الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 426 | المشاهدات | 115731 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
03 / 01 / 2022, 12 : 01 PM | المشاركة رقم: 401 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ ، وَاعِزَازَ نَبِيِّهِ ، وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النَّفَرُ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَىٰ قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْخَزْرَجِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا . :" فَـ لَمَّا لَقِيَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ : «„ مَنْ أَنْتُمْ؟ ‟ » قَالُوا :„ نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ‟. قَالَ : « „أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ ؟ ‟ » قَالُوا :„ نَعَمْ ‟. قَالَ : « „ أَفَلَا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمُكُمْ ‟». قَالُوا : „ بَلَى‟. فَجَلَسُوا مَعَهُ فَدَعَاهُمْ إِلَىٰ اللَّهِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ . قَالَ : وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ بِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ ، وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، وَكَانُوا قَدْ عَزُّوهُمْ بِبِلَادِهِمْ ، فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ :„ إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثٌ الْآنَ قَدْ أَظَلَّ زَمَانَهُ نَتَّبِعُهُ ، نَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ‟، فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُولَئِكَ النَّفَرَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : „ يَا قَوْمِ، تَعْلَمُونَ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ ، فَلَا يَسْبِقُنَّكُمْ إِلَيْهِ ‟. فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ بِأَنْ صَدَّقُوهُ . وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَقَالُوا لَهُ : „ إِنَّا قَدْ تَرَكْنَا قَوْمَنَا وَلَا قَوْمَ ، بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ ، وَعَسَى أَنْ يَجْمَعَهُمُ اللَّهُ بِكَ ، فَسَنَقْدَمُ عَلَيْهِمْ فَنَدْعُوهُمْ إِلَى أَمْرِكَ ، وَنَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَجَبْنَاكَ إِلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ ، فَإِنْ يَجْمَعْهُمُ اللَّهُ عَلَيْكَ فَلَا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ ‟. ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِهِمْ قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا ".[(7)] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 01 / 2022, 41 : 01 PM | المشاركة رقم: 402 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه :" قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ لِي سِتَّةُ نَفَرٍ ، كُلُّهُمْ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَهُمْ : - أَبُوأُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، - قَالَ أَبُونُعَيْمٍ- وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ وَمِنَ الْأَوْسِ: أَبُوالْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ. وَ قِيلَ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ ، وَمُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.. - وَعَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَوَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهُوَ ابْنُ عَفْرَاءَ النَّجَّارِيَّانِ ، وَ - رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زُرَيْقٍ الزُّرَقِيُّ ، وَ - قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ السَّلَمِيُّ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي سَوَادٍ ، وَ - عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِي بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمٍ السَّلَمِيُّ أَيْضًا ، ثُمَّ مِنْ بَنِي حَرَامٍ ، وَ - جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ السَّلَمِيُّ أَيْضًا ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . وَ هَكَذَا رُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَالزُّهْرِيِّوَغَيْرِهِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا لَيْلَتَئِذٍ سِتَّةَ نَفَرٍ مِنَ الْخَزْرَجِ. ".[(8)] --*-*-*-*-*- :" أم أنهم ثَمَانِيَةً : « „ ٨؟‟ » . وَذَكَرَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَوَّلَ اجْتِمَاعِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهِمْ كَانُوا ثَمَانِيَةً، وَ هُمْ : -مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ ، وَ - أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَ - رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ ، وَ - ذَكْوَانُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ ، وَ - عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَ - أَبُو عَبْدِالرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ، وَ - أَبُوالْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، وَ - عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ. فَــ أَسْلَمُوا وَوَاعَدُوهُ إِلَى قَابِلٍ ، فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَرَافِعَ بْنَ مَالِكٍ أَنِ ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا . فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ ، فَنَزَلَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ.".. -**- وثبت في العديد من المصادر مسألة قُدُومِ وَفْدِ الْأَنْصَارِ عَامًا بَعْدَ عَامٍ حَتَّىٰ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةً بَعْدَ بَيْعَةٍ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ .. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ [(*)] أخرجه : أ.] البخاري في صحيحه (605) 1: 226 كتاب الأذان، باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة. عن مالك بن الحويرث. و ب.] أخرج مسلم حديث مالك في صحيحه (674) 1: 465 كتاب المساجد، باب من أحق بالإمامة. ولكن بدون ذكر هذه الجملة: « صلوا كما رأيتموني أصلي». ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ بحوث السيرة النبوية الشريفة العطرة (٩) [الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ] (١) الْبَابُ الْأَوَّلُ : وَفْدُ الْأَنْصَارِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) الإثنين، 30 جمادى الأولى، 1443هــ ~ 03 يناير، 2022م -*-* | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 01 / 2022, 59 : 02 PM | المشاركة رقم: 403 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [ ١٠٣ ] : « إِلَامَ تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟ ». « الْبَابُ الثَّانِي » من: 9 . ] 《 الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ .》 أحداث تمت قُبيل بيعة العقبة الأولىٰ.. - نحن ما زلنا نعيش أجواء العام العاشر مِن البعثة المحمدية الخاتمة “صَلَّى اللَّهُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً” ونتعايش مع أحداث بدايات الرسالة الخالدة؛ والتي كَتبَ اللهُ -عز وجل- لها البقاء إلىٰ قيام الساعة.. وإلىٰ وقت حدوث القيامة؛ ووعد -سبحانه- بحفظ الذكر الحكيم فقال -مَن عز شأنه وعلا فوق رؤوس الجميع سلطانه- :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون } [الحِجر:9]وَفِي هَذَا عَوْدٌ عَلَىٰ بَدْءٍ! .. خاصةً ونحن نقترب -رويداً.. رويداً- مِن نهايات العهد المكي؛ بما فيه وعليه وله مِن كافة الجوانب المحيطة به سواء أكانت الاجتماعية أو الاقتصادية والسياسية أو العقدية.. وما جرىٰ فيه؛ وكيف تم بكلمة التوحيد زلزلة الأرض مِن تحت أقدام صناديد عبدة الأوثان وعبّاد الأصنام؛ والإخبار بــ بشارات أهل الكتاب وبقية أتباع الأديان؛ بمجئ نبي آخر الزمان؛ وما حدث مِن رجال هذا العهد ولهم وبهم ونسائه؛ ثم النقلة النوعية المتميزة والإنسانية والحضارية لمَن أمنوا بالله رباً واحداً لا شريك له؛ ولا صاحبةَ ولا ولد له؛ ولا ند ولا مثيل ولا وزير ولا معين له ولا مشير؛ ولا شبيه له -سبحانه وجلَّ شأنه-، فإذا أمر وجبت طاعته- دون كيف ولماذا-، وإذا نهىٰ حق علينا أن لا نقترب مما نهى ٰعنه وزجر؛ وكذلكَ النقلة النوعية العلمية لمَن أمنوا بمحمدٍ بن عبدالله آخرَ الأنبياء وخاتماً للمرسلين ومتمماً للمبتعثين، ليعم السلام وتنتشر الطمأنينة ويسود الوئام بين الأنام؛ وتعلو السكينة علىٰ قلوب وعقول العالمين.. فتزدهر الأرض بعلوم نافعة؛ فيمكث في الأرض ما ينفع الناس! .. والأن نبحث الفصل الثالث بعد المائة الأولىٰ؛ وهو نموذج رائع لكيفية حمل الدعوة للمشركين وغير المسلمين: -*- [ ١٠٣ ] : ذِكْرُ عرضه نَفْسِهِ الزكية -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَىٰ الْقَبَائِلِ لِــ : - „ يُؤْمِنُوا بِهِ “، وَ لِــ: - „ يَنْصُرُوهُ “ قَبِيلَةً .. قَبِيلَةً.. فـ حديثي اليوم عن كيفية عرض نفسه الزكية البهية الآبية عَلَىٰ بَنِي : „ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ “، [ « بنو شيبان » ] ذَكَرَ الْخَطّابِيّ وَقَاسِمٌ مَا كَانَ مِنْ كَلَامِ أَبِي بَكْرٍ مَعَ دَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ الذّهْلِيّ؛ زَادَ قَاسِمٌ تَكْمِلَةَ الْحَدِيثِ[(*)] فَرَأَيْتُ أَنْ نَذْكُرَ زِيَادَةَ قَاسِمٍ، فَإِنّهَا مِمّا تَلِيقُ بِهَذَا الْكِتَابِ[(1)] الموسوعي في سيرته العطرة -عليه السلام- والحمدُ لله حمدا كثير ا طيباً مباركاً لما أنعم عليَّ من توفيق وعناية !!!. - „ أمرُ اللهِ -تعالى- لنبيه أن يعرض نفسه علىٰ قبائل العرب “: « المشهور ما رُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: „ لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- نَبِيَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَىٰ قَبَائِلِ الْعَرَبِ خَرَجَ - وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُوبَكْرٍ - إِلَىٰ مِنًى حَتَّىٰ دَفَعْنَا إِلَىٰ مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْعَرَبِ.. [ 1 . ] : « „ المجلس الأول ‟ ». - قال علي :" فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ[(2)] وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مُقَدَّمًا فِي كُلِّ حِينٍ [وفي رواية :"خَيرٍ" [(1)] وكَانَ رَجُلًا نَسَّابَةً؛ فَــ قَالَ : „ مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ ‟. قَالُوا :„ مِنْ رَبِيعَةَ ‟. قَالَ :„ وَأَيُّ رَبِيعَةَ أَنْتُمْ؟ ؛ مِنْ هَامَتِهَا أَمْ مِنْ لَهَازِمِهَا؟ ‟. قَالُوا :„ بَلْ مِنْ هَامَتِهَا الْعُظْمَىٰ ‟. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ :„ مِنْ أَيِّ هَامَتِهَا الْعُظْمَىٰ؟ ‟. قَالُوا : „ ذُهْلٌ الْأَكْبَرُ...