أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: دروس من الحرم 04 | ( الصوم حِكَم وأحكام ) لمعالي الشيخ أ.د.عبدالرحمن السند | الخميس 18-09-1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 03 | ( الصوم حِكَم وأحكام ) لمعالي الشيخ أ.د.عبدالرحمن السند | الأربعاء 17-09-1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 02 | ( الصوم حِكَم وأحكام ) لمعالي الشيخ أ.د.عبدالرحمن السند | الثلاثاء 16-09-1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 01 | ( الصوم حِكَم وأحكام ) لمعالي الشيخ أ.د.عبدالرحمن السند | الاثنين 15-09-1445 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 08 | ( خصائص البيت الحرام والأربعون المكية ) لفضلية الشيخ د.طلال أبوالنور | الثلاثاء 06-12-1443 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 07 | ( شرح الأربعون المكية ) لفضلية الشيخ د.طلال أبوالنور | الاثنين 05-12-1443 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 06 | ( شرح الأربعون المكية ) لفضلية الشيخ د.طلال أبوالنور | الأحد 04-12-1443 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 05 | ( شرح الأربعون المكية ) لفضلية الشيخ د.طلال أبوالنور | السبت 03-12-1443 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 04 | ( خصائص البيت الحرام والأربعون المكية ) لفضلية الشيخ د.طلال أبوالنور | الجمعة 02-12-1443 (آخر رد :شريف حمدان)       :: دروس من الحرم 03 | ( شرح الأربعون المكية ) لفضلية الشيخ د.طلال أبوالنور | الخميس 01-12-1443 (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع أم نيره مشاركات 5 المشاهدات 1124  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 05 / 10 / 2008, 10 : 12 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أم نيره
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أم نيره


البيانات
التسجيل: 27 / 01 / 2008
العضوية: 47
المشاركات: 5,583 [+]
بمعدل : 0.91 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 775
نقاط التقييم: 234
أم نيره has a spectacular aura aboutأم نيره has a spectacular aura aboutأم نيره has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أم نيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم أعضاء ملتقانا الغالى ملتقى أهل العلم

اتمنى من الله عز وجل أن تكونوا بكل خير

أخواتى وأخوانى


اشتاق المؤمنون إلى ربهم، وقالوا: (لبيك اللهم لبيك)، وأخذوا في الاستعداد للسير إلى الله تعالى، للسير لحجّ بيته يتوصلون إلى هذا البيت وهم مشتاقون لرؤية البيت تسليًا بهذه الرؤية عن رؤية ربِّ البيت حتى يحدث لهم ما يتمنون، فهم يتمنون رؤية ربهم، فهم ذاهبون لرؤية ربهم، ولقائه -جلَّ وعلا- وإنَّما يتسلون بالبيت لِأَنْ تتحقق لهم هذه الرؤية في ميعادها المضروب؛ لأنَّهم ليسوا أهلًا في الدنيا لِأَنْ يروا ربهم، فوضع لهم البيت لِيَدُلَّ على الاشتياق له -سبحانه وتعالى- ولِيَدُلَّ كذلك على محبتهم وانتظارهم لرؤية ربهم -سبحانه وتعالى- وصولًا إلى هذا البيت.
هؤلاء المشتاقون قالوا: (لبيك اللهم لبيك) وسنعود إليها بعد قليل؛ جهزوا أنفسهم لِأَنْ يسافروا إلى الله تعالى، وهي حالةٌ ينبغي أن يكون المؤمنون عليها في كل أحوالهم أنْ يظنوا ويعتقدوا أنهم مسافرون إلى الله في كل يوم، ولكن سفر البيت بالذات لا بُدَّ له من تجهيزات أعلى، لا بُدَّ له كذلك من ترتيبات في قلوب المؤمنين وأذهانهم؛ ليتحققوا بهذه المعاني.
المعنى الأول: وهو أنه قد تجهزوا لهذا السفر, هم في الدنيا -كما ذكرنا- «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل(1)» هذا حال المؤمن من أصله؛ أنَّه غريبٌ فيها يجهز نفسه ليعود من دار الغربة إلى أهله ووطنه، كما قال الإمام ابن القيم رحمه اله تعالى:

فحَيَّ على جنات عدن فإنها ************* منازلنا الأولى وفيها المخيمُ.

