الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 752 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
04 / 02 / 2019, 11 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح لا شكَّ أن هداية التوفيق والإلهام التي يمنُّ الله تعالى بها على عباده المؤمنين هي منطلق وأساس للاستقامة من عدمها، ويُعرِّف الرازي رحمه الله هذه الهداية في تفسيره عند قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56] بأنها: نور يقذف في القلب، فيحيا به القلب، كمـا قال سبحـانه: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا ﴾ [الأنعام: 122]. ويُعرِّفها صالح آل الشيخ: أن الله جل وعلا يجعل في قلب العبد من الإعانة الخاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره؛ فالتوفيق إعـانة خاصة لمن أراد الله تعالى توفيقه بحيث يقبل الهدى ويسعى فيه[1]. ونُوضِّح للقارئ الكريم أن هناك هداية أخرى تُسمَّى: هداية البيان والإرشاد؛ وهي التي تضاف إلى القرآن الكريم والرسل عليهم الصلاة والسلام، ويقول عنها السعدي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]: بأن المتقين حصلت لهم الهدايتان، وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق والإلهام، وهداية البيان والإرشاد بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية[2]. وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين وتؤكد أن من أراد الله تعالى به الخير والفلاح في الدنيا والآخرة، فإنه يوفقه ويهديه لذلك، ومنها قـوله تعـالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]. ويقول ابن كثير رحمه الله؛ أي: ييسِّره له وينشطه، ويُسهِّله لذلك، فهذه علامة على الخير[3]. ويضيف الشنقيطي رحمه الله عند تفسير هذه الآية أنه جاء عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن هذه الآية الكريمة، فقيل: كيف يشرح صدره يا رسـول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((نُورٌ يُقْذَفُ بِهِ فِي الْقَلْبِ فَيَنْفَسِحُ لَهُ الْقَلْبُ))، فقيل: فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ أَمَارَةٍ يُعْرَفُ بِهَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ))، قِيلَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: ((الإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُود، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالاِسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ لِقَاءِ الْمَوْتِ))[4]. وللسعدي رحمه الله في تفسيره كلام جميل حول معنى هذه الآية؛ إذ يقول: يقول تعالى مبينًا لعباده علامة سعادة العبد وهدايته، وعلامة شقاوته وضلاله: إن من انشرح صدره للإسلام؛ أي: اتسع وانفسح، فاستنار بنور الإيمان وحيي بضوء اليقين، فاطمأنت بذلك نفسه، وأحب الخير وطوَّعت له نفسه فعـله متلذذًا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله تعالى قد هداه ومَنَّ عليه بالتوفيـق وسلوك أقوم الطريق، وأن علامة من يرد الله تعالى أن يضلَّه أن يجعل صدره ضيقًا حرجًا؛ أي: في غاية الضيق عن الإيمان والعلم واليقين، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات فلا يصل إليه خير، ولا ينشرح قلبه لفعل الخير، كأنه من ضيقه وشدَّته يكاد يصعد في السماء؛ أي: كأنه يكلف الصعود إلى السمـاء الذي لا حيلة له فيه[5]. وسائل الهداية المعينة على الاستقامة: ويجب على الإنسان المسلم أن يحرص أشد الحرص على تلمُّس الوسائل المساعدة على الهداية، ومنها: 1- توفيق الله تعالى لنعمة الهداية؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، وينبغي على العبد أن يحرص في دعائه باستمرار على طلب توفيق الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]؛ أي: مَنْ لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر[6]. 2- الإيمان بالله تعالى، وهو محور أساس في الدين؛ لأنه يعني التصديق والاستسلام لكل ما جاء به الشرع من المغيبات، ومن وُفِّق لذلك وُفق بعناية الله تعالى إلى الهداية؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 203]. 3- تقوى الله تعالى فهي طريق مهم وعظيم لكسب الهداية، ويؤكد ذلك الكثير مـن النصوص؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]، وقـال تعـالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282]، وقـال تعـالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]. 4- اتِّباع القرآن الكريم، والتمسُّك بما جـاء به من أوامـر ونواهٍ؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101]. 5- البعد عن اتِّباع الهوى؛ لأنه سبب للزيغ والهلاك؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 56]. 6- تجنب اتِّباع الشيطان وخطواته؛ لأنه العدو الأول للإنسان المتربص به؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71]، وقـال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21]. 7- إخلاص العبادة لله تعالى وتوحيده، وعدم الإشرك به؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. 8- المجاهدة في اتِّباع أوامر الله تعالى، واجتناب نواهـيه سببٌ رئيس لحصول الهداية من الله جل وعلا؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]. ونسأل الله أن يهدينا، ويُسدِّدنا في القول والعمل، وفي السرِّ والعَلَن، والحمد لله رب العالمين. [1] صالح آل الشيخ؛ التمهيد لشرح كتاب التوحيد، ص 319. [2] السعدي؛ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 40. [3] ابن كثير؛ تفسير القرآن العظيم، ج 3، ص 334. [4] الزمر: 22، ابن أبي شيبة؛ المصنف، حديث رقم: 35456، والشنقيطي؛ أضواء البيان، ج2، ص 28. [5] السعدي؛ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 272. [6] ابن كثير؛ تفسير القرآن العظيم، ج 6، 71. Hev hgi]hdm ,,shzgih td hghsjrhlm | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 02 / 2019, 34 : 10 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018