‟.. [ 2 . ] : « „ المجلس الثاني: ‟». إلىٰ أن قَالَ :„ ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَىٰ مَجْلِسٍ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَإِذَامَشَايِخُ لَهُمْ أَقْدَارٌ وَهَيْئَاتٌ[(2)] فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ “. قَالَ عَلِيٌّ :„ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ[(1) مُقَدَّمًا فِي كُلِّ حِينٍ [ والرواية التي أثبتها:"خير“[(1)]، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ : „ مِمَّنِ الْقَوْمُ؟‟. قَالُوا: „ نَحْنُ بَنُو شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ ‟. فَالْتَفَتَ إِلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَ: „ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي..لَيْسَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ مِنْ عِزٍّ فِي قَوْمِهِمْ ... هَؤُلَاءِ غُرَرٌ فِي قَوْمِهِمْ “[(1)] . - وكان في القوم: - مَفْرُوقُ بن عمرو؛ و - هانىء بْنُ قَبِيصَةَ، وَ - مُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ، وَ - النّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ.. وكان أقرب القوم إلىٰ أبي بكر مفروق بن عمرو .. وَكَانَ مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو قَدْ غَلَبَهُمْ جَمَالًا [وفي رواية:"بيانا"] وَلِسَانًا[(2)]؛ وَكَانَتْ لَهُ غَدِيرَتَانِ تَسْقُطَانِ عَلَىٰ [صدره] تَرِيبَتَيْهِ[(2)] ، وَكَانَ أَدْنَى الْقَوْمِ مَجْلِسًا مِنْ أَبِي بكر، فــ قال له أَبُوبَكْرٍ: „كَيْفَ الْعَدَدُ فِيكُمْ؟ ‟. قَالَ لَهُ مَفْرُوقٌ: „ إنّا لَنَزِيدُ عَلَىٰ الْأَلْفِ، وَلَنْ تُغْلَبَ أَلْفٌ مِنْ قِلّة ‟. فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ له: „ كَيْفَ المنعة فِيكُمْ؟ ‟. فَقَالَ مَفْرُوقٌ: „ عَلَيْنَا الْجَهْدُ، وَلِكُلّ قَوْمٍ جد‟. فقال أبوبكر : „ كيف الحرب بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ عَدُوّكُمْ؟ ‟. فَقَالَ مَفْرُوقٌ: „ إنّا لَأَشَدّ مَا نَكُون غَضَبًا لَحِينَ نَلْقَىٰ، وَإِنّا لَأَشَدّ مَا نَكُونُ لِقَاءً حِينَ نَغْضَبُ، وَإِنّا لَنُؤْثِرُ الْجِيَادَ عَلَى الْأَوْلَادِ، وَالسّلَاحَ عَلَى اللّقَاحِ[(أي الإبل)]، وَالنّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، يُدِيلُنَا مَرّةً وَيُدِيلُ عَلَيْنَا ‟. ، قَالَ مَفْرُوقٌ : „ لعلك أخو قريش؟ ‟. قَالَ أَبُوبَكْرٍ : „ إِنْ كَانَ بَلَغَكُمْ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَهَا هُوَ ذَا ‟. فَقَالَ مَفْرُوقٌ : „ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ يَذْكُرُ ذَلِكَ ‟. -*- التساؤلات عن الدعوة الجديدة! ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَــ [ 1 . ] التساؤل الأول: قَالَ :.„ إِلَامَ تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟ “ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ ، وَقَامَ أَبُوبَكْرٍ يُظَلِّلُهُ بِثَوْبِهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أ . ] « „ [ أَدْعُو إلَىٰ[(1)]] أَدْعُوكُمْ إِلَىٰ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ‟». ب . ] « „ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ‟ ». العقيدة والإيمان أولاً.. ثم تأتي : ج . ] [وَإِلَىٰ[(1)]: « „ أَنْ تُؤُوُونِي ‟ ». د . ] : « „ وَتَمْنَعُونِي ‟ ». ،: هـ . ] : « „ وَتَنْصُرُونِي ‟ ». ثم يأتي مطلب بناء علىٰ السابق من عرض الدعوة : و . ] : « „ حَتَّىٰ أُؤَدِّيَ عَنِ اللَّهِ -تَعَالَىٰ- مَا أَمَرَنِي بِهِ ‟ ». ثم يبين هذه الجزئية بقوله عليه السلام : « „ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ تَظَاهَرَتْ عَلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ، وَكَذَّبَتْ رَسُولَهُ، وَاسْتَغْنَتْ بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِّ، وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ‟ »، [ 2 . ] التساؤل الثاني : قَالَ لَهُ : „ وَإِلَامَ تَدْعُو أَيْضًا يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟ ‟. فَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } .. ثم يكمل : { وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ، نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ، وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الْأَنْعَامَ: 151][(1)]{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون }[الأنعام:152] { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون }[الأنعام:153]. : الإعتراف الكامل : بعد سماع مفروق لحديث الرسول الأعظم قال: „ فَوَاللَّهِ مَا هَذَا مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَلَوْ كَانَ مِنْ كَلَامِهِمْ لَعَرَفْنَاهُ ‟. [ 3 . ] : التساؤل الثالث : وَقَالَ لَهُ مَفْرُوقٌ : „ وَإِلَامَ تَدْعُو أَيْضًا يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟ ‟. فَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ، وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى، وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } . [النّحْلَ: 90 ] فَقَالَ لَهُ مَفْرُوقٌ: „ دَعَوْتَ وَاللَّهِ يَا قُرَشِيُّ [يَا أخا قريش: [عند السهيلي] إِلَىٰ : أ . ] „ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ‟؛ ب . ] : „ وَمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ ‟. [: „ وَاَللهِ ‟. [عند السهيلي]وَلَقَدْ أُفِكَ قَوْمٌ كَذَّبُوكَ وَظَاهَرُوا عَلَيْكَ‟، وَكَأَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَشْرَكَهُ فِي الْكَلَّامِ هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ فَقَالَ : „ وَهَذَا هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ شَيْخُنَا وَصَاحِبُ دِينِنَا ‟، فَقَالَ لَهُ هَانِئٌ : „ قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ يَا أَخَا قُرَيْشٍ ، وَصَدَّقْتُ قَوْلَكَ ، وَإِنِّي أَرَى [أننا[(2)]] أَنَّ تَرْكَنَا دِينَنَا وَاتِّبَاعَنَا إِيَّاكَ عَلَى دِينِكَ لِمَجْلِسٍ جَلَسْتَهُ إِلَيْنَا لَيْسَ لَهُ أَوَّلٌ وَلَا آخِرٌ إِنْ لَمْ نَتَفَكَّرْ فِي أَمْرِكَ وَنَنْظُرْ فِي عَاقِبَةِ مَا تَدْعُونَا إِلَيْهِ إِنَّهُ زَلَّةٌ فِي الرَّأْيِ ، وَطَيْشَةٌ فِي الْعَقْلِ وَقِلَّةُ نَظَرٍ فِي الْعَاقِبَةِ ، وَإِنَّمَا تَكُونُ الزَّلَّةُ مَعَ الْعَجَلَةِ ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِنَا قَوْمًا نَكْرَهُ أَنْ نَعْقِدَ عَلَيْهِمْ عَقْدًا وَلَكِنْ تَرْجِعُ وَنَرْجِعُ وَتَنْظُرُ وَنَنْظُرُ ‟ ، وَكَأَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَشْرَكَهُ فِي الْكَلَامِ الْمُثَنَّىٰ بْنُ حَارِثَةَ فَقَالَ: „ وَهَذَا الْمُثَنَّىٰ [بْنُ حَارِثَةَ[(1)]شَيْخُنَا وَصَاحِبُ حَرْبِنَا ‟ ، فَقَالَ الْمُثَنَّىٰ : „ قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكَ وَاسْتَحْسَنْتُ قَوْلَكَ يَا أَخَا قُرَيْشٍ وَأَعَجْبَنِي مَا تَكَلَّمْتَ بِهِ، وَالْجَوَابُ هُوَ جَوَابُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ ‟، „ وَإِنّا إن تَرْكِنَا دِينَنَا، وَاتّبَاعِنَا إيّاكَ لِمَجْلِسِ جَلَسْته إلَيْنَا لَيْسَ لَهُ أَوّلٌ وَلَا آخِرُ، وإنا إِنَّمَا نَزَلْنَا بَيْنَ صِيرَيْنِ أَحَدُهُمَا الْيَمَامَةُ وَالْأُخْرَىٰ السَّمَاوَةُ؟ ‟ فقالله رسول الله : « „ وما هذان الصريان؟ ‟ ». - المصالح الدنيوية والمنافع الدنية والارتباطات السياسية: فقال له: „ أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب، وأما الآخر فأرض فارس وأنهار كسرىٰ‟[(2)] [وفي رواية : فَقَالَ أَنْهَارُ كِسْرَى، وَمِيَاهُ الْعَرَبِ][(1)] ، وَإِنَّمَا نَزَلْنَا عَلَىٰ عَهْدٍ أَخَذَهُ عَلَيْنَا كِسْرَىٰ أَنْ لَا نُحْدِثَ حَدَثًا وَلَا نُؤْوِيَ مُحْدِثًا ، وَلَعَلَّ هَذَا الْأَمْرَ الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ تَكْرَهُهُ الْمُلُوكُ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِمَّا يَلِي بِلَادَ الْعَرَبِ[ وَأَمّا مَا كَانَ مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ][(1)] فَذَنْبٌ صَاحِبُهُ مَغْفُورٌ ، وَعُذْرُهُ مَقْبُولٌ ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِمَّا يَلِي بِلَادَ فَارِسَ [فَأَمّا مَا كَانَ مِنْ أَنْهَارِ كِسْرَى][(1)] فَذَنْبٌ صَاحِبُهُ غَيْرُ مَغْفُورٍ وَعُذْرُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ، فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ نَنْصُرَكَ [ونمنعك[(2)]] مِمَّا يَلِي الْعَرَبَ فَعَلْنَا، [ وَإِنّي أَرَى هَذَا الْأَمْرَ الّذِي تَدْعُونَا إلَيْهِ هُوَ مِمّا تَكْرَهُهُ الْمُلُوكُ، فَإِنْ أَحْبَبْت أَنْ نُؤْوِيَك وَنَنْصُرَك مِمّا يَلِي مِيَاهَ الْعَرَبِ، فَعَلْنَا:[(1)]]. فجاءت إجابة الرسول الكريم واضحة كاشفة مبينة : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « „ مَا أَسَأْتُمُ الرَّدَّ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالصِّدْقِ إِنَّهُ لَا يَقُومُ بِدِينِ اللَّهِ [ وفي رواية:" وَإِنّ دِينَ اللهِ لَنْ يَنْصُرَهُ[(1)]] إِلَّا مَنْ حَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ ‟ »، ثم تأتي بشارة : ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « „ أَرَأَيْتُمْ إنْ لَمْ تَلْبَثُوا إلّا قَلِيلًا [يسيرا] حَتّىٰ [يمنحكم الله بلادهم] يُورِثَكُمْ اللهُ أَرْضَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَيُفْرِشَكُمْ [بناتهم] نِسَاءَهُمْ، أَتُسَبّحُونَ اللهَ وَتُقَدّسُونَهُ‟، فَقَالَ النّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ :„ اللهُمّ لَك ذَا ‟، [وفي رواية :" اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش".] فَتَلَا رسول الله-صَلَّى الله عليه وسلم : { إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً } . ثُمّ نَهَضَ النّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَــ أَخَذَ بِيَدَيّ [قَابِضًا عَلَىٰ يَدِ أَبِي بَكْرٍ]، فَقَالَ [قال علي: ثم التفتَ إلينا رسول الله]: « „ يَا أَبَا بَكْرٍ.. يَا أَبَا حُسْنٍ أَيّةُ أَخْلَاقٍ [للعرب كانت] فِي الْجَاهِلِيّةِ، مَا أَشْرَفَهَا بِهَا يَدْفَعُ اللهُ بَأْسَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَبِهَا يَتَحَاجَزُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ [في الحياة الدنيا] ‟ ». [ 3 . ] : « „المجلس الثالث: ‟». ثُمَّ دَفَعْنَا إِلَىٰ مَجْلِسِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فَمَا نَهَضْنَا حَتَّىٰ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ عَلِيٌّ : „ وَكَانُوا صُدُقًا صُبُرًا [ وَكَانُوا صُدَقَاءَ صُبَرَاءَ:السهيلي] رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ‟. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [(*)]- هذا الحديث رواه أبو نعيم في"دلائل النبوة" (214) والحاكم والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/422) - والسياق لأبي نعيم - رحهم الله من حديث : أبان بن عبدالله البجلي (1) عن أبان بن تغلب (2) عن عكرمة (3) عن ابن عباس[فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان؛ ص: (277)]، وابن عساكر في "تاريخه" (17 /293)؛ وحسنه الحافظ في "الفتح" (7 /220) وقال ابن كثير -رحمه الله- : " هذا حديث غريب جدا كتبناه لما فيه من دلائل النبوة ومحاسن الأخلاق ومكارم الشيم وفصاحة العرب، وقد ورد هذا من طريق أخرى" انتهى من "البداية والنهاية" (3 /178) . وضعفه الألباني في"الضعيفة" (6457)؛ قلتُ(الرَّمَادِيُّ): "وما بين المعكوفتين من الروض الأنف للسهيلي بتحقيق الوكيل:. (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ [(1)] السهيلي؛ الروض الأنف؛ تحقيق: الوكيل : (4 /61] [(2)] منير الغضبان؛ فقه السيرة النبوية ؛ ص: (277). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ بحوث السيرة النبوية الشريفة العطرة (٩) [ الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ ] (٢) « الْبَابُ الثَّانِي »: [ ١٠٣ ] : « إِلَامَ تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟ ». (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ْالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ الإثنين، 30 جمادى الأولى، 1443هــ ~ 03 يناير، 2022م -*-* | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 01 / 2022, 51 : 03 PM | المشاركة رقم: 404 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه واجب الشكر : أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل لإدارة موقع „ملتقى أهل العلم ‟ لتفضله عليَّ حين كُرمت بنشر سلسلة: «„ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ ‟ » -على صاحبها الصلاة والسلام- ولخالص شكري وامتناني للسادة والسيدات القراء؛ خاصةً لدخول هذه السلسلة عامها الخامس؛ إذ أن أولَ مقالٍ :" حُرِّرَ في يوم الخميس ١٩ ربيع الأول لعام ١٤٣٩ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين المباركة -على صاحبها الصلاة والسلام- الموافق ٧ ديسمبر لعام ٢٠١٧ من الميلاد العجيب للسيد الجليل عيسى ابن مريم -عليهما السلام-ــ. فــــ : «جَزَاكَمُ اللَّهُ جميعاً خَيْرًا»[.([1]).]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تذكير ( ١ ) : - {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم }[البقرة:282] - { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } [النساء:65] - {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب } [الحشر:7] - {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون } [البقرة:151] - {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين } [النحل:125] 1 . ] - فــ من قراءة هذه الآيات وإدراك فقهها .. نفهم وجوب التقييد بكتابه كــ منهاج حياة وتشريع دنيوي.. وأن الإسلام طراز خاص من العيش.. والتزام التقيد بسنة رسوله كطريقة وكيفية! 2 . ] - الْمُجَلَّدُ الثَّامِنُ مِنْ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ الشريفة العطرة -علىٰ صاحبِها أفضلُ صَلّاةِ اللّهُ تعالىٰ وَتمامُ سَلّامِه وعظيمُ إكرامه وكامل إنعامه- المتعلق بــعَهْدِ النُّبُوَّةِ؛ وفترة الدعوة في »مَكةَ المكرمة« وما زلتُ أتكلمُ عن بحوث » الْعَهْدِ الْمَكِّيِّ«؛ وبحث مسألة„» عَرْضِ الرَّسُولِ نَفْسَهُ الزَّكِيَّةُ عَلَىٰ الْعَرَبِ فِي مَوَاسِمِهِمْ«‟؛ وخاصةً مسألة „»سَعْي الرَّسُولِ يَطْلُبُ النُّصْرَةَ من أهل القوة والمنعة«‟؛ إذ كانت „»دعوة النبي للقبائل والأفراد إلىٰ الإسلام«‟ فــ كما عرض نبي الله صلّى الله عليه وسلم ورسوله الإسلامَ علىٰ القبائل، عرضه كذلك علىٰ الأفراد، فأسلم بعضهم، ومِن هؤلاء الذين أسلموا: - سويد بن الصامت و - إياس بن معاذ، وقد مات الاثنان بعد ذلك بشهور قليلة، و أسلم : - ضماد الأزدي وبايع النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أسلم : - أبوذر الغفاري و - الطفيل بن عمرو الدوسي.. وكان في إسلامهما فتحاً للإسلام والمسلمين. وقد كتب الشيخ الغزالي -رحمه الله- [محمد الغزالي السقا (المتوفى: 1416هـ) في كتابه:" فقه السيرة "] فهماً لما حدث مع حسن التبويب؛ فقال تحت باب : [عرض الإسلام علىٰ القبائل] :" مضىٰ رسول الله صلى الله عليه وسلم علىٰ نهجِه القديم، ينذرُ بالوحي كلّ من يلقىٰ، ويخوض -بدعوته- المجامع، ويغشىٰ المواسم، ويتبع الحجيج في منازلهم، ويغبّر قدميه إلىٰ أسواق «عكاظ» و «مجنة» و «ذي المجاز» داعياً الناس إلىٰ نبذ الأوثان، والاستماع إلىٰ هدي القرآن، وكان يسأل عن منازل القبائل قبيلة قبيلة، ويعرض عليهم نفسه ليؤمنوا به، ويتابعوه ويمنعوه[.([2]).]... وكان عمّه أبولهب يمشي وراءه ويقول:„ لا تطيعوه، فإنّه صابئ كذّاب! ‟. فيكون جواب القبائل: „ أسرتك وعشيرتك أعلم بك! ‟ ثم يردّونه أقبح الردّ. ومن القبائل التي أتاها الرسول عليه الصلاة والسلام ودعاها إلىٰ الله فأبت الاستجابة له: «فزارة» ، و «غسان» ، و «مرة» ، و «بنو حنيفة» [.([3]).]، و «سليم» ، و «عبس» ، و «بنو النضر» و «بنو البكاء»؛] و «كندة» [.([4]).]]، و «بنو عبدالله» مِن «كلب»[.([5]).]، و «عذرة» ، و «الحضارمة»[.([6]).] و «ربيعة» و «بنو شيبان»[.([7]).]، و «بنو عامر بن صعصعة» [.([8]).]، و «محارب بن حفصة» [.([9]).].. فــ ما وجد عند هؤلاء قلباً مفتوحاً، ولا صدراً مشروحاً، بل كان الراحلون والمقيمون يتواصون بالبعد عنه، ويشيرون إليه بالأصابع. وكان الرجل يجيء من الافاق البعيدة، فيزوده قومه بهذه الوصاة: „ احذر غلام قريش لا يفتنك!! ‟. ... مع ذلك فإنّ الرسول عليه الصلاة والسلام- في هذا الجو القابض- لم يخامر اليأس قلبه، واستمرّ مثابراً في جهاد الدعوة، حتىٰ تأذّن الحقّ - أخيراً- بالفرج. __________ ومازلتُ -بحمد الله تعالىٰ وفضله ومنِّه وتوفيقه- أبحثُ الْمُجَلَّدَ التَّاسِعَ المتعلق بــ أنصار رسول الله -عليه السلام وعليهم رضوانه- في قبول دعوته ونصرة دينه وإعلاء كلمة التوحيد وإقامة الكيان التنفيذي الأول؛ لذا فهما -الْمُجَلَّدُ الثَّامِنُ و الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ- وبحوثهما مِن أهم بحوث مفاصل السيرة النبوية؛ أي أبواب « „ عَهْدِ النُّبُوَّةِ ‟ » ومن أهم مسائل « „السنَّة المحمدية ‟ »؛ باعتبارها المصدر الثاني الذي يلي القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين... من حيث التشريع والمنهج والطريقة الإسلامية والكيفية العملية الرسولية.. إذ أن بحوثهما - الْمُجَلَّدُ الثَّامِنُ و التَّاسِعُ- هو المفصل المتين والقنطرة القوية والمعبر الشديد.. ذلك المفصل الذي يربط بين طرفي « „عَهْدِ النُّبُوَّةِ ‟ » ؛ والمتعلق بــ الدعوة في »مَكةَ المكرمة«: [بحوث »الْعَهْدِ الْمَكِّيِّ«] ؛ وبين « „الْعَهْدِ الْمَدَنِيِّ ‟ » وكافة بحوثه والذي نحن علىٰ أبوابه؛ ولم أطرق تفاصيل بحوثه بعد! وهذه البحوث أغفلتها -عن عمد لجهل؛ أو قصد لصعوبتها- غالب الحركات الإسلامية والأحزاب التي تسربلت بوشاح الإسلام السياسي؛ كما حدث في السودان؛ ومصر وسوريا والعراق وتونس وأخيرا افغانستان.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) فَــ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَرْفُوعًا :« لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ » إسْنَادٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُودَاوُد في "سننه"؛ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ شُكْرَ الْعَبْدِ عَلَى إحْسَانِهِ إلَيْهِ إذَا كَانَ الْعَبْدُ لَا يَشْكُرُ إحْسَانَ النَّاسِ وَيَكْفُرُ أَمْرَهُمْ ؛ لِاتِّصَالِ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ بِالْآخَرِ . وَ رَوَى أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مَرْفُوعًا مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ رَوَاهُ أَيْضًا بِلَفْظٍ آخَرَ.:« إنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ لِلَّهِ تَعَالَى أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ » . وَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَرْفُوعًا.:« مَنْ أَتَى إلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَلْيُكَافِئْ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ فَمَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ » رَوَاهُ أَحْمَدُ . وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ .« الْأَمْرُ بِالْمُكَافَأَةِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَدْعُ لَهُ » رَوَاهُ أَبُودَاوُد وَغَيْرُهُ؛ أَظُنُّهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ . وَعَنْ أُسَامَةَ مَرْفُوعًا:« مَنْ صُنِعَ إلَيْه ِمَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ . وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ . وَ قَالَ أَبُودَاوُد : عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ أَبْلَى بَلَاءً فَذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ » وَرَوَاهُ أَيْضًا بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَهُوَ لِلتِّرْمِذِيِّ وَقَالَ : غَرِيبٌ وَلَفْظُهُ: « مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَلْيَجْزِ بِهِ إنْ وَجَدَ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ ، وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطِ كَانَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ » أَيْ : ذِي زُورٍ وَهُوَ الَّذِي يُزَوِّرُ عَلَى النَّاسِ يَتَزَيَّا بِزِيِّ أَهْلِ الزُّهْدِ رِيَاءً . وَ عَنْ النُّعْمَانِ مَرْفُوعًا: « مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شُكْرٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ } رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بَعْدَ ذِكْرِهِ الْجَرَّاحَ بْنَ مَلِيحٍ وَالِدَ وَكِيعٍ ، وَأَكْثَرُهُم ْقَوَّاهُ فَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ . وَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري مَرْفُوعًا: « مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ » رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ "وابن حجر العسقلاني في : تخريج مشكاة المصابيح؛ والحديث : حسن . قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ فِي رَجُلٍ لَهُ عَلَى رَجُلٍ مَعْرُوفٌ وَأَيَادٍ مَا أَحْسَنَ أَنْ يُخْبِرَ بِفِعَالِهِ بِهِ لِيَشْكُرَهُ النَّاسُ وَيَدْعُونَ لَهُ .. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ لَا يَشْكُرْ النَّاسَ لَا يَشْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ » وَاَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يُشْكَرَ وَيُحْمَدَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ الشُّكْرَ . وَ لِأَحْمَدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: « مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ » و عليه فــالحديث فيه ذم لمن لم يشكر الناس على إحسانهم، و فيه أيضا الحث على شكر الناس على إحسانهم. وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم، وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم. فــ اللهم يا أرحم الراحمين أدم الأُلفة والمودة فيما بيننا، واجعلنا إخوانًا متراحمين وعلى محبتك مجتمعين ". ([2]) قلت(الرَّمَادِيُّ):"وبناءً علىٰ فعله وقوله -عليه السلام- كان الأصل في المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب أن يتقيدوا بفعله وقوله بأن يعرضوا الإسلام علىٰ غير المسلمين في التجمعات والندوات والمجامع؛ فيظهروا وجهه الحقيقي وهدايته للناس جميعاً بدلا من الصورة النمطية والتي تقرأ في الجرائد عن حوادث يقوم بها مسلم؛ وكان الأولىٰ بمَن يعتلي المنابر أن يجعل له يوماً مفتوحاً في الإسبوع للرد علىٰ استفسارات غير المسلمين واسئلتهم -وما أكثرها- وقد مضى على كثير منهم عشرات السنين في دول الغرب وهم مِن مختلف البلدان الإسلامية؛ ويغلب علىٰ الظن أن الجيل الأول لا يصلح لهذه المهمة فيبقى الخير علىٰ أيدي ابناء التجمعات الإسلامية مِن الجيل الثاني والثالث [أي الذين ولدوا في بلاد الغرب] ؛ ومِن الله تعالىٰ التوفيق والهداية! ؛ وخاصةً أنهم درسوا في مدارس ومعاهد وكليات الغرب؛ والبعض منهم يملك ناصية لغة القرآن الكريم! ". وفي خطتي -إنشاء الله تعالى-وبعد اتمام بحوث العهد المدني من السيرة النبوية الشريفة العطرة سأقوم بترجمة البحوث التي نُشرت إذ أنه قد تم توفر المادة العلمية الأصلية عن السيرة النبوية بأكملها ومن الله تعالى السداد والتوفيق!. ([3]) قلت(الرَّمَادِيُّ):" [انظر : رزق؛ مهدي:"وكان ردهم قبيحاً ( 661:"رواه ابن اسحاق. أبن هشام(2 / 75-76) ولم يسم من حدثه رزق "] " النبلاء الذهبي :" أَنَّهُ أَتَى بَنِي حَنِيفَةَ فِي مَنَازِلِهِمْ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ أَقْبَحَ رَدًّا مِنْهُمْ . ". النبلاء الذهبي.. ([4]) قلت(الرَّمَادِيُّ):" [رزق ص:"وفيهم سيدهم مليح - أو فليح(659:"رواه ابن اسحاق عن الزهري مرسلا. أبن هشام (2 / 75) السير والمغازي ص: 232.) الذهبي النبلاء:" وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى كِنْدَةَ فِي مَنَازِلِهِمْ ، وَفِيهِمْ سَيِّدٌ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ مُلَيْحٌ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ . " النبلاء الذهبي. ". ([5]) انظر :" ابن اسحاق؛ وإسناده منقطع؛ ابن هشام ( 2 / 75)؛ السير والمغازي ص (232) فهو ضعيف. وانظر النبلاء؛ فقد قال الذهبي :" أَتَى كَلْبًا فِي مَنَازِلِهِمْ ، إِلَى بَطْنٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ بَنُوعَبْدِاللَّهِ". ([6]) قلت(الرَّمَادِيُّ) :" ذكر هؤلاء؛ يعني :"محارب" ؛ "فزارة"؛ "غسان" ؛"مرة"؛ "سليم"؛ "عبس"؛ " بنو النضر"؛"بنو البكاء"؛ "عذره"؛ "الحضارمة" .. ذكرهم: ابن سعد في طبقاته (1 / 216- 217) من حديث الواقدي". وانظر : "رزق". ([7]) قلت(الرَّمَادِيُّ) :" وكان على رأسهم مفروق بن عمرو؛ ذكر القصة ابن حبان في السيرة؛ انظر :"رزق"؛ وراجع ما كتبه "الرمادي" في الباب: (103) موقع: "ملتقى أهل العلم". ([8]) قلت(الرَّمَادِيُّ) :"ذكره ابن إسحاق مرسلا- انظر : ابن هشام (2 / 76) :" عَرْضُ الرَّسُولِ نَفْسَهُ عَلَىٰ بَنِي عَامِرٍ " قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّهُ أَتَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، فَدَعَاهُمْ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ : بَيْحَرَةُ بْنُ فِرَاسٍ ، قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : فِرَاسُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ ( الْخَيْرِ ) بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ - : وَاَللَّهِ ، لَوْ أَنِّي أَخَذْتُ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ ، ثُمَّ قَالَ : أَرَأَيْتَ إنْ نَحْنُ بَايَعْنَاكَ عَلَى أَمْرِكَ ، ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ ؟ قَالَ : الْأَمْرُ إلَى اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : أَفَتُهْدَفُ نَحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَكَ ، فَإِذَا أَظْهَرَكَ اللَّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا لَاحَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِكَ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ . فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ رَجَعَتْ بَنُو عَامِرٍ إلَى شَيْخٍ لَهُمْ ، قَدْ كَانَتْ أَدْرَكَتْهُ السِّنُّ، حَتَّى لَا يَقْدِرَ أَنْ يُوَافِيَ مَعَهُمْ الْمَوَاسِمَ ، فَكَانُوا إذَا رَجَعُوا إلَيْهِ حَدَّثُوهُ بِمَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ الْمَوْسِمِ ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ الْعَامَ سَأَلَهُمْ عَمَّا كَانَ فِي مَوْسِمِهِمْ ، فَقَالُوا : جَاءَنَا فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، يَدْعُونَا إلَى أَنْ نَمْنَعَهُ وَنَقُومَ مَعَهُ ، وَنَخْرُجَ بِهِ إلَى بِلَادِنَا قَالَ : فَوَضَعَ الشَّيْخُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا بَنِي عَامِرٍ ، هَلْ لَهَا مِنْ تَلَافٍ ، هَلْ لِذُنَابَاهَا مِنْ مَطْلَبٍ وَاَلَّذِي نَفْسُ فُلَانٍ بِيَدِهِ ، مَا تَقَوَّلَهَا إسْمَاعِيلِيٌّ قَطُّ ، وَإِنَّهَا لَحَقٌّ ، فَأَيْنَ رَأْيُكُمْ كَانَ عَنْكُمْ . ". انظر:" ابن كثير؛ البداية والنهاية؛ كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الجزء : (4). وانظر :" الذهبي؛ سير أعلام النبلاء ؛الجزء: ( 26). ([9]) عند رزق:"حصفة)"؛ وفي كتاب آخر خفصة ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 01 / 2022, 04 : 05 PM | المشاركة رقم: 405 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه .. أتحدثُ عن إنتقال الرسول الكريم مِن طور دعوي إلىٰ طور في الدعوة آخر.. .. ومن الإنتقال مِن عهد إسلامي إلىٰ عهد إسلامي جديد.. .. يقول الإمام شمس الدين؛ أبو عبدالله ابن القيم الجوزية؛ في زاد المعاد « „ فَأَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إِلَىٰ اللَّهِ تَعَالَى وَيَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ أَنْ يُؤْوُوهُ حَتَّىٰ يُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَلَهُمُ الْجَنَّةُ ، فَلَمْ تَسْتَجِبْ لَهُ قَبِيلَةٌ ، وَادَّخَرَ اللَّهُ ذَلِكَ كَرَامَةً لِلْأَنْصَارِ ‟ »[.([1]).]. .. وهذا الإنتقال من عهد إسلامي إلى عهد إسلامي جديد مرتبط بوحي السماء وأمر مِن رب باسط الأرض بلا سند ورافع السموات بغير عمد .. .. لذا نسمع عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: « „ لَمَّا أَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَىٰ قَبَائِلِ الْعَرَبِ ‟ »[.([2]).] .. وهذا ما نبه إليه الأستاذ أبوزهرة حين كتب تحت عنوان عريض :" استجابة محمد -صلى الله عليه وسلم- لأمر ربه "[.([3]).]. فقلتُ(الرَّمَادِيُّ): .. فـ استجاب -عليه السلام- للأمر وقام بالفعل دون نظر إلىٰ صعوبة العرض أو تحجج بظرف غير مناسب.. ... وهذه السنة الغائبة يحتاجها المسلم في كل حين وعند كل أمر؛ مع التفريق الشديد والواضح بين الطريقة الإسلامية (وهي الكيفية النبوية الثابتة) وبين استخدام الوسائل والاساليب (وبالطبع هما -الوسيلة والاسلوب- متغيران مِن عصر إلىٰ عصر؛ بل مِن مكان إلى آخر)؛ وفارق بينهما -الطريقة (الكيفية النبوية) الإسلامية + والوسائل والأساليب المتوفرة والمستخدمة والمتاحة- فارق ما بين الثرىٰ والثريا... فالطريقة الإسلامية (الكيفية النبوية) ثابتة والحيد عنها إبتعاد عن ما قال الله تعالىٰ ومخالفة لما فعله أو قاله أو اقره رسوله عليه الصلاة والسلام ... ولعل الذي يجري من بداية هذه الألفية في تونس فــ مِصر والأن - وإثناء تسطير هذه الكلمات في أفغانستان- يثبت صحة ودقة ما اقوله بأن الطريقة الإسلامية ثابتة واستخدام الوسائل والأساليب غيرها قطعاً... وما يؤلم أنهم اصابهم الخذلان لبعدهم عن طريقته -عليه السلام- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تذكير ( ٢ ): جاء في نهاية الفصل [١٠٣؛ إصدارات ملتقى أهل العلم] » : إِلَامَ تَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟«.؛ » الْبَابُ الثَّانِي » من: ( الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ) جاء في نهايته... ثم تأتي بشارة: ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « „ أَرَأَيْتُمْ إنْ لَمْ تَلْبَثُوا إلّا قَلِيلًا [يسيرا] حَتّىٰ [يمنحكم الله بلادهم] يُورِثَكُمْ اللهُ أَرْضَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَيُفْرِشَكُمْ [بناتهم] نِسَاءَهُمْ، أَتُسَبّحُونَ اللهَ وَتُقَدّسُونَهُ ‟، وأثبتُ رواية آخرىٰ جاء فيها : فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « مَا أَسَأْتُمْ فِي الرَّدِّ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ دِينَ اللهِ لَنْ يَنْصُرَهُ إِلاَّ مَنْ أَحَاطَهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ، أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَمْ تَلْبَثُوا إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى يُورِثَكُمُ اللهُ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَيُفْرِشَكُمْ نِسَاءَهُمْ، أَتُسَبِّحُونَ اللهَ وَتُقَدِّسُونَهُ ؟‟ ».[.([4]).]. ويعلق "تومات" بالقول:" ويقصِد صلّى الله عليه وسلّم بقوله ذلك: أنّه إن أبيتُم أن تستجيبوا الآن لدعوتي، فهل ستُسلِمون إذا ظهر أمر الله تعالى على يد غيركم؟ وهذا هو عين الإخلاص في الدّعوة إلى الله عزّوجلّ، ليعْلم المدعُوُّون أنّ العبرة بإسلامهم لا بعَونِهم. فقال النّعمان بن شريك: اللّهمّ نعم. فتلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَىٰ اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً (46)} [الأحزاب]. ثم نهض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قابضا على يد أبى بكر رضي الله عنه وهو يقول: « „ يَا أَبَا بَكْرٍ !.. أَيُّ أَخْلاَقٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ ! مَا أَشْرَفَهَا ! بِهَا يَدْفَعُ اللهُ بَأْسَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ، وَبِهَا يَتَحَاجَزُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ ‟ ». وفي هذه الخيمة كان آخر حزن، إذ لم يخرج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعطاء، ولكنّه خرج ولم يَحثُ في وجهه أحدٌ التّراب، ولم يقرع آذانه شتم ولا سِباب. فدفع أبوبكر رضي الله عنه إلىٰ خيام أخرىٰ .. إنّها خيام [الأوس] والخزرج .. خيام القادمين من حرّة يثرب .. وحينها تمّ لقاء الغرباء بالغرباء .. هناك تمّ لقاء جدّد الدّنيا .. لقاء حوّل التّاريخ [.([5]).]. -*- :" يقول صاحب "زادالمعاد"؛ الإمام شمس الدين أبي عبدالله ابن القيم الجوزية:" فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَىٰ إِظْهَارَ دِينِهِ وَإِنْجَازَ وَعْدِهِ وَنَصْرَ نَبِيِّهِ وَإِعْلَاءَ كَلِمَتِهِ وَالِانْتِقَامَ مِنْ أَعْدَائِهِ ، سَاقَهُ إِلَىٰ الْأَنْصَارِ [الخزرج] [.