والمعنى الثاني: أنَّه يسرع في أن يقطع في كل يوم مرحلة حتى يصل إلى الله تعالى، فإذا ما قرر الرحلة ذكَّرته هذه الرحلة -يعني رحلة الحج- بالرحلة إلى الله، والسفر إليه -سبحانه وتعالى- ويود أن يسافر إلى الله على حالٍ يستقبله فيها ملائكته بهذا الاستقبال الحسن؛ تتلقاهم الملائكة كما قال الله تعالى: ﴿وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾[الأنبياء: 103].

المعنى الثالث: هذا الاستقبال الحسن يستدعي من المؤمن أن يغير نفسه،فيخرج من العلائق التي تعلق بها في الدنيا، يتوب من المظالم بينه وبين الله، ثم يخرج من العلائق التي بينه وبين الناس؛ ينظر إلى نفسه عليه مظالم لله تعالى، ومظالم للخلق، وكيف يترك ذلك كله وهو مسافر إلى الله تعالى، وأنَّ السفر إلى الله قد ذكره بالسفر إلى الآخرة، وأن السفر إلى الآخرة يود أن يكون على أحسن حال يلاقي فيها ربه –جلَّ وعلا- وتثقل فيها موازينه، ويخف مروره على الصراط لِيَنْجوا عند الله يوم يقوم الناس لربِّ العالمين.
هذه العلائق تتعلق به أين يذهب، تريد أن تقصد بيت ملك الملوك -سبحانه وتعالى- وأنت مُتَسِخٌ بهذه القاذورات من الذنوب والمعاصي، والسيئات والمظالم، كيف تتدخل عليه وأنت على هذا الحال، تُبْ منها أولًا، اخرج من هذه المظالم حتى تكون أهلًا لدخول البيت، وحتى تكون أهلًا بعد ذلك للدخول على ربِّ البيت، لا يدخل عليه إلا الطيبون كما قال سبحانه وتعالى: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾[الزمر:73].
فلا بُدَّ حينئذ أن يقطع هذه العلائق كلها، أن يقطع ما يمنعه عن الوصول إلى الله تعالى فلا يمكن أن يدخل عليه وهو مُتَلبسٌ بتلك المعاصي، مُتلبسٌ بتلك السيئات والذنوب، مُتلبسٌ بتلك المظالم للخلق.

وسفر بالآخرة -كما ذكرنا- يُذَكِّرَه بذلك يعنى: سفر الدنيا إلى الله تعالى يُذَكِّره بسفر الآخرة، فأوَّلُ ما يفعل ذلك هذا المؤمن المقبل على ربِّه -سبحانه وتعالى- هو التوبة، وكتابة وصيته، وقطع علائقه، وعدم الالتفات إلى غيره،

----- شراء ملابس الإحرام والزاد ------

فإذا ما اشترى زاده، واشترى إزاره ورداءه، يعنى: اشترى ملابس الإحرام، استشعر معنىً آخر من المعاني المهمة التي ينبغي أن يستشعرها وهي:
أنَّ ملابس الإحرام تُنَبِّئُه عن كفنه الذي يخرج به، وأنَّه إذا كان مسافرًا إلى تعالى ففي سفر الرحلة إلى الحج دليل سفر الآخرة، وسفر الآخرة يلبس أكفانها ويذهب، وسفر الحج يلبس ذلك اللباس الذي يُنَبِّئُهُ عن تلك الأكفان، والذي يعطيه إشارةً لها؛ أنَّه سيخرج متجردًا كذلك من الدنيا إلى الله تبارك وتعالى فيكون ذلك عونًا له على أن يكون خروجه خروج الأحرار، خروج المحبين، خروج المشتقين إلى الله تعالى، وأن يُنَبِّئَهُ ذلك كذلك بلباسه، وتجرده لله تبارك وتعالى، وإن اشترى زادًا يكون سببًا لسيره يعني: سببًا لمعيشته، فيعلم أن زاد التقوى الذي لا بدَّ وأن يتزوده قبل زاد الأكل، قبل زاد الطعام، قبل زاد البدن هو الباقي معه حتى يلقى الله تبارك وتعالى، فخرج حينئذ متجردًا من الدنيا، زاهدًا فيها متشبهًا بالأموات السائرين إلى تبارك وتعالى بأكفانهم تلك وقد تزود زاد التقوى التي تكون سبب سعادته عند الله تعالى كما قال تعالى في رحلة الحج: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾[البقرة:197].


