أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: رسالة الى الاخ فارس الملتقى (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: خواتيم المائدة وفواتح الأنعام | ليلة خاشعة للشيخ ناصر القطامي - ليلة 8 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: خواتيم النساء وفواتح المائدة | ليلة فريدة للشيخ ناصر القطامي - ليلة 7 رمضان 1440هـ كاملة (آخر رد :شريف حمدان)       :: ليلة بياتية خاشعة من سورة النساء للشيخ ناصر القطامي - ليلة 6 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: ﴿ فلا تخافوهم وخافون ﴾ | ليلة باكية للشيخ ناصر القطامي - ليلة 5 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: ﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ﴾| ليلة استرسالية للشيخ ناصر القطامي -ليلة 4 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: ﴿ ألا إن نصر الله قريب ﴾ | ليلة التنوع والخشوع - ليلة 3 رمضان 1440هـ كاملة للشيخ ناصر القطامي (آخر رد :شريف حمدان)       :: ليلة باكية مليئة بالخشوع | ليلة 2 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء للشيخ ناصر القطامي . (آخر رد :شريف حمدان)       :: الليلة الاولى كاملة من رمضان ١٤٤٠ للشيخ ناصر القطامي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ يوسف أبو سنينة من الأقصى - الأحد 29 جمادي1 (5) 1446 (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع صقر الاسلام مشاركات 1 المشاهدات 2954  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 25 / 08 / 2008, 51 : 06 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
صقر الاسلام
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صقر الاسلام


البيانات
التسجيل: 12 / 12 / 2007
العضوية: 7
المشاركات: 3,751 [+]
بمعدل : 0.60 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 591
نقاط التقييم: 184
صقر الاسلام has a spectacular aura aboutصقر الاسلام has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صقر الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذه مقالات كتبها الدكتور عبدالرحمن السميط الداعية المعروف عن بعض تجاربه والتي فيها من العبر والدروس المفيده لكل مسلم ولا اريد ان اطيل عليكم فإليكم المقالات وجزى الله خيراً من قام بجمعها ...

التنصير في أفريقيا .. والمهتدين الجدد

إن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا أن الآلاف من سكان القارة الأفريقية، ربما الملايين يدخلون سنوياً في الإسلام رغم إمكانات الهيئات الإسلامية الهزيلة جداً مقارنة بحجم الإمكانات المادية الهائلة والوسائل التقنية المتطورة المتوفرة للكنائس الغربية.

ونسوق مثلاً حياً على ذلك بحجم التبرعات الكبيرة التي خصصت لتمويل مشروع تنصير القارة، والتي بلغت 320 ألف مليون دولار أمريكي لسنة 2003 فقط طبقاً لما ذكرته مجلة (I.B.M.R) التنصيرية العلمية. فضلاً عن خمسة ملايين وربع مليون منصر متفرغ يعملون ليل نهار من أجل تنصير القارة بكاملها حسب المشروع المرعب.

لكن السؤال الذي لا ينبغي أن يغيب عن البال كذلك أنه إذا كان الأمر بهذه الصورة المبينة، فما السر في إقبال تلك الأعداد الهائلة من الوثنيين والنصارى الأفارقة أنفسهم على الإسلام؟

فهذا سر لا يدركه إلا من هدى الله قلبه للإيمان، حيث يكتشف أن عقيدة الإسلام هي العقيدة التي تلائم طبيعة الإنسان ولا تتعارض مع سنن الحياة والكون، كما هو الحال في سائر العقائد الأخرى المبنية على الاضطراب والأباطيل والأوهام والبعد عن العقل والمنطق وواقع الحياة. لكن ما جواب المهتدين الجدد عن أسباب إيمانهم بالإسلام وتخليهم عن العقائد الأخرى؟

لقد تبين لي من خلال الأسئلة التي كنت أطرحها عليهم على مدى خمس وعشرين سنة مضت للوقوف على الدوافع الحقيقية وراء هدايتهم، أن هناك شبه إجماع على أن العقيدة الإسلامية تتميز بسهولتها ووضوحها وخلوها من التعقيد إلى جانب ملاءمتها لفطرة الإنسان وطبيعته، سواء ما تعلق منها بأمور الدنيا، أو علم الغيب وأمور الآخرة.

وكدليل على هذا الواقع الإيماني، أذكر قبيلة الغرياما التي تستوطن شرق كينيا، كواحدة من عشرات القبائل التي أزورها، لقد بلغ عدد أفرادها مليوناً وربع مليون نسمة، ولم يسبق لي أن قضيت يوماً في أية قرية من قراها دون أن يشهر فيه العديد من الأفراد إسلامهم، وقد يكون منهم قسيسون، رغم أن نشاط الكنيسة فيها لم يتوقف منذ مائة وأربعين عاماً، إضافة إلى الإمكانات المادية التي تكاد تكون خيالية مقارنة بوضع الدعوة الإسلامية التي لم تعرفها المنطقة إلا منذ خمسة عشر عاماً فقط.

ولكم واجهوني بأسئلتهم المحرجة كتلك التي يتساءلون فيها عن أسباب غيابنا عنهم، أو عن مصير آبائهم وأجدادهم الذين ماتوا على غير ملة الإسلام.

إنها أسئلة عتاب شديد من هؤلاء المهتدين على التقصير الشديد في القيام بواجبنا الدعوي نحو هؤلاء وغيرهم أكثر منها أسئلة استفهام عن أمور الدين. فكيف يكون شعورنا إذن عندما نعرف أن أكثر هؤلاء المهتدين الجدد تمسكاً بالدين، وأكثرهم جهداً ونشاطاً في تبليغ الدعوة كانوا بالأمس قسيسين؟! بل أصبح بعضهم دعاة مسؤولين في مكاتبنا في العديد من الدول الأفريقية، ومنهم الشيخ الداعية إسحق في رواندا – رحمه الله – على سبيل المثال والذي ضحى بحياته المهنية وراتبه الكبير من الكنيسة واعتنق الإسلام ليقضي بقية حياته فقيراً يدعو الناس إلى دين التوحيد حتى أسلم على يديه عشرات الألوف، ولما توفي لم يترك لأهله غير العلم والإيمان، حتى أنهم لم يجدوا شيئاً يدفعون منه رسوماً لاستخراج جثمانه الطاهر من المستشفى الذي توفي فيه.

وكذلك كان الشيخ داود في ملاوي الذي ما إن أسلم حتى صب جام غضبه على الكنيسة التي تعمي أبصار الناس وتضلهم عن التوحيد، وكان شديد الانفعال والاندفاع غيرة على الإسلام والمسلمين، لدرجة أننا نهيناه عن اللجوء إلى الطرق الاستفزازية في التعامل مع الكنيسة.

وكذلك القس سابقاً – جيوفري ويسجي في أوغندا وغير هؤلاء كثير ممن تغيب عني أسماؤهم.

لكن ما الذي فعله إخواننا الآخرون من خارج القارة الأفريقية لرفع راية الإسلام فيها،، وإنقاذ هذه الملايين من نار جهنم.

أغلى أمنية

أكرر أن من أنجح وسائل الدعوة إلى الله اتباع كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة فيما يتعلق بحسن المعاملة للآخرين.

تذكروا معي قوله تعالى: " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" وقوله صلى الله عليه وسلم " الدين المعاملة " " وتبسمك بوجه أخيك صدقة " والكثير من ذلك في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي أمور يغفل عنها بعض الإخوة ممن يتصدون للوعظ.

أذكر أن فتاة عمرها 15 سنة من مدينة قلنغارا التي تبعد عن مدينة زغنشور عاصمة جنوب السنغال 400 كيلو متر فقدت بصرها وعمرها 5 سنوات جاءتنا في مخيم علاج أمراض العمى وأجرينا لها عملية جراحية أزلنا فيها عدسة العين وركبنا لها عدسة جديدة وعندما خرجت من غرفة العمليات كان يتملكها هي وأمها يأس شديد خوفاً من فشل العملية، وعندما تمت إزالة الضماد لم تصدق أنها بدأت ترى، ولم تعرف إن كانت في عالم الحقيقة أم أنه حلم ثم لما تأكدت من عودة بصرها أصرت أن تجري عملية للعين الأخرى في اليوم التالي وقبل أن تغادر المستشفى سألناها عن أمنيتها فقالت أغلى أمنية وهي الإبصار وقد تحققت بفضل الله وبقي تعلم القراءة والكتابة لأتمكن من حفظ القرآن ومعرفة فرائض الإسلام، وخدمة هذا الدين العظيم الذي أتى بكم من مكان بعيد من آلاف الكيلومترات حتى تخدمونا.

أحد دعاتنا في غامبيا أحضر جدته المصابة بالعمى منذ سنوات طويلة وقال إن ذلك أثر في نفسيتها، فلم تعد تنطق بكلمة وتبقى صامتة طوال النهار، ولا تحدث أحداً، أحضرها إلى مخيم العيون وأجرينا لها عملية استعادت معها بصرها تكللت العملية ولله الحمد بالنجاح، وعندما أزالوا عن عينيها الضماد بدأت تحمد الله وتشكره، وتدعو للعرب الذين ردوا إليها بصرها بفضل الله، وتتحدث بشكل طبيعي وتعهدت أن تكنس مسجد قريتها كل يوم.



الدعاة الفقراء أولى بالمساعدة

إن الاهتمام بأحوال المسلمين الجدد لمن الوسائل والطرق المهمة لنشر عقيدة التوحيد وتثبيتها في قلوب المهتدين، وإعطاء صورة طيبة عن هذا الدين العظيم.