([6]).] لِمَا أَرَادَ بِهِمْ مِنَ الْكَرَامَةِ ، فَانْتَهَىٰ إِلَىٰ نَفَرٍ مِنْهُمْ سِتَّةٍ ، وَقِيلَ : ثَمَانِيَةٍ[.([7]).] وَهُمْ يَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَ عَقَبَةِ مِنًى فِي الْمَوْسِمِ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَاسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَرَجَعُوا إِلَىٰ الْمَدِينَةِ ، فَدَعَوْا قَوْمَهُمْ إِلَىٰ الْإِسْلَامِ حَتَّىٰ فَشَا فِيهِمْ وَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا ذِكْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[.([8]).]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسألة البحث: -الأَنْصَارُ.. ثلةٌ مِن المؤمنين[.([9]).] الأوائل قدَّر الله -تعالىٰ جده وسما مجده- بمشيئته ثم بعزيمتهم وإرادتهم أن يبنىٰ علىٰ أكتافهم الكيان التنفيذي الإسلامي الأَوْل؛ وأن يسجل التاريخ البشري المحفوظ في الصدور والمذكور ثم المسطور في الكتب بالسطور أسمائهم بحروف من ذهب علىٰ صفحات مِن فضة وبمرافقة صاحب الهدىٰ المبعوث رحمة للعالمين -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- في تشييد صرح الدولة الوليدة الناشئة.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ الهجرة العامّة مقدّماتها ونتائجها (العهدالمدني) [التحول الجديد] : "حرم مشركو مكة الخير كله منذ جحدوا الرسالة، وقعدوا بكلّ صراط يوعدون، ويصدّون عن سبيل الله من آمن به، ويبغونها عوجا. ولئن نجحت دعايتهم الكاذبة في منع قبائل كثيرة من دخول الإسلام، فإنّ الحق لا بدّ أن يعلو، وأن يثوب إليه المضلّلون والمخدوعون، علىٰ شرط أن يظل أهله أوفياء له، حراصا عليه، صابرين محتسبين. وقد قيّض الله للإسلام من استنقذه من البيئة التي صادرته، فأنس بعد وحشة، واستوطن بعد غربة، وشق طريقه في الحياة، بعد أن زالت الجلامد الصلدة الملقاة في مجراه. وبدأ هذا التحول علىٰ أيدي الوفود القادمة من (يثرب) إلى مكة في موسم الحج[.([10]).] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ قال د. رزق:" لقد كان أهل المدينة أكثر الناس تجاوباً مع دعوة الرسول عندما عرض عليهم الإسلام؛ عرض على سويد بن الصامت[.([11]).] بيد أن لي هنا وقفة ونتساءل :" ما الذي مهد أفئدتهم لقبول الإسلام !؟ يأتي الرد : 1.] " اليهود كانوا معهم في بلادهم؛ ومعلوم أنهم أهل كتاب وعلم؛ فكان إذا وقع بينهم وبين اليهود نفرة أو قتال قال لهم اليهود :" إن نبيا مبعوثاً الأن قد أطل زمانه سنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم".... ثم انصرفوا ووعدوه المقابلة في الموسم المقبل. فلم تبق دور من دورهم إلا فيها ذكر من رسول الله [.([12]).] 2.] " سبب آخر أدى إلى تمهيد أفئدة أهل المدينة لقبول الإسلام وهو يوم بعاث[.([13]).]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ ( تقديم : " قال عليّ رضي الله عنه: فبينما هو عند العقبة، لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا، قال لهم: (( مَنْ أَنْتُمْ ؟)). قالوا: نفر من الخزرج. قال: (( أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ ؟ )) قالوا: نعم. قال: (( أَفَلاَ تَجْلِسُونَ أُكَلِّمْكُمْ؟)). ". نحن الأن في السنة الحادية عشرة من البعثة ..حين عرض نفسه الزكية على نفر عند ابن إسحاق عددهم ستة. وقال ابن كثير في البداية(3 /164) :" وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَوَّلَ اجْتِمَاعِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهِمْ كَانُوا ثَمَانِيَةً ، وَهُمْ : مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ ، وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ ، وَذَكْوَانُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَأَبُوعَبْدِالرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ، وَأَبُوالْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ . فَأَسْلَمُوا وَوَاعَدُوهُ إِلَى قَابِلٍ ، فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَرَافِعَ بْنَ مَالِكٍ أَنِ ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا . فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ... ؛ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ واسعىٰ مرة آخرىٰ للتفصيل لأهمية هذه المفصل الحيوي حيث الإنتقال من طور إلىٰ آخر ومن مرحلة إلىٰ آخرىٰ ومن عهد إلىٰ عهد آخر جديد تماما عن سابقه ولمزيد تفصيل: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* الإثنين، 30 جمادى الأولى، 1443هــ ~ 03 يناير، 2022 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) انظر :" السيرة النبوية؛ زاد المعاد؛ الإمام شمس الدين أبي عبدالله ابن القيم الجوزية". ([2]) انظر :" البداية لـ ابن كثير فقد ذكر :" مَا رَوَاهُ أَبُونُعَيْمٍ، وَالْحَاكِمُ، وَالْبَيْهَقِيُّ - وَالسِّيَاقُ لِأَبِي نُعَيْمٍ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ مِنْ حَدِيثِ أَبَانِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ : لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْ يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، خَرَجَ وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُوبَكْرٍ إِلَى مِنًى، حَتَّى دَفَعْنَا إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْعَرَبِ ". ([3]) انظر :" محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بــــ "أبي زهرة" (المتوفى: 1394هـ)؛ خاتم النبيين -صلى الله عليه وآله وسلم- ؛ دار الفكر العربي -القاهرة؛ عام النشر: 1425 هـ". ([4]) انظر :" تومات؛ عبدالحليم؛ السّيرة النّبويّة (ج: 43) بيعة العقبة الأولىٰ؛ الأربعاء 08 جمادىٰ الثانية 1432 هـ الموافق لـ: 11 ماي2011. سبتمبر 27". ([5]) انظر :" المصدر السابق". ([6]) انظر :" مصدر سبق ذكره؛ وانظر د. مهدي رزق ". ([7]) راجع الإضافة من عند د. مهدي رزق؛ فقد ذكر ابن سعد القولين؛ وعندما ذكر الرواية التي تقول بأنهم ستة؛ -وهي رواية ابن إسحاق؛ قال :"وقال محمد بن عمر -الواقدي- هذا عندنا اثبت ما سمعناه فيهم؛ وهو المجمع عليه". وانظر الطبقات ( 1 / 219). ([8]) انظر :" السيرة النبوية؛ زاد المعاد؛ الإمام شمس الدين أبي عبدالله ابن القيم الجوزية؛ مؤسسة الرسالة ؛ 1418هـ / 1998 ". ([9]) يصح لي التفريق بين المؤمن والمسلم؛ بدليل قوله تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ...} فهنا فرَّق -سبحانه وتعالى- بينهما وزاد البيان بقوله { الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ } بدءً بهم ثم عقب بالقول {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ...} والنص القرآني كلام الله -تعالى- لا يكرر إلا لوجود معنى جديد؛ وتمام الآية : {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب:35] ". ([10]) انظر :" محمد الغزالي السقا (المتوفى: 1416هـ)؛ فقه السيرة؛ دار القلم - دمشق؛ تخريج الأحاديث: محمد ناصرالدين الألباني؛ (ج: 1؛ ص: 149) الطبعة: الأولى، 1427 هـ". ([11] ) " روى قصته كاملة ابن إسحاق بإسناد منقطع؛ لجهالة الأشياخ المذكورين في الإسناد - انظر: ابن هشام (2 / 77 -79) وراجع د. مهدي؛ حاشية رقم (666)". ([12]) رواه ابن اسحاق من حديث عاصم بن عمر عن أشياخ من قومه وقد صرح بالتحديث [ابن هشام ( 2 / 81-83) وقد ضعف محققا السيرة هذا الاسناد لجهالة هؤلاء الأشياخ ولكن د. العودة حسن إسناده لترجيحه أن هؤلاء الأشياخ من الصحابة الذين يروي عنهم عاصم أمثال : جابر ومحمود بن لبيد وجدته رميثة (العودة: السيرة النبوية ص : 331) ود. رزق يوافق على ذلك. ورواه ابن سعد ( 1 / 217- 219) من طريق الواقدي وفيها زيادات مثل طلب الرسول منهم أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه؛ فاعتذروا حتى يصلحوا ذات بينهم أولا في المدينة. وعند عرجون أن هذه هي بيعة العقبة الأولى والتي بعدها (12) هي الثانية والتي بعدها ( 73 رجلا) وامرأتان هي الكبرى -محمد رسول الله ومسلم ( 2 / 379) وما بعدها. ([13]) قال ابن حجر في شرح حديث عائشة في الفتح ( 14 /1262 ؛ ح:" 3777" : "وهو مكان ويقال حصن وقيل مزرعة عند بني قريظة على ميلين .. قبل الهجرة بخمس سنين ". فقد روى البخاري (671 :" الفتح ( 14 / 262 / ح 3777) عن عائشة :".. افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وجرحوا ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 01 / 2022, 26 : 07 PM | المشاركة رقم: 406 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 01 / 2022, 09 : 11 PM | المشاركة رقم: 407 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 01 / 2022, 31 : 09 PM | المشاركة رقم: 408 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه شكراً أستاذي الكريم لمروركم العطر! التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد فخر الدين الرمادي ; 05 / 01 / 2022 الساعة 33 : 09 PM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 01 / 2022, 43 : 09 PM | المشاركة رقم: 409 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه (١٠٥) (تمهيد لقاء وفد الأنصار) يجب عليَّ أن أثبتُ مقدمات تمهيدية لمسألة لقاء النبيِّ المصطفىٰ -عليه الصلاة والسلام- ومقابلته لــ وفدَ الخزرج؛ حجّاج يثرب لمكةَ وزوار الكعبة.. وعرض الإسلام عليهم.. ثم بيعة العقبة الأولىٰ -بيعةالنساء- و البيعة الثانية.. -بيعة الحرب- و مِن ثم مسألة الهجرة الشريفة مِن مكةَ المكرمة -مسقط رأسه الشريف؛ ومكان انطلاق بدء الدعوة الإسلامية: الرسالة السماوية الخاتمة - هجرته إلىٰ يثرب - مدينته المنورة؛ والتي طيّب الله -تعالىٰ- ثراها بقدومه إليها؛ وسيره بأقدامه الطاهرة العطرة علىٰ ترابها(*).. ثم بعد حين طاب هواؤها بمرقده وبجواره صاحبيه؛ و وزيريه وخليفتيه: صديق هذه الأمة وفاروقها -رضي الله تعالىٰ عنهما وعن بقية الأصحاب الأشراف- و توجد مقدمات ليصح فهم هذا الإنتقال مِن مرحلة عرض النظرية وتقديمها مع بلورتها دون القدرة الفعلية علىٰ تمام التطبيق وإكمال التنفيذ؛ ثم - مِن بعد: العهد المدني- مرافقة النظرية للتطبيق و ملاصقة أفكار المبدأ بالتنفيذ لحظة نزول الوحي بالأحكام الشرعية العملية؛ إذ أن الفكرة مهما كانت جيدة تحتاج لتطبيق عملي وإخراج تنفيذي لواقع الإنسان المعاش؛ مع ملاحظة أن الوحدانيّة والآلوهيّة والعبوديّة مِن خلال إفراد العبادة له -سبحانه- وحده بدأت -الوضوء والصلاة- منذ اللحظات الأولىٰ في التبليغ وعمر الرسالة؛ فعلَّم السيدة الأولىٰ أحكام الطهارة والوضوء ثم علمها أحكام الصلاة وجاورهما الصبي : تربية الأنبياء؛ علي بن أبي طالب-كرم الله تعالى وجه ورضي عنه وارضاه-.. * . ] أُوشكُ أو أكاد أن أنتهي مِن بحوث المفصل -معَ أهميتِهِ القصوىٰ وصعوبةِ تطبيقه مِن قِبل جماعات الإسلام السياسي اليوم- المفصل الذي يربط ما بين العهد المكي -مكان بدء الدعوة؛ وموضع إعلانها والاحتكاك بمن يعارضها ثم التصادم مع مَن يرفضها وبداية نزول الرسالة المتممة- يربط هذا المفصل ما بين العهد المكي وبين العهد المدني -مكان إقامة الكيان التنفيذي