----- العزم على السير إلى الحج ----

فإذا ما أحضر زاده وراحلته وتأمل في ذلك إذا به قد عزم على السير إلى الله تعالى، وقد عزم العزم الأكيد، والعزم له أمران ينبغي أن يتفكر فيهما؛ عزم على الدخول إلى الله تعالى فليستحضر أين يذهب، ولمن يتوجه، وبين يدي من يحضر، فهو من وفد الرحمن الذين شوقهم الله تعالى فاشتاقوا، واستنهضهم فنهضوا، وقطعوا العلائق، وفارقوا الخلائق وقصدوا بيت الله تعالى، في رحلة ليست تشبه رحلة الدنيا، فعزموا على أن يكون نيته وقصده لله جلَّ وعلا, فبئس شيء وأفحش الفواحش أن يقصد المرء البيت ونيته الرياء والسمعة ... نيته التباهي ...نيته أن يقال عليه كذا وكذا، ليس متجردًا لله كما في قصة إبراهيم عليه السلام بعد أن بنوا بيت الله تعالى إذا بهم يقولون: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة:128،127].
فخرج على الإخلاص وترك المباهاة، والرياء وعلم أن مقصوده ربُّ البيت -سبحانه وتعالى- فلا يجوز له أن يتوجه إليه وقلبه متعلق بغيره أو يرجوا غيره أو ينتظر مدحًا من غيره أو مباهاةً بغيره إلى آخر هذه المعاني السيئة التي نراها في تصرف الناس اليوم.
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحج على رحل رثٍّ قديمٍ بالٍ - ليس على هيئة رحل الناس اليوم - قال: «اللهم اجعلها حجةً مبرورة لا رياء فيها ولا سمعة(2)» يرجو من الله تعالى التجرد لطريق الآخرة؛ ويُعَلِّمَ الناسَ صلى الله عليه وسلم، يترك المباهاة في طعامه وشرابه ولباسه ورحله وزاده حتى يكون كل ذلك لله تعالى.

----- التلبية عند الميقات: لبيك اللهم لبيك -------
وإذا شُوِّقُوا واشتاقوا وخرجوا إذا بهم يُلَبُّون عند الميقات مرةً أخرى (لبيك اللهم لبيك) وهو أوَّلُ الأمر، أول الأمر هذه التلبية؛ أول الأمر وشدة الخطر؛ لأنها إمَّا أن يقال له (لبيك وسعديك)، وإمَّا أن يقال له (لا لبيك ولا سعديك)، لذلك قالوا: أوَّلُ الأمر وشدة الخطر هي بداية التلبية من الميقات لله تعالى (لبيك اللهم لبيك) فإمَّا أن يقبل، وإمَّا أن يعود مطرودًا محرومًا،لذلك كان السلف الصالحون إذا قال أحدهم: (لبيك اللهم لبيك) منهم من يبكي، ومنهم من يُغشَى عليه، ومنهم من يصفر ويخضر، ويسأل في ذلك فيقول: أقول: (لبيك اللهم لبيك) ولا أدري ماذا كان الرد من الله تعالى (لبيك وسعديك) أو (لا لبيك ولا سعديك) حجك غير مبرور -كما ذكرنا- في هذا المعنى.

