![]() | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 3546 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح * الحمدلله وحده، وبعد فقد انتشرعند فئامٍ كثيرةٍ من الناس المنتسبين إلى الخير والصَّلاح هجر أهل البدع والمعاصي بإطلاق. وظنُّوا أنَّ ذلك هو هدي الشَّرع فيه، واستأنسوا -بل استدلُّوا- عليه بفعل السَّلف رحمهم الله. * والذي ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أنَّ الهجر ليس مشروعًا دومًا؛ بل هو بحسب حال الشَّخص، والزَّمان ، والمكان، وظهور السنة وأهلها وخفائهما، وكلُّ هذه الأمور تجمعها (المصلحة الشرعيَّة). * فلابد من التفريق بين أصحاب البدع المغلَّظة وغير المغلَّظة. وبين الداعين للبدعة، والمستورين. وبين رؤوس البدعة وبين عامتهم. * وممَّا ينبغي التنبيه إليه أيضًا أنَّ كثيرًا من القضايا المترتِّبة على هجر المبتدعة وإظهار البغضاء والنفرة عنهم موكول بتحقيق الكلام على البدعة، هل هي بدعةٌ حقَّاً؟!! أم هي مسألةٌ يسوغ فيها الاجتهاد ويُعذر فيها عند الخطأ المأجور عليه صاحبه! * وتكمن أهميَّة هذا الموضوع بما يحصل في هذا الزَّمان من النُّفرة والتهاجر بين أصحاب الدَّعوة الواحدة! - فكم من أتباع السنة والأثر ممن له أكبر الجهد والأثر = مَن يُرمى زوراً وبغيًا بالبدعة، ويهجَّر وينفَّر منه ومن أتباعه، ثم ينسب ذلك إلى مذهب السَّلف! * ولك أن تتأمَّل في كلام أئمَّة الهدى، الذين فهموا منهج السَّلف، وكانوا أكثر الناس حاجة إلى هذا الأمر المشروع (الهجر) ولكنَّهم لم يغلوا فيه كغلو بعض الناس في هذا الزمان. * قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى (28/204) : (( النوع الثانى: الهجر على وجه التاديب، وهو هجر من يظهر المنكرات يهجر حتى يتوب منها، كما هجر النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم، حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر . ولم يهجر من أظهر الخير وان كان منافقا. فهنا الهجر هو بمنزلة التعزير ، والتعزير يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات وفعل المحرمات، كتارك الصلاة والزكاة، والتظاهر بالمظالم والفواحش ، و الداعى الى البدع، المخالفة للكتاب والسنة واجماع سلف الامة التى ظهر انها بدع. وهذا حقيقة قول من قال من السلف والأئمة: ان الدعاة الى البدع لا تقبل شهادتهم، ولا يصلى خلفهم، ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون ؛ فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا . ولهذا يفرقون بين الداعية وغير الداعية . لأن الداعية اظهر المنكرات فاستحق العقوبة . بخلاف الكاتم ؛ فانه ليس شرا من المنافقين ، الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم الى الله ؛ مع علمه بحال كثير منهم . ... فالمنكرات الظاهرة يجب انكارها بخلاف الباطنة فان عقوبتها على صاحبها خاصة . وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين فى قوتهم وضعفهم ، وقلتهم وكثرتهم . فان المقصود به زجر المهجور وتأديبه ، ورجوع العامة عن مثل حاله . فان كان المصلحة فى ذلك راجحة بحيث يفضى هجره الى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً . وان كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر ، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته = لم يشرع الهجر ، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر . والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف . ولهذا كان النبى يتألف قوماً ، ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من اكثر المؤلفة قلوبهم ؛ لما كان أولئك كانوا سادة مطاعون فى عشائرهم . فكانت المصلحة الدينية فى تأليف قلوبهم . وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير ؛ فكان فى هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم . وهذا كما أن المشروع فى العدو القتال تارة والمهادنه تارة وأخذ الجزية تارة كل ذلك بحسب الاحوال والمصالح . وجواب الائمة كأحمد وغيره فى هذا الباب مبنى على هذا الأصل . ولهذا كان يفرق بين الأماكن التى كثرت فيها البدع ؛ كما كثر القدر فى البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة ، وبين ما ليس كذلك . ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم . واذا عرف مقصود الشريعة سلك فى حصوله أوصل الطرق اليه . وإذا عرف هذا = فالهجرة الشرعية هى من الاعمال التى أمر الله بها ورسوله ؛ فالطاعة لابد أن تكون خالصه لله = أن تكون موافقة لامره . فتكون خالصة لله صوابا . فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجرا غير مأمور به كان خارجا عن هذا . وما اكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله؟!! والهجر لأجل حظ الانسان لا يجوز اكثر من ثلاث كما جاء فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلَّم انه قال : (( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام )) . فلم يرخص فى هذا الهجر اكثر من ثلاث كما لم يرخص فى احداد غير الزوجة اكثر من ثلاث . وفى الصحيحين عنه أنه قال : (( تفتح أبواب الجنة كل أثنين وخميس فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئا الا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا )) . فهذا الهجر لحق الانسان حرام وانما رخص فى بعضه كما رخص للزوج ان يهجر امرأته فى المضجع اذا نشزت . وكما رخص فى هجر الثلاث . فينبغى ان يفرق بين الهجر لحق الله وبين الهجر لحق نفسه . فالأول مأمور به والثانى منهى عنه ؛ لأن المؤمنون أخوة . وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح : (( لاتقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله أخوانا المسلم أخو المسلم )) . وقال لى الله عليه وسلَّم فى الحديث الذى فى السنن : (( ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ؛ فان فساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )) ... فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين ، فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر . وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وان ظلمك واعتدى عليك . والكافر تجب معاداته وان أعطاك وأحسن اليك ... واذا اجتمع فى الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة = استحق من الموالاة والثواب ؛ بقدر ما فيه من الخير . واستحق من المعادات والعقاب = بحسب ما فيه من الشر . فيجتمع فى الشخص الواحد موجبات الأكرام والأهانة ، فيجتمع له من هذا وهذا ؛ كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته . هذا هو الأصل الذى اتفق عليه أهل السنة والجماعة . وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ، ولا مستحقا للعقاب فقط . وقال رحمه الله : فصل : فى مسائل أسحق بن منصور وذكره الخلال فى كتاب السنة ، فى باب ( مجانبة من قال القرآن مخلوق ) : عن اسحق انه قال لأبى عبد الله : من قال القرآن مخلوق ؟ قال : ألحلق به كل بلية ، قلت : فيظهر العدواة لهم أم يداريهم ؟ قال : أهل خراسان لا يقوون بهم ) . وهذا الجواب منه مع قوله فى القدرية : لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن اكثر اهل البصرة . ومع ما كان يعاملهم به فى المحنة من الدفع بالتى هى أحسن ، ومخاطبتهم بالحجج = يفسر ما فى كلامه وأفعاله من هجرهم ، والنهى عن مجالستهم ومكالمتهم . حتى هجر فى زمن غير ما أعيان من الاكابر وامر بهجرهم ؛ لنوع ما من التجهم .... وعقوبة الظالم وتعزيره مشروط بالقدرة ؛ فلهذا اختلف حكم الشرع فى نوعى الهجرتين بين القادر والعاجز وبين قلة نوع الظالم المبتدع وكثرته ، وقوته وضعفه . كما يختلف الحكم بذلك فى سائر أنواع الظلم من الكفر والفسوق والعصيان . ... وما امر به من هجر الترك والانتهاء وهجر العقوبة والتعزير = إنما هو إذا لم يكن فيه مصلحة دينية راجحة على فعله . والا فاذا كان فى السيئة حسنة راجحة لم تكن سيئة . واذا كان فى العقوبة مفسدة راجحة على الجريمة لم تكن حسنة ؛ بل تكون سيئة . وان كانت مكافئة لم تكن حسنة ولا سيئة . فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التى هى ظلم وذنب وأثم وفساد ... فاذا لم يكن فى هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء احد ؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأمورا بها ؛ كما ذكره أحمد عن أهل خراسان ؛ إذ ذاك انهم لم يكونوا يقوون بالجهمية . فاذا عجزوا عن أظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة . وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف . ولعله ان يكون فيه تأليف الفاجر القوى . وكذلك لما كثر القدر فى أهل البصرة فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم. فاذا تعذر اقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك الا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرا من العكس . ولهذا كان الكلام فى هذه المسائل فيه تفصيل . وكثير من أجوبة الامام أحمد وغيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد علم المسئول حاله . أو خرج خطابا لمعين قد علم حاله . فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلَّم ؛ إنما يثبت حكمها فى نظيرها . فان أقواما جعلوا ذلك عاماً ؛ فاستعملوا من الهجر والأنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب ، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات ، وفعلوا به محرمات . وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهى الكاره ، أو وقعوا فيها . وقد يتركونها ترك المنتهى الكاره ولا ينهون عنها غيرهم ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها ؛ فيكونون قد ضيعوا من النهى عن المنكر ما أمروا به إيجابا أو إستحبابا . فهم بين فعل المنكر أو ترك النهى عنه وذلك فعل مانهوا عنه وترك ما أمروا به فهذا هذا . ودين الله وسط بين الغالى فيه والجافى عنه، والله سبحانه أعلم )) . @ وقال رحمه الله أيضًا كما في مجموع فتاواه (28/216) : (( وأما هجر التعزير فمثل هجر النبى وأصحابه الثلاثة الذين خلفوا وهجر عمر والمسلمين لصبيغ فهذا من نوع العقوبات . فإذا كان يحصل بهذا الهجر حصول معروف ، أو اندفاع منكر = فهى مشروعة . وان كان يحصل بها من الفساد ما يزيد على فساد الذنب = فليست مشروعة ، والله أعلم )) . @ وقال رحمه الله أيضًا كما في المجموع (24/174) : (( وصح عنه أنه قال : (( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام )) . نعم ... صح عنه أنه هجر كعب بن مالك وصاحبيه رضى الله عنهم ؛ لما تخلفوا عن غزوة تبوك وظهرت معصيتهم وخيف عليهم النفاق . فهجرهم وأمر المسلمين بهجرهم ، حتى أمرهم باعتزال أزواجهم من غير طلاق خمسين ليلة ، إلى أن نزلت توبتهم من السماء . وكذلك أمر عمر رضي الله عنه المسلمين بهجر صبيغ بن عسل التميمى لما رآه من الذين يتبعون ما تشابه من الكتاب إلى أن مضى عليه حول وتبين صدقه فى التوبة فأمر المسلمين بمراجعته . فبهذا ونحوه رأى المسلمون أن يهجروا من ظهرت عليه علامات الزيغ ، من المظهرين للبدع ، الداعين إليها والمظهرين للكبائر. فأما من كان مستترا بمعصية أو مسرا لبدعة غير مكفرة فان هذا لا يهجر . وإنما يهجر الداعى إلى البدعة . إذ الهجر نوع من العقوبة وإنما يعاقب من أظهر المعصية قولا أو عملا . وأما من أظهر لنا خيرا فإنا نقبل علانيته ونكل سريرته إلى الله تعالى ؛ فإن غايته أن يكون بمنزلة المنافقين الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله لما جاءوا إليه عام تبوك يحلفون ويعتذرون . ولهذا كان الإمام احمد وأكثر من قبله وبعده من الأئمة كمالك وغيره لا يقبلون رواية الداعى إلى بدعة ولا يجالسونه بخلاف الساكت . وقد أخرج أصحاب الصحيح عن جماعات ممن رمي ببدعة من الساكتين ولم يخرجوا عن الدعاة إلى البدع . والذى أوجب هذا الكلام أن وفدكم حدثونا بأشياء من الفرقة والاختلاف بينكم حتى ذكروا ان الأمر آل إلى قريب المقاتلة . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم . والله هو المسؤول أن يؤلف بين قلوبنا وقلوبكم ويصلح ذات بيننا ويهدينا سبل السلام )) . @ وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (3/578) في ذكر فوائد غزوة تبوك وما أعقبها من قصة الثلاثة المخلَّفين عنها رضي الله عنهم: (( وفيه دليل أيضا على هجران الإمام والعالم والمطاع لمن فعل ما يستوجب العتب . ويكون هجرانه دواء له ؛ بحيث لا يضعف عن حصول الشفاء به ولا يزيد في الكمية والكيفية عليه ؛ فيهلكه . إذ المراد تأديبه لا إتلافه )) . @ وقال ابن القيم أيضاً في الكافية الشافية : واهجر ولو كل الورى في ذاته *** لا في هواك ونخوة الشيطان واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى *** إن لم يكن بد من الهجران * وما ذهب إليه الشيخ ابن تيميَّة وابن القيِّم رحمهما الله هو ما كان يدعو إليه الشيخان ابن باز والألباني رحمهما الله برحماته الواسعة. * أما الشيخ ابن باز رحمه الله فقد سئل: ما موقف المسلم الذي على السنة المحمدية وله بهذه الطائفة رابطة نسب هل يوادهم بمعنى يكرمهم ويكرمونه ويتزوج منهم ويزوجهم مع العلم بأنهم يجاهرون بعقيدتهم ويقولون إنهم الفرقة الناجية وأنهم على الحق ونحن على الباطل . . ؟ * فأجاب رحمه الله بقوله: إذا كانت عقيدتهم هي ما تقدم في الأسئلة مع موافقة أهل السنة في توحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة لله وعدم الشرك به لا بأهل البيت ولا بغيرهم فلا مانع من تزويجهم والتزوج منهم وأكل ذبائحهم والمشاركة في ولائمهم وموادتهم على قدر ما معهم من الحق وبغضهم على قدر ما معهم من الباطل؛ لأنهم مسلمون قد اقترفوا أشياء من البدع والمعاصي لا تخرجهم من دائرة الإسلام ، وتجب نصيحتهم وتوجيههم إلى السنة والحق وتحذيرهم من البدع والمعاصي فإن استقاموا وقبلوا النصيحة فالحمد لله وهذا هو المطلوب ، أما إن أصروا على البدع المذكورة في الأسئلة فإنه يجب هجرهم وعدم المشاركة في ولائمهم حتى يتوبوا إلى الله ويتركوا البدع والمنكرات كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك الأنصاري وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر شرعي ، وإذا رأى قريبهم أو مجاورهم أن عدم الهجر أصلح وأن الاختلاط بهم ونصيحتهم أكثر فائدة في الدين وأقرب إلى قبولهم الحق فلا مانع من ترك الهجر؛ لأن المقصود من الهجر هو توجيههم إلى الخير وإشعارهم بعدم الرضا بما هم عليه من المنكر ليرجعوا عن ذلك فإذا كان الهجر يضر المصلحة الإسلامية ويزيدهم تمسكا بباطلهم ونفرة من أهل الحق كان تركه أصلح كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم هجر عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين لما كان ترك هجره أصلح للمسلمين. أما إن كانت هذه الطائفة تعبد أهل البيت كعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أو غيرهم من أهل البيت بدعائهم والاستغاثة بهم وطلبهم المدد ونحو ذلك ، أو كانت تعتقد أنهم يعلمون الغيب أو نحو ذلك مما يوجب خروجهم من الإسلام ، فإنهم والحال ما ذكر لا يجوز مناكحتهم ولا مودتهم ولا أكل ذبائحهم بل يجب بغضهم والبراءة منهم حتى يؤمنوا بالله وحده كما قال الله سبحانه : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وقال عز وجل : وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وقال عز وجل : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ وقال تعالى : قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ وقال سبحانه : وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ الآية ، وقال تعالى : قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا قول الله سبحانه : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل : أي الذنب أعظم فقال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك الحديث . وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لعن الله من ذبح لغير الله والأحاديث الدالة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وعلى تحريم الشرك به وعلى أنه سبحانه مختص بعلم الغيب كثيرة جدا . وفيما ذكرناه مقنع وكفاية لطالب الحق إن شاء الله ، والله ولي التوفيق وهو الهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل . أما قول هذه الطائفة أنهم الفرقة الناجية وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل فالجواب عنه أن يقال : ليس كل من ادعى شيئا تسلم له دعواه بل لا بد من البرهان الذي يصدق دعواه كما قال الله سبحانه : قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو يعطى الناس بدعواهم هم لادعى أناس دماء رجال وأموالهم الحديث متفق على صحته من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أنه قال : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قيل : من هي يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي فهذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث الصحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم : كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل : يا رسول الله : من يأبى . قال : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى - كلها تدل على أن الفرقة الناجية من هذه الأمة هم المتمسكون في عقيدتهم وأقوالهم وأعمالهم بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم . وقد دل كتاب الله الكريم على ما دلت عليه سنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم من أن الفرقة الناجية هم المتبعون لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسائرون على نهج أصحابه بإحسان رضي الله عنهم ، قال الله عز وجل : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وقال سبحانه : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فهاتان الآيتان الكريمتان دالتان على أن الدليل على حب الله هو اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في العقيدة والقول والعمل ، وعلى أن اتباع أصحابه من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان في العقيدة والقول والعمل هم أهل الجنة والكرامة وهم الفائزون برضى الله عنهم ورضاهم عنه ودخولهم في الجنات أبد الآباد ، وهذا بحمد الله واضح لا يخفى على من له أدنى مسكة من علم ودين ، والله المسئول أن يهدينا وسائر إخواننا المسلمين صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأن يجعلنا من اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإحسان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين . 2- وسئل رحمه الله: ما القول في معاملة أصحاب الكبائر كاللواط والزنا وغيرها من الذنوب التي جاءت النصوص بالوعيد الشديد لمن يقترفها . هل يجوز الكلام مع أصحاب هذه الجرائم . وهل يجوز إلقاء السلام عليهم . . وهل تجوز مصاحبتهم بقصد تذكيرهم بوعيد الله وأليم عقابه إذا كان فيهم بوادر التوبة . . ؟ * فأجاب: من يتهم بهذه المعاصي تجب نصيحته وتحذيره منها ومن عواقبها السيئة وأنها من أسباب مرض القلوب وقسوتها وموتها ، أما من أظهرها وجاهر بها فالواجب أن يقام عليه حدها وأن يرفع أمره إلى ولاة الأمور ، ولا تجوز صحبتهم ولا مجالستهم بل يجب هجرهم لعل الله يهديهم ويمن عليهم بالتوبة إلا أن يكون الهجر يزيدهم شرا ، فالواجب الإنكار عليهم دائما بالأسلوب الحسن والنصائح المستمرة حتى يهديهم الله . ولا يجوز اتخاذهم أصحابا ، بل يجب أن يستمر في الإنكار عليهم وتحذيرهم من أعمالهم القبيحة ، ويجب على ولاة الأمور في البلاد الإسلامية أن يأخذوا على أيديهم وأن يقيموا عليهم الحدود الشرعية ، ويجب على من يعرف أحوالهم أن يساعد الدولة في ذلك لقول الله سبحانه : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقوله عز وجل : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية . . وقوله سبحانه وتعالى : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أخرجه مسلم أيضا . والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يوفقهم للتواصي بالحق والصبر عليه ، وأن يجمع كلمتهم. * وأمَّا الشيخ الألباني رحمه الله فانظر كلامه في أشرطة (الهدى والنور) رقم (95) و (666) و(735) ، فإني لا أجد متسعًا لتفريغ كلامه ههنا. * وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبيَّنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن... منقول i[v (hglfj]u ,hguhwd) lk,'R fhglwgpm hga~Qvud~QmK gh ugn Y'ghri> | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ![]() بارك الله فيك اخي الكريم طويلب جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ![]() اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018