وأذكر موقفاً جميلاً في معسكر بانيتو للنازحين بالخرطوم كشاهد على ذلك، عندما نظمنا مشروع إفطار في شهر رمضان، ودعونا إليه كل السلاطين وشيوخ القبائل حتى غير المسلمين من باب تأليف القلوب. وبعد الإفطار هممنا بتقديم المحاضر، فإذا بأحد الحاضرين يقوم ويتكلم عن الإسلام وأركانه بأسلوب جميل وعربية بسيطة، واستمر لمدة نصف ساعة، وأنصت الجميع لما يقول دون ملل.

وبعد انتهائه من حديثه، سألنا عنه السلطان عبد الباقي وهو أحد السلاطين المسلمين، فقال: إنه من قبائل جنوب السودان، وتحديداً قبائل الزاندي الوثنية النصرانية، دخل في دين الله قبل ستة أشهر، وأنه يحب الإسلام والمسلمين، وأن حياته قد تغيرت تماماً بعد إسلامه حتى أصبح متحمساً بشكل كبير للدعوة.

وأردف السلطان قائلاً: إن هذا الداعية على استعداد تام للعمل الدعوي متطوعاً في سبيل الله وفي أي مكان لنشر الإسلام، وأن المئات من الوثنيين والنصارى قد دخلوا الإسلام من خلال نشاطه البسيط منذ أن ذاق حلاوة الإيمان.

والحقيقة أنه إذا لم نهتم بهؤلاء المهتدين الجدد، كما يقول السلطان، فلا نلوم إلا أنفسنا عندما ينحرفون، وقد يرتدون مثل مؤذن مسجد حي النهضة في معسكر بانيتو للنازحين الذي أسلم فلم يجد من يهتم بتقوية مفاهيمه عن الإسلام، وكاد يموت من الجوع ولم يستطع المسلمون مساعدته لفقرهم، حتى تلقفته الكنيسة فبدأت تقدم له الطعام والمساعدات المالية إلى أن ارتد عن دينه وتنصر بسبب فقره في كل شيء. فقر في الدين وفقر في البطن.

إن إمداد هؤلاء المهتدين الجدد الفقراء بالوسائل التي تعينهم على مقاومة الفقر والجوع والمرض، ولا أقول العيش، كالدكاكين المتنقلة غير المكلفة، يبيعون عليها الخضروات أو الحلويات مثلاً، وهي لا تكلف أزيد من 1200 ريال سعودي، لهي من أنجح السبل لدعم الدعاة المخلصين في عملهم، والمتحمسين لنشر الإسلام بين أهاليهم، مع العلم أن هؤلاء يعتبرون من الأصناف الثمانية الذين يستحقون أموال الزكاة.

طفلة تحت عجلاتنا

ذهبت لزيارة مركز البسام الذي أنشأناه في كينيا في بلدة هولا التي تبعد 15 ساعة عن العاصمة وبعد 9 ساعات من السير بالسيارة في طريق جيد وصلنا إلى مدينة مالندي ذات الطابع العربي على ساحل المحيط الهندي والتقينا مع أحد التجار العرب الذي نصحنا بعدم المخاطرة والاستمرار في سفرنا لأن الطريق فيه أمطار وفيه لصوص مسلحين يسلبون المارة.

لكنني أصررت على المضي قدماً ووصلنا بعد جهد كبير إلى البلدة ولكن قدر الله أن تنطلق فتاة عمرها لا يتجاوز 4 سنوات وتقذف نفسها تحت السيارة والسيارة تسير بشكل طبيعي وحمداً لله أن الطفلة نجت بعد أن كسرت ساقها أخذنا الفتاة للمستشفى وذهبنا إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الحادث وذكر لنا الضابط أن الأمر بسيط خاصة وأن الطبيب ذكر أن الموضوع هو مجرد كسر بسيط يتوقع شفاؤه في حوالي شهر ولا يتوقع أية مضاعفات ولكن الضابط حذرنا بأنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً إذا ما تدخل بعض أفراد الشرطة لأنهم من قبيلة أخرى ورغم أنه مسؤولهم إلا أنه يخشى المشاكل بسببهم وطلب منا عدم الحديث أمامهم عن الحادث، ولكن قدر الله أن يسمعوا عن الطفلة ورغم أن أباها تنازل عن حقوقه بعد أن دفعنا له مبلغاً من المال إلا أنهم أصروا على أن يكتب الطبيب لنا (ضماناً) بأن الطفلة لن تموت وطبعاً رفض الطبيب هذا الطلب الغريب. واضطررنا للرضوخ إلى ابتزازهم وترك سيارتنا في عهدة مركز الشرطة واستأجرنا السيارة الوحيدة المتوفرة في المنطقة بعد أن شاهدنا السيول الغزيرة ورغم أن من عادتي أن لا أعود دون الوصول إلى هدفي ولكن ما رأيته إن أكبر جرار في الإقليم قد غطس في مياه السيول وتوقف عن الحركة فاقتنعت أن الأمر جد وأننا لن نستطيع الاستمرار، فعدنا أدراجنا ولكن العودة لم تكن ميسرة فالسيارة القديمة كانت تنزلق إلى جانب الطريق فإذا نزلنا ودفعناها بأيدينا انزلقت إلى الجانب الآخر وهكذا، واضطررنا أخيراً أن نترك سيارتنا المتهالكة مع السائق وركبنا لوري حكومي لوزارة الزراعة، كان متجهاً إلى أقرب مدينة ولكن الجهد الذي بذلناه وسط الأمطار والوحل كان كبيراً حتى أننا شربنا من الماء المتجمع في آثار العجلات في الطريق من الأمطار والمخلوط بالوحل وكانت الشاحنة مريحة لنا رغم وعورة الطريق نسينا معها راحتنا في سيارتنا الصغيرة في الكويت وأكثرنا من حمد الله على راحة السيارة ثم طرقنا باب أحد العرب من أصل يمني وطلبنا منه سيارة فأعطانا شاحنته بعد أن أصلحها من عطب وعدنا أدراجنا إلى العاصمة نيروبي في طريق مدته 15 ساعة وسط الغابات.

إنها ذكريات لا أستطيع أن أنساها وأرجو الله أن يجزي خيراً أولئك الأخوة الذين كنت سبباً في معاناتهم في هذه الطرق لأنني شجعتهم على مرافقتي وصبروا وتحملوا دون شكوى أو تذمر.
صحوة متأخرة

تربية أولادنا وبناتنا على منهاج النبوة ضروري إذا أردنا أن نحفظ مستقبلهم. آلاف المهاجرين المسلمين من دول الغرب في هولاندا وبلجيكا ودول الغرب قاطبة يدفعون ثمناً غالياً الآن حينما يكتشفون أن بناتهم يرافقن الشباب في هذه الدول ويزرن معهم البارات والمرافق، ويفعلون ما أنتم أعلم به.... إنها صحوة متأخرة بعد أن أهملوا تربيتهم عند الصغر على مبادئ الإسلام، وانشغلوا بالدنيا وعبادة الدرهم والدينار.

بعضهم يحاول إقناع ابنته بالسفر معه إلى بلاده، وهناك من يحاول إما تزويجها بالطريقة التي تزوج بها، أو على الأقل إبقائها في دولة عربية مسلمة.

وفي كل يوم تستقبل سفارات هذه الدول في دول المغرب الكثير من البنات من أبناء أولئك الذين هاجروا وراء لقمة العيش ناسين الاهتمام بتنشئة أبنائهم على القيم الإسلامية، السفارة المعنية تمنح البنت تذكرة السفر وجواز السفر وعند وصولها تمنحها شقة تعيش فيها لوحدها أو مع صديقها، لتسلك المنهج الغربي في الأخلاق والقيم. قارن بين هذا الوضع وبين تلاميذ مدرسة النبوة وأحفادهم.

كانت لمالك بن أنس صاحب الموطا إبنة تحفظ علمه، وكانت تقف خلف الباب، فإذا أخطأ التلميذ نقرت الباب، فيفطن مالك فيرد عليه، وغير هذه القصة قصص كثيرة، وأذكر أنني في جنوب أفريقيا حضرت حفلة حفظ القرآن لطفل بلغ السادسة وهو غير عربي، كما شاهدت عشرات الأطفال لم يبلغوا الخامسة. وقد حفظوا خمسة أجزاء من القرآن في دول أفريقية عديدة رغم أنهم أعاجم لا يعرفون العربية.

لنربي أولادنا على الإسلام وقيمه وحفظ كتابه قبل أن نندم يوم لا ينفع الندم.

الطفلة تهاني

حي الرحمة في الخرطوم عاصمة السودان يبعد عن وسط المدينة بالسيارة حوالي 3 ساعات يسكنه النازحون من جنوب وغرب السودان الهاربون من الحروب الأهلية، رئيس الحي هو السلطان عبد الله كافي الذي انضم إلى تمرد جون غارنغ وقاتل في صفوف قواته ثم تاب إلى الله ورجع إلى أهله وازداد تمسكه بالإسلام ورفض السماح لأية كنيسة أن تبنى في الحي الكبير الذي يشرف عليه وشجع رغم قلة الإمكانيات إنشاء خلاوي لتحفيظ القرآن.

زرنا إحدى هذه الخلاوي وقابلنا طفلة اسمها تهاني عمرها 3 سنوات ورغم هذا تحفظ من سورة الضحى إلى آخر جزء عم في فترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين.