ثم تُنَبِّئُهُ لبيك هذه التي هي بداية الخطر، بداية الأمر إمَّا أن يعود مطرودًا وإمَّا أن يسير مقبولًا، وإمَّا أن يستقبل رحلته لطلب الرحمة، وطلب المغفرة، وأن يصل إلى الله تعالى وافدًا إليه -جلَّ وعلا- يستقبله ربه استقبال المحبين، يستقبله ربه -سبحانه وتعالى- استقبال الطائعين، يستقبله -تبارك وتعالى- ويُظِّلُه برحمته، ويكتنفه بكنفه وإلا من أوَّلِهَا قد أخذ صَكَّ الحرمان، وأخذ الرد والطرد والإبعاد وصار به ليس إلى الله تعالى ، وإنَّما صار إلى نفسه وشهواته؛ إلى غير الله في غير طريق الآخرة، يرجع مأزوًا غير مبرور.

وهو يقول (لبيك اللهم لبيك) يُساعِدُه على ذلك تلبية الخلائق يوم يدعوا الربِّ -جلَّ وعلا- الناس للقيام لرب العالمين، تذكره هذه التلبية أنَّه ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء:52]، يقول: لبيك، استشعر المعنى الأول، ويستشعر المعنى الثاني أنَّه يوشك أن يدعوه ربه -سبحانه وتعالى- فيقوم له ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[المطففين:6]، كما ذكر المولى -سبحانه وتعالى-، يدعوهم فيخرجون، ويسبحون بحمد ربهم، أو يخرجون إلى الحشر على الهيئة الحسنة أو على الهيئة السيئة مردودين أو مقبولين يقفون ليُرَدِدُوا ذلك عند الله تعالى.
فعندما يعلم أنَّ تلبيته في الدنيا إنْ قُبلتْ قُبلت تلبيته في الآخرة، وإنْ قاموا في الدنيا القيام الحسن كان دليل القيام في الآخرة لربِّ العالمين على النحو الحسن أيضًا، صَلُحَ ذلك من هيئته ومن نيته، ومن قلبه وجعله أكثر تضرعًا وبكائًا وإقبالًا يرجوا الله تعالى أنْ يقبله وأن يكون في زمرة الداخلين عليه ليس المطرودين عنه -سبحانه وتعالى- أن يكون في زمرة المغفور لهم ليس في زمرة المردودين المحرومين، وهكذا كل شيء من معاني الحجّ يُنْبِئُكَ على شيء من معاني الآخرة.
وما زال المشتاقون إلى البيت يُلَبُّون له، ويؤكدون على البيعة له -سبحانه وتعالى- وعلى الاستجابة له -جلَّ وعلا- يصاحبهم الخوف أن لا يُقْبَلوا أو أن يُردوا، ويحملهم ذلك كُلُّه على تحمل كل شيء في سبيل وصولهم إلى البيت كما هو حال المشتقين المحبين، لَمَّا علموا خطر ما هم مقدمين عليه علموا أنهم ينبغي أن يبذلوا له البذل العظيم، ليس أي بذلٍ يبذلونه وإنَّما البذل الذي يوازي تلك المحبة، ويكافئ ذلك الشوق والحنين الذي أخرجهم إلى ربهم -جلَّ وعلا- وحملهم إليه، فتحملوا بذلك المشاق والمتاعب والآلام، ويرون أنَّ كل هذا يهون في سبيل وصولهم لربهم-سبحانه وتعالى- وأنَّ ذلك شيء قليل في سبيل دخولهم على الله -جلَّ وعلا- وبقائهم في كنفه -سبحانه وتعالى- أن يُظِّلَهم برعايته، وأن يُظِّلَهم برحمته، وأن تكون محبته لهم -سبحانه وتعالى- هي الدافع لهم، فتحركت هذه القلوب وتلك الأفئدة تريد هذه الرحلة العظيمة مستجيبةً فيها لله تعالى.
تُرى قد تحركت تلك القلوب أم مازالت تلك القلوب لا تَحِّنُ إلى ربها، ولا تشتاق له فلا تنبعث إلى أعمال الشوق، وإلى أعمال الحنين من الطاعة، والسير، والبذل، والتضحية لله تعالى، تُراها مازالت متحجرةً مرتبطة بالدنيا مقبلة عليها ترى نهاية كل شيء في تحقيقها، أو أنها قد تحركت قليلًا محبةً لله وشوقًا إليه، ورغبةً فيما عنده، كما كان شيء من ذلك في تلبية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (لبيك وسعديك، والخير في يديك، والرغباء إليك والعمل).

