الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 426 | المشاهدات | 115581 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
12 / 03 / 2020, 12 : 08 PM | المشاركة رقم: 331 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه أ . ] جاء في توراة موسى -عليه السلام- وهي آحدى الكتب السماوية؛ والتي يعترف بها أتباع النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ذكر للوعد الإلهي لإبراهيم أن يجعل من ذرية إسماعيل أمة هداية عظيمة. فـــ لنقرأ معاً كما ورد في سفر التكوين [(116)] ما يأتي : « وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً» [الأصحاح: (17) من سفر التكوين: آية : (20)]. ب . ] وورد فيها أيضاً وفي نفس السفر: « وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ ». [ الأصحاح: (21) من سفر التكوين:آية : (13)].[(117)] و لم تكن هناك أمة هداية من نسل إسماعيل إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي قال الله عنها : ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ ( آل عمران:110 ). ج . ] وجاء في التوراة - أيضاً-؛ ولكن في سفر التثنية [(118)] على لسان موسى -عليه السلام- :« (17) قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. (18) أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ » [سفر التثنية؛ أصحاح: (18)؛ الايتان(*): (17 و 18)].. و المقصود باخوتهم أبناء إسماعيل لأنه أخو إسحاق -صلوات الله وسلامه عليهما- الذي ينسب إليه بنو إسرائيل، حيث هما ابنا إبراهيم الخليل -عليه السلام-، ومحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- من ذرية إسماعيل ولو كانت البشارة تخص أحداً من بني إسرائيل لقالت: « منهم » [(119)] . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) نبهني أحد السادة الفضلاء من كبار العلماء بأنه لا يصح استخدام لفظ : " آ ية " لجملة من الكتاب المقدس عند النصارى [ الإنجيل ] على أساس وجود تحريف وتعديل وتبديل وإضافة وحذف من عند أنفسهم... فاستأذنته متفضلا بالرد عليه بأنه يوجد حديث :" إذا حدثتكم بني إسرائيل فلا تكذبوهم ولا تصدقوكم ...! "... فنبهني مرة ثانية على أنه لابد من الدقة في الكلام من طرفي... ولم ينتهي البحث من عندي... ثم شكرته راجيا منه يسعفني بلفظة آخرى.. فوعد .. وانصرفنا. وكتبه محرره: محمدفخرالدين الرمادي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 04 / 2020, 56 : 03 PM | المشاركة رقم: 332 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه - نبي و - رسول و - صاحب شريعة جديدة، و - حارب المشركين و - تزوج و - كان راعي غنم، ولا تنطبق هذه البشارة على يوشع كما يزعم اليهود لأن يوشع لم يوح إليه بكتاب، كما جاء في سفر التثنية : « وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ ». [سفر التثنية؛ أصحاح: (34)؛ آية : (10)] [(120)] . كما أن البشارة لا تنطبق على عيسى -عليه السلام- كما يزعم النصارى، إذ لم يكن مثل موسى -عليه السلام- من وجوه ، فقد : - ولد من غير أب؛ و - تكلم في المهد؛ و - لم تكن له شريعة كما لموسى -عليه السلام-، و - لم يمت بل - رفعه الله تعالى إليه . د . ] وفي إنجيل متى[(121)] جاء ما يلي: «(42) قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ[(122)]: « أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!.» «(43) لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَه ُ». [ سورة الصف: آية رقم ٦]وهذا معناه أن الرسالة تنتقل من بني إسرائيل إلى أمة أخرى ، فيكون الرسول المبشر به من غير بني إسرائيل؛ فــ اثبت القرآن المجيد هذه البشارة على لسان ابن العذراء البتول فقال : «. وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد ُ... » التبشير هو: الإخبار بحادث يسر، وأطلق هنا على الإخبار بأمر عظيم النفع لهم؛ لأنه يلزمه السرور الحق، فإن مجيء الرسول إلى الناس نعمة عظيمة. ووجه إيثار هذا اللفظ:الإشارة إلى ما وقع في الإنجيل من وصف رسالة الرسول الموعود به بأنها "بشارة الملكوت"[(123)]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ البحث القادم : البشارة بـ مكان بعثته صلى الله عليه وآله وسلم : | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 04 / 2020, 45 : 04 PM | المشاركة رقم: 333 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ﴿ ٤ ﴾ ـــــــ الْبَابُ الرَّابِعُ ـــــــــ: إِرَهَاصَاتُ وَبِشَارَاتُ وعَلَامَاتُ النُّبُوَّةِ ﴿ ٤ . ٣ . ﴾ الفصل - مكان بعثته صلى الله عليه وآله وسلم : أ- تذكر التوراة المكان الذي نشأ فيه إسماعيل -عليه السلام-، فقد جاء في سفر التكوين [(124)] :" وفتح الله عينيها[(125)] ".( فأبصرت بئر ماء[.([1]).] [(126)] (35:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 35 ) بئر زمزم . ". فذهبت وملأت القربة ماءً وسقت الغلام") [.([2]).] [(127)] (36:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ( 36 ) إسماعيل عليه السلام .". وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [تقرأ عند موقع تكلا] :" 19 وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ. 20 وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ، وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ. 21 وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.". ] (ظ) وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن إسماعيل -عليه السلام- كان رامياً، فقد مر على نفر من قبيلة أسلم يرمون بالسهام فقال لهم: ( ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا )[.([3]).] [(128)] (37:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ( 37 ) أخرجه البخاري كتاب: ( الجهاد والسير )؛ باب: ( التحريض على الرمي )، و انظر ايضا : ابن ماجه في السنن كتاب: ( الجهاد ) باب: ( الرمي في سبيل الله ) ، و انظر أيضا : أحمد في مسنده (1/364) و ( 4/50 ) ؛ و انظر : ابن حبان في صحيحه : ( 10/ 548) وغيرهم .".). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 04 / 2020, 10 : 05 PM | المشاركة رقم: 334 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه " وحي من جهة بلاد العرب" (ع) وهذا إعلان عن المكان والأُمة التي سيخرج منها الرسول حاملاً الوحي من الله إلى الناس . ج- ويأتي تحديد آخر للمكان الذي سترتفع فيه الدعوة الجديدة بشعاراتها الجديدة التي ترفع من رؤوس الجبال ويهتف بها الناس، فتقول التوراة في سفر أشعيا[.([2]).] [(130)] (39:"( 39 ) الإصحاح 42 الفقرة 10-11.".): " غنوا للرب أغنية جديدة ، تسبيحهُ من أقصى الأرض ، أيها المنحدرون في البحر وملؤه، والجزائر وسكانها ، لترفع البرّية ومدنها صوتها[.([3]).] [(131)] (40:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ( 40 ) رفع الصوت بالأذان.".) الديار التي سكنها قيدار[.