حملها الشيخ على كتفه وطلبنا منها أن تقرأ لنا القرآن، قرأت الضحى وسور أخرى بكينا جميعاً عندما سمعناها وتساءلنا ماذا يحدث لو وجد هذا الشيخ وأمثاله راتباً أو دخلاً شهرياً يعيش منه بكرامة وماذا يحدث لو أن هذه الطفلة الموهوبة كرمت ولو بالقليل.

أحس بالألم عندما أشعر أن الملايين من المتبرعين السذج تطير إلى جيوب اللصوص والأفاقين ممن يزورون بلادنا أو يراسلوننا ويدعون أن لديهم مشاريع إسلامية تحتاج إلى تمويل، بينما آلاف المشاريع والاحتياجات مثل ما ذكرنا تبقى بلا دعم لا لسبب إلا لأنهم لم يستدلوا الطريق على متبرع ساذج يحسن الظن بكل من يطرق بابه.

هذه الخلوة ليس فيها إلا سرير بدون أرجل. وضع الشيخ مكان الرجل طابوق يجلس عليه عندما يدرس الطلبة مثل الطفلة تهاني، الذين يجلسون على الأرض الترابية بلا مظلة تقيهم من الشمس والمطر يتمنى الشيخ أن يقدم وجبة إفطار كل يوم لكل طالب من الفقراء لأن الكنائس في المناطق المجاورة توزع فطوراً يومياً وهو لا يحلم بالكثير إذ يكفيه أن يطعم كل طفل من طلبة القرآن بوجبة تكلف 19 هللة يومياً.

أين نحن من إخواننا المحتاجين الذين لا يجدون ما يسترون به عوراتهم وفي دواليبنا العديد من الفساتين؟ أين نحن من آلاف المسلمين يموتون جوعاً لأنهم لم يجدوا حتى الحشيش ليأكلوه ونحن نلقي بالكثير من الطعام في القمامة بعد كل وجبة.

امرأة لا تملك إلا ثوباً واحداً

المرأة أكثر تعاطفاً وأسهل في تقبل دين الإسلام وإذا تمكن الإسلام في قلبها فإن من الصعب جداً أن تترك هذا الدين. قبل أيام زرت قرية اسمها أمباسيكا في جنوب شرق جزيرة مدغشقر حيث أقيم مهاجراً ومتفرغاً للدعوة مع زوجتي.

تعرفنا على فاطمة تلك الفتاة التي أسلمت قبل مدة ولكنها أخفت إسلامها خوفاً من انتقام أهل القرية وعدائهم فالجميع هنا وثني أو مسيحي، لأنها تعرف أن ضغوط الأقارب وأهالي القرية كفيل بإعلان الردة، حدثناهم عن الإسلام فسروا بحديثنا، وأعلنوا أنهم لن يعارضوا أي شخص يود الدخول في الإسلام.

طلبت فاطمة من زعيم القرية أن يجتمع مع الأهالي، وقالت أنها مسلمة تخفي دينها من زمن بعيد، وقالت أن القرية لها أعراف تخالف دينها الإسلامي منها على سبيل المثال أنه في أثناء الاحتفالات يجب على الجميع أن يرقص ومن يرفض يغرم بغرامة كبيرة من الأهالي...

تم الاجتماع مع الأهالي ووقفت فاطمة لتعلن إسلامها أمام الجميع ثم بدأت تشرح موقف الإسلام من الرقص في الحفلات وناشدت الأهالي بطريقة حكيمة أن يتم العفو عن من يدخل في الإسلام لعدم مشاركته في الرقص.

تناقش الأهالي ثم قبلوا طلبها فأسلمت معها 12 فتاة من أهالي القرية فلله در فاطمة، ولو كان عندنا فاطمة في كل قرية لانتشر دين التوحيد وخرج الناس من الظلمات إلى النور.

قبل أن نغادر القرية طلبت منا كتبا باللغة الملاغاشية عن الإسلام، وأن نرسل داعية يعلمهم، ونبني لهم مسجداً في قريتهم وتعهدت بأنها ستبذل جهدها لنشر الإسلام بين جميع الأهالي. لم يمنعهم فقرهم وجوعهم عن السير وسط المعاناة من أجل هذا الدين.. لازلت أذكر تلك الفتاة التي كانت ترتاد دروس زوجتي (أم صهيب في قرية جازوندا) في ملاوي، وكانت حريصة كل الحرص على حضور الدروس، لكنها تغيبت يوماً وجاءت آخر الدرس بثوب يقطر منه الماء معتذرة أنها غسلت ثوبها اليوم ولا تملك ثوباً غيره لذا بقيت طول ما تبقى من الدرس واقفة حتى لا يتسخ المسجد.

وتلك المرأة المؤمنة في إحدى قرى مرسابيت شمال كينيا التي رفضت أن تسلم مع زوجها، ما لم يتعهد الزوج بالحفاظ على شرائع الإسلام علناً أمام الناس، ويفعل الزوج ذلك، ولكن شياطين الإنس يقدمون له الإغراءات المادية، ويتعهدون له ببناء بيت له لو تنصر، ويقدمون له راتباً شهرياً، ولم يستطع المقاومة أمام سيل الإغراءات فانهار تدريجياً أولاً الصلاة في المسجد ثم الصلاة في البيت ثم باقي شعائر الإسلام الأخرى، جمعت خديجة هذه المرأة المؤمنة أهالي قريتها تحت شجرة لتخبرهم أنها ستترك زوجها إن لم يعد إلى الإسلام وأنها ترفض السكنى في بيت بناه القسيس.. ويؤيدها أهل القرية رغم أن كلهم من المسلمين الجدد، ويقررون بناء بيت جديد من الطين لخديجة وزوجها إذا قرر التوبة ويعلن أمام الملأ، رفضه لكل الإغراءات قائلاً أنه وقع في حبائل الشيطان فلله درك يا خديجة رفعت رؤوس كل المهتديات الجدد.
خاص بالبنات فقط

قمنا ببناء مدرسة ثانوية للبنات في دولة مسلمة في إفريقيا بتبرع من أهل الخير في أرضنا الطيبة، ورغم أننا أخذنا الأذن المبدئي مكتوباً وتم البناء إلا أن الجهات المسؤولة عن التعليم رفضت لنا فتح المدرسة لأنها مخصصة للبنات فقط بينما كل المدارس مختلطة ورغم أن البلد 100% مسلمون، إلا أنهم أصروا على الاختلاط.

لذا لجأنا إلى الأهالي وأولياء الأمور وبعد عدة سنوات وافقت الجهات المسؤولة على فتح مدرسة خاصة بالبنات ولله الحمد.

الشيء الغريب أن بنات علية القوم ومنهم وزراء ومسؤولون كبار سجلوا في مدرستنا رغم بعد بيوتهم عن المدرسة، ورغم أن المدارس الحكومية مجانية بينما مدرستنا كانت تطلب رسوم.

وفي مواقف كثيرة رأينا تصرفات شبيهة، ويبدو أن كبار المسؤولين يخافون اتهامهم بالرجعية لذلك لابد من اتخاذ مواقف سلبية تجاه القيم الإسلامية، رغم أنهم مقتنعون قلبياً بما نفعل ويوضح هذا صعوبة الطريق للعاملين في ميدان الدعوة وحاجتهم إلى أقصى درجات الحكمة في تصرفاتهم.

لازلت أذكر كيف أنه قد تم إنذاري وتهديدي من قبل حكومة أنغولا بعدم بناء أي مسجد وأنا متأكد أنهم لا يعرفون ما هو المسجد لكنهم يكرهونه إما لأن بعض أعداء الإسلام شحنوهم بالحقد والكراهية أو لأن بعض الشباب المتحمس في بلادنا حاول بناء مسجد دون اتباع الطرق الصحيحة في استخراج الأذونات وغيرها..

الحمد لله استطعنا بناء عدد من المساجد دون أية مشاكل لمجرد أن طلبنا الأذونات تحت مسمى كنائس...!! وهي الآن تعج بالمصلين..

طريق الدعوة وهو غير مفروش بالزهور وليس من زاد فيه إلا التقوى واتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة.
ملايين النعم

مريم سليمان امرأة عربية مسلمة من قبائل البديرية في غرب السودان قتل زوجها في حرب دارفور، وترك لها أيتاماً لا يملكون شيئاً وأنا أعني ذلك تماماً، رأيناها في حي الرحمة العشوائي في غرب أم درمان بالسودان، ينامون على الطين ويلتحفون السماء هي وأيتامها، قلنا لها إن كانت تملك وثيقة ميلادهم وشهادة وفاة زوجها حتى نكفل أيتامها فبكت قائلة: (عندما هربت من قريتي تركت ما هو أهم من الشهادات، تركت جثة زوجي دون أن أدفنها وتركت كل شيء ورائي فكل همي كان إنقاذ من أستطيع إنقاذه من أولادي) تركناها والحسرة تملأ قلوبنا أن لم نستطع كفالة أيتامها أو مساعدتهم.

أمثال مريم ملايين المسلمات في أفريقيا رأيناهم في الصومال وكينيا وإثيوبيا ومالي وسيراليون وموزمبيق وأنغولا وليبيريا وغيرها.