----- الوصول إلى الكعبة المشرفة ------

إذا تحركوا إلى ذلك وصلوا إلى البيت، وصلوا إلى الكعبة، دخلوا إلى الحرم الآمِنْ، وما أن وصلوا الحرم حتى هَلَّتْ على قلوبهم هذه المعاني مِنْ طلب الأماني إلى الله تعالى، يرجون إذا وصلوا إلى حرم الله الآمن أن يأمَنُوا يوم الفزع عند الربِّ -سبحانه وتعالى- وأن يغلب على قلوبهم طالما وصلوا إلى البيت، طالما وصلوا إلى حرمه أن يغلب على قلوبهم الرجاء في الله تعالى، فقد شكروا الله -جلَّ وعلا- أن أوصلهم إلى حرمه، وهي النعمةُ العظيمة التي لا يَحس بها كثير من المؤمنين، ويرجون بذلك رحمة الله تعالى، والأمْنَ يوم الفزع، يرجون بذلك أن يُحَرِّمَ أجسادهم على النار -سبحانه وتعالى- فإذا بذلك يغلب على قلوبهم، يغلب على قلوبهم هذا المعنى في الرجاء في الله تعالى، وصلوا إلى حرمه فإذا بهم يقولون: (ها قد وصلنا إلى حرم الله نرجوك يا مولانا؛ أن تُحرِّم أجسادنا على النار، أن تُأمِّنَنا يوم الفزع).
ويغلب على قلوبهم هذا الشوق وذلك الحنين إلى هذا المعنى العظيم، ولا يغلب ذلك عليهم إلا لِأَنَّ الرب كريم، وأنَّ كرمه عميم -سبحانه وتعالى- وأنَّ البيت الذي وصلوا إليه هم وفده وهم جيرته، والله تعالى يرعى جيرة الضيف الذي وصل إليه ولا يحرمه ولا يخيبه، ولا يرده مكسوفًا بل كذلك يعطيه سبحانه وتعالى.
لذلك إذا وصل المؤمنون إلى الحرم خَيَّمَ عليهم هذا الرجاء في الله تعالى، وسيطر على قلوبهم هذا الحنين إلى أن يفتح الله عليه، وأن يكرمه، وأن يرحمه، وأن يُأمِّنه من فزعه، وأن يحرم أجسادهم على النار، مُأمِّلين ذلك في أن هذا المكان العظيم هو مكان الرحمة، هو مكان الكرم، هو مكان الجود، هو بيت الله تبارك وتعالى، والربُّ كريم -سبحانه وتعالى- وهو رحيم -جلَّ وعلا- وخيره عميم، وكرمه واسع -جلَّ وعلا- فلذلك وجدتهم قد غلب عليهم الرجاء والأمل في هذه النجاة.
وهذا الرجاء وهذا الأمل ينبغي أن يكون شيئًا من أخلاق المؤمنين في تعاملهم مع الله تعالى أنهم بعد ما بذلوا ولَبُّوا، وعاهدوا الله تعالى، وتركوا أموالهم، وأوطانهم إذا بهم يغلب عليهم الرجاء في أن يغفر لهم، في أن يُحَرِّمَهُمْ على النار، في أن يعطيهم سؤلهم، في أن لا يردهم خائبين -سبحانه وتعالى- وهذا الرجاء إنَّما هو رجاء الساعين، رجاء الباذلين، رجاء المضحين ليس رجاء المتكاسلين القاعدين الذين لا شوق لهم ولا حنين لهم، ولا بذل لهم، ولا تضحية لهم، وإنَّما هم مُسَوِّفون لأعمالهم غدًا سنفعل، إنْ شاء الله بعد غدٍ سنفعل، لا.

