4 . )
الِاعْتِبَارُ ؛ وَهُوَ مِعْيَارُ الْأَنْحَاءِ الثَّلَاثَةِ ، وَبِهِ يَكُونُ الِاسْتِنْبَاطُ وَالِاسْتِدْلَالُ ، وَهُوَ كَثِيرٌ ، مِنْهُ مَا يُعْرَفُ بِفَحْوَى الْخِطَابِ . وَمَعْنَى اعْتَبَرْتُ الشَّيْءَ طَلَبْتُ بَيَانَهُ ، عَبَّرْتُ الرُّؤْيَا : بَيَّنْتُهَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :" فَاعْتَبِرُوا " [ الْحَشْرِ : 2 ]


[ الزركشي ؛ بدر الدين محمد بن عبد الله ، البرهان في علوم القرآن ، دار المعرفة ، سنة النشر: 1410هـ / 1990م ]



الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 48 : 06 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[ 1 مقدمة القرآن ، أَوَّلُ مَا نَزَلَ ]

« التفسير والتأويل لما جاء في محكم التنزيل »

أول ما نزل من القرآن










التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد فخر الدين الرمادي ; 30 / 11 / 2022 الساعة 51 : 06 PM
عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 58 : 06 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
قال القرطبي :" ذَكَرَ الْقَاضِي ابْنُ الطَّيِّبِ اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ " .

فَقِيلَ : الْمُدَّثِّرُ .

وَ

قِيلَ : اقْرَأْ .

وَ

قِيلَ : الْفَاتِحَةُ .

تأصيل المسألة :

قال صاحب المنار :" ذَكَرَ الْحَافِظُ السَّيُوطِيُّ فِي الْإِتْقَانِ أَرْبَعَةَ أَقْوَالٍ فِي أَوَّلِ مَا أُنْزِلَ :

أَحَدُهَا :
وَهُوَ الصَّحِيحُ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " ( 96 ) ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ .

وما يؤكد هذا القول ما ذكره العسقلاني في فتح الباري ، فقد بوَّب البخاري في صحيحه " بدء الوحي " ، فــ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ :
" أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ [ الصَّادِقَةُ ] فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ ـ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ـ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ :" اقْرَأْ ! "
قَالَ :" مَا أَنَا بِقَارِئٍ "
قَالَ :" فَأَخَذَنِي ؛ فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ " ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي
فَــ قَالَ :" اقْرَأْ "
قُلْتُ :" مَا أَنَا بِقَارِئٍ " ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي
فَقَالَ : " اقْرَأْ "
فَقُلْتُ :" مَا أَنَا بِقَارِئٍ " فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي
فَقَالَ :" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [ حَتَّى بَلَغَ " مَا لَمْ يَعْلَمْ " ] .
فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
فَقَالَ : " زَمِّلُونِي ؛ زَمِّلُونِي "
فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ
فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ :" لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي ".

فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : " كَلَّا ، [ أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ ] وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، [ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ] ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " [ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِالرَّزَّاقِ .] ...
فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ ، وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؛ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ؛ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ :
" يَا ابْنَ عَمِّ ؛ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ "
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : " يَا ابْنَ أَخِي ؛ مَاذَا تَرَى !"
فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : " هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ؛ لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ "
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ !!!"
قَالَ : " نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا " . ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ .

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ :
" بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ؛ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ :
" زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي !! "
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
" يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ .. " إِلَى قَوْلِهِ :" وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ " ؛ فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ " .

كما وجاء في الإتقان : " وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ وَصَحَّحَاهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ." وآكد على هذه الرواية الواحدي .
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ : عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ : كَانَ أَبُومُوسَى يُقْرِئُنَا فَيُجْلِسُنَا حِلَقًا ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، فَإِذَا تَلَا هَذِهِ السُّورَةَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . " [ الْعَلَقِ : 1 ] قَالَ : " هَذِهِ أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ لَهُ : " اقْرَأْ ! "
قَالَ : " وَمَا أَقْرَأُ ؟ فَوَالِلَّهِ مَا أَنَا بِقَارِئٍ "
فَقَالَ :" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [ الْعَلَقِ : 1 ] ، فَكَانَ يَقُولُ : هُوَ أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ.
وَقَالَ أَبُوعُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ : عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَ " ن وَالْقَلَمِ " [ الْقَلَمِ : 1 ] .
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ فِي كِتَابِ " الْمَصَاحِفِ " عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَمَطٍ .
فَقَالَ : " اقْرَأْ " .
قَالَ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " .
قَالَ : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " [ الْعَلَقِ : 1 ] ، فَيَرَوْنَ أَنَّهَا أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ .
وَأَخْرَجَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِحِرَاءَ ، إِذْ أَتَى مَلَكٌ بِنَمَطٍ مِنْ دِيبَاجٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى مَا لَمْ يَعْلَمْ " [ الْعَلَقِ : 1 - 5 ] .

وذكر الواحدي :" عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ قَالَا : أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " . فَهُوَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ ، وَأَوَّلُ سُورَةٍ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " .
وقال الواحدي " عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ : كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " فَقَالُوا : هَذَا صَدْرُهَا [ الَّذِي ] أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءٍ ، ثُمَّ أُنْزِلَ آخِرُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ .
***

قال الواحدي : وَأَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الَّذِي رُوِيَ : " أَنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ" فَهُوَ مَا : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَنِ: " أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ ، قَالَ :" يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ " ، قُلْتُ : أَوْ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ؟ " ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ: " أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ " ، قَالَ : " يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ " ، قَالَ : قُلْتُ : " أَوْ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ؟ " ، قَالَ جَابِرٌ: أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي ، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ - يَعْنِي جِبْرِيلَ - فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ . فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ثُمَّ صَبُّوا عَلَيَّ الْمَاءَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ عَلَيَّ : " يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ " . رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ .

قلت ؛ الرمادي :
وهذا القول الثاني كما ذكر في الإتقان ونقله صاحب المنار ، ثم قال الواحدي :" وَهَذَا لَيْسَ بِمُخَالِفٍ لِمَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا ، وَذَلِكَ : أَنَّ جَابِرًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ هَذِهِ ] الْقِصَّةَ الْأَخِيرَةَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهَا فَتَوَهَّمَ أَنَّ سُورَةَ الْمُدَّثِّرِ أَوَّلُ مَا نَزَلَ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنَّهَا أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ سُورَةِ " اقْرَأْ " وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا . "

قال صاحب المنار :