بعد هذا كله ألا تستحق نعمة الله علينا الشكر والحمد؟

إذا غلبنا النوم والنعاس أوينا إلى فرشنا الدافئة، وإذا جعنا ذهبنا إلى المطبخ والثلاجة، وإذا مرضنا ذهبنا إلى الطبيب.. أبعد هذا كله نشتكي وقد منَّ الله علينا بما هو أعظم، ألا وهو نعمة الإيمان والإسلام، كان من الممكن أن نعيش مثل هؤلاء الذين يعيشون في مجتمعات بعيدة عن الله حياة أقرب إلى حياة البهائم، راحة بدنية وشقاء وفراغ روحي..

الشكر هنا لا يكون بالقول والدعاء وحده ولكن ”اعملوا آل داود شكراً“.. واجعل لإخوانك من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ممن يعانون، نصيباً من همك الذي يستيقظ معك ويرافقك في الفراش عند النوم، وتذكر أن الله مهما سلب منك هذه النعمة أو تلك، قد أعطاك ملايين النعم وكلها تستحق الشكر.
« اخترت هذا الطريق »

قمنا في كل يوم أخرج للدعوة أقابل صوراً من فتيات ونساء بعن الدنيا واشترين الآخرة، يذكرني ذلك بقصص من سيرة أبناء وبنات مدرسة النبوة.

أذكر تلك الفتاة وحيدة أبويها تربت في بيت مسيحي متدين، لم يبخل عليها والدها بشيء، تعلمت حتى السنة النهائية في الثانوية، تأثرت بزميلاتها المسلمات، ودخلت في نقاشات كثيرة معهن، حتى بدأ الإقناع يتسلل إلى قلبها، ولكنها تعلم أن إسلامها يعني صدمة كبرى لأبويها.
استمر هذا الصراع النفسي معها مدة، حتى اتخذت قراراً بعدم العودة إلى بيت أهلها، حتى لا تصاب الأم بالهلع عندما ترى وحيدتها بالحجاب الإسلامي وضحت بأهلها وفضلت البقاء بدون دعم لدراستها وبدلاً من الجامعة التي كانت تتمناها فضلت البقاء في كوخ من القش لأنها لا تستطيع دفع رسوم الدراسة الجامعية.


أمينة فتاة أخرى أسلمت وهي صغيرة وأصرت على البحث عن مدرسة إسلامية للبنات، وبعد 6 سنوات من الدراسة، قررت وهي فتاة أن تهجر المعهد بل وتهجر الأب والأم وتنطلق في الدعوة إلى الله مشياً على الأقدام أكثر من 60 كيلو متراً وعثرت على قرية أسلم فيها بعض السكان واشتكت لها النسوة أنه لا أحد يعلمهن أمور دينهن فتقرر البقاء في القرية ويساعدنها النسوة في بناء عشة من الطين لسكنها وتبقى أمينة بدون مصدر رزق سوى ما تتصدق به عليها نساء القرية، مقابل تدريسها مبادئ الإسلام للأطفال والنساء، تأكل يوماً وتجوع أياماً، لم تشتكِ يوماً ظروفها الصعبة لأحد، فهي التي اختارت هذا الطريق، ولم يجبرها أحد .. لقد دخلت عشتها فلم أجد سريراً ولا فراشاً ولا ملابس زيادة عما تلبسه، علمتني أمينة كيف تكون القيم عندما ترى الجنة أمامها يسهل عليها كل صعب في هذه الحياة. وهي الفتاة التي ضحت بأهلها وقريتها ورضيت بالحياة فقيرة من أجل هداية الآخرين.

تركت جثة زوجي

مريم سليمان امرأة عربية مسلمة من قبائل البديرية في غرب السودان قتل زوجها في حرب دارفور، وترك لها أيتاماً لا يملكون شيئاً وأنا أعني ذلك تماماً، رأيناها في حي الرحمة العشوائي في غرب أم درمان بالسودان، ينامون على الطين ويلتحفون السماء هي وأيتامها، قلنا لها إن كانت تملك وثيقة ميلادهم وشهادة وفاة زوجها حتى نكفل أيتامها فبكت قائلة: (عندما هربت من قريتي تركت ما هو أهم من الشهادات، تركت جثة زوجي دون أن أدفنها وتركت كل شيء ورائي فكل همي كان إنقاذ من أستطيع إنقاذه من أولادي، والحسرة تملأ قلوبنا إن لم نستطع كفالة أيتامها أو مساعدتهم.

أمثال مريم ملايين المسلمات في إفريقيا، رأيناهم في الصومال وكينيا وإثيوبيا ومالي وسيراليون وموزمبيق وأنغولا وليبيريا وغيرها.

بعد هذا كله ألا تستحق نعمة الله علينا الشكر والحمد؟ إذا غلبنا النوم والنعاس أوينا إلى فرشنا الدافئة، وإذا جعنا ذهبنا إلى المطبخ والثلاجة وإذا مرضنا ذهبنا إلى الطبيب.. أبعد هذا كله نشتكي وقد منَّ الله علينا بما هو أعظم، ألا وهو نعمة الإيمان والإسلام، كان من الممكن أن نعيش مثل هؤلاء الذين يعيشون في مجتمعات بعيدة عن الله حياة أقرب إلى حياة البهائم راحة بدنية وشقاء نفسي وفراغ روحي..

الشكر هنا لا يكون بالقول والدعاء وحده ولكن ”اعملوا آل داوود شكراً“.. واجعل لإخوانك من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ممن يعانون نصيباً من همك الذي يستيقظ معك ويرافقك في الفراش عند النوم، وتذكر أن الله مهما سلب منك هذه النعمة، أو تلك قد أعطاك ملايين النعم وكلها تستحق الشكر.


أحلم بالجامعة


في أفريقيا تصادفنا باستمرار قصص مأساوية يجب أن نقابلها بالحمد والشكر لله كثيراً، على ما أنعم به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى، وللنظر إلى قصة فتاة اسمها مريم جيري من قبيلة كامبا في وسط كينيا.

مات والد مريم وهي في الصف الثالث الابتدائي، وترك لها أماً مريضة وما أن أنهت الصف الثامن ابتدائي حتى ماتت أمها وبحثت يمنة ويسرة فلم تجد إلا خالتها الفقيرة التي لها سبعة أولاد وتعيش في حي من أفقر أحياء مدينة نيروبي في كينيا ورغم نجاحها بعلامات عالية جداً في المرحلة الابتدائية وقبولها في إحدى أرقى الثانويات وهي ميزة لا يحصل عليها 75% من الطلبة في كينيا... ولكن من أين لها تكاليف الدراسة وهي كبيرة جداً وهي تنام مع خالتها وأولاده خالتها أغلب الليالي على الجوع وتنام على الأرض تمشي حافية لأن حذاءها الوحيد مخصص للذهاب إلى المدرسة.

بدأت المدرسة تطالبها برسوم الدراسة وكانت مريم تنتظر معجزة إذ أن من المستحيل أن تسدد حوالي 1700 ريال سعودي واستعطفت المحسين بلا جدوى وأخيراً طردت من المدرسة رغم تفوقها الدراسي.

جاءت خالتها إلى مكتبنا في كينيا وبكت أمامنا ومعها شهادة مريم تأكدنا من تفوقها وزرنا بيتها للتأكد من حالتها المادية ثم كفلناها بأموال بعض المحسنات، وسارت مريم في مشوار حياتها الدراسية تحصد الشهادات حتى تخرجت من الثانوية وهي الآن تحلم مجرد حلم أن تدخل الجامعة التي قبلتها ولكن منحتها قد انتهت.
القوافل الدعوية

البرامج الدعوية الناجحة جداً تلكم القوافل الدعوية التي نزور فيها العديد من القرى الإفريقية بصحبة مجموعة من الدعاة والمترجمين الذين نتمكن بواسطتهم من تبليغ الدعوة، وشرح أركان الإسلام وأخلاقه وآدابه. وتكون الفائدة كبيرة عندما تعدد مثل هذه القوافل والزيارات المكثفة.

وقد تبين لنا من أعداد المهتدين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام خلال الربع الأخير من القرن الماضي أنه لم تخل قافلة من جميع القوافل الدعوية التي تنظمها، من أفراد وثنيين كانوا أو نصارى يعلنون إسلامهم بالعشرات أحياناً.

وأورد هنا على سبيل التمثيل لا الحصر قصة زعيم الملوك في بلدة، (تنكو دوغو) واسمه (تابا ساغا). كان قد تنصّر عن طريق المدرسة التابعة للكنيسة التي كان يدرس فيها كفالتها إلى أن تخرج من الجامعة.
فعندما زرناه في بلدته لدعوته إلى الإسلام، عجبنا من المكانة التي كان يحظى بها بين قومه خصوصاً من الوثنيين والنصارى، من خلال تحيتهم له وإلقاء السلام عليه في بعض المناسبات الرسمية. فتراهم يخلعون نعالهم ويمشون على أيديهم وأرجلهم أمامه، ويذكرون أمجاده ويفخرون بأسلافه المنعمين، ثم يقدمون له الهدايا والقرابين لتجديد البيعة والولاء والطاعة.
أما المسلمون، فكان يكتفي منهم بالدعاء له حسب شريعة الإسلام. فلما دخلنا عليه، وقدمنا له هدية، وحدثناه عن القافلة الدعوية التي نقوم بها إلى بلدته لتحقيق أهداف نبيلة، رحب بنا ترحيباً حاراً، وأمر بنصب خيمة لنا في أحسن موقع من هذه البلدة. وألقى كلمة قصيرة شجعنا فيها على نشر الإسلام.
وقد أخبرنا بعض الأهالي أن هذا الزعيم لم يكن من عادته أن يستقبل الزوار بمثل هذه الدرجة من البهجة والسرور التي خصنا بها في ذلك اليوم المشهود الذي لم يكن يسعنا فيه إلا أن نتوجه بالدعاء إلى الله أن يشرح صدره للإسلام.