([4]).] [(132)] (41:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ( 41 ) هو أحد أبناء إسماعيل -عليه السلام- كما تذكر ذلك التوراة في سفر التكوين إصحاح 25 فقرة 12-13 ".). لتترنم سكان سالع[.([5]).] [(133)] (42:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ( 42 ) جبل سلع بالمدينة .".) من رؤوس الجبال ليهتفوا[.([6]).] [(134)] (43:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 43 ) رفع الصوت بالأذان .".)"(غ) و الأغنية عندهم هي الهتاف بذكر الله الذي يرفع به الصوت من رؤوس الجبال ، وهذا لا ينطبق إلا على الأذان عند المسلمين، كما أن سكان سالع ، والديار التي سكنها قيدار هي أماكن في جزيرة العرب،وكل ذلك يدل على أن مكان الرسالة الجديدة والرسول المبشر به هو جزيرة العرب. د- وجاء في التوراة في سفر التثنية[.([7]).] [(135)] (44:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ( 44 ) الإصحاح 33 الفقرة 2."): "جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلالأ من جبل فاران".(ف) و يرى بعض شراح التوراة ممن أسلم أن هذه العبارة الموجودة في التوراة تشير إلى أماكن نزول الهدى الإلهي إلى الأرض .... ..... فمجيئه من : - سيناء : إعطاؤه التوراة لموسى -عليه السلام- . و إشراقه من - ساعير : إعطاؤه الإنجيل للمسيح عيسى -عليه السلام-. و ساعير : سلسلة جبال ممتدة في الجهة الشرقية من وادي عربة في فلسطين وهي الأرض التي عاش فيها عيسى -عليه السلام- . و تلألؤه من - جبل فاران : إنزاله القرآن على محمد -صلى الله عليه وسلم- . و فاران هو الاسم القديم لأرض مكة التي سكنها إسماعيل -عليه السلام- . هـ وجاء في التوراة أن داود -عليه السلام- يترنم ببيت الله ويتمنى أن يكون فيه ، ويعلل ذلك بمضاعفة الأجر هناك[.([8]).] [(136)] (45:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ( 45 ) المزمور 84 الفقرة 1-2-3-4 وَ 10 .".) وتقول التوراة نقلاً عنه[.([9]).] [(137)] (46:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 46 ) المزمور 84 الفقرة 6 .".): " ما أسعد أولئك الذين يتلقون قوتهم منك، الذين يتوقون لأداء الحج إلى جبل المجتمع الديني الذي خَلُصَ لعبادة الله[.([10]).] [(138)] (47:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 47 ) هو بالنص الإنجليزي جبل (Zion)، و معنى : ( Zion ) : المجتمع الديني الذي خلص لعبادة الله ، أو المدينة الفاضلة كما جاء ذلك في قاموس : Webste s Seventh New Collegiate Dictiona وقد ذكر معاني أخرى لا تستقيم مع الموضع الجغرافي المذكور في النص. و عند الرجوع إلى أصل الكلمة ( Zion ) العبري تبين أنها مقتبسة من جذر يعني : - جفاف .... - صحراوي .... - أجرد (أرض أو مكان) - جاف .... - مكان مقفر ..... - برية. و هذا كله يشير إلى أن المكان المعبر عنه بكلمه : ( Zion ) في النص الإنجليزي هو : برية مكة الجرداء المقفرة الجافة، (راجع كتاب The New St) ong Exhaustive Conco dance of the Bible, James St ong, LL.D. 5.T.D المعجم العبري ص99 فقره: رقم 6723 . أنظر نهاية المبحث ".) وهم يمرون عبروادي بكه الجاف فيصبح مكاناً للينابيع "[.([11]).] [(139)] (48:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 48 ) ص585 Good News Bible.".).(ق) و في نسخة أخرى : " فيصيرونه بئراً[.([12]).] [(140)] (49: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ" (49) وادي بكه يصيرونه بئراً من المعجم سترونغ المفهرس الشامل للكتاب المقدس ص95 .".) أو ينبوعاً [.([13]).] [(141)] (50:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 50 ) الكتاب المقدس الذي تصدره جمعية الكتاب المقدس بالشرق الأدنى .".) " ووادي بكة قد ورد ذكره في القرآن الكريم وأنه هو الذي فيه البيت الحرام قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ(97) ﴾ (آل عمران:96-97). و قد ذكر الله جفاف هذا الوادي بقوله سبحانه وهو يذكر دعاء إبراهيم -عليه السلام-: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ …﴾ (إبراهيم:37). و معلوم أن هذا الوادي الجاف قد جعل الله فيه بئر زمزم عندما سكنت هاجر فيه مع ابنها إسماعيل -عليه السلام -. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 04 / 2020, 19 : 05 PM | المشاركة رقم: 335 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه حذفوا أيضاً لفظ "الحجاج" الذي ورد في النص الإنجليزي المذكورة ترجمته سابقاً . ولا توجد صلة بين وادي بكة والبكاء ، وقد ورد اسم"بكة" في النص الإنجليزي مبتدئاً بحرف كبير مما يدل على أنه علم غير قابل للترجمة (Baca). و كما جاء في الكتب الزرادشتية[.([1]).] [(142)] (51:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ( 51 ) يذهب بعض الباحثين إلى أن الزرادشتية هي المجوسية ، وقيل بل المجوسية أسبق من الزرادشتية ، وإنما زرادشت أظهر المجوسية وحددها في القرن الثالث الميلادي . قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب" [أخرجه : - ابن أبي شيبة في المصنف : ( 2 /435 ) و - مالك في الموطأ : ( 1 /278 ) ، ومن طريقه الشافعي في مسنده : ( 1 /209 ) ومن طريق الشافعي البيهقي في السنن الكبرى ، و كذلك : - رواه الطبراني في المعجم الكبير : ( 19 /437 ) قال في مجمع الزوائد : ( 6 /13 ) : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ، وقال في تلخيص الحبير : ورواه (يعني الحديث) ابن أبي عاصم في كتاب النكاح بسند حسن . أنظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة :0 2 /1149 ) . " .) بشارات تشير إلى المكان الذي تظهر فيه دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ، و من ذلك : " إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام "[.([2]).] [(143)] (52:" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ ( 52 ) من كتاب " محمد في الأسفار العالمية " للأستاذ عبدالحق.".) (ن). البحث القادم : البشارة بـ صفاته صلى الله عليه وآله وسلم : محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي الثلاثاء: 14 شعبان 1441 هــ ~ 07 ابريل 2020م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 04 / 2020, 46 : 06 PM | المشاركة رقم: 336 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ﴿ ٤ . ٤ . ﴾ - صفاته صلى الله عليه وآله وسلم : ** - ** - ** - ** من صفاته صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمي . أ . ] كما وصف في سفر أشعيا[(143)](53:"( 53 ) الإصحاح : 21 الفقرة : 6.".)