08 / 09 / 2018, 51 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح شرح حديث: "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدِي))، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا"؛ رواه الشيخان، واللفظ لمسلم في كتاب الفضائل. مفردات وجمل: الجوامع: جمعٌ لِجامعة، والكَلِم: جمعٌ لِكَلِمة، أو اسمُ جمعٍ لها، مما يُفرَّق بينه وبين واحدِه بالتاء؛ كَلَبِن ولَبِنَة، وتَمْر وتَمْرَة، والكلمة الجَامِعة هي القليلة اللفظ الكثيرة المعنى، وإضافة جوامع لِلكَلِم من إضافة الصفة للموصوف. والرُعْب - بالضم وبضمتين - الفَزَع، مصدر رَعَب كمَنَعه؛ أي: خَوَّفه، فهو مرعُوب ورَعِيب... وبينا: ظرف زمان، زِيدتْ فيه الألف للإشباع، وفي رواية: (بينما) بزيادة ما، وجملة "أنا نائم" في موضع جر بالإضافة إلى الظرف، والظرف متعلق بأُتِيت المبني للمجهول، مَن أتى بمعنى جاء؛ أي: جِيء إليَّ بمفاتيح خزائن الأرض... ووضع مفاتيح الخزائن في يده كناية عما فتح الله لأُمته من الفتوح العظيمة في مشارق الأرض ومغاربها، وقد رأى ذلك في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي، وقد حقَّق الله له ولأُمَّته ما رآه، وذلك من أعلام نبوته. والواو في جملة (أنتم تَنْتَثِلُونَهَا) واو الحال المُقدَّرة، والنثل والانتِثال: الاستخراج، يُقال: استخرجتُ ترابها، ونَثَلْتُ الكنانة: إذا استخرَجت ما فيها من سهامٍ... الشرح: اختصَّ الله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين - بخصائص ومزايا لم يخصَّ بها أحدًا من إخوته قبلَه، ولا عجبَ في ذلك، فنُبوته هي الخاتمة، ورسالته هي الدائمة، وشريعته هي الخالدة، فكانت هذه المزايا والخصائص من أعلام نُبوته التي خُتِمت بها النُبوات والرسالات، ولم يَبقَ من آثارها إلا الرؤيا الصادقة التي أخبرنا أنها جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، فمن هذه الخصائص: 1- أن الله تعالى آتاه جوامع الكَلِم، فحديثه صلى الله عليه وسلم الفصل الجَزل البَيِّن، الذي لو عَدَّه العَاد لأحصاه، وقِيل: المراد بجوامع الكَلِم كتابُ الله تعالى، فقد بلغ في جمع المعاني وسمو المباني أشرف الغايات، وأكرم النهايات، ولا مانع من إرادة الكتاب والسنة جميعًا، فهما صِنوان لا يفترقان. 2- وأنه تعالى نصَره بالفزع والخوف يُلقِيه في قلوب أعدائه بين يدي مسيرةِ شهرٍ؛ كما في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، ولا ريبَ أن قذف الرعب في قلوب العدو من أشد ما يُضعفه ويُزلزله، فيُهزَم شَّر هزيمة. وإنما حَدَّد الغاية بمسيرة شهر؛ لأنه لم يكن بين بلده وبين أحدٍ من أعدائه أكثرُ من هذه المسيرة، ولقد كانت آثار هذا النصر ظاهرة يتحدث عنها الناس؛ وكانت القبائل تخشى بأسَه، فلا تُجاهره بالعداء. ومع أن الله تعالى أعطى نبيَّه صلى الله عليه وسلم هذه المَزِية الكريمة التي وعَده بها وعدًا كريمًا لا يُخلِفه، كان يأخذ صلوات الله وسلامه عليه بجميع أسباب النصر العادية، ويستمع إلى مشورة أصحابه رضي الله عنهم؛ كما حدث في غزوة بدر وغزوة الخندق، وتعرَّض للسهام والنبال، وثبت حيث يفرُّ الشجعان والأبطال؛ ليُعَلِّم أُمته أن وعد الله بالنصر للمؤمنين يزيدهم إيمانًا على إيمانهم، ويَشُدُّ من عزائمهم في لقاء عدوِّهم، وأن إعداد القوة لعدو الله مِفتاحُ النصر من عند الله العزيز الحكيم.. 3- ومن هذه الخصائص العظيمة ما وعده الله وبشَّره في رؤياه - ورؤيا الأنبياء وحي - بالفتوح الإسلامية شرقًا وغربًا، وقد حقَّق الله ذلك لأُمته من بعده؛ كما قال أبو هريرة رضي الله عنه:" فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا"، حتى خَفَقت راية الإسلام على الأمم من المحيط إلى المحيط، وكان الفتح ماديًّا وروحيًّا، نشر الرحمة والمَدنية الحقَّة، وفك الشعوب والأمم من أسْر الجهل والضلالة إلى نور الهدى والعلم والإيمان، وكان ذلك عَلَمًا من أعلام نبوته وأثرًا مِن آثار هدايته، والله المستعان على الاقتداء به، والتخلُّق بخُلقه وأدبِه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
avp p]de: fuej f[,hlu hg;gl ,kwvj fhgvuf
|
| |