14 / 04 / 2009, 42 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح واجب المكلف نحو توحيد الله وعبادته الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين وبعد: فإن توحيد الله وعبادته أهم مقصود بعث به الأنبياء المرسلون، كما جاء ذكر ذلك في كثير من آيات التنزيل، كقوله - تعالى -: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" {النحل: 36}، وكقوله: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " {الأنبياء: 25}. وهكذا كل نبي كان يدعو قومه إلى هذا الأمر العظيم، كما جاء في مواطن قصصهم في القرآن الكريم، ومنه قوله - تعالى - عن نوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم أنهم قالوا لأقوامهم: "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"، ولهذا كان أول واجب على المكلف هو معرفة الله وتوحيده وعبادته، وهذا أول تكليف نزل من عند رب العباد للعباد، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إليه ويأخذ البيعة من أصحابه عليه امتثالا لأمر ربه إليه. قال - تعالى -: "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم "{الممتحنة: 12}، وهذه الآية وإن كانت في بيعة النساء فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبايع الرجال على مضمونها كما في حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله: إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه"(1)، وكان - صلى الله عليه وسلم - يتعاهد أصحابه على ما جاء في مضمون هذه البيعة من إفراد الله بالتوحيد ونفي الشريك، لأن هذا هو أول الواجبات على العباد، ففي حديث عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: " كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال: ألا تبايعون رسول الله؟ وكنا حديثي عهد بيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثم قال ألا تبايعون رسول الله؟ قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وتطيعوا (وأسرَّ كلمة خفية)، ولا تسألوا الناس شيئا"، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إياه(2)، كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرسل دعاته ومعلميه إلى ملوك البلاد يدعونهم فيها إلى عبادة الله وحده دون سواه. التوحيد أول واجب على العبيد: وقد قال البخاري في أول كتاب التوحيد من صحيحه: "باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى"، ثم ساق بسنده حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا بعث معاذا نحو أهل اليمن قال له: "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله - تعالى -، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتَوَقَّ كرائم أموال الناس"(3)، وفي رسالته - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل عظيم الروم ما يؤكد هذه الحقيقة، وقد جاء فيها: "من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين(4)، "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " {آل عمران: 64}"(5)، فهذه نصوص صريحة واضحة تثبت أن توحيد العبادة وإفراد الله بالوحدانية هو أول ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وقد ذهب إلى هذا أهل السنة والجماعة، قال الحافظ البيهقي - رحمه الله تعالى -: "باب أول ما يجب على العاقل البالغ معرفته والإقرار به. قال الله جل ثناؤه لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : " فاعلم أنه لا إله إلا الله "، وقال له ولأمته: فاعلموا أن الله مولاكم، وقال: "فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون "، وقال: " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا " . الآية، فوجب بالآيات قبلها معرفة الله - تعالى - وعلمه، ووجب بهذه الآية الاعتراف به والشهادة له بما عرفه، ودلت السنة على مثل ما دلَّ عليه الكتاب، ثم ساق بسنده حديث جابر وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله - عز وجل -"(6)، وقال ابن القيم - رحمه الله - : "التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله - تعالى -. قال - تعالى -: لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره...، فالتوحيد: أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال - صلى الله عليه وسلم - : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"، فهو أول واجب وآخر واجب، فالتوحيد: أول الأمر وآخره"(7). موقف المتكلمين من أول الواجبات على العبد ورد علماء الإسلام عليهم: ومع وضوح هذه الحقيقة من كتاب ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ودعوة المرسلين من قبله ذهب فريق من علماء الكلام إلى أن أول واجب على المكلف هو النظر، أو أول جزء من النظر، أو القصد إلى النظر، ثم رتبوا على كلامهم هذا فروعا فقالوا: إن قلنا الواجب النظر، فمن أمكنه زمان يسع النظر التام ولم ينظر فهو عاصي، ومن لم يمكنه أصلا فهو كالصبي، ومن أمكنه ما يسع النظر دون تمامه ففيه احتمال والأظهر عصيانه(8)، كما ذهب فريق من المعتزلة إلى القول بالشك، وأوجبه أبو هاشم وطائفة معه وجعلوه أول الواجبات(9)، وهذا كلام لا يتفق مع ما سبق ذكره من أدلة، ولا مع دعوة الأنبياء والمرسلين، ولهذا أبطله جمع من العلماء. قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "ولا ريب أن المؤمنين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين، لم يكونوا يؤمرون بالنظر الذي ذكره أهل الكلام المحدث، كطريق الأعراض والأجسام"(10)، وقال ابن القيم: "... ولهذا كان الصحيح: أن أول واجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله. لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال أرباب الكلام المذموم"(11)، وعقب شارح الطحاوية على قول ابن القيم فقال: "بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقيب بلوغه، بل يؤمر بالطهارة والصلاة إذا بلغ أو ميز عند من يرى ذلك، ولم يوجب أحد منهم على وليه أن يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين، وإن كان الإقرار بالشهادتين واجبا باتفاق المسلمين ووجوبه يسبق وجوب الصلاة، لكن هو أدى هذا الواجب قبل ذلك"(12). وقال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله - : أول واجب على العبيد *** معرفة الرحمن بالتوحيد ثم شرح ذلك فقال: " أول واجب فرضه الله - عز وجل - على العبيد هو معرفة الرحمن، أي: معرفتهم إياه بالتوحيد الذي خلقهم له، وأخذ عليهم الميثاق به، ثم فطرهم شاهدين مقرين به، ثم أرسل رسله إليهم، وأنزل به كتبه عليهم"(13). والحمد لله رب العالمين. ــــــــــــــــــــــــــ هوامش: (1) أخرجه البخاري في مواطن من كتاب الإيمان باب 11 ج1-64، وهذا لفظه، ومسلم في كتاب الحدود باب 10 وغيرهما. (2) أخرجه مسلم في كتاب الزكاة باب 35، وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأحمد. (3) البخاري مع الفتح ج13-347. (4) أي الفلاحين. (5) أخرجه البخاري. كتاب بدء الوحي باب 6 ج1-32. (6) الاعتقاد للبيهقي ص524. (7) مدارج السالكين ج3-462. (8) المواقف في علم الكلام للإبجي ص32، 33. (9) شرح المواقف ج1-278، ودرء التعارض ج7-419. (10) درء التعارض ج7-408. (11) مدارج السالكين ج3-462. (12) شرح الطحاوية ج1-23. (13) معارج القبول ج1-53.
,h[f hgl;gt kp, j,pd] hggi ,ufh]ji
|
| |