بأنه راكب الجمل وفي هذا إشارة إلى أنه من الصحراء و هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم . ب . ] ووصف في المزامير[(144)](54:"( 54 ) في مزمور : 72 الفقرة :10 .".) بـأن : "ملوك شبا وسبأ يقدمون هدية "(هـ)، و قد انتهىٰ ملوك اليمن ولم يظهر نبي دان له ملوك اليمن إلا محمد صلى الله عليه وسلم . جـ . ] ووصف فيها أيضاً[(145)](55:"( 55 ) مزمور :72 الفقرة :15.". ) بأنه " يصلىٰ عليه ويبارك عليه كل وقت " و هكذا شأن محمد صلى الله عليه وسلم فالمسلمون يباركون عليه كل يوم عدة مرات في صلاتهم . د . ] ووصف فيها أيضاً[(146)](56:"( 56 ) مزمور :45 الفقرة :3 .".) بأنه "متقلد سيفاً" ، و فيها أيضاً[(147)](57:"( 57 ) الفقرة : 5 من المزمور السابق .".) مايلي: " وأنه يرمي بالنبل " . هـ . ] وجاء في إنجيل متى[(148)](58:"( 58 ) الإصحاح : 21 الفقرات : 41-44 .".) وصفه بأنه الحجر الذي أتم بناء النبوة ، فــ فيه : " قال لهم يسوع[(149)](59:"( 59 ) هو عيسى ابن مريم -عليهما السلام- .".) أما قرأتم قط في الكتب. :" الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية. من قِبَل الرب ... كان هذا .. وهو عجيب في أعيننا .. لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره"(ط) و أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم أمةٌ أمية ، لم يكن لها شأن بين الأمم ، و كان من العجيب أن يكون الرسول الذي يخرج منها هو رأس الزاوية في بناء النبوة. و قد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ .... قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ »[(150)](60:"( 60 ) أخرجه البخاري كتاب : ( المناقب ) ؛ باب : ( خاتم النبيين ) ، و مسلم ؛ كتاب : ( الفضائل ) ؛ باب : ( ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ) ، وابن حبان في صحيحه : ( 14 /315 ) .".)و تذكر هذه البشارة على لسان عيسى ابن مريم -عليهما السلام- أن صاحب هذا الوصف ليس من بني إسرائيل ، وأن النبوة ستنزع من بني إسرائيل وتعطى لأمة أخرى "تعمل أثماره" ... أي تحقق ثماره، فــ كانت هذه الأمة التي كانت مزدراة في أعين الناس هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، و هي الأمة الجديدة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس و . ] وجاء في سفر أشعيا[(151)](61:"( 61 ) الإصحاح 21 الفقرة 13-17 .".) : " وحي من جهة بلاد العرب. في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين[(152)] (:"(62 ) ددان : بلد أقرب من تيماء إلى المدينة النبوية المنورة .".). هاتوا ماءً لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه. فإنهم من أمام السيوف قد هربوا. من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب. فــ إنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد "قيدار" وبقية عدد قِسِيّ أبطال بني قيدار تقل، لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم ".(ع) تفيد هذه البشارة أن الله أوحىٰ إلى أشعيا :" لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : " وحي من جهة بلاد العرب " و أن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها قوافل الددانيين . و ددان قرب ( يثرب ) المدينة النبوية المنورة - والتي طيّب الله تعالى ثراها بمرقده بها وبجواره صاحبيه ووزيريه- كما تدل على ذلك الخرائط الكنسية القديمة . و يأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ، ومجيئ الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته : " هاتوا ماءً لملاقاة العطشان ، يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه " و أرض تيماء منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب. ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب نقلا عن اليهود في الجزيرةالعربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى -عليه وعلى أخيه السلام- عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العماليق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى -عليه السلام- منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم إبناً لملك العماليق. فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء[(153)] (63:"( 63 )كان ذلك منذ اثني عشر قرناً قبل الميلاد .".)ثم انتقل معظمهم إلى يثرب[(154)] (64:"( 64 ) الروض المعطار في خبر الأقطار ، معجم جغرافي ، محمد بن عبدالمنعم الحميري ، مكتبة لبنان ، 1984م ص 146-147. وجاء مثل ذلك في : وفاء الوفاء بأخبار المصطفى ، للسمهودي ، دار احياء التراث العربي؛ بيروت : ( ج1 ؛ ص 159.".). فــ أهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص. وكان تاريخ مخاطبة اشعياء لاهل تيماء في هذا الاصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد. و يفيد الوحي إلى أشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون :" فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ". ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد " قيدار " بعد سنة من هذه الحادثة ، مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة : " فإنه هكذا قال لي السيد الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد " قيدار " ، و بقية عدد قسي أبطال بني " قيدار " تقل " و تنطبق هذه البشارة على محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام الانطباق ، فقد - نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب ، و - في الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة. و - هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني " قيدار " [(155)] (65:"( 65 ) سبق البيان أن :" قيدار " أحد أبناء إسماعيل الذي سكن برية فاران (مكة) .".) قريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته ، فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول مهاجراً هارباً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة : " فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول ، ومن أمام القوس المشدودة ". ثم عاقب الله قريشاً أبناء " قيدار " بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم : " كما قال لي السيد الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد " قيدار " ، وبقية عدد قسي أبطال بني " قيدار " تقل " . و تؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله : " لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع ، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل ، وقدانتهى عصر الحرب بالسيف والنبل . • فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟! • و هل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماءغير محمد صلى الله عليه وسلم ؟! • وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ؟! إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ،وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل أشعيا[(156)] (66:"( 66 ) عاش في النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد. كما ورد فيGood News Bible ؛ ص : ( 665) ".) ، وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف و التبديل . ز- وجاء في صفته في المزامير[(157)] (67:"( 67 ) المزمور 45 الفقرة 3 .".) :" انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد تقلد سيفك " (و) ح- وجاء في التوراة في سفر أشعيا[(158)] (68:"( 68 ) الإصحاح 42 الفقرة 1.".) في وصفه: " هو ذاعبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي ، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لايصيح ولا يرفع ولا يُسمع في الشارع صوته " (ي) و هذا يتطابق مع ما نقله الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنه من التوراة التي قرأها في زمنه ، فقد قال عطاء بن يسار له : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ[(159)] (69:"( 69 ) السخب ويقال فيه الصخب هو رفع الصوت بالخصام .".) فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا[(160)] (70:"( 70 ) أخرجه البخاري: كتاب : ( البيوع ) ؛ باب : ( كراهية السخب في الأسواق ) ، والبيهقي في السنن الكبرى : ( 7 /45 ) وأحمد في المسند : ( 2 /678 ) .".). ط . ] وجاء في صفة الدين الذي يأتي به ما يأتي : أولاً : الأذان للصلاة كما سبق بيانه . ثانياً : الصلاة كتفاً إلى كتف : فقد جاء في التوراة في سفر صفنيا[(161)] (71:"( 71 ) الإصحاح 3 الفقرة 9-10 .".) ما يأتي: "لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شَفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة"(أً) و بالإسلام توحدت لغة العبادة لله ، فيقرأ القرآن في الصلاة بلغة واحدة هي العربية، ويصفون كتفاً إلى كتف . ثالثاً : تحويل القبلة : فقد جاء في إنجيل يوحنا[(162)] (72:"( 72 ) الإصحاح 4 الفقرة 20-21 .".) ما يأتي : إن امرأة سامرية تقول لعيسى -عليه السلام- : " آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إن في أورشليم[(163)] (73:"( 73 ) هي القدس .".) الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه ، قال لها يسوع[(164)] (74:"( 74 ) هو عيسى ابن مريم -عليهما السلام- .".) يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون " (بً) وهذا إعلان بأن القبلة ستتحول من بيت المقدس. ولا يكون ذلك إلا على يد رسول، كما حدث على يد النبي صلى الله عليه وسلم وفقاً لأمر الله القائل : ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِالْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ (البقرة:144). رابعاً : الهداية إلى جميع الدين الحق : فقد جاء في إنجيل يوحنا[(165)] (75:"( 75 ) الإصحاح 16 الفقرة 12-13 .".) ما يأتي: يقول عيسى -عليه السلام- :" إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه " (تً) قال الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ (النحل:89). و قال تعالى ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)﴾(النجم:3-4). خامساً : ذكر بعض شعائر دينه صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة : فقد جاء في كتاب: بفوشيا برانم[(166)] (76:"( 76 ) ( الجزء 3 - ؛ فصل 3 ) ، وهو من كتب الهندوس كما سبق ذلك .".) وصفٌ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم: " هم الذين يختتنون ، ولا يربون القزع، ويربون اللحى ،وهم مجاهدون وينادون الناس للدعاء[(167)] (77:"( 77 ) ينادون للدعاء : أي ينادون للصلاة لأن الصلاة دعاء.".) بصوت عال،ويأكلون أكثر الحيوانات إلا الخنزير، ولا يستعملون الدرباء.[(168)] (78:"( 78 ) الدرباء نبات يخرج به الهنود الدم من جسم الإنسان ويعدون هذا العمل تطهيراً من الخطايا.". ) للتطهير بل الشهداء هم المتطهرون ، ويسمون بــ" مسلي"[(169)] (79:"( 79 )" مسلي" أي يسمون بالمسلمين، دخل عليها شئ من التحريف.".) بسبب أنهم يقاتلون من يلبس الحق بالباطل ، ودينهم هذا يخرج منا وأنا الخالق".(ثً) وجاء في كتاب "محمد في الأسفار العالمية" ما ترجمه الأستاذ عبدالحق من كتب الزرادشتية بشأن محمد وأصحابه" إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، ويومئذ يصبحون هم أتباع النبي رحمة للعالمين، وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ.[(170)] (80:"( 80 ) وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم.".) وإن نبيهم ليكونن فصيحاً يتحدث بالمعجزات" [(171)] (81:"( 81 )"محمد في الأسفار العالمية"ص 47".). (ن) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 04 / 2020, 06 : 07 PM | المشاركة رقم: 337 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ بُحُوثُ السِيرَةِ النَّبوية - علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل البركات وعظيم التحيات - « الرسالة النبوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والدلائل الإعجازية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية لـــــسيدنا محمد بن عبدالله خير البرية - صلىٰ الله عليه وآله وسلم - » « سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة‟ » ** د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي ١٥ شعبان ١٤٤١هـ ~ 08 ابريل 2020م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 10 / 2020, 57 : 10 PM | المشاركة رقم: 338 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [ ١ . ] مقدمة المجلد الثالث العنوان العريض للمجلد : حصوله -صلىٰ الله عليه وآله وسلم- علىٰ بعثة خاتم الأنبياء.. وتكليفه برسالة آخر المرسلين.. وارتقاءه منصب نبوة متمم المبتعثين [ أ . ] السلسلة الأولىٰ: « خاتم الأنبياء » صلى الله عليه وآله وسلم « الرسالة النبوية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرىٰ العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والدلائل الإعجازية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية لـسيدنا محمد بن عبدالله خير البرية صلىٰ الله عليه وآله وسلم « .. سلسلة بُحُوث السِيرَةِ النَّبوية -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل البركات.. „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة ‟. ** حضرات السيدات القارئات المربيات.. والسادة المتابعين القوامين.. وطلاب العلم..! عشنا ما يزيد عن عامين سواء وفق التقويم الهجري الإسلامي [فبداية نشر هذه السلسلة الطيبة علىٰ موقع „ ملتقىٰ أهل العلم ” كان يوم الإثنين ٢١ صفر ١٤٣٨ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ] أو ميلادياً حسب واضع عدَّ السنين الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير؛ أو وفقاً للتقويم الغريغوري نسبة إلىٰ غريغوريوس الثالث عشر بابا روما في القرن السادس عشر الذي قام بتعديل نظام الكبس في التقويم اليولياني ليصبح علىٰ النظام المتعارف عليه حاليًا مع فارق اربع سنوات لم تحسب [ بدءً من ٦ من شهر ديسمبر عام ٢٠١٧ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن „ النذيرة مريم ” العذراء الزهراء البتول عليهما السلام ].. اقولُ: عشنا ما يزيد عن عامين مع تمهيدات بعثة السيد الجليل؛ والنبي النبيل؛ وتعايشنا ارهاصات رسالة خاتم الأنبياء الكريم ومقدمات آخر المرسلين الموثقين ومداخلات عامة لمتمم المبتعثين من رب الأولين وإله الآخرين لكافة الخلق أجمعين .. ولعل ما أطال الفترة مع هذه المقدمة التمهيدية والمدخل إلىٰ سيرته العطرة -صلىٰ الله عليه وآله وسلم- والتي استوعبت مجلدين [لهما - بإذنه تعالى ومن بعد مشيئته- استدراكات