ومن المساهمات الجميلة التي توجت بها نشاطات هذه القافلة انضمام الملك التقليدي المسلم (إبراهيم سورغو) إليها، ودعوته الناس إلى دين الله الحق.
كان إبراهيم قبل إسلامه وثنياً، فلما دخل الإسلام فرّ به أبوه خارج القرية خوفاً عليه من بطش أهلها به .. فقد أبلى معنا في هذه القافلة بلاءً حسناً، وخطب في الوثنيين وقال: "إن الإسلام لا يجبر أحداً على اعتناقه مصداقاً لقوله تعالى"(لا إكراه في الدين) ونحن لن نكذب على أحد أو نغريه أو نضغط عليه حتى يكون مسلماً. ولكن دعونا نعلم أبناءكم ونساءكم مكارم الأخلاق والفضائل، ولا تمنعوهم من اعتناق الإسلام إذا اقتنعوا به وأحبوه، واعلموا أن هذه المنطقة لن تنعم بمستقبل زاهر آمن إلا بكلمة التوحيد.

وانظر أخي القارئ إلى كلمة الإسلام عندما تستقر في موضعها المناسب من نفس غير المسلم، فتوقظ فيه فطرة الله، وتحوله إلى كتلة من الحكم البليغة.. وهاك مثالاً لزعيم وثني أسلم فقال: مثل الإنسان في هذه الدنيا كمثل راع في صحراء، اشتد به العطش وقطيعه حتى كاد الجميع يهلك ثم وجد الماء. فكذلك حال الراعي في الضلال الذي وجد الإسلام" فأي فرحة أعظم من فرحة بنعمة الإسلام؟!.

إنها كلمة الحق التي جعلت بعض الناس يسعون إلينا من أماكن بعيدة مشياً على الأقدام أو ممتطين دوابهم حتى ينهلوا من معين قافلتنا. فهذا أحد المهتدين الفقراء لما أقبل علينا وأعلن إسلامه قدمنا له ملابس جديدة وأخرى مستعملة، فقدمها بدوره هدية لمن هو أشد منه حاجة مكتفياً بهدية الإسلام على حد تعبيره..

مساعدات دائمة

حسن عويو تخرج من معهدنا الشرعي في شمال كينيا بعد دراسة 4 سنوات وتفرغ لدعوة قبيلته في صولولو محتسباً .. فقير مسحوق زاهد في ملذات الدنيا لا يملك إلا ثوبه الذي يلبسه ترك زوجته في بلده مرسابيت وذهب للدعوة.

شعرنا أن تضحية هذا الزاهد في ملذات الدنيا يجب أن لا تمر بدون تدخل منا .. دربنا زوجته فاطمة روبا على الخياطة ثم أهديناها ماكينة خياطة لتعيش منها وبهذا وفرت دخلاً لها ولأسرتها بعد ما كانت تنام الليلة والليلتين جائعة بسبب الفقر.

يوبو دايدا وزوجها كانا كاثوليك إلى قبل 3 أشهر ثم أسلما بعد شهرين من إسلامها، أخذ الله أمانة زوجها الذي توفي نتيجة مرض لم يستطيع علاجه وتركها ومعها 7 أيتام صغار في قرية جيلوسكيم ونظراً لفقره لم يترك لهم نقيراً. اشترينا لهم أربعة رؤوس من الماعز يشربون من حليبها فأدخلت السرور إلى قلوبهم وتغيرت أوضاعهم من حال إلى حال. هذه مجرد أمثلة على مبالغ صغيرة غيرنا فيها أوضاع بعض المساكين الذين لا نؤمن نحن بتوزيع الأغذية عليهم بل بجعلهم أفراداً منتجين لمد أيديهم للناس. شكراً من الأعماق وجزاكم الله كل خير يا من مددتم أيديكم لهؤلاء وأمثالهم.

يوسف غلغالو داعية ذو عيال أعطيناه ثوراً يؤجره 60 دولاراً بالشهر للمزارعين، إبراهيم معلم قرآن اشترينا له شبكة لصيد السمك، الداعية هارون يارا داعية محتسب اشترينا لزوجته خزان ماء بلاستيك لتتمكن من الزراعة خاصة وأنه لا يملك درهماً ولا ديناراً.

إن استراتيجية العمل الخيري يجب أن يعاد النظر فيها فما نعطيه من طعام ينتهي مفعوله بعد 24 ساعة .. ولكن ما نعلمه من حرف يبقى أثره أمداً طويلاً، طبعاً أنا لا أكتب عن المجاعات التي لا مجال فيها إلا بتوزيع الطعام ولكن أكتب عن الفقر والعوز.

وأهدي قصة المهتدين الجدد سالم كتانا وعمر كهندي اللذين كانا قبل إسلامهما ينقلان الخمر لحساب أحد التجار مقابل 50 شلن يومياً ولما عرفا حكم الإسلام في حمل الخمر فضلا الجوع على الحرام.
ساعدناهما بعربة وأصبحا حرين بدينهما وتجارتهما وزاد دخلهما إلى 300 شلن يومياً. يقول عمر إن أهل قريتي لم يصدقوا أن إخواني المسلمين أهدوني عربة إذ أنهم يقولون أن المسيحيين وحدهم يفعل ذلك.

اعمل خيراً تجد خيراً

كثير من الناس يكثر التفكير في تربية الأولاد في هذا المجتمع المليء بالمشاكل والمغريات لأبنائنا ولهم الحق في ذلك، وأود هنا أن أذكر تجربتي الشخصية في هذا الموضوع فقد تزوجت من 31 سنة رزقني الله بنتي الأولى أسماء بعد ذلك بسنة رزقني الله بأربعة من الأبناء بعدها.

بدأت عملي الخيري في إفريقيا منذ 26 سنة تقريباً وأعترف بأنني مع الأسف انشغلت عن زوجتي وأولادي معظم هذه الفترة .. كنت لا أراهم فترة طويلة إلا في إجازة الصيف حيث تشاركني زوجتي أم صهيب والأولاد في رحلاتي إلى إفريقيا حيث يشاركوني الجوع والنوم في المساجد والمعيشة في الغابات والمرور بظروف معيشية صعبة، في بعض الأحيان كانت أهم أمنية لهم أن يأكلوا أي شيء ساخن مثل بيضة أو بطاطس بدلاً من أكل الموز 3 مرات يومياً لعدة أيام كان أولادي الصغار ينشأون بعيداً عني فأنا أقضي خارج بلدي حوالي عشر أشهر في السنة وكان الصغار لا يعرفونني ويعتبرونني غريباً، لذا فهم يهربون مني، وما إن يتعرفوا علي أبيهم حتى أسافر من جديد وأغيب عنهم وتتكرر القصة مرة ثانية.

من الواضح أن الله سبحانه كأنه قد قال إنك تعتني بأيتامي من إفريقيا لذا سأعتني بأولادك بطريق بعض المسلمين. كان العديد من الأخوة والأخوات وبعضهم لا نعرفهم يطرقون بابنا ليقولوا إنهم سيأخذون أولادهم إلى هذا المكان الترفيهي أو ذاك، ويودون أخذ أولادنا مع أولادهم.

تخرج أربعة من أولادي والخامس على وشك التخرج وأسماء أستاذة هندسة الكمبيوتر في الجامعة وأنتي أعرف مكاناً ترفيهياً واحد في الكويت بل حتى في إفريقيا ولكن الله كان أكثر من كريم معي ومع عائلتي وأطفالي.

يفترض في زوجتي التي ذاقت المر في حياتها معي ومرت بامتحانات كثيرة نتيجة عملي وذاقت الجوع والمرض وصعوبة وشظف الحياة أن تكون غاضبة، زعلانة من حياتها ولكنها على العكس، حولت كل هذه التي يسميها الناس مشاكل وصعوبات إلى إيجابيات وهي تشجعني على المضي بل وتشجع أولادها كذلك، وبدأت تنظر إلى حياتنا نظرة إيجابية كلها مدعاة للفخر ولاعتزاز.

نتائج تفوق الأديان الأخرى

كتبت في مرات سابقة عن مشروعنا لأسلمة منطقة مكلوندي في جنوب النيجر التي يسكنها 200 ألف شخص نصفهم مسلمون بالاسم لا يعرفون شيئاً عن الإسلام إلا الاسم، ويسلم العديد من الناس في كل رحلة دعوية لهم نقوم بها وعادة نعلمهم أمور العقيدة والعبادات وحقوق الأزواج والزوجات والجيران واللبس الشرعي للرجل والمرأة.

وفي إحدى القرى وأظنها قرية كولبو تحدثنا معهم ليوم كامل ثم انتقلنا إلى قرية أخرى وبعد سنة زرناهم مرة أخرى وكم كانت سعادتنا ونحن نرى العديد من أخواتنا المهتديات وهن في حشمة ووقار وحمدنا الله مبدل الأحوال بعد العري عندما كن وثنيات ومسيحيات وانتقلن إلى حشمة الإسلام.