فإذا وصل البيت، وانقطعت التلبية وقف أمام بيت ربِّه -سبحانه وتعالى- شكر له هذه النعمة -جلَّ وعلا- شكر نعمة الوصول إلى البيت، واستشعر في قلبه عَظَمَة البيت، وعظمة ربِّ البيت –سبحانه وتعالى- وامتلئ قلبه هيْبةً وإجلالًا وخوفًا ورجاءًا، دفعه ذلك إلى الانكسار وطلب الدعاء من الله تعالى واللجوء إليه -جلَّ وعلا- أن يقبله وأن يأخذ بيده، وأن يدخل به عليه -سبحانه وتعالى- وأن يتذكر بذلك مُنْصَرف الناس في الآخرة فريق في الجنة وفريق في السعير، يُذَكِّره هذا المنظر عندما دخلوا البيت إمَّا أن يُصَدُّوا وإمَّا أن يسمح لهم بدخول الباب، وإمَّا أن يغلق في وجوههم، وحينئذ تستشعر قلوبهم هذا المعنى من معاني الهيبة والإجلال والخطر فإذا بهم تُزْرَفُ دموعهم؛ وهنا تُسكب العبرات، وتُقال العثرات، وتُقبل الدعوات:

هذه دارُهم وأنت محبٌ ******* فما بقاء الدموع في الآماق



ثم يبدأ في استلام الحجر والطواف، يأخذ في معرفة بقية الشواهد التي تبين له حَجَّه وتُنِير له طريقه إلى الآخرة، وسلوك هذا الطريق، وإحيائه حتى يمتلئَ منه ويضعَ المَلَكُ يده بين منكبيه ؛ اعمل فيما يُستقبل فقد غُفر لك ما قد مضى.


(1) رواه الإمام البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (6416).

(2) أخرجه ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه (2890 ), وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2617).



hghsju]h] ggsdv ,hgstv Ygn hggi juhgn










عرض البوم صور أم نيره   رد مع اقتباس
قديم 05 / 10 / 2008, 22 : 12 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
كريم القوصي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية كريم القوصي


البيانات
التسجيل: 13 / 02 / 2008
العضوية: 186
العمر: 39
المشاركات: 13,018 [+]
بمعدل : 2.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1506
نقاط التقييم: 12
كريم القوصي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
كريم القوصي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم نيره المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بارك الله فيكي اختي الكريمة ام نيرة علي هذه المواضيع الرائعة

جزاكي الله عنا كل خير وجعله في ميزان حسناتك

اللهم يكتبها لنا ولسائر المسلمين يا رب العالمين









عرض البوم صور كريم القوصي   رد مع اقتباس
قديم 05 / 10 / 2008, 09 : 03 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,862 [+]
بمعدل : 10.64 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6801
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم نيره المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

الله يبارك فيكي اختنا الكريمه ام نيره

كتب الله لكي حج بيته وزياره قبر نبيه عليه افضل الصلاه والسلام

جزاكي الله خيرا









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 06 / 10 / 2008, 21 : 04 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
مزنه
اللقب:
مشرفة ملتقى مطبخ حواء
الرتبة


البيانات
التسجيل: 24 / 03 / 2008
العضوية: 535
المشاركات: 1,912 [+]
بمعدل : 0.31 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 396
نقاط التقييم: 32
مزنه is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مزنه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم نيره المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

ياااااااااااسلام على هذه المواضيع الجميلة ، ام نيره بصراحة احب طرحك كثير واستفيد منه دائما

لا حرمك الله الاجر اختي الغالية









عرض البوم صور مزنه   رد مع اقتباس
قديم 06 / 10 / 2008, 28 : 07 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
محمد عصام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد عصام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم نيره المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

اتاكى الله فى الدنيا والاخرة حسنة وبارك الله فيكى اختى الكريمة والفاضلة ام نيرة









عرض البوم صور محمد عصام   رد مع اقتباس
قديم 08 / 10 / 2008, 45 : 07 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
أم نيره
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أم نيره


البيانات
التسجيل: 27 / 01 / 2008
العضوية: 47
المشاركات: 5,583 [+]
بمعدل : 0.91 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 775
نقاط التقييم: 234
أم نيره has a spectacular aura aboutأم نيره has a spectacular aura aboutأم نيره has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أم نيره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم نيره المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

ربنا يبارك فيكم جميعا على تشريفكم الطيب للموضوع









عرض البوم صور أم نيره   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018