و

ثَانِيهَا :" يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ " ( 74 ) [ الْمُدَّثِّرِ : 1 ] ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ ، كما ذكرت أنفاً.
يقول السيوطي في الإتقان :" وَأَجَابَ الْأَوَّلُ ، عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ بِأَجْوِبَةٍ :
يقول السيوطي في الإتقان :" وَأَجَابَ الْأَوَّلُ ، عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ بِأَجْوِبَةٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ السُّؤَالَ كَانَ ، عَنْ نُزُولِ سُورَةٍ كَامِلَةٍ ، فَبَيَّنَ أَنَّ سُورَةَ الْمُدَّثِّرِ نَزَلَتْ بِكَمَالِهَا قَبْلَ نُزُولِ تَمَامِ السُّورَةِ اقْرَأْ ، فَإِنَّهَا أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنْهَا صَدْرُهَا .
وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ - أَيْضًا - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ جَابِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الِلَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحَدِّثُ ، عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ... " الحديث.
فَقَوْلُهُ " الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ " يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ مُتَأَخِّرَةٌ ، عَنْ قِصَّةِ حِرَاءَ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ .
ثَانِيهَا : أَنَّ مُرَادَ جَابِرٍ بِالْأَوَّلِيَّةِ أَوَّلِيَّةٌ مَخْصُوصَةٌ بِمَا بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، لَا أَوَّلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ .
ثَالِثُهَا : أَنَّ الْمُرَادَ أَوَّلِيَّةٌ مَخْصُوصَةٌ بِالْأَمْرِ بِالْإِنْذَارِ وَعَبَّرَ بَعْضُهُمْ ، عَنْ هَذَا بِقَوْلِهِ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ لِلنُّبُوَّةِ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " [ الْعَلَقِ : 1 ] ، وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ لِلرِّسَالَةِ " يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ "[ الْمُدَّثِّرِ : 1 ] .
رَابِعُهَا : أَنَّ الْمُرَادَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ بِسَبَبٍ مُتَقَدِّمٍ ، وَهُوَ مَا وَقَعَ مِنَ التَّدَثُّرِ النَّاشِئِ ، عَنِ الرُّعْبِ ، وَأَمَّا " اقْرَأْ " ابْتِدَاءً فَنَزَلَتْ بِغَيْرِ سَبَبٍ مُتَقَدِّمٍ . ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ .
خَامِسُهَا : أَنَّ جَابِرًا اسْتَخْرَجَ ذَلِكَ بِاجْتِهَادِهِ ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ رِوَايَتِهِ ، فَيُقَدَّمُ عَلَيْهِ مَا رَوَتْهُ عَائِشَةُ. قَالَهُ الْكَرْمَانِيُّ. ثم يعلق السيوطي بوقاه :" وَأَحْسَنُ هَذِهِ الْأَجْوِبَةِ الْأَوَّلُ وَالْأَخِيرُ " .

قال الواحدي تعليقا على الرواية التي :" عَنْ جَابِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ - فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : " فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ "قال : رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، فَبَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْوَحْيَ كَانَ قَدْ فَتَرَ بَعْدَ نُزُولِ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " . ثُمَّ نَزَلَ " يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ " ، وَالَّذِي يُوَضِّحُ مَا قُلْنَا ـ الحديث مازال مع الواحدي ـ إِخْبَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي جَاءَ بِحِرَاءٍ جَالِسٌ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ إِنَّمَا كَانَتْ بَعْدَ نُزُولِ " اقْرَأْ " .
***









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 30 / 11 / 2022, 04 : 07 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,395 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 228
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الْقَوْلُ الثَّالِثُ :


سُورَةُ الْفَاتِحَةِ ، قَالَ فِي الْكَشَّافِ : ذَهَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ إِلَى أَنَّ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ " اقْرَأْ " ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَئِمَّةِ هُوَ الْأَوَّلُ . وَأَمَّا الَّذِي نَسَبَهُ إِلَى الْأَكْثَرِ فَلَمْ يَقُلْ بِهِ إِلَا عَدَدٌ أَقَلُّ مِنَ الْقَلِيلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ قَالَ . بِالْأَوَّلِ وَحُجَّتُهُ : مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، وَالْوَاحِدِيُّ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَنَّ رَسُولَ الِلَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لِخَدِيجَةَ :
" إِنِّي إِذَا خَلَوْتُ وَحْدِي سَمِعْتُ نِدَاءً ، فَقَدْ وَالِلَّهِ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَمْرًا ".
فَقَالَتْ : " مَعَاذَ الِلَّهِ ، مَا كَانَ الِلَّهُ لِيَفْعَلَ بِكَ ، فَوَالِلَّهِ إِنَّكَ لَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ " .
فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَّ ، ذَكَرَتْ خَدِيجَةُ حَدِيثَهُ لَهُ
قَالَتْ :" يَا عَتِيقُ ، اذْهَبْ مَعَ مُحَمَّدٍ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ." ، فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ
فَقَالَ :" انْطَلِقْ بِنَا إِلَى وَرَقَةَ "
فَقَالَ : " وَمَنْ أَخْبَرَكَ " .
قَالَ : " خَدِيجَةُ "
وَ قَالَتْ : " اذْهَبْ مَعَ مُحَمَّدٍ إِلَى وَرَقَةَ ".
فَانْطَلَقَا فَقَصَّا عَلَيْهِ
فَقَالَ : " إِذَا خَلَوْتُ وَحْدِي سَمِعْتُ نِدَاءً خَلْفِي : يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَأَنْطَلِقُ هَارِبًا فِي الْأُفُقِ "
فَقَالَ ورقة : " لَا تَفْعَلْ ، إِذَا أَتَاكَ فَاثْبُتْ حَتَّى تَسْمَعَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ ائْتِنِي فَأَخْبِرْنِي " .
فَلَمَّا خَلَا نَادَاهُ يَا مُحَمَّدُ قُلْ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "... حَتَّى بَلَغَ " وَلَا الضَّالِّينَ . . . قُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " . فَأَتَى وَرَقَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ؛ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : " أَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ ، فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَأَنَّكَ عَلَى مِثْلِ نَامُوسِ مُوسَى ، وَأَنَّكَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَأَنَّكَ سَوْفَ تُؤْمَرُ بِالْجِهَادِ بَعْدَ يَوْمِكَ هَذَا ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي ذَلِكَ لَأُجَاهِدَنَّ مَعَكَ " .

فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَرَقَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ رَأَيْتُ الْقَسَّ فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ ثِيَابُ الْحَرِيرِ ، لِأَنَّهُ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي ؛ يَعْنِي وَرَقَةَ " " الْحَدِيثَ .
هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا مُنْقَطِعٌ . يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ ، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْ نُزُولِهَا بَعْدَمَا نَزَلَ عَلَيْهِ : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " وَ " يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ " . وقال السُّيُوطِيُّ فِي الْحَدِيثِ : هَذَا مُرْسَلٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .

يقول صاحب المنار :" وَجَمَعُوا بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِأَنَّ الْأَوَّلَ هُوَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَهُوَ صَدْرُ سُورَةِ " اقْرَأْ " . وَالثَّانِي أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بِتَمَامِهَا ، أَوِ الثَّانِي أَوَّلُ مَا نَزَلَ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ آمِرًا بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ . وَقِيلَ فِي الْجَمْعِ غَيْرُ ذَلِكَ كَمَا فِي " الْإِتْقَانِ " .
*

جاء في المنار :" هَذَا - وَأَمَّا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ ؛ الشيخ محمد عبده فَقَدْ رَجَّحَ أَنَّهَا أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ قَوْلَهُ تَعَالَى :" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ" وَنَزَعَ فِي الِاسْتِدْلَالِ عَلَى ذَلِكَ مَنْزَعًا غَرِيبًا فِي حِكْمَةِ الْقُرْآنِ وَفِقْهِ الدِّينِ فَقَالَ مَا مِثَالُهُ . وَمِنْ آيَةِ ذَلِكَ : أَنَّ السُّنَّةَ الْإِلَهِيَّةَ فِي هَذَا الْكَوْنِ - سَوَاءٌ أَكَانَ كَوْنَ إِيجَادٍ أَوْ كَوْنَ تَشْرِيعٍ - أَنْ يُظْهِرَ سُبْحَانَهُ الشَّيْءَ مُجْمَلًا ثُمَّ يَتْبَعُهُ التَّفْصِيلُ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْرِيجًا ، وَمَا مَثَلُ الْهِدَايَاتِ الْإِلَهِيَّةِ : إِلَّا مَثَلُ الْبَذْرَةِ وَالشَّجَرَةِ الْعَظِيمَةِ ، فَهِيَ فِي بِدَايَتِهَا مَادَّةُ حَيَاةٍ تَحْتَوِي عَلَى جَمِيعِ أُصُولِهَا ثُمَّ تَنْمُو بِالتَّدْرِيجِ حَتَّى تَبَسُقَ فُرُوعُهَا بَعْدَ أَنْ تَعْظُمَ دَوْحَتُهَا ثُمَّ تَجُودُ عَلَيْكَ بِثَمَرِهَا .



****









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
-->
-->

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط
-->

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018


-->