وزيادات]؛ استعرضتُ فيهما بشارات مجيئه -صلىٰ الله عليه وآله وسلم- منذ عهدِ أبي البشر آدم؛ ومروراً بأبي الأنبياء إبراهيم الخليل؛ وماذكر من بشارات في العهد العتيق [توراة سيدنا موسى الكليم -عليه السلام-] فالعهدالجديد [انجيل كلمة الله وروح منه؛ المعجزة في ولادته؛ والمعجزة في حياته.. عبد الله ونبيه ورسوله عيسى ابن مريم بنت عمران النذيرة العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام-] فالعهد الحديث [كتاب الله (سما في علاه وعلا في سماه وتقدست اسماه): القرآن المجيد والذكر الحكيم والمصحف الشريف].. اقولُ: استعرضتُ بشارات مجيئه؛ وأوضحها: - بشرىٰ كلمة الله وروح منه السيد الجليل صاحب المعجزات بإذن ربه العلي القدير : المسيح عيسىٰ ابن مريم العذراء البتول -صلى الله عليه وآله وسلم- فـ - نسبه و - عائلته و - تنشأته و - الأحداث الهامة التي جرت قبل بعثته فــ - زواجه من أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله تعالى عنها-.. وقد تبقت مكملات بحوث واستدركات فصول سأضعها -مِن بعد إذنه تعالىٰ وكامل توفيقه وحسن رعايته وتمام هدايته- في نهاية المجلدات والتي توقعتُ حسب خطة البحث أنها ستصل إلى عشرة مجلدات[ أو تزيد]؛ اضف الهوامش والتعليقات والترجمات للشخصيات المحورية التي ورد ذكرها إثناء البحث.. وفهرس للآيات القرآنية وموضعها من الكتاب الكريم؛ وإن تيسر ما افهمه من التفسير أو استوعبه من التأويل، والأحاديث الشريفة مع تخريجها ودرجتها.. ولعل ما أطال الفترة الزمنية في النشر الأسباب الآتية: ١ . ) وفرة المصادر والمراجع التي تتكلم وتبحث عن الفكرة الواحدة؛ فوجب قراءتها جميعاً ومِن ثم مراجعتها بتمعن وإدراك وفهم ومحاولة استخلاص المفيد منها والتوفيق بينها إذا استلزم الأمر. ٢ . )إنشغالي ببحوث آخرىٰ بعيدة عن موضوعات السيرة النبوية من حيث البحث وكذا مسائل وقضايا وتحضير خطبة الجمعة من كل إسبوع - والحمد لله رب العالمين.. أن أكرمت بهذا كله - . ٣ . )التزامات شخصية وحياتية ووظيفية يجب أن اقوم بها.. وقد ألزمتُ نفسي مِن البداية تقديم ما اطمئن إليه علمياً من حيث التدقيق والتحقيق والتوثيق. *-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-* [٢ . ] توثيق البعثة المحمدية وتحقيق الرسالة النبوية الأحمدية من خلال النصوص القطعية الثبوت والقطعية الدلالة: [٢ . ١ . ] واللهُ تعالى كَامِلُ الْقُدْرَةِ.. كَامِلُ الرَّحْمَةِ فَــ أَرْسِلَ رَسُولًا رَحْمَةً مِنْهُ.. كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إلَّا « „ رَحْمَةً ” » لِلْعَالَمِينَ ﴾[(1)] .. فقال الطبري:" وَمَاأَرْسَلْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ إِلَىٰ خَلْقِنَا إِلَّا رَحْمَةً.. ".. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَىٰ هَذِهِ الْآيَةِ ، وتأويل الآية فيه تفصيل ؛ يرجع إليه في مواضعه . وَ أَوْلَىٰ الْأقْوْالَ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ .. الْقَوْلُ الَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله تعالى عنهما- ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً لِجَمِيعِ الْعَالَمِ . [(2)] [٢ . ٢ . ] وكونُه مبعوثاً إِلَى كافة الورىٰ، اثبت القرآن المجيد قوله تعالى: ﴿ „ وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ” ﴾ [(3)] و [٢ . ٣ . ] قال تعالى: ﴿ „ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ” ﴾ [(4)] و [٢ . ٤ . ] قال تعالى: ﴿ „ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ” ﴾ [(5)] أي: وأُنْذِرُ مَنْ بِلَغَه، و [٢ . ٥ . ] قال تعالى: ﴿ „ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً ” ﴾ [(6)] و [٢ . ٦ . ] قال تعالى: ﴿ „ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ” ﴾ [(7)]، و [٢ . ٧ . ] قال تعالى: ﴿ „ تَبَارَكَ الَّذِي نـزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ” ﴾ [(8)] و [٢ . ٨ . ] قال تعالى: ﴿ „ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ ” ﴾ [(9)]. هذا من حيث النصوص القرآنية ... أما حيث السنة النبوية المحمدية العطرة فــ [٢ . ٩ . ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - « „ يَا أَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ ” » . [(10)]. و جاء من طريق آخر: عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: « „ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِيهِمْ يَا أَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ ” ».[(11)] . و [٢ . ١٠ . ] يأتي جزء من حديث [(12)] يقول فيه -عليه السلام-: « „ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَىٰ قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْت إلَىٰ النَّاسِ عَامَّةً ” » و [٢ . ١١ . ] يأتي جزء آخر من حديثه [(13)] عليه السلام: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « „ أُعْطِيت خَمْسًا وَلَا أَقُولُهُ فَخْرًا ” » :-منها- « „ بُعِثْت إلَىٰ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ ” » . [(14)]. [٢ . ١١ . ١. ] وجاء من طريق آخر : عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَىٰ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « „ وَأُعْطِيت خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ كَانَ قَبْلِي.. ” » : - منها- « „ بُعِثْت إلَىٰ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ ” » [(15)]. [٢ . ١١ . ٢. ]عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : خَرَجْت فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدْته يُصَلِّي ، فَانْتَظَرْته حَتَّىٰ صَلَّىٰ ، فَقَالَ: « „ أُوتِيت اللَّيْلَةَ خَمْسًا لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي .. ” » .. - منها- : « „ وَأُرْسِلْت إلَىٰ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ ” » [(16)]. ** والحاصل : أَنَّ إرْسَالَ الرَّسُولِ مِنْ أَعْظَمِ الدَّلَالَةِ عَلَىٰ كَمَالِ قُدْرَتِهِ- سبحانه وتعالى- وَإِحْسَانِهِ . [(17)] -*-* وينبغي لي أن أتحدث في تمهيدٍ عن ثلاثة محاور: ١. ] الأول: الغاية من بعثة الرسل. أما المحور الثاني : ٢. ] حاجة الناس إلى الرسل. أما الثالث: ٣. ] الغاية من بعثة خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين النبي العربي الأمي الأمين صلىٰ الله عليه وآله أجمعين. كما ينبغي لــ كل إنسان الإجابة عن تلكم الأسئلة : ١ .] ما هي الغاية من الخلق والإنشاء والإبداع والتقويم للإنسان؛ ٢ .] ما هي الغاية من وجود الإنسان علىٰ الأرض؛ ٣ .] ماذا بعد إنتهاء الحياة لكل إنسان علىٰ الأرض؛ أموتٌ بعده فناء وعدم!!؟.. بمعنىٰ أنه : لا حساب ولا مسائلة ولا جزاء!!.. أم نعيم مقيم دائم!! أو تلك الآخرىٰ.. ١ .] فإذا كان الأمر فيه محاسبة علىٰ أفعال قمنا بها؛ وأقوال تكلمنا بها، وجزاء علىٰ تصرفات في الحياة الدنيا سنحاسب عليها في الحياة الآخرة .. هنا حق لنا أن نعلم جيداً وبالتفصيل كيف