لا أدعوك ابنتي إلى الذهاب معنا إلى غابات أفريقيا وصحاريها للدعوة هناك ولكن أطلب منك أولاً الدعاء لمن يذهب وثانياً تخصيص جزء من وقتك وجهدك ومالك للدعوة إلى الخير بالحكمة وتذكري فمن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

وتذكري أن الانتقال إلى الإسلام في كثير من القرى يستدعي تغييراً كبيراً في حياتهم وعلى سبيل المثال في قرية كولبو في ماكلوندي كانت المرأة مستعبدة تقوم بكل الأعمال الشاقة من زراعة وحصاد وبيع وتنظيف وأعمال المنزل ورعاية الأطفال ولكن استجابة لتوجيهات دعاتنا تغيرت نظرة أهل القرية للمرأة وحفظوا كرامة النساء وأكدوا الالتزام بتكريم الإسلام للمرأة.

إن مشروع أسلمة ماكلوندي في جنوب جمهورية النيجر الذي بدأ منذ سنة تقريباً ورغم قلة الإمكانيات المالية إلا أننا ببناء 3 مساجد وتعيين 3 دعاة لخدمة أكثر من 150 قرية في المنطقة ورغم تواجد أكثر من 100 داعية للمسيحية من الغربيين منذ سنوات وعشرات الكنائس مع سيارات ووسائل مواصلات وغيرها إلا أن أكثر من عشرة آلاف شخص قد أسلموا فكيف لو توفرت إمكانيات أكثر وتم تعيين دعاة وبناء مساجد ومدارس ومعهد شرعي.

ما حدث في ماكلوندي يمكن أن يتكرر في أماكن أخرى لو توفرت الإمكانات فهناك عطش شديد لمعرفة الإسلام والأمر بين أيدينا نحن المسلمين ونستطيع أن نصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة في العبادات والعقيدة والأخلاق والمعاملات، وأحصائيات المهتدين الجدد تبين مدى رغبة الأفارقة في اعتناق الإسلام إذ رغم أن الدعوة دخلت حديثاً (منذ سنة تقريباً) ورغم كل الإمكانيات البشرية والمالية للمسيحية إلا أن ما حققناه من نتائج تفوق عمل دام عشرات السنين للآخرين من أصحاب الأديان الأخرى.
الدعوة تحتاج للدعم المادي

كثير من الناس على استعداد للدخول في الإسلام إذا توفر الداعية الذي يحسن إيصال مبادئ الإسلام وأركان الإسلام ويعتمد على الحكمة في الدعوة. المشكلة أن الحاجة كبيرة وكبيرة جداً والإمكانيات المادية قليلة، وتدريب الدعاة في دولهم قليل، أما الدعاة الذين يدرسون في دول الخليج فأغلبهم تحولوا إلى تجار يجمعون التبرعات من السذج في بلادنا بحجة بناء مراكز إسلامية ومدارس وأساءوا استخدام هذه الأموال بعد أن فقدوا حياة الرفاهية التي عودناهم عليها في الخليج.

في شرق القارة الإفريقية وغربها يستغرب المهتدون الجدد لأنهم كانوا يظنون أن دخول الإسلام واعتناق هذا الدين يتطلب مبالغ كبيرة وهم فقراء. لأن تجار الدين عودوهم على ذلك. ولهذا انتشر الجهل في كثير من الأماكن.

ومن يصدق أن المسلمات في قرى في جنوب النيجر مثل قرية ثبي لا يعرفن الطهارة لأنهن لا يعرفن كيف يتطهرن من الجنابة والحيض وتمضي حياتهن على غير الطهارة.

في منطقة مكلوندي في جنوب النيجر يوجد 200 ألف نسمة نصفهم مسلمون لا يعرفون الصلاة ولا الصوم بل لا يعرفون شهادة لا إله إلا الله.

بدأنا نرسل لهم قوافل دعوية لشرح مبادئ الإسلام وأذكر أن العشرات يدخلون دين التوحيد في هذه القوافل الدعوية ومؤخراً أسلم ثلاثة وعشرين من الوثنيين والمسيحيين في قرية غربونكو لأنهم استمعوا إلى دروس في أساسيات الإسلام وأركانه الخمسة والأركان الستة للإيمان وذلك بعد قافلة دعوية استهدفتهم وقد أرسلنا إلى منطقة ماكلوندي عشرة قوافل لكن حاجتهم إلى مئات منها لتغطية المنطقة ثم لتثبيت إيمان من أسلموا.

ومثلها قرى كثيرة أسلم فيها العديد من الأخوة والأخوات وهم بحاجة إلى من يعلمهم أحكام الإسلام وتبقى مشكلة دعم القوافل الدعوية التي تحتاج إلى مواصلات وطعام ورواتب دعاة وكتب .. إلخ. ومئات الألوف من الناس ينتظرون في إفريقيا وغيرها من يقدم لهم دين التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة.


ليلة البلاء

نضطر في كثير من الأحيان لزيارة مناطق نائية في أفريقيا إما لمعرفة الوضع هناك أو لمتابعة مشروع من جاؤوا إلى جمهورية مالاوي لزيارتها ضيوفاً علينا وأخذناهم إلى منطقة متخلفة ليس فيها طرق ولا مدارس خلف جبل زوميا وكان الطريق ترابياً تتخلله بعض الجداول والأنهار وسيارتنا كانت حافلة صغيرة وقديمة جداً حملتنا على الطريق أما على الجداول فلم تستطع الحافلة المرور وكنا نضطر إلى حمل السيارة ونقلها إلى الجانب الآخر من الجداول، وكان الحرج أشده بسبب أننا كلفنا إخواننا من جنوب أفريقيا الكثير من الجهد وتمزقت ملابس بعضهم وسقط البعض في ماء الجدول ومعظمهم من رجال الأعمال ومن العلماء لكن أدبهم الجم أذهب الحرج عندنا بضحكهم على موقفنا.

وذات مرة ذهبت إلى قرية في جنوب مدغشقر لزيارة مسجد أقمناه لأحد المحسنين رغم تحذيرات مكتبنا هناك بأن المطر بدأ ينهمر واستطعنا الوصول بصعوبة بالغة ولما حاولنا العودة بعد أن قمنا بحث الأهالي على الالتزام بالدين والمحافظة على قيم الإسلام فاكتشفنا صدق تحذير مكتبنا إذ تحولت الطرق إلى أنهار من الوحل لا يمكن اجتيازها وكانت ليلة ليلاء ذقنا فيها أنواعاً من المشاكل من جوع وعطش وعناء وجهد وعدم النوم حتى وصلنا إلى مكتبنا بعد أن تحولت رحلة الساعة والنصف إلى أكثر من 14 ساعة، ملابسنا كلها وحل ولم نصدق أن هناك راحة في هذه الدنيا إلا بعد أن استلقينا على الفراش الناعم حيث نسينا أننا كنا ننام عليه قبل الرحلة.

نعم المرأة خديجة

خديجة امرأة نصرانية هداها الله للإسلام مع زوجها عثمان علغالو من قرية روبا كادي في شمال كينيا قبل سنتين، كان الرجل داعية نصرانياً نشيطاً لا يعرف الكلل قبل إسلامه يزور القرى داعية لدينه النصراني، أما خديجة فقد كانت مكلفة بقرع الطبل في الكنيسة ضمن الفريق الموسيقي المرافق لأغاني وصلوات الكنيسة.

عندما عرضنا الإسلام على خديجة رفضت قائلة لزوجها لن تسلم حتى ترى منه ثباتاً على الدين الجديد، وبعد إسلامها بدأت الضغوط المالية والنفسية من الكنيسة والقس المقيم في المدينة القريبة الذي ما يفتأ يغريهم ويساومهم وكل ما يطلبه منهم أن يرتدوا عن الإسلام حتى لو أصبحوا وثنيين ذكر لهم أن رواتبهم من الكنيسة قد انقطعت وأن المسلمين أعجز وأفقر من أن يدفعوا لهم شيئاً ويعيشوا منه ثم وعدهم ببناء بيت لهم أسوة بغيرهم، وأن يعطي كل عائلة ترتد عن الإسلام مبلغاً ما يعادل (975) ريالاً سعودياً لتأسيس مشروع صغير يعيش منه الشخص وأولاده.

ازدادت الإغراءات من الكنيسة وزاد جوع عثمان وأولاده،

أحست خديجة أن زوجها لا يؤدي الصلوات في مسجد القرية بانضباط كما كان يفعل، فعلمت خديجة بأن إغراءات القس قد نجحت مع زوجها، فما كان منها إلا أن جمعت المسلمين كلهم في القرية وقالت لزوجها أمامهم أنه في حالة أنه ارتد عن الإسلام فستطالب بالطلاق ولن تكون زوجته بعد ذلك. أمام هذا الموقف الإيماني الصلب من خديجة اضطر الزوج للاعتذار علناً والتوبة مما كان يعزم القيام به، ورجع للمسجد كما كان من قبل وبدأ يصلي الصلوات الخمس بالمسجد أما البيت الذي وعد به القس فقد قام المسلمون في القرية ببنائه واشتركوا جميعاً في بناء بيت من الطين والخشب وقامت خديجة بتبليطه بالطين، وازدادت مكانة واحترام خديجة وسط الأهالي ولا تفوتها حالياً الصلاة في مسجد القرية مع النساء، طلبت منا خديجة عندما زرناها باباً من الخشب وسريراً لأولادها وفرشاً لهم ورأس مال بسيطاً تبدأ معه في بيع الأطعمة على قارعة الطريق حتى لا يفكر زوجها أبداً بأن الإسلام دين الفقر كما قال له القسيس.

