الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 784 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
26 / 07 / 2018, 41 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح "أم سليم رضي الله عنها مثالٌ للصبر" أم سليم والصبر على الشدائد: ضربت لنا أم سليم رضي الله عنها مثالاً للصبر ما بعده مثال، فكان صبراً يضارع صبر أمة بأسرها. مات ولدها الصغير، ونحن نعلم أن موت الصغير يؤثر في النفس أكثر من موت الكبير، فصبرت وتجلدت، ولعل كثيرا من النساء تفعل ذلك، ولكن ما فعلته يصعب على أي امرأة أخرى أن تفعله ألا وهو تزينها لزوجها، مع أنه مرخص لها ولغيرها أن تحزن على ولدها دون نياحة أو ندب أو غير ذلك مما يحذر فعله عند فقد عزيز، فكان موقفاً غريباً يسترعي الانتباه، ويدهش المتأمل دهشة عجيبة، يكاد يحار في قمة هذا الإيمان والصبر. والمرأة الصالحة مدعوة للاقتداء بهذا المثال الرائع، والذي يفوق كل وصف في كل شدة تلم بها، وفي كل كرب يحيط بها، وفي كل مكروه ينالها. ولقد ضربت نساء صالحات غيرها على مر العصور أمثلة شامخة في الصبر: فهذه ماشطة ابنة فرعون: فعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما كانت الليلة أسري بي فيها، أتت علي رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل، ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه ماشطة ابنه فرعون وأولادها. قال: قلت: وما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقط المدري[1] من يدها، فقال: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك، قالت أخبره بذلك. قالت نعم، فأخبرته، فدعاها، فقال: يا فلانة، وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قال: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق. قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع، وكأنها تقاعست من أجله. قال: يا أُمَّه، اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون عذاب الآخرة، فاقتحمت))[2]. ففي هذه القصة العجيبة والتي تدل على نموذج إيماني راق: (أمر الطاغية برمي أولادها في جوف ذلك الأتون المشتعل واحداً إثر واحد قبل أن يقذف بها فيه، ولعله أراد بذلك أن ترجع عن دينها، وهي ترى كيف تفعل النار بهم قبلها، ولعله أراد أن يزيد في عذابها برؤيتها أولادها يحترقون بين يديها، والمرأة رقيقة في طبعها؛ ولذا تؤذيها رؤية المناظر البشعة كالإحراق بالنار وسفك الدماء، ويزيد من ألمها أن يكون الذي يعذبون ويقتلون هم أولادها، فالأم في هذه الحال يتصدع قلبها، وتنفطر مرارتها، ولكن هذا الموقف الذي وقفته، وهذا الصبر والتجلد الذي تحلت به يدل على ذلك المستوى الإيماني الذي بلغته تلك المرأة؛ ولذا لم يكن عجباً أن يفوح عطرها وعطر أولادها هناك، وأن يجده الرسول صلى الله عليه وسلم ويلفت نظره في رحلته إلى السماوات العلا، وأن يعلم خبرها في تلك الرحلة، إنها عظيمة عند الله، فبمقدار هوانها على فرعون وجنده عظمت عند الله وملائكته. وقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن تلك المرأة رق قلبها وتألمت ألماً شديداً عندما جيء بابنها الرضيع ليقذف به في النار، وأكثر ما تكون المرأة شفقة ورقة عندما يصاب ابنها الرضيع بما يؤذيه في هذا السن، فكأنها تقاعست وفكرت بالنكوص فثبتها الله بابنها، فأنطقه الله آية لها، ليزيد إيمانها، ويدلل لها على صدق موقفها، فقال لها - وليس من شأن الأطفال أن يتكلموا: ((يا أُمَّه، اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة)). لم يطلب منها أن لا تحزن عليه، أو تفكر فيه، وإنما خاطبها في أمر نفسها، وطلب منها أن تصبر على ما أريد بها، فعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة هذا هو العزاء الكبير الذي يعزي من يواجهون الموت والقتل في سبيل الله؛ ولذا فإنها -عندما سمعت كلام وليدها- لم تنتظر منهم أن يقذفوها في النار، بل اقتحمت بنفسها النار، وألقت بها في ذلك الأتون المستعر. ولا شك أن رائحة جسدها المحترق وأجساد أولادها كانت تفوح، شأنها شأن اللحم عندما يوضع في الفرن فيشيط ويحترق، ولذلك كان من إكرام الله لها، أن جعل لها عطراً مميزاً يفوح في السماوات، لقد ربحت تلك المرأة وخسر فرعون، لقد مات كما ماتت، وذهب كل منهما إلى ربه، فرعون وزبانيته في البرزخ يعرضون على النار غدوًّا وعشيًّا، وفي يوم القيامة يقدم قومه فيوردهم النار، وهذه وأولادها يتنعمون في الدرجات العلا، ويوم القيامة يدخلهم ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار)[3]. رجاحة عقل وحكمة لا نظير لها: ومما يسترعي الانتباه أيضاً: أن أم سليم رضي الله عنها، وقفت موقفاً عجيباً من زوجها لما عاد من سفره لتخبره بموت ابنها، فلم تلقه بالصراخ والنياحة ولبس الأسود المنهي عنه، والحزن والكآبة، ولكنها قدمت رضا زوجها وراحته -لا سيما وهو عائد من سفر طويل- على نفسها وما ابتليت به. ماذا فعلت أم سليم؟ ضربت مثالا لزوجها حتى لا تفجأه بخبر موت ابنها، لتخفف عليه هول سماع الخبر وشدة وقعه عليه، فقال له: (يا أبا طلحة أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا عارية لهم، فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوها؟ قال: لا، قال: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه، فاحتسب واصبر). ضربت له المثال حتى اقتنع به، ثم طبقته على حالهما من فقد ابنهما ثم أمرته بالاحتساب والصبر، وكل هذا متى؟!! بعدما قضى حاجته منها، فأي امرأة هذه التي تتزين وتتجمل لزوجها وهو عائد من سفره، وابنهما المتوفى قد سجّي في ناحية البيت؟! فهل للمرأة الصالحة أن تقف متدبرة هذا الموقف العجيب وتستلهم منه العبر والدروس في حياتها. هل تعلمتِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تستقبلين المصيبة وتحتسبينها عند الله تعالى؟ فقد روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا أخلف الله له خيراً منها)). وكثير من نساء اليوم لا صبر ولا تسليم ولا احتساب، بل نياحة وشق للجيوب ولطم للخدود ودعوة بدعوى الجاهلية، فهل من مقتدية بهذا المثال الرائع لواحدة من نساء المسلمين الصالحات؟ [1] أداة من الأدوات التي يسرح بها الشعر. [2] رواه أحمد وغيره بإسناد حسن. [3] ((صحيح القصص النبوي))، دكتور: عمر الأشقر، ص(292،293). lk rww hgwphfdhj | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 08 / 2018, 46 : 02 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018