نعيش وفق منهاج خالق.. وكيف نحيا وفق طريقة رازق.. وكيف نعمل ونقول وفق شريعة رب غفور رحيم.. فوجب إرسال الرسل وبعث الكتب.. فنطق القرآن الكريم بالقول الصادق: ﴿ „ وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ „ لَاتَعْلَمُونَ شَيْئًا ” وَجَعَلَ لَكُمُ „ السَّمْعَ ” وَ „ الْأَبْصَارَ ” وَ „ الْأَفْئِدَة َ” لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ”﴾ [(18)] فأعطىٰ سبحانه وتعالىٰ الجميع دون استثناء أدوات التعلم .. ثم جاء الأمر بتعلم أمرين؛ أو بتعبير أدق بتعلم كتابين.. الأول منهما : ﴿ „ اقْرَأْ ” بِــ „ اسْمِ رَبِّكَ” ﴾ وهذا قُصد به الكتاب المحفوظ في الصدور؛ القرآن الكريم والذكر الحكيم والمصحف الشريف.. وأما قراءة الكتاب الثاني فقال : ﴿ الَّذِي „ خَلَقَ”﴾. ثم جاء بمثال عن كيفية خلقه -سبحانه- لآحدى مخلوقاته ... وهو أرقاهم : ﴿ خَلَقَ „ الْإِنسَانَ ” مِنْ عَلَقٍ ﴾ [(19)] وهذا قصد به قراءة الكتاب الذي هو في الكون منشور.. وهذا الكتاب المنشور في الكون هو تعلم الطب لمعالجة الإنسان والحيوان؛ والصيدلة لحماية الإنسان من الأوبئة والأمراض؛ والهندسة للإعمار؛والزراعة لقوت الإنسان والحيوان... هكذا .. لذا فقد وجب قراءة كتاب نزل من خالق الإنسان في أحسن تقويم وواجد الكون ومنشأ الحياة من عدم .. وجب قراءة كتاب نزل بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- علىٰ قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا هو الكتاب الأول.. القرآن المجيد والذكر الحكيم والهدي ا لكريم والنور المبين... قراءة تطبيقية.. منهجية.. تشريعية.. عملية حياتية يومية وليس قراءة قراء المقابر... أما الكتاب الثاني فقراءة الكتاب المنشور في كينونة الإنسان وتركيبته النفسية والخَلقية ؛ وما هو منشور في الكون والحياة.. ثم يبين سبحانه : ﴿ „ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ” ﴾ ﴿ „ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ”﴾ [(20)] وهذه هي الآيات الخمس الْأُول .. وهي أيضا التكليف الأول لمحمد النبي الرسول ولمن يتبعه من المسلمين المؤمنين والتي هي أول ما نزل علىٰ قلب أمين السماء والأرض بواسطة أمين السماء جبريل -عليهما السلام- مِن مَن خلقهما -سبحانه وتعالى-.. وكي تتضح لنا غاية إرسال خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين نقرأ معاً ما سيقوم به معنا الرسول من دور نبوي ووظيفة رسولية.. فكان الدور الأول متعلق بـ الآيات والعلامات العقلية والذهنية والإستدراكية في الكون والحياة والإنسان ؛ فقال : ١ . ] ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ „ آيَاتِكَ ” ﴾ وقصد هنا علامات وأدلة وجود خالق الأشياء جميعاً مِن عدم ومِن غير مثال سابق -تعالى في سماه وتقدست اسماه-؛ وَ ٢ .] ﴿ يُعَلِّمُهُمُ „ الْكِتَابَ ” ﴾ وقصد هنا القرآن الكريم وَ ٣ . ] ﴿ „ الْحِكْمَةَ ” ﴾ وقصد هنا السنة النبوية العطرة وَ ٤. ] ﴿ „ يُزَكِّيهِمْ” ﴾ [(21)] ..بمعنىٰ يطهرهم طهارة قلبية ونفسية وعقلية وروحية وجسدية وما فوق الجسد مِن ملابس ثم طهارة مكانية .. ثم تأتي قضية هامة وجوهرية فنطق القرآن المجيد والذكر الحكيم يقول: ٥. ] ﴿ „ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ” ﴾ [(22)]... ونعيد صياغة الأسئلة؛ فما هي: ١ . ] الغاية من بعثة الرسل.!! ٢ . ] ما هي صفات الأنبياء والرسل..!! ٣ . ] ما هي وظيفة الرسل وما هو دور الأنبياء..!! ٤ . ] ما هي مميزات الأنبياء الرسل..!! ٥ . ] ما هي الكتب السماوية.. وعما تتحدث..!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ (يُتْبَعُ بإذْنِهِ تَعَالىٰ) نال شرف قراءة المراجع ومراجعة المصادر وكتابة هذا البحث: مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى حُرِّرَ في يوم الإحد 24 صفر 1442 من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ومتمم المبتعثين ~ الموافق 11 من شهر أكتوبر عام 2020 من الميلاد العجيب للسيد الجليل والنبي النبيل المسيح عيسى ابن مريم النذيرة العذراء الزهراء البتول عليهما السلام. * ( د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
12 / 10 / 2020, 44 : 12 PM | المشاركة رقم: 339 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه :التَّمْهِيدُ : [ ٣ . ] المجلد الثالث «وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأشْيَاءُ »[(23)] [٣ . ١ . ] قد يتعَّجب البعض .. وقد يستنكر من اهتمامي -في هذا التمهيد للمجلد الثالث- بالحديث عن العالم قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عموماً؛ والحديث عن حالة العرب خصوصاً علىٰ الرغم من أنهما ضرورة من ضرورات التعمُّق في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه؛ لفهمها وإدراك حتمية البعثة؛ والمدخل الطبيعي لرسالة السماء الخاتمة؛ وليس ذلك ترفًا فكريا أو إضافة من القول أُبيضُ به فازيد عدد صفحات المجلد، وإنما هو مقدِّمة تمهيدية لازمة ومدخل علمي لاكتمال فهم السيرة النبوية فهمًا دقيقاً كاملاً.. والإدراك الصحيح والفهم الواعي لضرورة وجود المنهجية القرآنية والكيفية العملية والقولية للسيد الجليل والنبي النبيل الخليل خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين. وذلك لأنه كما قال الأولون: « بضدها تتبيَّن الأشياء »[(23)] . فلا يمكن لمتابع مدقق واع ومن ثم مؤمن عن قناعة وفهم أن يستوعب جمال السيرة المحمدية وبالتالي يدرك بفهم ووعي السنة النبوية وكمال صاحبها -صلى الله عليه وسلم-، ولا أن يُدرك سموَّ مبادئ الإسلام وعظمة تشريعاته ودقة منهجه في الحياة إدراكًا تامًّا، إلاَّ إذا رأى مدىٰ الانحطاط الذي وصل إليه العالم قبل مجئ البعثة المحمدية والرسالة المصطفوية -رسالة الإسلام- في كل مجالات الفرد والمجتمع والحياة ؛ خاصَّة في المجالات الفكرية والإنسانية، كالعقائد والتشريعات الإجتماعية والإقتصادية والقانونية والنظم الداخلية والمبادئ العامة والأخلاق التي يجب ان تسود الأفراد والمجتمع والأسرة والعلاقات السياسية بين الدول والنظم الخارجية. فقد انحدرت كل القيم الإنسانية في طول الأرض وعرضها، ولم يبقَ علىٰ الكوكب أحد يتمسَّك بالدين والأخلاق إلا أفراد قلائل من أهل الكتاب. ** [ ٣ . ٢ . ] العالم قبل الإسلام:" كان العالم قبل مجيء الإسلام في ضلالٍ عقدي ، وتيهٍ فكريّ ، وظلمةٍ أخلاقيّة ؛ وفساد إجتماعي.. ففي الحديث النّبوي الشّريف يذكر أنّ الله -سبحانه وتعالىٰ- اطّلع علىٰ أهل الأرض قبل نزول رسالة الإسلام فمقتهم عربهم وعجمهم إلاّ بقيّةٌ من أهل الكتاب. ولا شكّ أنّ المقت مِن الله -تعالىٰ ذكره وجلَّ قدره- يتضمّن كراهية حال النّاس التي كانوا عليها بابتعادهم عن منهج الله -تعالىٰ-وشريعته التي أنزلها علىٰ أنبيائه وبعث بها رسله. فــ عن عياض بن حمار المُجاشعيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته فيما يرويه عن ربِّ العزَّة -عز وجل-: "... وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ[(24)] ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ[(25)] ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا. وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ[(26)] عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [(27)]. [(28)] . لقد استحقَّ مَنْ علىٰ الأرض جميعًا مقت الله –تعالىٰ- لهم ؛ وذلك بسبب الانهيار القيمي والفساد الأخلاقي اللذين حدثا بوازع من وساوس الشياطين وأمانيهم ، التي ظلَّت تلعب بنفوس الناس علىٰ مدار قرون، حتى " اجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ** [ ٣ . ٣ . ] العصر الجاهلي :" عُرف العصر الجاهليّ بكونه ضحلاً علىٰ مستوىٰ الفكر والثقافة عند مقارنته بالعصور الأخرىٰ كــ - عصر الرومان، و - اليونان، و - الفرس،و - الهنود، فــ قد تميّزت هذه العصور بازدهار العلوم والآداب والفلسفة ، وربما كان الشعر والقصص والأمثال ما ميّز العرب في الجاهلية ، إضافة إلىٰ معرفتهم بالأنساب وبعض طرق العلاج والطبّ التي توارثوها، وبالرغم من وجود هذه المعرفة إلّا أنّها لا ترقىٰ لمرتبة العلوم: - كونها غير منظّمة، و - لم يوجد علماء ومختصون يدوّنونها ويثبتونها، و لكن في أطراف الجزيرة العربية في العصر الجاهليّ برزت بعض أشكال العلوم والفنون مثل : - إرواء الأرض ، و - هندسة البناء المميزة والفريدة من نوعها .... وخاصة بناء القصور وزخرفتها... و في مجال الطب أيضاً ، و في الزراعة ، و في بيطرة الدواب والمواشي ، و ربما يعود سبب وجود هذه العلوم إلىٰ الاتصال المباشر مع الحضارات الأخرىٰ كالرومان، والفرس، والحبشة نظراً لقربهم من هذه المناطق. [(29)]. [ ٣ . ١ . ١. ] شرعية تذاكر أحوال الجاهلية:" وليس في الحديث عن أمر الجاهلية شيء؛ فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- يتذاكرون أمر الجاهلية في أحاديثهم ليعرفوا نعمة الله -تعالىٰ- عليهم بالإسلام، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن ذلك؛ بل كان -عليه الصلاة والسلام- يبتسم، فكان ذلك منه إقرارًا لهم علىٰ فعلهم؛ فــ عن سِمَاكِ بن حرب قال: قلتُ لجابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه: أكنتَ تُجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:"نَعَمْ، كَثِيرًا كَانَ لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيه ِالصُّبْحَ أَوِ الْغَدَاةَ حَتَّىٰ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ ... فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ "[(30)] و قال النووي في شرحه علىٰ صحيح مسلم :«وَفِيهِ جَوَازُ الْحَدِيثِ بِأَخْبَارِ الْجَاهِلِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ ». [(31)] و إذ أتناول هذه الفترة لن أكتفي بالحديث عن جزيرتهم العربية وحدها، وإنما سأتحدَّث عن العالم كله قبل الإسلام؛ وذلك لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد بُعِث للعالمين كافَّة رحمة ونورًا وهداية، قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [(32)] ؛ فميدان عمل دعوته -صلى الله عليه وسلم- هو الأرض بكاملها بمَن عليها.. وفي الزمان بأكمله منذ بُعث إلىٰ أن يرث الله تعالىٰ الأرض ومن عليها. كما أن الدعوة والدولة الإسلامية كليهما لهما تقاطعات مع هذه الحضارات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان هناك مؤيِّدون للدعوة من هذه الحضارات، وكان هناك معارضون، وكذلك كان هناك محايدون، ولن يمكن أن نفهم ردود فعلهم إلا بدراسة أحوالهم ودوافعهم لاتخاذ المواقف التي سجلتها السيرة المحمدية العطرة وسطرتها السنة النبوية الزكية البهية. [ ٣ . ١ . ٢. ] خصائص الحضارات قبل الإسلام:" وسنجد أن كل الحضارات الموجودة قبل الإسلام امتازت بخصائص كثيرة متشابهة ؛ لعلَّ من أبرزها ثلاثًا: [١ . ] أولها : فــ هو الانحراف العقائدي الكامل؛ حيث فسدت العقائد، وعبدَ الناس آلهةً شتىٰ من دون الله -جلَّ في علاه وتقدست اسماه وسما وعلا في سماه؛ سبحانه وتعالى عما يشركون- لا تملك لأنفسها -فضلاً عن أن تملك لهم - ضرًّا ولا نفعًا؛ فــ - عبدَ العرب الأصنام، و - عبد الصينيون بوذا، و - عبد الفُرْس النار، و تخبَّط الرومان بين الوثنية والمسيحية المحرَّفة التي ابتدعوها؛ بينما - عَبَدَ المصريون القدماء آلهة متنوعة من الشمس إلىٰ أوهام أخرىٰ كحورس وبتاح وآمون. و [ ٢ . ] ثانية الخصائص : هي الانهيار الأخلاقي التام؛ والفساد الإجتماعي.. حيث انتشرت الفواحش، ولم يعد الناس يعرفون معروفًا أو يُنكرون منكرًا؛ بل انقلبت الأحوال حيث أصبح المنكر معروفًا يتداوله الناس جهرًا دون خشية ، وصار المعروف بينهم منكرأ.. كـ إنتشار الزنا والمخادنة وتفشي الدعارة مثلاً؛ فصارت الداعرات ذوات بيوت مُشْهَرَة ، وعلامات مرفوعة ؛ وآلوية منصوبة.. كما صارت نسبة أولاد الزنا للزناة أمرًا شائعًا مشروعًا لا ينفيه أحد ، ولا تُصيبه معرَّة بسببه. و أما الخاصية [ ٣ . ] الثالثة : فــ هي التعاظم الشديد في القوة المادية؛ فقد كانت هذه الحضارات دنيوية صِرْفة، لا يهتم ملوكها وحكامها إلا بالقوة المادية التي تزيد في ملكهم؛ لذا فقد اهتمُّوا بزيادة قوتهم؛ وتكوين جيوش ضخمة يحاولون بها السيطرة علىٰ العالم واستعباد البشر. ومن هنا تعلم -أيها القارئ الكريم- أن المسلمين حينما انطلقوا للدعوىٰ لـ عبادة الرب الواحد الأحد الفرد الصمد ؛ الذي لا تصح أن تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد ، وواجهوا تلك الحضارات في صراعات عسكرية ، كانوا يُواجهون في الواقع قوىٰ عظمىٰ تملك قدرات عسكرية وآلة تدمير جهنمية -حسب وقتها- ومادية هائلة ؛ ولكن نجح المسلمون –بفضل من الله تعالىٰ- في الانتصار علىٰ هذه القوىٰ بالفرق الواضح بينهم في الجانب العقائدي والجانب الأخلاقي ؛ علىٰ الرغم من التفاوت الهائل في القوى المادية. [(33)]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ (يُتْبَعُ بإذنه تعالى) نال شرف قراءة المصادر وتكحلت عيناه باعداد البحث وكتابته : د. مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى حُرِّرَ في يوم الإثنين ٢٥ صفر ١٤٤٢ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ١٢ من شهر أكتوبر عام ٢٠٢٠ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم النذيرة الزهراء العذراء البتول عليهما السلام. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 10 / 2020, 01 : 04 PM | المشاركة رقم: 340 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه «العالم قبل البعثة الأحمدية(*) الرسولية.. والنبوة المحمدية» - الفرس مجوس يعبدون النار،ويُحِلُّون نكاح المحارم، ويغرقون في لُجِّيٍّ من الخرافات، و[٤. ] المدخل للمجلد الثالث: [٤. ١. ] العالم قبل مبعث الرسول «محمد بن عبدالله»-صلى الله عليه وآله وسلم-: رسول الله -صلى الله علیه وآله وسلم- بُعثَ والناس في ضلالة عمیاء، وجاھلیة جھلاء، والعالم يموج بألوان مختلفة من الشرك والظلم، والتخلف والانحدار والبعد عن الفطرةالتي فطر الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه وعلا في علاه- الناس علیھا. وفي صدارة العالم دولتان فقدتا مقومات البقاء، وانحدرتا إلى مستوى البھائم العجماء، فــ - الروم حرفت المسیحیة، واعتنقت خرافة الثالوث، وعقیدة الصلب والفداء، وباتت مُخترقة من عدة وثنیات أفلحت في إضلالھا، ومن وراء ھؤلاء : - يھود غضب الله علیھم لضیاع الدين بینھم، واتخاذھم أحبارھم أرباباً من دون الله ، يحلون لھم ما حرم عليهم ويحرمون ما أحل، و - ھنود يُطبقون على عبادة العجول والأبقار، و - يونان قد مسختھم الأساطیر الكلامیة والفلسفات المنطقیة، وصدتھم عن سبیل الھدى، و - ديانات أخرى كثیرة تنتشر ھنا وھناك في أرجاءالمعمورة، وتتشابه في أوصاف التخبط والانحلال والاضطراب والحیرة. وكان سبب شقاء ھذه الحضارات المزعومة، والمدنیات المحرومة قیامھا على أسس مادية فقط دون أن يكون لھا أي تعلق بنور الوحي الإلھي، ولا جرم أَنْ نظر الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- لأي أھل الأرض فمقتھم : عربھم وعجمھم إلا بقايا أھل الكتاب، كما قال النبي -صلى الله علیه وسلم-، فقد جاء عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: " ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل مال نحلته عبدا حلال ... وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن لا يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان وإن الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة قال استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك وأنفق فسننفق عليك ........"[(34)]. وھذه البقايا تتمثل في أفراد أبت أن تنزلق في أوحال الشرك، وظلت ثابتة على منھج التوحید منتظرة خروج نبي جديد بشرت به أنبیاؤھم، وتعلقت به أحلامھم. [٤. ١. ١. ] الحياة «الإنسانية» كانت الحياة «الإنسانيّة» قبل مجيء الإسلام حياةَ يتخبّط أفرادها في غياهب الضّلالات وظلمات الشّرك، وقد كان منطق القوة والقبليّة يحكم سلوك الأفراد وعلاقاتهم مع بعضهم البعض، فلقد كانت القبائل العربيّة وغيرها تتناحر فيما بينها وتتقاتل لأهون ِالأسباب، فــ - حرب «البسوس»[(35)] مثلاً التي استمرت ما يقارب أربعين [40] سنة كان سببها أنّ ناقةً داست بأقدامها بيضة لطير القبّرة، وكذلك كانت : - حرب «داحس» و - «الغبراء»[(36)]. و لقد ساهمت «البداوة» وظروفها الصّعبة أحيانًا كثيرة في إكساب النّاس صفات الهمجيّة وعدم الرّحمة، فقد كان همّ كثيرٍ من القبائل أن تعيش في مأمن وعيش كريم؛حيث يتوفّر الماء والكلأ بدون التّفكير في بناء علاقات حسنة مع القبائل الأخرى، ويمكن القول أنّ جميع جوانب الحياة : - «الفكريّة» و - «الإجتماعيّة» و - «الإنسانيّة»و - «العلميّة» كانت سوداء قاتمة، باستثناء قلّة من النّاس الذين تمسّكوا في عقيدتهم بدين : - «الحنيفيّة» السّمحة، وهو دين خليل الرحمن «إبراهيم» -عليه السّلام-.. - فما هي أبرز جوانب الحياة ما قبل الإسلام ؟. الحياة ما قبل الإسلام [٤. ٢. ] العرب قبل الإسلام: لم يكن حال العرب قبل الإسلام في جميع نواحي حياتهم إلاّ مثالاً على التخلّف والجهل والضّلال، فعلى الرّغم من وجود بعض الإيجابيّات وتوافر بعض الأخلاق عند العرب في الجاهليّة، إلاّ أنّ معظم أفكارهم ومعتقداتهم كانت مبنيّةً على الباطل والعرف الخاطىء، وقد أتى الإسلام بنوره حينما بُعث النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في جزيرة العرب ليبدّد هذا الظّلام القاتم وليضع للنّاس منهجًا ربانيًّا واضحًا في الحياة الدنيا؛ وكيفية معينة من العيش ؛ وطرازاً خاصاً من الحياة .. يضمن للنّاس حياة السّعادة والطّمأنينة التي ينشدون في الحياة الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة. - فما هي أبرز مظاهر أحوال العرب قبل مجيء الإسلام؟ [(37)]. كانت القبائل في فترة ما قبل الإسلام يغزو بعضها بعضاً، وقد كانت الحرب بدون ضوابط أخلاقيّة، فقد كانت تسمح للمتغلّب أن يقتل وأن يسرق وأن يسبي النّساء والذّراري بمنطق متوحّش، بعيد عن أيّ معنى من معاني الإنسانيّة. أمّا بالنّسبة لأعمال النّاس وتكسبهم فقد كان كثيرٌ منهم يرعى الإبل والأغنام، كما اشتغل عددٌ منهم بالتّجارة، وعلى الصّعيد الفكري والعقدي فقد مثّل أظلم جوانب الحياة الإنسانيّة حيث كانت القبائل تتخذ أصنامًا تصنعها بيدها وتعبدها من دون الله -سبحانه وتعالى-، حتّى وصل عدد الأصنام حول الكعبة المشرفة بمكة المكرمة إلى ما يقارب من ثلاثمائة صنم. وقد كان النّاس قبل الإسلام يتطيّرون ويتشاءمون، فعندما كان يهمّ أحدهم بسفرٍ أو عمل معيّن كان يضع طيراً ثمّ يحرّش بينها فتطير، فإذا طارت باتجاه اليمين تفاءل بذلك واستبشر ومضى في أمره، وإن طارت باتجاه الشّمال تشاءم بذلك ونكص على عقبيه فلم يعزم، كما أنّهم كانوا يتشاءمون من صوت الغراب والبومة. ** ولم يكن العرب أحسن حالاً من ھذه الأمم، فقد بدّل لھم عمرو بن لُحِي الخزاعي[(38)] ديانة إبراھیم الخلیل التي كانوا يدينون بھا، ومن ثم انتشر الشرك بین أھل مكة وخارجھا، حیث كان أھل الحجاز أتباعاً لمكة لأنھم ولاة البیت وأھل الحرم. وبانتشار الوثنیة بین العرب كثرت الخرافات الدينیة التي أثرت بدورھا في الحیاة السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادية تأثیراً بالغاً. " العالم قبل مبعث الرسول الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم- كان يستعد لتحول عام في جميع الكيان البشري. وقد كان الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى وبعض الكهنة يُنبئ بمقدم مثل هذا الرسول، لما وجدوه في كتبهم من صفته وزمانه. وكانت يهود (يثرب) إذا حدثت بينهم وبين العرب (المشركين) منازعات، يتوعدونهم بظهور النبي وانهم ينصرونه، فينتقمون من أعدائهم. قال ابن عباس: إن اليهود كانوا يستفتحون على (الأوس) و (الخزرج) برسول الله، قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب، كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه.[(39)]. وإلى هذا تشير الآية الكريمة: ﴿ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِين ﴾ [البقرة:89] [(40)]. وقد كان الكهان من العرب تأتيهم الشياطين من الجن، فتذكر بعض أمر الرسول، مما كانت تسترق السمع، فلما تقارب زمانه -صلى الله عليه وآله وسلم-، حِيلَ - في السماء - بين الشياطين وبين المقاعد التي كانت تقعد فيها وتسترق الأنباء، وكانت إذا أرادت أن تستمع إلى الملأ الأعلى تُرمى بالشظايا والشهب. وإلى هذا تشير الآية الكريمة ـ عن لسان الشياطين ـ ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴾ [*] ﴿ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴾ [*] ﴿ وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾[(41)]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ (*) اعتماداً على قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَالتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُفَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين } [الصف:6] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذنه تعالى محمد الرمادي الأربعاء : 14 أكتوبر 2020~ الموافق 27 من شهر صفر 1442 ه. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018