إعجاباً لموقف خديجة دخل الإسلام ثلاثة وثلاثون شخصاً من الوثنيين والنصارى في القرى.

فالتدعو لخديجة بالتوفيق ..


المسلمون الجدد

الاهتمام بالمسلمين الجدد قد يكون مدخلاً نحو نشر عقيدة التوحيد وتثبيت الإسلام في قلوبهم وإعطاء فكرة طيبة عن هذا الدين العظيم.

واذكر تأكيداً لما ذكرته قصة قيامنا بتوفير إفطار في رمضان ودعونا كل السلاطين وشيوخ القبائل حتى غير المسلمين في معسكر بانيتو للنازحين في الخرطوم من باب تأليف قلوبهم، وبعد الإفطار هممنا بتقديم المحاضر فإذا بأحد الحاضرين يقوم ويتكلم عن الإسلام وأركانه بأسلوب جميل وعربية بسيطة استمر لمدة نصف ساعة وأنصت الجميع لما يقول بدون ملل.

بعد انتهاء الحديث سألنا السلطان عبد الباقي وهو أحد السلاطين المسلمين عمن يكون هذا الشخص، فقال إنه من قبائل جنوب السودان وتحديداً قبائل الزاندي الوثنية والنصرانية وقد دخل دين الله قبل 6 أشهر وإنه يحب الإسلام والمسلمين وتغيرت حياته تماماً بعد الإسلام وأصبح متحمساً بشكل كبير للدعوة.

وقال لنا الأخ إنه مستعد للعمل الدعوي متطوعاً في أي مكان لنشر الإسلام وأن المئات من الوثنيين والنصارى دخلوا الإسلام من خلال نشاطه البسيط منذ أن تذوق حلاوة الإيمان.

وأكمل السلطان عبد الباقي وقال: إذا لم نهتم بهؤلاء المهتدين الجدد فلا نلوم إلا أنفسنا عندما ينحرفون وقد يرتدون مثل مؤذن مسجد حي النهضة في معسكر بانيتو للنازحين الذي أسلم فلم يجد من يهتم بتقوية مفاهيمه عن الإسلام وكاد يموت من الجوع ولم يستطع المسلمون مساعدته لفقرهم، ولكن الكنيسة بدأت تعطيه الطعام ومساعدات مالية وشيئاً فشيئاً استطاعوا تنصيره فقد كان فقيراً في كل شيء في فهمه للإسلام وعقيدته السهلة وفي قدراته المالية.

إن تزويد هؤلاء بوسيلة يعيشون منها مثل دكان أو بسطة يبيعون عليها الحلويات أو الخضروات لا تكلف أكثر من 1200 ريال سعودي وتساهم في تثبيت القياديين من المسلمين الجدد

ولو بشق تمرة

يعتقد بعض المحسنين أن أثر إحساسهم يكون قليلاً إذا ما تبرعوا بمبالغ قليلة ومالا يعرفونه أن الله تبارك وتعالى يبارك في تبرعاتهم إلى درجة لا يتصورونها أو هكذا ما نرى في الميدان.

أذكر ذلك حينما أتذكر أن المحسنين يتبرعون بنصف دينار قيمة وجبة إفطار صائم في شهر رمضان الكريم ولا يعلمون أن نضغط على مكاتبنا لتقليل كلفة الوجبة هناك حتى نجعلها وجبتين أو أكثر بسبب طلبات مكاتبنا في أفريقيا للمزيد من الوجبات، ومكتبنا هناك يواجه بضغوط كبيرة من أهالي القرى ورواد المساجد ويخصص وجبات أكثر لهم بنفس كلفة الوجبة التي تبرع بها المحسن هنا، وتنتهي بخمس أو ست وجبات إفطار.

والمسلمون هناك لا يرغبون بوجباتنا لمجرد أنهم فقراء بل إن بعض الأثرياء يصرون على أن يكون لهم نصيب في وجبات العرب أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم وعادة يتبرع الثري بعد الوجبة لنا ببضع مئات من وجبات الإفطار نقدمها للمحتاجين، وأذكر في شهر رمضان أننا قدمنا وجبة الإفطار في مسجد قروي ورأينا أحدهم يأخذ بعض اللحم من المرق ويضعه في جيبه وذكرنا له ذلك في نهاية الوجبة فقال إنه طعام العرب.. إنه طعام مبارك من أرض مكة ثم أنني لم أذق اللحم منذ عدة أشهر.

وفي مرة ثانية رأيت أحد المعوقين يزحف أكثر من عشرة كيلو مترات للوصول إلى قرية أخرى أقمنا في مسجدها إفطار صائم ووصل بعد صلاة المغرب وبعد أن تناول المصلون الإفطار ولم يبق إلا طعام المشرفين على تقديم الإفطار من مكتبنا فتنازلوا عن طعامهم لصالح هذا المعوق الذي بذل جهداً كبيراً لا لفقره بل للبركة في تناوله طعام العرب من الخليج وحملنا المعوق في السيارة بعد ذلك إلى قريته.

ما أريد أن أقوله لكل محسن أن إحساسك يمضي شوطاً بعيداً في رفع معاناة أو إدخال السرور لمسكين أو فقير أو محتاج مهما كان إحساسك صغيراً.
ابني حي أم ميت

في يوم من الأيام فوجئنا بامرأة تبلغ حوالي الخامسة والثلاثين تبدو عليها آثار السفر وتبدو في حالة تعب شديد ومعها شاب يبدو أنه ابنها. وبعد مقابلتها تبين لنا أنها أم أحد الأيتام المقيمين في المركز وكانت قد تركته مع عمه منذ 6 سنوات لا تدري عنه شيئاً بعد أن مات أبوه وتزوجت رجلاً آخر يعيش في قرية جبلية على الحدود الغربية في غانا، ولم تدر ابنها حي أم ميت ولها مدة تبحث عنه وانتقلت من مكان لآخر حتى أحضرها ابنها الأكبر الذي يعمل سائق شاحنة إلى المركز.

ما إن وقعت عيناها على ابنها حتى بدأت تبكي بكاءً حاراً شاركها كل المتواجدين وضمت ابنها إلى صدرها. بعد أن هدأت بدأت تتجول مع ابنها في مهاجع الأيتام والمطبخ والمطعم والمدرسة والمسجد وقالت هل ابني يقيم هنا؟ قلنا لها إنه يقيم منذ 4 سنوات!
فالت كنت أنوي أخذه معي إلى قريتي ولكن بعد أن رأيت المركز فإنني أؤكد لكم أنني لا أستطيع أن أوفر له جزءاً مما وفرتموه له وهي تأمن عليه هنا أكثر مما لو سار معها إلى قريتها، وإن ما رأته يمثل حلماً لكل مسلم حتى لو لم يكن يتيماً فمن يستطيع أن يحصل على هذه الرعاية والعناية.

هذا المركز وأمثاله هي مصانع لتخريج قادة المستقبل، وخلال أكثر من ربع قرن استطاعت أمثال هذه المراكز أن تخرج المئات من الأطباء والمهندسين والمحامين والمحاسبين والعلماء وغيرهم.

ترى ماذا يحدث للأمة لو أن زكاة المسلمين استثمرت في بناء الرجال والنساء من أطفال اليوم والأيتام في مراكز مثل هذه، وماذا سيكون حال المسلمين بعد 50 سنة.

لو رأينا النتائج في بعض الدول الأفريقية حيث تخرج العشرات من أولادنا وأيتامنا ليتقلدوا مناصب مرموقة في دولهم بفضل الله.
العمى والدعوة

من خلال تجاربي الدعوية في أفريقيا لأكثر من ربع قرن تأكد لي أن معاملة الآخرين بالحسنى هي أفضل وسيلة للدعوة.

لا زلت أذكر امرأة عمياء في إحدى دول غرب إفريقيا في العشرينات من عمرها، مسيحية متزوجة وقد أنجبت طفلاً لم تره ولم تر زوجها، فقد فقدت البصر منذ الصغر ومنذ ذلك الحين لم تر أباها ولا أمها ولا إخوتها، فحصناها فوجدناها مصابة بالماء الأبيض (الكاتركت)، عرضنا عليها أن تجرى لها عملية، فوافقت لأنها كما تقول لم تخسر شيئاً أكثر من العمى، وفي اليوم التالي للعملية وبحضور الفريق الطبي والإداريين في مكتبنا، وبحضور حاكم المنطقة الذي لم يكن مسلماً، تم نزع الضماد عن عينيها، وعندما نزعنا الضماد عن عينيها كانت فرحتها عظيمة، وهي تشاهد ابنها للمرة الأولى في حياتها، فانكبت تقبل ابنها ثم تقبل رأس أمها وبدأت تبكي فرحاً وبكى جميع الحضور معها، وبعد أن هدأت أعلنت الشهادتين وقالت أمام الجميع إن الأطباء يعرفون أنها غير مسلمة، ورغم هذا أجروا لها العملية، ولم يحاول أحد فرض الإسلام عليها، قلنا لها أنه لا إكراه في الدين عندنا، ونرفض استغلال حاجات الإنسان لفرض ديننا عليه، عند ذاك لم يتمالك الحاكم نفسه فأسلم وقدم شكره لنا وللفريق الطبي الذي أحضرناه، مبدياً إعجابه بالأطباء المسلمين الذين كانوا يعملون 16 ساعة كل يوم بدون ملل، فساهموا في إعادة البصر إلى هذه المرأة وغيرها.

