الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 0 | المشاهدات | 573 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
19 / 07 / 2018, 56 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أعمالٌ وطاعاتٌ لا تحصى ولا تعد إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 - 71]. أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كلِّ عملٍ يقرِّب إلى النار، اللهم آمين. عباد الله؛ بين الصيام والحج، بعد شهر رمضان تبدأ أَشهُرُ الحج؛ شهرُ شوال، وذي القعدة، وعشرُ ذي الحجة، وكذلك الأشهرُ الحرم تبدأ من شهر ذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، فشهرُ ذي القعدة وذي الحجة اجتمع فيهما؛ أنهما من أشهرِ الحج، ومن الأشهر الحرم. فشوال أولُ أشهرِ الحجِّ، وفيه يستعد الناس لأداء هذه الفريضة، ليزوروا بيت الله الحرام، ويقفوا بعرفة في التاسع من ذي الحجة، ويطوفوا بالبيت العتيق في عاشره أو فيما بعده، ساعين بين الصفا والمروة، مؤدِّين نُسُكَهم، ذابحين هديَهم، شاكرين لخالقهم، حامدين لرازقهم، ملبِّين لربهم؛ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. أما غيرُ الحجَّاج والعمَّار والزوَّار من المسلمين، الذي يغتنمون المناسبات، ويهتمون بالنفحات، فيبحثون عن عمل الطاعات، وفعلِ الخيرات؛ فيستعدُّون ليوم الأضحى بشراءِ الأضحيّة، أو البحث عن شراكة؛ في بقرة أو ناقة، متحرِّين ألاَّ يكونَ فيها عيبٌ من العيوب العشرة المانعة من الإجزاء، لتكونَ نسيكة مقبولة، وذبيحةً عند الله متقبلة، والعيوب المانعة هي: 1) العوراء، 2) والعمياء، 3) والمريضة مرضا بيِّنًا، 4) والعرجاء البين ظلعها، 5) والهزيلة البينة الهزال، 6) ومقطوعة إحدى اليدين أو إحدى الرجلين، 7) والمبشومة، أي: المتخومة حتى تثلط، 8) وما أخذتها الولادة حتى تنجو، 9) وما أصابها سبب الموت؛ كالمنخنقة والموقوذة، والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، 10) والزمنى: وهي العاجزة عن المشي لعاهة. ودليلها ما ثبت إجمالاً عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، مَوْلَى بَنِي شَيْبَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه: (مَا كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم مِنْ الْأَضَاحِيِّ؟ أَوْ مَا نَهَى عَنْه مِنْ الْأَضَاحِيِّ؟) فَقَالَ: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ) -أشار البراء بأصابعه الأربعة، وقال متأدِّبا- (-وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-)، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ("أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْكَسِيرُ")، وفي رواية: ("وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي")، -هزيلة وضعيفة، قال عُبَيْدُ بْنُ فَيْرُوزَ-: فَقُلْتُ لِلْبَرَاءِ -رضي الله عنه-: (فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي الْأُذُنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي الْعَيْنِ نَقْصٌ، أَوْ فِي السِّنِّ نَقْصٌ)، قَالَ: (فَمَا كَرِهْتَهُ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ). (حم) (18533)، (18689)، (د) (2802)، (س) (4369)، (4371)، (ت) (1497)، (جة) (3144)، وصححه الألباني في الإرواء: (1148)، (الْعَجْفَاءُ)، أَيْ: الْمَهْزُولَةُ الَّتِي لَا تَسْمَنُ، (الَّتِي لَا تُنْقِي)، أَيْ: فَلَا يَصِيرُ فِيهَا نِقْيٌ بِكَسْرِ النُّونِ، أَيْ: مُخٌّ. وَعَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْأُذُنِ)، قَالَ قَتَادَةُ: (فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ)، فَقَالَ: (الْعَضْبُ: مَا بَلَغَ النِّصْفَ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ). (ت) (1504)، (س) (4377)، (د) (2805)، (حم) (633)، وصححه الألباني بمجموع طرقه في (الإرواء ج4 ص364)، تحت حديث: (1149)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن. فإذا كان عيبٌ في الأذن أو القرن أو الذيل فهو مكروه، ولكنه لا يمنع من التضحية به. وأفضل الأضاحي ما ضحَّى به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كبشان، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (خطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم يَوْمَ أَضْحًى، وَانْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَذَبَحَهُمَا). (س) (1588)، (خ) (5234)، (ت) (1520). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، اشْتَرَى كَبْشَيْنِ؛ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، مَوْجُوءَيْنِ). (جة) (3122)، (حم) (25928)، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: (1138). (الْأَمْلَحُ): -ما كان- أَسْوَدُ الرَّأسِ، أَبْيَضُ الْبَدَنِ، مَوْجُوءَيْنِ: أي مخصيَّين برَضّ العُرُوق، مِنْ غَيْرِ إخْرَاجِ الْخُصْيَيْنِ. ورُوِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ التَّضْحِيَةِ بِالْخَصِيِّ، فَقَالَ: مَا زَادَ فِي لَحْمِهِ، أَنْفَعُ مِمَّا ذَهَبَ مِنْ خِصْيَتَيْهِ. ولماذا هذه الأضاحي؟ وما أصلُ هذه الذبائح؟ ومن أوّل من سَنّها؟ وبالأحرى ما الْحِكْمَةُ مِنْ مَشْرُوعِيَّةِ الْأُضْحِيَّة؟ والجواب؛ ما ثبت عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ؛ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ) -أي ظهر له الشيطان- (عِنْدَ الْمَسْعَى، فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ -عليه السلام- إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَثَمَّ) -أَيْ: هناك- (تَلَّهُ لِلجَبِينِ) -أي كفأ إبراهيم ابنه إسماعيل عليهما السلام على وجهه، يريد أن يذبحه أضحية وتقربا إلى الله عز وجل-. ♦ قال مجاهد في قوله: (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) قال: وضع وجهه للأرض، وقال -إسماعيلُ لأبيه-: لا تذبحْني وأنتَ تنظر إلى وجهي، عسى أن ترحمني ولا تُجْهز عَلَيّ، واربط يديّ إلى رقبتي، ثم ضع وجهي للأرض. هذا ما رواه الطبري في تفسيره (ج21/ ص76). ♦ في تلك الحالة (وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ- وَقَالَ: يَا أَبَتِ! إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ غَيْرُهُ، فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ، فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ، فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ: ﴿ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 104 - 107]، (فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا هو بِكَبْشٍ أَبْيَضَ، أَقْرَنَ، أَعْيَنَ). ♦ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: (لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَبِيعُ ذَلِكَ الضَّرْبَ مِنْ الْكِبَاشِ.-أي هذا النوع من الكباش يتقصّده الناس لذبحه في الأضحية-. (ت) (863)، (س) (2979)، (حم) (2707)، (طل) (2697)، (طب) (ج10/ ص268 ح10628)، (هب) (4077)، وصححه أحمد شاكر، وقال الأرناؤوط: رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي عاصم الغنوي... فذكر حاله، وقولَ الحافظ في التقريب: مقبول، قال: ولمعظم هذا الحديث شواهد وطرق يقوى بها. و(الضَّرْبَ مِنْ الْكِبَاشِ)، أي: النوع من الكباش بهذه الصفة، اقتداء بإبراهيم عليه السلام. والأضحية على القادر المستطيع، أما غير القادر قد ضحى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ومن المناسبات الطيبة بين الصوم والحج؛ العشر الأول من ذي الحجة، قد خُصت بفضائلِ الأعمالِ الصالحات، ومناسبةٍ حسنةٍ لأنواع العبادات والطاعات؛ من صلاة وصيام، وصدقات وتفقد للفقراء والمساكين وصلة الأرحام، لما ثبت عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ"، فَقَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟!) قَالَ: ("وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"). (ت) (757)، (خ) (926)، (د) (2438)، (جة) (1727)، (حم) (1968). وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ")، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ؟!) قَالَ: ("وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلَّا مَنْ عَفَّرَ وَجَهَهُ فِي التُّرَابِ")، أخرجه البزار كما في كشف الأستار: (2/ 28، رقم: 1128)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (1133)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1150). وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ")، (حم) (6154)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1248). فالعمل الصالحُ يشمل كلَّ أنواعِ العبادات؛ من صيام أو صلاة، أو صدقة أو صلة، أو تلاوة قرآن أو ذكر لله سبحانه وتعالى، ونحو ذلك، لذلك كانت عائشة رضي الله تعالى عنها لا ترى تخصيص هذه الأيام بالصيام، فقد ثبت عنها رضي الله عنها أنها قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ رَسُول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ"). (م) 9- (1176)، (ت) (756)، (د) (2439)، (جة) (1729)، (حم) (24193). بينما غيرُها من أمَّهاتِ المؤمنين ترى جواز صيام التسع من ذي الحجة، فَعَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم يَصُومُ تِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ). (س) (2417)، (د) (2437)، (حم) (22388)، (هق) (8176). وأما اختصاصُ يومِ عرفةَ بعبادةِ الصيام لِغَيْر الْحَاجّ، فهذا ثابت عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"). (ت) (749)، (م) 196- (1162)، (د) (2425)، (حم) (22674). ومن المناسبات بين الصيام والحج أداء العمرة، [وقد روي عن طائفة من السلف؛ منهم ابن عمر وعائشةُ - رضي الله تعالى عنهما -، وعطاءٌ - رحمه الله -؛ تفضيلُ عمرةِ ذي القعدة وشوَّال على -العمرة في- رمضان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة، وفي أشهر الحج، حيث يجب عليه الهدي إذا حج من عامه؛ لأن الهديَ زيادةُ نُسُكٍ، فيجتمع نسكُ العمرة مع نسكِ الهدي. ولذي القعدة فضيلةٌ أخرى، وهي أنه قد قيل: (إنه الثلاثون يوما الذي واعد الله فيه موسى عليه السلام)، قال ليث عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]، قال ذو القعدة ﴿ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ﴾ [الأعراف: 142]، قال: عشر ذي الحجة]. لطائف المعارف لابن رجب (ص: 259). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الآخرة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: والعبرة عباد الله! ليست بكميّةِ العبادةِ وكثرتها وعددِها، بل بكيفيَّتِها والإخلاصِ فيها وإن كانت قليلة، فكم ممن يقوم الليلَ وليس له من قيامه إلاّ التعب! وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع! ثبت عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ"). (حم) (8843)، (حم) (9683)، (يع) (6551)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده جيد، (جة) (1690)، (خز) (1997)، (حب) (3481)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3490)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1083). فالتعسير على النفس والتشديد في العبادة، وإهمال الإخلاص مع دغل القلب أمرٌ منهيٌّ عنه؛ لأنه لا يعود بفائدة على العبد، ومع الإخلاص إنْ أدَّت الطاعات إلى ترك واجب، أو التكاسل عن فريضة، فالتخفيف منها أفضل، أو تركها إن كانت تؤدي إلى ترك عبادة أو فريضة أو واجب، فتركها واجب. [وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن التعسير، ويأمر بالتيسير، ودينه الذي بعث به يُسْرٌ، وكان يقول -عليه الصلاة والسلام-: ("إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُه، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ")]. -(حم) (18997)، (15978)، (خد) (341)، صحيح الأدب المفرد: (261)-. [ورأى -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يكثر الصلاة، فقال: "إنكم أمّة أريد بكم اليسر". -(حم) (20347)- ولم يكن أكثرُ تطوعِ النبي صلى الله عليه وسلم وخواصِّ أصحابِه، بكثرة الصوم والصلاة؛ بل ببِرِّ القلوب وطهارتها وسلامتها، وقوةِ تعلقها بالله، خشيةً له، ومحبةً وإجلالا، وتعظيما ورغبةً فيما عنده، وزهدًا فيما يفنى، وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ("إني أعلمكم بالله وأتقاكم له قلبا"). -(حم) (24319). قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه -أي للتابعين الذين صحبوه-: (أنتم أكثر صلاة وصياما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرًا منكم!) قالوا: (ولم؟!) قال: (كانوا أزهدَ منكم في الدنيا، وأرغبَ في الآخرة). وقال بكر المزني: (ما سبقهم أبو بكر -رضي الله عنه- بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره). قال بعض العلماء المتقدمين: (الذي وقَرَ في صدره هو حبُّ الله، والنصيحةُ لخلقِه). وسئلت فاطمةُ بنتُ عبدِ الملك - رحمها الله - زوجةُ عمرَ بنِ عبدِ العزيز - رحمه الله - بعد وفاته عن عمله؟ فقالت: (والله ما كان بأكثرَ الناسِ صلاةُ، ولا بأكثرِهم صياما؛ ولكن والله! ما رأيت أحدًا أخوفَ لله من عمر، لقد كان يذكرُ اللهَ في فراشِه، فينتفضُ انتفاضَ العصفورِ من شدَّةِ الخوف، حتى نقول: ليصبحنَّ الناسُ ولا خليفةَ لهم!). قال بعض السلف: (ما بلغ من بَلَغَ عندنا بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ، ولكن بسخاوةِ النفوس، وسلامةِ الصدور، والنصحِ للأمَّة)، وزاد بعضهم: (واحتقار أنفسهم). وذكر لبعضهم شدةُ اجتهادِ بني إسرائيل في العبادة! فقال: (إنما يريد الله منكم صدقَ النية فيما عنده، فمَن كان بالله أعرف، فله أخوف، وفيما عنده أرغب، فهو أفضل ممن -هو- دون في ذلك، وإن كثر صومه وصلاته). وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: (يَا حَبَّذَا -وهذا فعل مدح- نَوْمُ الْأَكْيَاسِ وَإِفْطَارُهُمْ)، -الأكياس هم العقلاء ينامون الليل إلا قليلاً ليس كثيراً، وفطرهم فلا يصومون كثيراً- (كَيْفَ يَغْبِنُونَ سَهَرَ الْحَمْقَى وَصِيَامَهُمْ)، -يعني يزيدون عليهم في الأجر والثواب كيف؟ قال:- (وَلَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ صَاحِبِ تَقْوًى وَيَقِينٍ أَعْظَمُ وَأَفْضَلُ وَأَرْجَحُ مِنْ أَمْثَالِ الْجِبَالِ عِبَادَةً مِنَ الْمُغْتَرِّينَ). -الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 113)، رقم: (738). ولهذا المعنى كان فضلُ العلم النافعِ الدالِّ على معرفةِ الله، وخشيتِه ومحبته، ومحبةِ ما يحبه، وكراهةِ ما يكرهه. لا سيّما عند غلبة الجهل، والتعبد به -أي: بالعلم- أفضلُ من التطوُّع بأعمال الجوارح، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أنتم -يقول للصحابة ولمن بعده والتابعين- في زمان العمل فيه أفضل من العلم، وسيأتي زمان العلم فيه أفضل من العمل). وقال مطرف: (فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع). وخرجه الحاكم وغيره مرفوعا. ونصّ كثير من الأئمة على؛ (أن طلب العلم أفضل من صلاة النافلة، وكذلك الاشتغال بتطهير القلوب أفضل من الاستكثار من الصوم والصلاة مع غش القلوب ودغلها)، ومَثَل من يستكثر من الصوم والصلاة مع دغَلِ القلب وغِشِّه كمثل مَن بَذَر بَذرًا في أرض دغلة، كثيرة الشوك، فلا يزكو ما ينبت فيها من الزرع، بل يمحقه دغل الأرض ويفسده، فإذا نُظِّفت الأرض من دغلها زكَى ما ينبت فيها ونما. قال يحيى بن معاذ: (كم من مستغفرٍ ممقوتٌ، -مغضوب عليه-، وساكتٍ مرحومٌ؛ هذا استغفر وقلبه فاجر، وهذا سكت وقلبه ذاكر). وقال غيره: (ليس الشأنُ فيمن يقوم الليل، إنما الشأن فيمن ينام على فراشه، ثم يصبح وقد سبق الركب، مَن سارَ على طريق الرسولِ صلى الله عليه وسلم ومنهاجِه، وإن اقتَصَدَ فإنه يسبق من سار على غيرِ طريقه وإن اجتهد). من لي بمثل سيرك المدلّل ♦♦♦ تمشي رويدا وتجيء في الأول] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 254، 255). فلا بد من تصحيح القلوب والنوايا، قبل الدخول في أعمال الخير والطاعات والعبادات، فزيّن عملك بالإخلاص واجتناب المحرمات، فـ [يا من لا يقلع عن ارتكاب الحرام، لا في شهرٍ حلالٍ ولا في شهرٍ حرام، يا من هو في الطاعات إلى وراء وفي المعاصي إلى قُدَّام، يا من هو في كل يوم من عمره شرًّا مما كان في قبله من الأيام، متى تستفيق من هذا المنام؟ متى تتوب من هذا الإجرام؟ يا من أنذره الشيبُ بالموت وهو مقيمٌ على الآثام! أما كفاك واعظُ الشيبِ مع واعظ القرآن والإسلام؟! الموت خيرٌ لك من الحياة على هذه الحال والسلام. يا غادياً في غفلة ورائحا إلى متى تستحسن القبائحا؟ وكم إلى كم لا تخاف موقفاً يستنطق اللهُ به الجوارحا؟ واعجباً منك وأنت مبصرٌ كيف تجنبت الطريق الواضحا؟! وكيف ترضى أن تكون خاسراً يوم يفوز من يكون رابحا؟!]. لطائف المعارف لابن رجب (ص: 259، 260). ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم جنبنا الرياء والنفاق وسوء الخلاق، اللهم وفقنا لأحسن الأعمال والأفعال والأقوال والأخلاق، واجعل أعمالنا صالحة خالصة لوجهك الكريم. اللهم يَا مُثبِّتَ الْقُلُوبِ، ثبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ، اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِك، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه. اللهم إنا نسألك فواتحَ الخير وجوامعَه، وأوله وآخره، اللهمَّ اغْفِرْ لنا ذنوبَنا كُلَّها، دِقَّها وَجِلَّها، وَأَوَّلَها وَآخِرَها، وَعَلَانِيَتَها وَسِرَّها. اللَّهُمَّ إِنّنا ظَلَمْنا أنفسنا ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لنا مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنا، إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. fdk hgwdhl ,hgp[~A HulhgR ,'huhjR gh jpwn ,gh ju] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018