11 / 02 / 2008, 58 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح يقول ابن قيم في كتابه الماتع النافع الدي جمع فيه فاوعى طريق الهجرتين وباب السعادتين" فاستمع إليه وهو يقول لك: صدق التأهب للقاء الله من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها وخمدت من نفسه نيران الشهوات وأخبت قلبه إلى الله وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته, واستحدثت همة أخرى وعلوما أخر وولد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الأخرة كنسبة جسمه إلى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمه فيولد قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة. وكما كان بطن أمه حجابا لجسمه عن هذه الدار فهكذا نفسه وهواه حجابا لقلبه عن الدار الأخرة, فخروج قلبه عن نفسه بارزا إلى الدار الأخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا إلى هذه الدار .. وهذا معنى ما يذكر عن المسيح أنه قال " يا بني اسرائيل انكم لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين " ولما كان أكثر الناس لم يولدوا هذه الولادة الثانية ولا تصوروها - فضلا عن أن يصدقوا بها - فيقول القائل : كيف يولد الرجل الكبير أو كيف يولد القلب .. لم يكن لهم إليها همة ولا عزيمة إذ كيف يعزم على الشئ من لا يعرفه ولا يصدقه؟ ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدق بذلك وعلم أنه لم يولد قلبه بعد. والمقصود أن القلوب في هذه الولادة ثلاثة, 1- قلب لم يولد ولم يأن له بل هو جنين في بطن الشهوات والغي والجهل والضلال , 2-وقلب قد ولد وخرج إلى فضاء التوحيد والمعرفة وتخلص من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى فقرت عينه بالله وقرت عيون به وقلوب وأنست بقربه الأرواح وذكرت رؤيته بالله فاطمأن بالله وسكن إليه وعكف بهمته عليه , 3 وقلب ثالث في البرزخ ينتظر الولادة صباحا ومساء قد أصبح على فضاء التجريد وأنس من خلال الديار أشعة التوحيد تأبى غلبات الحب والشوق إلا تقربا إلى من السعادة كلها بقربه والحظ كل الحظ في طاعته وحبه وتأبى غلبات الطباع إلا جذبه وإيقافه وتعويقه فهو بين الداعيين تارة وتارة قد قطع عقبات وآفات وبقي عليه مفاوز وفلوات. والمقصود أن صدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة والأحوال الإيمانية ومقامات السالكين إلى الله ومنازل السائرين إليه من اليقظة والتوبة والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم وسائر أعمال القلوب والجوارح. فمفتاح ذلك كله صدق التأهب والإستعداد للقاء الله. والمفتاح بيد الفتاح العليم لا إله غيره ولا رب سواه.
,gh]m hgrg,f
|
| |