08 / 09 / 2008, 04 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح عن ابن عباس - رضيَ الله عنهما - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لامرأةٍ من الأنصار يقال لها: أمُّ سنان: ((ما منعكِ أن تكوني حجَجْتِ معنا؟))، قالت: ناضحان كان لأبي فلانٍ (زوجها) حَجَّ هو وابنه على أحدهِما، وكان الآخر نسقي عليه، قال - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي))؛ وفي لفظ آخر: ((فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدِلُ حجَّة))[1] ؛ أخرجه البخاري ومسلم. الحديث دليلٌ على فضل العمرة في رمضان، وأنَّها تعدل ثواب حجة، وفي رواية لمسلم ((حجة معي))؛ أي: مع الرَّسول - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - وليس هذا خاصًّا بهذه المرأة؛ بل هو عامّ. وهذا من فضل الله تعالى ونِعَمه على عباده، فقد صارتِ العمرة بِمنـزلة الحجّ في الثَّواب بانضِمام رمضان إليها، وهذا يدلُّ على أنَّ ثواب العمل يزيد بزيادة شَرَف الوقت؛ كما يزيد بِحضور القلب وخُلُوص القصد، والله تعالى مُنعم مُتَفَضِّل، يَتَفَضَّل بما يشاء على مَن يشاء فيما يشاء، لا مُعَقِّب لحكمه، ولا رادّ لفضله. والعمرة تَحصُل بأداء مناسكها، ولو لم يَمكث المعتمِر بعدها في مكَّة، لكن مَن وَفَّقَه الله تعالى لِلبقاء بِجوار بيتِه الحرام شهر رمضان، أو ما تيسَّر منه فقد مُنِحَ نِعمةً عظيمة لا يقدرها قدرها إلاَّ الصَّالحون المُشَمِّرون الذين يدركون قيمة الأوقات الشريفة والأماكن الفاضلة. إنَّ بقاء الإنسان بجوار بيت الله الحرام في هذه الأيام المُبَاركة له أثرٌ كبيرٌ في نشاط المسلم وعبادته وإقباله على الله تعالى، مُعْرِضًا عن الدُّنيا بقلبه وقالبه، حافظًا لوقته، يسهل عليه فعل الطاعة منَ الصَّلاة والصَّدَقة، والذِّكر، وتلاوة القرآن. وقد جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّه قال - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة إلاَّ المسجد الحرام))[2]. وعن جابر - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - قال: ((صلاةٌ في مسجدي أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلاَّ المسجد الحرام، وصلاةٌ في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه))[3]. فعلى المسلم أن يستفيدَ من وقته، ويغتنمه في الأعمال الصَّالحة لشرف الزَّمَان والمكان. وما هي إلاَّ أيام معدودات تنقضي سريعًا، يربح فيها المُمتَثل المُطيع، ويخسر فيها العاصي المُضَيِّع، وعليه أن يُصَلِّيَ التَّراويح خلف الإمام، ولا ينصرف قبله؛ ليكتب له قيام ليلة، كما تَقَدَّمَ أول الكتاب. ومَنْ صحب أهله فعَلَيه أن يحفَظهم ويتفقَّدهم، فإنَّ منَ النَّاس مَنْ يهمل نساءه وأولاده من بنين وبنات، فَهُم في لهو ولَعب من خروج للأسواق، وتَسَكُّع في الطُّرُقات، وإيذاء لعباد الله، وفي هذا فساد عريض. وهذا من ضعف القوامة، وغلبة النساء والأولاد، نسأل الله السلامة، ومثل هؤلاء الأولياء بلدهم خيرٌ لَهم لو كانوا يعلمون. وعلى الإنسان أن يمنع نساءه منَ التَّطَوُّع بالطَّواف طوال أيام الشهر رمضان، لِمَا في ذلك منَ المَحَاذير العظيمة؛ بسبب الزِّحام طوال الأيام؛ بل إنَّني أنصح الرَّجل نفسه ألاَّ يُكثرَ من الطواف أوقات الزحام؛ بل يدع المجال لِمَن يطوف طواف النُّسك، وعليه أن يشتغل بالصلاة وتلاوة القرآن وغير ذلك من أنواع الطاعة. وعلى المرأة المُسلمة أن تعلمَ أنَّ صلاتها في منـزلها أفضل من صلاتها في المسجد سواء في مَكَّة أو في غيرها؛ لعموم قوله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتُهنَّ خير لهن))[4]، وذلك لأنَّ صلاتها في بيتها أسترُ لَهَا وأبعد عن الفتنة ومزاحمة الرجال، وإذا أرادتِ الخروج لصلاة التراويح أو التَّهَجُّد فعليها أن تكونَ محتشمة بعيدة عن كل ما يثير الفتنة من الطيب والزينة أو رفع الصوت، ومزاحمة الرِّجال في الأبواب، وعلى وليِّها منعها من ذلك، وأن يَنتَبه لمثل هذه الأمور التي يغفل عنها كثير منَ النَّاس. اللهم يا مُصلح الصَّالحين أصلح فساد قلوبنا، واسْتُر في الدُّنيا والآخرة عيوبنا، اللهُمَّ حَبِّب إلينا الإيمان، وزَيِّنه في قلوبنا وكرِّه إلينا الكفر والفُسُوق والعصيان واجعلنا منَ الرَّاشدينَ. وصَلَّى الله وسلَّم على نبيّنا مُحمَّد. [1] أخرجه البخاري (3/603)، ومسلم (1256)، والناضح: البعير يستقى عليه الماء، ومعنى: ((تقضي حجة))؛ أي: تعدلها في الثواب؛ كما في الرواية الأخرى، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض. [2] رواه البخاري (3/63)، ومسلم (1394). [3] أخرجه أحمد (3/343)، وابن ماجه (1406)، قال البوصيري في "الزوائد" (1/453): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصحَّحه المُنْذِري في "الترغيب والترهيب" (2/214). [4] رواه مسلم رقم (442) عن ابن عمر - رضي الله عنهما - دون قوله: ((وبيوتهن)) فهي لأبي داود (2/274) من طريق آخر.
tqg hgulvm td vlqhk gado hgt,.hk
|
| |