ومرة أخرى في مخيم آخر لعلاج أمراض العمى كان أحد دعاتنا يقوم بخدمة امرأة عجوز مسيحية إلى غرفة العمليات ثم إلى غرفة المنام، وكان يخدمها بإخلاص ولم يلاحظ الداعية أن لها ابنا من القيادات المسيحية يلاحظ من بعيد فسأله الابن كم تأخذ مكافأة على عملك هذا؟
فقال الداعية نحن لا نأخذ أي مكافأة غير رواتبنا العادية،
فقال الابن المسيحي كيف هذا وأنتم تعملون مع الدول العربية في الخليج وهي من أغنى دول العالم؟ وأنا أرى أنك تبذل جهداً خارقاً؟
قال الداعية حتى الأطباء والفنيين والعاملين أمامك يعملون متطوعين
قال القس: إن كان الأمر كذلك، فأشهد أنني مسلم من الآن معكم وأعلن الشهادتين.

وفي جنوب السنغال جاءنا مريض وهو رئيس إحدى القرى وكان مسيحياً أجرينا له العملية. وبدأ يبصر بعد اثنتي عشرة سنة من العمى وبعد أن من الله عليه بالبصر جاءنا بعد خمسة عشر يوماً، ومعه سبعون شخصاً من أهل قريته كل منهم يريد أن يقدم شكره لمكتبنا، وأعلنوا جميعاً دخولهم في الإسلام، وكانت الجهات الأمنية قد استنفرت عندما رأوا هذا العدد يسير في شوارع المدينة ظناً منهم أن هناك مظاهرة.
رحلة لا تتوقف

واجهت مشكلة في بيتي في السنوات الأولى من عملي في إفريقيا، إذ نتيجة لأنني أقضى أكثر من عشر أشهر كل عام تقريباً متنقلاً بين مختلف الدول والمدن والقرى في إفريقيا، بدأ أولادي الصغار يهربون مني كلما دخلت البيت لأني شخص غريب بالنسبة لهم.

كحل لهذه المشكلة قررت أن آخذهم معي في عطلة المدارس إلى إفريقيا وعادة لا أعد لهم برنامجاً خاصاً.. بل يرافقونني مع أمهم في برنامجي الدعوي وعادة لا أقضي أكثر من ثلاث أيام في مكان واحد.

كنا ننام في الصحاري والغابات وفي كثيراً من الأحيان ننام في المساجد، نأكل ما نجده متوفراً أمامنا.

أذكر ذات مرة قضينا سبعة أيام بدون كهرباء ولا ماء في السودان وكان الحر شديداً والرطوبة عالية والبعوض كثير، ولم نتمكن من الاغتسال طوال تلكم الأيام.

وفي مرة أخرى كنا في غابات مالاوي وقضينا خمسة أيام نتنقل من قرية إلى أخرى وننام في المساجد الطينية، نأكل الموز في كل وجبة ولا نذوق غير الموز، فاشتكى لي أولادي من أنهم يشتهون أكل أي شيء غير الموز وسألوني إن كان بالإمكان الحصول على بيض نسلقه.. ورغم محاولاتي لإثنائهم عن هذا الطلب حيث من المتوقع الوصول إلى مدينة بعد يومين ويمكننا حتى أكل الرز والدجاج مثلاً.. إلا أنهم أصروا.. فذهبنا واشترينا من كل خوخ بيضة أو بيضتين على عدد الأولاد ولقد فوجئنا بأن كل البيض كان فاسداً فقلت لهم هذا عقاب من الله لأنكم اشتهيتم ما يصعب توفيره.

لقد كانت أيام متعبة جسدياً لكنها لذيذة نفسياً لأنهم شعروا أنهم يخدمون دينهم وأمتهم.
من صبر المهتدين الجدد على دين الإسلام

قمنا ببناء مسجد قرية كلتشا في شمال مدينة مرسابيت في كينيا ودخل أغلب سكان القرية في الإسلام بفضل الله حتى ضاق بهم المسجد ومن عادة الأفارقة أن النساء يحافظن على الصلاة في المسجد ونظراً لضيق المسجد فقد أخرجوا النساء وبنوا لهم عشة من القش يصلون فيها، ونظراً لأن المنطقة صحراوية تكثر فيها الهوام ولانعدام الكهرباء فإن صلاة العشاء والفجر في مصلى النساء تعتبر مخاطرة لكثرة ما في هذه المنطقة من ثعابين وعقارب.

التقينا بفاطمة التي أسلمت قبل ثلاث سنوات ومن المواظبات على الصلوات الخمس في المسجد.. قال لنا الأهالي أن في صلاة الفجر كانت فاطمة تصلي مع الجماعة فلدغتها عقرب.. ولم تشأ فاطمة أن تقطع صلاتها.. واستمرت رغم الآلام الشديدة وفي السجدة الثانية لدغتها عقرب ثانية ومرة ثانية رفضت فاطمة قطع صلاتها وأكملت الصلاة.

هل أخواتنا مستعدات للصلاة في مثل هذا المسجد الكوخ المليء بالأفاعي والعقارب؟
وهل نتحرك قليلاً لبناء مسجد أوسع يتسع لكل المهتدين الجدد في هذه القرية إكراماً لفاطمة وأخواتها اللواتي لازلن يصلين في مسجد كلتشا.

لا زلت أذكر أن عدد المسلمين كان أقل من القليل عندما زرت هذه القرية قبل سنوات ولم يكونوا يصلون جماعة إلا نادراً تحت الشجرة.

وأحمد الله أن الدعوة بالحكمة تغلغلت في نفوس الناس حتى أشهر غالبية أهل القرية الشهادتين.


أخاف أن تلدوا في الإسلام ولا تذوقوا طعم الجاهلية

تلعب المرأة في العالم الثالث بصورة عامة دوراً كبيراً في دعم الدعوة الإسلامية وإذا ما أسلمت المرأة في الأسرة في إفريقيا فعلى الأغلب ستكون هي المدخل لإسلام بقية أفراد الأسرة.

وقد لاحظت ذلك عشرات المرات في الميدان، لكن المرأة في إفريقيا غالباً ما تطلب شروطاً أسعد بسماعها ففي كثير من الأحيان تشترط علينا النساء في القرى أن نزورهم مرات أخرى أو نترك بينهم داعية يساعدهم في فهم أمور دينهن أو أن نترك كتباً تقرأها من ذهبت للمدرسة وتعلمت القراءة والكتابة.

المرأة هناك هي المصدر الرئيسي لطعام الأسرة فهي التي تزرع وتبيع المحصول وهي التي تربي الأطفال وتطبخ الطعام وهي التي تتحمل غالبية المسؤوليات في الأسرة.

أذكر ذات مرة أنني ذهبت للدعوة في قرى من القرى في رواندا وشرحت لهن مبادئ الإسلام فأسلم مجموعة من الرجال والشباب ولم تسلم امرأة أو فتاة وسألتهن فقلت لي: إنهن يردن استشارة أزواجهن أو آبائهن فشجعتهن على ذلك حتى لا ندمر الأسرة عندهم.


وبدأت أحدث المهتدين الجدد بصوت عالٍ عن أحكام الأسرة وحدثتهم عن الخمر أنه حرام فسألني أحدهم أنني لن أشرب الخمر اعتباراً من اليوم لأنني أصبحت مسلماً ولكن كلنا نحتاج في كل موسم لباقي أهالي القرية يساعدونه في الزراعة وحرث الأرض ومن عاداتنا أننا لا نعطيهم نقوداً لأننا أصلاً لا نملك ذلك بسبب فقرنا ولكنا نصنع لهم خمراً ونوزعه عليهم...!

فقلت له إن ذلك حرام وذكرت عشرة مهن تتعلق بالخمر كلها حرام وفوجئت بصوت و***ة من جانب النساء وبتحركهن وانضمامهن إلى المسلمين الذين كنت أحادثهم.. والحقيقة أنني خفت على نفسي في هذه الحركة الغريبة، ولكن واحدة من النساء خاطبتني أننا كنا ننوي سؤال أزواجنا عن إمكانية دخولنا الإسلام. أما الآن وبعد أن سمعنا عن موقف الإسلام العظيم والمتشدد من الخمر.. ونظراً لما كنا نعانيه من أزواجنا وآبائنا وحتى أولادنا من ضرب واعتداءات عندما يشربون الخمر ويسكرون قررنا أن لا ننتظر استشارة أهالينا، وأن نسلم الآن فهذا دين عظيم يجب أن لا نتأخر في قبوله، لأنه لا يأمر إلا بالخير ولا ينهى إلا عن المنكر.

تذكرت حينذاك قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخوفه من أن نولد في الإسلام ولا نعرف طعم الجاهلية وبذلك لا نعرف قدر وعظمة الإسلام.

lrhghj lcevm ;jfih hg];j,v hg]hudm uf]hgvplk hgsld'










عرض البوم صور صقر الاسلام   رد مع اقتباس
قديم 25 / 08 / 2008, 32 : 11 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
كريم القوصي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية كريم القوصي


البيانات
التسجيل: 13 / 02 / 2008
العضوية: 186
العمر: 39
المشاركات: 13,018 [+]
بمعدل : 2.12 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1506
نقاط التقييم: 12
كريم القوصي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
كريم القوصي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم صقر الاسلام

جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك









عرض البوم صور كريم القوصي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018