الأول لمجموع أفكار مبدأ الإسلام؛ والتي أوحىٰ الله -تعالىٰ- بواسطة أمين السماء جبريل؛ وأنزلها علىٰ قلب آخر رسل الله للعالمين؛ ومِن خلال التطبيق العملي ستتحول -أفكار مبدأ الإسلام- إلىٰ كتلة مِن المفاهيم السلوكية؛ والمقاييس الحياتية؛ وحزمة مِن القيم الإنسانية والقناعات .. تلك والتي تتفق مع العقل فتطمئن إليه النفس فتهدأ الروح فيمتلئ القلب بالإيمان والفؤاد بالعقيدة إذ أنها جميعاً (الأفكار الإسلامية والمفاهيم السلوكية والمقاييس العملية والقيم الحياتية والقناعات الإسلامية من حيث الحلال والحرام والمباح والمكروه) تتفق مع الفطرة البشرية-؛ إذ أن العهد المكي استغرق مِن عُمر النبوة الخاتمة؛ ومِن زمن الرسالة الخالدة ما يقرب مِن ثلاثة عشر عاماً؛ تلك الفترة الزمنية -13 سنة- لتثبيت دعائم الإيمان في قلوب المسلمين؛ وتقوية أواصر العقيدة في عقول المؤمنين كي يبنىٰ عليهما (الإيمان الصحيح والعقيدة القوية) .. يبنى عليهما بقية أحكام الإسلام العملية الشرعية المتعلقة بالحياة الدنيا والمستنبطة مِن الكتاب الكريم والمأخوذة مِن السنة المحمدية العطرة كي نعبر بسلام إلىٰ جنّة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقيدين بأوامره -سبحانه- والمبتعدين عن نواهيه -جلَّ شأنه- والملتزمين بسنته -عليه السلام- وللمتقين.. إذ أن افسلام طراز خاص من العيش وكيفية معينة في الحياة .. لأن الفوضىٰ الفكرية -الحالية- والجهل مع التخبط في الأحكام الشرعية والتي تعيشها عدة جماعات ترتدي الوشاح الإسلامي في العديد مِن مناطق العالم سواء في المنطقة العربية أو في بلاد الأعاجم أو القارة الأوربية؛ وأخيراً وليس آخرا.. إلىٰ أن يتم التقييد الكامل بكيفيته -عليه السلام- وطريقته.. .. أخيراً ما حدث في مطار "كابُل" بتفجير إنسان نفسه؛ فقتل ما يربو علىٰ المائة مِن البشر لا ذنب لهم سوىٰ أن البعض منهم كان قدراً في مكان الإنفجار.. و 13 من قوات أمريكية أعلنت إنسحابها -سلفا- كي تتمكن "طالبان" مِن السيطرة علىٰ غالب أرض الأفغان.. .. اقول(الرَّمَادِيُّ) هذا الإنفجار لدليل واضح علىٰ التخبط والجهل بسنته –عليه الصلاة والسلام- فإثناء فترة تواجده -عليه الصلاة والسلام- في مكةَ المكرمة لم يرفع اصبعاً لتحطيم وثن؛ أو تكسير صنم أو عملية إنتحارية(**).. فأين الدليل الشرعي لهذه الأفعال الإرتجالية.!!؟ [ 1.] الْمُقَدِّمَة : مِن تتبع مجريات الأحداث في زمن النبوة؛ وتسلسلها في ثلاثةٍ وعشرين عاماً؛ مع مراجعة الأفعال والمواقف والأقوال والتصرفات لكافة السادة الصحابة.. والسيدات الصحابيات؛ والأخذ بعين الأعتبار ردود أفعال غير المسلمين مِن المشركين وتصرفات عُبَّاد أوثان؛ وتتوازي قبيل البعثة وإثناءها ما كان يقول به أهل الكتاب بـ: » „ مجئ نبي آخر الزمان‟ « بصفته ونعته المذكور في كتبهم(***)..ثم تصرفهم المغاير وأقوالهم المخالفة حين بعث بالفعل وثبتت نبوته.. أقول(الرَّمَادِيُّ) التعمق في بحث ودراسة تلك الأحداث والأفعال والمواقف والتصرفات خاصةً والتي حدثت في زمن الرسالة السماوية الخاتمة؛ ووقت التكليف الآلهي بالوحي؛ وإنزال الأحكام الشرعية وإثناء إتمام التشريع وإكمال المنهاج ورسوخ الدين بإنتهاء الوحي.. أقصد أحداث زمن النبوة في عهديه: المكي والمدني.. إذ أنني قد بحثت السيرة النبوية المحمدية منذ عهد أبي البشر آدم مرورا بالأنبياء -جميعاً- إلى وقت مولده وتنشأته فبعثته.. هذا التتبع وتلك المراجعة تظهر لنا بوضوح دور رجال ونساء وأدوار شخصيات لعبت أدواراً وقدمت تضحيات.. وأعني رجال ونساء العهد المكي.. ثم رجال ونساء المفصل الحيوي الرابط بين هذا العهد والذي يليه ويتمثل في بيعتي العقبة(الأولى.. والثانية).. ثم رجال ونساء العهد المدني.. ففي حقيقة الأمر توجد محطات ورجالات يجب الوقوف عندها ومراجعتها.. والتوقف عند أدوراهم وتصرفاتهم! فالحديث هنا عن رجال ونساء اصطلح الذكر الحكيم تسميتهم بــ : » „ المهاجرين‟ « ؛ و نساء ورجال سماهم القرآن الكريم بــ : » „ الأنصار ‟ «.. وهذا يتطلب مني ويستلزم تخصيص ملف كامل متعلق بشخصيات محورية رئيسة لعبت دوراً جوهرياً زمن الرسالة.. حتىٰ وإن لم يكونوا مِن المسلمين؛ ومِن ثم ليسوا مِن المؤمنين.. كدور الجد عبدالمطلب في رعاية وتربية حفيده؛ وهو الذي سماه بـــ : » „ مُحَمَّد ‟ «؛ وإن مات قبل البعثة الإسلامية المحمدية المصطفوية بما يقترب من ثلاثين عاما.. وهنا تأتي مسألة : » „ أهل الفترة ‟ « ؛ و تفصيل وتوضيح هذه المسألة؛ وأيضاً دور العم الرائع الفذ؛ وهو الأخ الشقيق -لوالد النبي الرسول- لعبدالله بن عبدالمطلب؛ أبي طالب في حماية ابن أخيه.. وأمثالهم.. لذا -كما أرىٰ- هناك شخصيات محورية رئيسة لعبت دوراً جوهرياً في حياة نبي هذه الأمة وقامت بدور مشهود إثناء الرسالة الخالدة.. يصح لنا معرفتها؛ ومن ثم دراستها واستخلاص الدروس والعبر.. وأسعىٰ -بحسن توفيق مِن الله -تعالى- وتمام هداية وكمال فهم في تقديم السيرة النبوية المحمدية المصطفوية مِن كافة جوانبها تصلح للفهم في هذا القرن وإن كنتُ خاوي الوفاض ونصيبي مِن العلم قليل كمَن يملك بضاعة مُّزجاة؛ {مُّزْجَاةٍ }[يوسف:88].. بيد أنني أسعىٰ لتحصيله وأرغبُ في الاستحواذ عليه مِن أطرافه.. ولعله-سبحانه وتعالىٰ- يستجيب لدعائي حين كنتُ أزور البيت الحرام وأشرب مِن: » „ بئر ماء زمزم ‟ «؛ راجياً أن يصيبني دعاء النبي كما دعا لعبدالله بن العباس-رضي الله عنهما-؛ فقد :" دعا له رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال:"اللهم علمهُ التأويل، وفقَههُ في الدَين".. وأن يضعني تحت رحمته -فلا أخطئ- وأنال رضاه -فلا أنحرف- ويكون لي نصيب وافر في قوله -تعالى- :"وكان سعيكم مشكوراً" استبشاراً بقوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا }[الإسراء:19]؛ وامتثالاً لقوله-عز وجل-: { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا }[الإنسان:22] [٢ . ] الْمُقَدِّمَة : اثبتُ أن النّبيّ- صلى الله عليه وآله وسلم- كان يعرض الإسلام علىٰ القبائل منذ السّنة الرّابعة لبعثته.[(1)] .. وهذا يبين لنا بوضوح مسألة التقييد الكامل عند النبي بما يوحى إليه؛ وعدم التمايل مع هبوب ريح التغيرات السياسية، إذ يقول البعض منهم بأخذ ما يوجد عن الآخرين من افكار ومبادئ؛ أو البعض الآخر يقول بأخذ أنظمة بعيدة عن الإسلام وأحكامه.. لذا تجده -عليه الصلاة والسلام- يلتزم بأمر الله -تعالى-. وأذكر ما جرىٰ مع : » „ ميسرة بن مسروق العبسي ‟ «؛ فعند المقدسي في البدء والتاريخ وعند الواقدي وتاريخ دمشق لابن عساكر.. نقرأ: [٣ . ] الْمُقَدِّمَة : » „ ميسرة بن مسروق العبسي ‟ «؛ عن :" جعفر بن عبدالله بن أسلم؛ عن أسلم مولىٰ عمر؛ حدثني ميسرة بن مسروق العبسي قال قدمت بصدقة قومي طائعين ونحن على الأسلام لم نبال وما بعث علينا أحد حتى أدخلتها على أبي بكر الصديق فجزاني وجزى قومي خيرا وعقد لنا لواء فقال سيروا مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة وأوصىبنا خالدا وكنا إذا زحفت الزحوف نأخذ اللواء فنقاتل به بأبانين واليمامة ومع خالد بالشام لقد نظر إلي خالد بن الوليد يوم اليرموك فصاح بأبي عبيدة بن الجراح ادفع رايتك إلى ميسرة بن مسروق ففعل ففتح الله علي ". ودقة الرواية نقرأها عند ابن كثير في السيرة النبوية: أخبرنا عبدالله بن وابصة العبسى، عن أبيه، عن جده قال : جاءنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم في منازلنا بمنى، ونحن نازلون بإزاء الجمرة الاولىٰ التى تلي مسجد الخيف وهو علىٰ راحلته مردفاً خلفه زيد بن حارثة، فدعانا.. " فو الله ما استجبنا له ولا خير لنا ". قال : وقد كنا سمعنا به وبدعائه في المواسم، فوقف علينا يدعونا فلم نستجب له وكان معنا ميسرة بن مسروق العبسي .. فقال لنا (ميسرة بن مسروق العبسي): " أحلف بالله لو قد صدقنا هذا الرجل وحملناه حتىٰ نحل به وسط بلادنا لكان الرأي، فأحلف بالله ليظهرن أمره حتىٰ يبلغ كل مبلغ ". فقال القوم : " دعنا منك لا تعرضنا لما لا قبل لنا به ". وطمع رسول اللهصلى الله عليه وسلم في ميسرة ، فكلمه .. فقال ميسرة : " ما أحسن كلامك وأنوره، ولكن قومي يخالفوني، وإنما الرجل بقومه، فاذا لم يعضدوه فالعدى أبعد" . فانصرف رسول اللهصلى الله عليه وسلم وخرج القوم صادرين إلىٰ أهليهم . فقال لهم ميسرة : " ميلوا نأتي فدك فإن بها يهودا نُسَائلهم عن هذا الرجل ". » „ علم أهل الكتاب وفقاً لرواية ميسرة العبسي ‟ « فــ مالوا إلىٰ يهود فأخرجوا سفرا لهم فوضعوه.. ثم درسوا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم - النبي الامي العربي - يركب الحمار و - يجترئ بالكسرة ، - ليس بالطويل ولا بالقصير و - لا بالجعد ولا بالسبط ، - في عينيه حمرة ، - مشرق اللون ... فــ إن كان هو الذى دعاكم فأجيبوه وادخلوا في دينه، فإنا نحسده ولا نتبعه، وإنا ـ منه ـ في مواطن بلاء عظيم ولا يبقىٰ أحد مِن العرب إلا اتبعه وإلا قاتله فكونوا ممن يتبعه . فقال ميسرة : " يا قوم ألا ـ إن ـ هذا الامر بين ". فقال القوم : " نرجع إلىٰ الموسم ونلقاه".. فرجعوا إلىٰ بلادهم وأبىٰ ذلك عليهم رجالهم ، فقال القوم : نرجع إلى الموسم ونلقاه فرجعوا إلى بلادهم وأبى ذلك عليهم رجالهم ، فلم يتبعه أحد منهم .[(2)] [(3)] » „ تأكيد ما سبق من بيانه ‟ « : ..وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافي كل موسم سوق عكاظ وسوق ذي المجاز وسوق المجنة يتبع القبائل في رحالها ويغشاها في أنديتها يدعوهم إلىٰ أن يمنعوه ليبلغ رسالة ربه فلا يجد أحدا ينصره حتىٰ كانت سنة إحدىٰ عشرة مِن النبوة لقي ستة نفر من الأوس عند العقبة فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىٰ الإسلام وعرض عليهم أن يمنعوه فعرفوه . و قالوا هذا النبي الذي يوعدنا يهودنا به وهموا يقتلوننا قتل عاد وإرم فأمنوا به وصدقوه.[(3)] :ابن كثير ؛ السيرة : [* ] فصل ـ في ـ قدوم وفد الانصار عاما بعد عام حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة بعد بيعة ، ثم بعد ذلك تحول إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فنزل بين أظهرهم كما سيأتى بيانه وتفصيله إن شاءالله وبه الثقة .[(4)] وقال الامام أحمد : حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا إسرائيل ، عن عثمان ، يعني ابن المغيرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبدالله قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه علىٰ الناس بالموقف (أى موقف الناس بعرفة)، فيقول : " هل مِن رجلٍ يحملني إلىٰ قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عزوجل ؟ " . فأتاه رجل مِن همدان فقال : ممن أنت ؟ قال الرجل : من همدان . قال : فهل عند قومك من منعة ؟ قال : نعم ! ثم إن الرجل خشى أن يخفره قومه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل . قال نعم . وفد الأنصار : فانطلق ، وجاء وفد الانصار في رجب . وقد رواه أهل السنن الاربعة من طرق، عن إسرائيل به، وقال الترمذى : حسن صحيح .[(5)] ثم كان : » „ المجلس الثالث ‟ : « ثُمَّ دَفَعْنَا إِلَىٰ مَجْلِسِ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فَمَا نَهَضْنَا حَتَّىٰ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، قَالَ عَلِيٌّ: „ وَكَانُوا صُدُقًا صُبُرًا [وَكَانُواصُدَقَاءَ صُبَرَاءَ: السهيلي] -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ-‟. ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ (*) كان يستحي الإمام مالك بن أنس أن يمتطي دابةً يركبها فوق تراب مدينة رسول الله -عليه السلام-: (**) وقد قال -عليه السلام-: » „ إننا لم نؤمر بقتال‟ « ؛ قال هذا صلى الله عليه وسلم لأصحاب بيعة العقبة الثانية لمَّا استأذنوه بقتال أهل مكة.ودرجة الحديث: „حسن‟ . ولفظه:» „ لم نؤمر بذلك (يعني: القتال)، ولكن ارجعوا إلى رحالكم‟«[رواه ابن إسحاق بسند صحيح؛ حيث قال: حدثني معبد بن كعب عن أخيه عبدالله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك به. ومن طريقه رواه: ابن جرير في (التاريخ)، والبيهقي في (الدلائل). انظر: (السيرة النبوية؛ ج:1؛ ص: 102)، (تاريخ الطبري؛ ج:2 ؛ ص:364)، (دلائل النبوة: ج:2؛ ص:/449)، (فقه السيرة؛ للغزالي؛ ص162). (***). انتشار أمره -عليه السلام- وعلم أهل الكتاب-اليهود- بخبره. الرجاء -بعد التفضل والشكر-إعادة مراجعة المجلد الثاني والثالث مِن إصدار موقع ملتقى أهل العلم والمتعلق بــ * 56 المجلد الثانى * 57 ميثاق النبيين * 58 بشارة الكتب السابقة * 59 بِشَارَاتُ وعَلَامَاتُ النُّبُوَّةِ * 60 ﴿ ٤ ﴾ الْبَابُ الرَّابِع : إِرَهَاصَاتُ وَبِشَارَاتُ وعَلَامَاتُ النُّبُوَّةِ * 61 ﴿ ٤ . ٣. ﴾ الفصل الثالث مكان بعثته: صلى الله عليه وسلم * 62 ﴿ ٤ . ٤. ﴾ الفصل الرابع البشارة بصفاته صلى الله عليه وسلم * 63 مقدمة المجلد الثالث * 64 وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأشْيَاءُ * 65 العالم قبل البعثة الرسولية المحمدية *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ بحوث السيرة النبوية الشريفة العطرة (٩) [ الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ ] [ ١٠٥ ] :« تمهيد لقاء وفد الأنصار ». الأربعاء، 09 جمادىٰ الثانية، 1443هــ ~ 12 يناير، 2022 م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 01 / 2022, 02 : 12 AM | المشاركة رقم: 410 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه البيعة (١٠٦) مسألة : „ بيعة الأنصار ‟ تحدثتُ عدة مرات عن ما سميته بــ : « „ شخصيات محورية ‟ » رئيسة لعبت دورا مهماً أو أكملت أمراً أو قامت بفعل خدم دعوة الرسالة الإسلامية في مهدها؛ أو صاحبها.. أو أحد من أصحابه إثناء السير في خطوات : „ العهد المكي ‟ أو إثناء الإنتقال إلىٰ : „ العهد المدني ‟ وبناء الكيان التنفيذي الأول.. ... ذلك السير المرتبط بــ السيرة النبوية؛ والتي استغرقت ما يقرب مِن ثلاثة وعشرين عاماً.. وقررتُ -إن شاء الله تعالىٰ وبكرم عونه وحسن توفيقه وتمام رعايته- وعزمتُ علىٰ تخصيص ملف كامل عن تلك الشخصيات المحورية كــ : „ ملحق ‟ في نهاية البحوث؛ بيد أني قد غَفلتُ - وليس عمداً؛ وهذا في أصل تكوين الإنسان؛ وصدق مَن قال :"وما سميت إنسانا إلا لنسياني"- أن اذكر انه يوجد أماكن ومناطق وآثار -بجوار الشخصيات- تحتاج لإلقاء الضوء عليها..حين نتحدث عن السيرة النبوية العطرة.. علىٰ سبيل المثال وليس الحصر: موضع : „ مسقط رأسه ‟ الشريف وبيت أبي طالب؛ الذي تربىٰ فيه؛ وبيت الزوجية : „ بيت خديجة ‟-رضي الله تعالى عنها- ومكان : „ بئر زمزم ‟.. كرمنا الله تعالىٰ -مرات عديدة- مِن شرب مائه؛ بعد أن طمست معالمه الظاهرة؛ أو مكان أخذ البيعة عند : „ العقبة ‟ و : „ مسجد العقبة ‟؛ أو تحديد طريق خروجه إلىٰ : „ الطائف ‟ في رحلته الأولىٰ خارج مكةَ؛ والبستان الذي تكلم فيه مع : „ عداس ‟ الغلام النصراني الذي قَبَّلَ قدمه ويده الشريفتين؛ وإن كان مِن أتباع النبي يونس بن متى -عليه السلام- وإمثال تلك البقاع والأماكن في مكة المكرمة أو ما حولها؛ وخط السير في هجرته الشريفة مع صديق هذه الأمة؛ وموضع خيمة أم معبد.. ومن قبل هذا خط سير الهجرة الأولىٰ والثانية للحبشة؛ وبها ملك لا يظلم عنده أحد؛ ومكان : „ أول نزوله في يثرب ‟ -المدينة المنورة- .. ثم أماكن غزواته؛ وهي ما تسمىٰ بخرائط توضيحية؛ وقد رُفع إلىٰ نظري حديث يُفهم منه الحِفَاظ علىٰ الاثار؛ ومعالمها؛ إذ يقول فيه -عليه السلام- علىٰ ما رواه الطحاوي، عن علي بن عبدالرحمن، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا وهب بن جرير عن العمري عن نافع عن ابن عمر، قال: (نهى رسول اللهصلى الله عليه وسلم عن آطام المدينة أن تهدم).. وفي رواية: (لا تهدموا الآطام..فإنها زينة المدينة). وهذا إسناد صحيح، ورواه البزار في (مسنده)، و الآطام جمع أُطم، بضم الهمزة والطاء، وهو بناء مرتفع، وأراد بآطام المدينة أبنيتها المرتفعة كالحصون(*).. - إذاً .. توجد شخصيات.. وأيضاً أماكن وبقاع(*) وآثار ينبغي معرفتها وتسليط الضوء عليها؛ فالسيرة النبوية العطرة ينبغي دراستها بطريقة تعليمية حية مؤثرة نابضة بالتفاعل مع الأحداث اليومية كأننا نعيش معه -عليه السلام- كي نتمكن مِن التطبيق العملي كإسوة لنا وقدوة؛ ومثال يحتذى به لــ يصلح التأسي به في كافة افعاله؛ والتقييد بكافة اقواله والإلتزام بهديه وسنته؛ إذ أنه خطأ فادح أن تُقرأ السيرة النبوية مجردة عن واقع التطبيق؛ كتاريخ مضىٰ وانتهىٰ..أو نعلم السنة المحمدية نظرياً بعيدة عن تحكيمها بجوار الذكر الحكيم في أمورنا كافة؛ كما أنه خطأ فادح التعبير بــ : „ كان‟ و *.] " بالنظر إلىٰ سيرة النبيصلى الله عليه وسلم نجد أن البيعة قد تمت في العهد المكي؛ زمن تكوين النواة الأولىٰ قُبيل أن تنتقل إلىٰ : „ المجتمع الإسلامي ‟ وقبل أن يتحول إلىٰ كيان تنفيذي فتصبح دولة في المدينة.. نجد أن البيعة تمت بين الرسول صلى الله عليه وسلم ونفر مِن أهل يثرب؛ وسنستخدم مصطلح إسلامي جديد : „ الأنصار ‟ ، كما حصل في بيعة العقبة الأولىٰ وبيعة العقبة الثانية، وكان موضوع البيعة الأولىٰ هو : „ إقناع طائفة من الأنصار بالإسلام ‟ ؛ و „ دخولهم فيه ‟؛ وكان موضوع البيعة الثانية هو : „ مناصرة الأنصار للنبي ‟ صلى الله عليه وسلم، و : „ تأييدهم لدعوته‟، و : „ منع أي اعتداء يقع عليه ‟ ؛ ثم حصلت البيعة بعد أن قامت دولة الإسلام في المدينة، مما يدل علىٰ أهمية البيعة في الإسلام في بناء الدولة، ومناصرة الإسلام، واجتماع الكلمة. ". " وجدنا أسوة المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرسي مبدأ البيعة منذ اليوم الأول لقيام الدولة الإسلامية ". *.] " ومما يدل علىٰ أهمية البيعة: أن البيعة بدأت منذ فجر الحضارة الإسلامية؛ حيث بايع النبي صلى الله عليه وسلم صحابته أكثر مِن بيعة: كــ بيعتي العقبة الأولىٰ والثانية، وكذلك بيعة الرضوان ". لذا ينبغي تعريفها! : *.]:" أولًا : المعنىٰ الْلُغَوي: أصل مادة (بيع) تدل علىٰ بيع الشيء، وربما سُمي الشراء بيعًا، والمعنى واحد[(1)] والبَيعة: بفتح الباء، مصدر من بايع يبايع بيعةً ومبايعةً، يقال: بايعه مبايعةً، وبياعًا: بمعنىٰ عقد معه البيع. وبايع فلانًا علىٰ كذا: عاهده وعاقده عليه، وبذل العهد علىٰ الطاعة والنصرة، وكأنّ كل واحد مِن المتبايعين باع ما عنده مِن صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه وطاعته، ودخيلة أمره[(2)]، وتبايعا: عقدًا بيعًا أو بيعةً[(3)]. والمقصود أن البيعة في مفهومها اللُغوي: إعطاء شيء مقابل ثمن معين، أو إعطاء العهد بقبول ولاية أو خِلافة[(4)] ". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ *.]:" ثانيًا : المعنىٰ الاصطلاحي: عرّف العلماء البيعة قديمًا وحديثًا بتعاريف عدة، فــ عرّفها : * .] المناوي بقوله: «البَيعة -بالفتح- بذل الطاعة للإمام»[(5)]. وعرّفها : * . ] ابن الأثير بقوله: «البيعة: المعاقدة علىٰ الإسلام والإمامة والإمارة، والمعاهدة علىٰ كل ما يقع عليه اتفاق»[(6)]. ومن التعاريف الجامعة تعريف : * .] ابن خلدون، حيث : قال: « البَيعة: العهد علىٰ الطاعة لولي الأمر »، ثم شرح هذا التعريف قائلًا: « كأن المبايع يعاهد أميره علىٰ أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء مِن ذلك، ويطيعه فيما يكلّفه به من الأمر علىٰ المنشط والمكره، وكانوا إذا بايعوا الأمير، وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيدًا للعهد، فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، وصارت البيعة تقترن بالمصافحة بالأيدي، هذا مدلولها في اللغة ومعهودالشرع»[(7)] ". " وعرفها بعضهم بــ - قوله : „ البيعة علٰى التعاقد علىٰ الإسلام ‟، وعرفت كذلك بــ أنها : - „ أخذ العهد والميثاق والمعاقدة علىٰ إحياء ما أحياه الكتاب والسنة، وإقامة ما أقامه ‟. *.] " وعرفت بــ أنها - : „ إعطاء العهد علىٰ السمع والطاعة في غير معصية الله ‟. قلت(الرَّمَادِيُّ) وتكاد تكون التعاريف السابقة متقاربة مع استخدام ألفاظ متنوعة ولكنها تعطي المعنىٰ المقصود! *.] صفة البيعة: أهم الأمور التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليها خمسة: ١ . ] الأول : البيعة علىٰ الإسلام: وهي آكد أنواع البيعة وأوجبها وأعظمها. 1- قال الله تعالىٰ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الممتحنة: 12]. 2- وَعَنْ جَرِيرٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَىٰ شَهَادَةِ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِالزَّكَاةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. [متفق عليه]. ٢ . ] الثاني : البيعة علىٰ النصرة والمَنَعة: كما بايع وفد الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم علىٰ أن يمنعوه وينصروه، وهي بيعة العقبة الثانية في منى. ٣ . ] الثالث : البيعة علىٰ الجهاد: 1- قال الله تعالىٰ : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 111]. 2- وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِيقُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا[18] وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[19]} [الفتح: 18- 19]. قلت(الرَّمَادِيُّ): فـهذه البيعة لا تكون إلا لخليفة / حاكم/ أمير المسلمين في دولة / كيان تنفيذي لمجموع افكار ومفاهيم ومقاييس وقيم وقناعات الإسلام؛ وليس كما يحدث منذ زمن مع أمراء (الحرب) القتال كــ القاعدة أو داعش أو ما شابههما! ٤ . ] الرابع : البيعة علىٰ الهجرة: وكانت فرض عين علىٰ من أسلم، ثم انتهت بعد فتح مكة، والمراد بالهجرةِ الهجرةُ من مكة إلىٰ المدينة، وهذه قد انقطعت. عَنْ مُجَاشِع بن مَسْعُودٍ السّلَمِيّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: جِئْتُ بِأَخِي أَبِي مَعْبَدٍ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بَعْدَالفَتْحِ، فَقُلتُ: يَا رَسُولَ الله بَايِعْهُ عَلَىٰ الهِجْرَةِ، قَالَ: « قَدْ مَضَتِ الهِجْرَةُ بِأَهْلِهَا » قُلتُ: فَبِأَيّ شَيْءٍ تُبَايِعُهُ؟ قَالَ: « عَلَىٰ الإِسْلاَمِ وَالجِهَادِ وَالخَيْرِ». [متفق عليه]. قلت(الرَّمَادِيُّ): والرسول الأعظم هنا هو القائد الأعلىٰ لكيان تنفيذي وجد في المدينة المنورة. ٥ . ] الخامس : البيعة علىٰ السمع والطاعة: وهذه هي التي تعطىٰ للأئمة عند تعيينهم خلفاء للمسلمين، وهي المقصودة في هذا الباب. 1- عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَىٰ السّمْعِ وَالطّاعَةِ، فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ، وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَعَلَىٰ أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَىٰ أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَىٰ أَنْ نَقُولَ بِالحَقّ أَيْنَمَا كُنّا، لاَ نَخَافُ فِي الله لَوْمَةَ لاَئِمٍ. [متفق عليه]. 2- وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَانَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا، أَنْ بَايَعَنَا عَلَىٰ السّمْعِ وَالطّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، قَالَ: « إلاّ أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ مِنَ الله فِيهِ بُرْهَانٌ».[متفق عليه]. *.]. صور البيعة: للبيعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عدة صور منها: 1- المصافحة والكلام، كما فعل ذلك النبيصلى الله عليه وسلم في : „ بيعةالرضوان ‟. قال الله تعالىٰ: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }[الفتح: 10]. 2- الكلام بدون مصافحة، وهذه عادته!؟ في مبايعته النساء، لأنه لا يجوز للمسلم مس يد المرأة الأجنبية [وهذا رأي شرعي فقهي يحترم لمن يتبناه؛ من باب نقض الوضوء.. وبحث هذه الأراء الفقهية ليس هنا موضعه]. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا أنَّ رَسُولَ اللهصلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْتَحِنُهُنَّ بِهَذِهِ الآيَةِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ } .. إِلَى { غَفُورٌ رَحِيمٌ [12] } قال عُرْوَةُ: قالتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْهُنَّ، قال لَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:« قَدْ بَايَعْتُكِ ». كَلامًا يُكَلِّمُهَا بِهِ، وَالله مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأةٍ قَطُّ فِي المُبَايَعَةِ، وَمَا بَايَعَهُنَّ إِلا بِقَوْلِهِ. [متفق عليه]. 3- الكتابة، كما بايع النجاشي النبي صلى الله عليه وسلم علىٰ الإسلام. *.] حكم مَن بايع الخليفة مِن أجل الدنيا: عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلا لِدُنْيَاهُ، إِنْ أعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ يُبَايِعُ رَجُلاً بِسِلعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِالله لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، فَأخَذَهَا وَلَمْ يُعْطَ بِهَا». [متفق عليه]. ". *.] " وخلاصة القول: إن : „ البَيعة ‟بمعناها الخاص هي إعطاء الولاء والسمع والطاعة للرسول النبي -عليه السلام- في حياته؛ ومِن بعده للخليفة مقابل الحكم بما أنزل الله تعالىٰ، وأنها في جوهرها وأصلها : „ عقد وميثاق بين طرفين ‟ : الإمام مِن جهة وهو الطرف الأول، والأمة مِن جهة ثانية وهي الطرف الثاني، فالإمام يبايع علىٰ الحكم بالكتاب والسنة والخضوع التام للشريعة الإسلامية عقيدة وشريعة ومنهاج ونظام حياة وطراز خاص من العيش، والأمة تبايع علىٰ الخضوع والسمع والطاعة للإمام في حدود الشريعة. فـ : „ البَيعة ‟ خصيصة مِن خصائص نظام الحكم في الإسلام تفرد به عن غيره مِن النظم الأخرىٰ في القديم والحديث، ومفهومه : „ أن الحاكم والأمة كليهما مقيد بما جاء به الإسلام من الأحكام الشرعية ‟، ولا يحق لأحدهما سواء كان الحاكم أو الأمة ممثلة بأهل الحل والعقد الخروج علىٰ أحكام الشريعة أو تشريع الأحكام التي تصادم الكتاب والسنة، أو القواعد العامة في الشريعة، ويعد مثل ذلك خروج علىٰ الإسلام؛ بل إعلان الحرب علىٰ النظام العام للدولة الإسلامية، بل أبعد من هذا نجد أن القرآن الكريم نفىٰ عنهم صفة الإيمان، قال تعالىٰ: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء:65]. فهذا مفهوم البيعة"... و -:" ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية أن النبي-صلى الله عليه وسلم- طلب البَيعة مِن أصحابِه أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، وأنه أخذ منهم البَيعة قبل الهجرة في موضعين، هما بيعة العقبة الأولىٰ، وبيعة العقبة الثانية، وقبل قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، كما أخذها النبيصلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ". :" ومما يدل مشروعية البيعة أن النبيصلى الله عليه وسلم أخذ البيعة من الصحابة في مواقف كثيرة، وعلى أمور مختلفة، كما في بيعة العقبة الأولى حيث بايع المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء قبل أن تفرض عليهم الحرب، وفي بيعة العقبة الثانية، وفي بيعة الرضوان، وغيرها من البيعات. ". :" الفرق بين مبايعة النبيصلى الله عليه وسلم ومبايعة غيره. إن موضوع بيعة الرسول صلى الله عليه وسلم يقتصر علىٰ التزام المبايعين وتعهّدهم بالسمع والطاعة، وخاصةً الالتزام بما بايعوا عليه، أما تعيينه صلى الله عليه وسلم للإمامة فإنما كان ذلك بالوحي، وأما بيعة غيره فهي التزام من كل من الطرفين، فهي من أهل الحل والعقد التزام للإمام بالسمع والطاعة، والإقرار بإمامته، والتزام من المبايع بإقامة العدل والإنصاف والقيام بفروض الإمامة، ويترتّب علىٰ البَيعة إذا تمّت علىٰ الوجه المشروع انعقاد الإمامة لمن بايعه أهل الحل والعقد، وأما سائر الناس غير أهل الحل والعقد فعليهم أن يبايعوه بعد ذلك تبعًا لأهل الحل والعقد ". وللبَيعة أثرٌ إذ أن : " الأصل في البَيعة أن تكون علىٰ الكتاب والسنة، وإقامة الحق والعدل، وعلىٰ السمع والطاعة في المعروف، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يلقنهم قيد الاستطاعة عند المبايعة، وقد بايعوه أيضًا علىٰ الإسلام، وعلىٰ الهجرة، وعلىٰ الجهاد، وعلىٰ الصبر وعدم الفرار من القتال، وعلىٰ بيعة النساء المنصوصة في القرآن. ". :" البَيعة الخاصة. وقد تكون البَيعة بيعة صغرىٰ جزئية خاصة، وللعلماء في هذا النوع من التحالف والعهد تفصيل: فإذا كان موضوع التحالف مخالفًا للشرع فالعهد باطل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( مَن اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن اشترط مائة شرط؛ شرط الله أحق وأوثق)[(8)] وإذا كان العقد على أمر شرعي كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ويكون العهد علىٰ طاعة من يرتضونه لعلمه، أو كفايته، فقد سوغها بعض العلماء. وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية مشروعية هذا التعاهد، فقال: « ولكن يحسن أن يقول لتلميذه: عليك عهد الله وميثاقه أن توالي من والى الله ورسوله، وتعادي من عادى الله ورسوله، وتعاون على البر والتقوى، ولا تعاون على الإثم والعدوان، وإن كان الحق معي نصرت الحق، وإن كنت على الباطل لم تنصر الباطل، فمن التزم هذا كان من المجاهدين في سبيل الله تعالى الذين يريدون أن يكون الدين كله لله، وتكون كلمة الله هي العليا»[(9)]. وقد علّق شيخ الإسلام ابن تيمية على الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: (ولا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة، إلا أمّروا عليهم أحدهم)[(10)] بقوله: «فأوجب صلى الله عليه وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيهًا بذلك على سائر أنواع الاجتماع؛ ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة»[(11)]. ". :" ونجد أنه كانت هناك إمارات تتم في ظروف خاصة لمهام خاصة، مثل: -إمارة الحج، و -إمارة السفر، و منها: -تأمير خالد بن الوليد في مؤتة، والأمر في هذه الإمارات والبيعات يتم بصورة طبيعية لا يفهم منها أنها تحل محل الإمارة أو البيعة العامة. فالناس لهم أن يتعاهدوا على فعل أي طاعة من الطاعات، كــ الدعوة، أو الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أو إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم وهكذا، فلا يشترط لصحة هذه البيعات أن تكون على إقامة أحكام الإسلام كلها، ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ :" أما بيعات الناس وعهودهم على الطاعات فلا تجب إلا على من دخل فيها برضاه، فتجب عليه بالعهد الذي ألزم به نفسه، كأن يتعاهد اثنان على حفظ القرآن أو بعضه، فحفظ القرآن ليس بواجب على كل مسلم من حيث الأصل، أما إذا عاهد غيره عليه فقد وجب عليه الحفظ بالعهد لا بالأصل. ". - أما ما يحدث داخل بعض الجماعات والأحزاب السياسية ذات الوشاح الإسلامي؛ سواء سميت بيعة أو قَسم.. فهي من باب الحفاظ على الكيان الداخلي لتلك الجماعة أو الحزب؛ وليس بَيعة بمفهومها العام؛ بل الخاص في مسألة بعينها؛ فتلك الجماعات أو الأحزاب ليست كيانا تنفيذيا بل هي أما : - كيان دعوي؛ الأصل أن يكون مع غير المسلمين؛ لتوضيح تبيان وشرح الإسلام أولا : عقيدته ثم من بعد أحكامه العملية المتعلقة بكافة مسائل الإنسان في حياته اليومية؛ وهذا الكيان الدعوي غائب؛ إذ أن الدعوة في بلاد الغرب لا يتم مع غير المسلمين؛ لفقدان غالبيتهم لغة الحوار؛ والتأهيل الشرعي! أو - كيان علمي؛ وهذا أهم من الكيان الدعوي؛ إذ هو عمود الفسطاط وحامل الخيمة؛ سواء من ناحية صحيح العقيدة أو شروح القرآن أو شروح السنة! - ولا يوجد لهما ثالث إلا ما أحدثه البعض من وجود : - كيان جهادي؛ وهذا لتأخر قيام كيان إسلامي تنفيذي.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ (*) أنظر :" عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٩" والحديث تجده :" شرح معاني الآثار للامام أبي جعفر، أحمد بن محمد بن سلامة بن عبدالملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي المولد سنة 229 ه - والمتوفى سنة 321 ه الجزء الرابع حققه، وضبطه، ونسقه، وصححه محمد زهري النجار من علماء الأزهر الشريف دار الكتب العلمية". ثم وجدتُ(الرَّمَادِيُّ). عند الألباني؛ حديث رقم (4859 ) في :" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ وأثرها السيئ في الأمة، قوله :" - ( لا تهدموا الآطام؛ فإنها زينة المدينة) . وحكم عليه بأنه :"منكر؛ وذكر :" أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 312 و 4/ 194) ، وابن عدي في "الكامل" ( ق 213/ 2) عن عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ... فذكره. وقال ابن عدي: "عبدالله بن نافع ممن يكتب حديثه، وإن كان غيره يخالفه فيه ". ". ولعل هذا يثير حفيظة رجال الآثار وعلمائهم؛ وقد جرى مؤخراً نقاشاً بين د. كريمة ود. الهلالي؛ بخصوص مومياوات الفراعنة.. فلزم عليَّ إعادة البحث في الآثر مِن جديد لتحديد موقف تجاهه؛ ولا يحضرني الأن ما استعين به مِن المراجع واقوال العلماء بخصوص هذه المسألة!. كتبه(الرَّمَادِيُّ). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ بحوث السيرة النبوية الشريفة العطرة: الإصدار الأول مِن منشورات « ملتقى أهل العلم» (٩) [ الْمُجَلَّدُ التَّاسِعُ ] من سلسلة بحوث عن : الرسالة النبوية؛ والدلائل الإعجازية؛ والدعوة الإبراهيمية ؛ والبشرىٰ العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والصفات الأحمدية؛والأخلاق المحمدية؛ لـــــ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : سيدنا محمد بن عبدالله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم بحوث:„ ما قبل الهجرة النبوية الشريفة‟؛ على صاحبها أفضل الصلوات وأتم السلامات وكامل التبريكات وعظيم التنعيمات؛ مسأل ة: „ الأنصار‟ (١٠٦).: „ البيعة ‟ الأربعاء، 09 جمادىٰ الثانية، 1443هــ ~ 12 يناير، 2022 م (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018