27 / 05 / 2018, 26 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام وما يدريك لعله آخر رمضان الحمد لله رب العالمين، الذي جعَل لنا مواسمَ للطاعات تتضاعَف فيه الحسنات، نتدارَك فيها غفلةَ شهورٍ مضَت، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وإمام المرسلين، ونشهَد أنه ما ترَك خيرًا إلا أرشَدنا إليه، ولا شرًّا إلا حذَّرنا منه، صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته وآله، ومَن تبِعه بإحسان إلى يوم الدين. يا عباد الله، هذا شهرُكم قد بدأ في التناقص، ها هو موسمٌ فلا حكمَ ينسل من بين أيديكم. ألم تُعاهدوا ربَّكم أن تُروه خيرًا من أنفسكم في شهرٍ امتنَّ به عليكم، في شهر أعطاكم ربُّكم فيه مِن المِننِ والخِصال ما يَغسِل غفلةَ شهورٍ مضت، ألم تَعقِدوا النيَّة والعزمَ على عدم التفريط في هذه النعمة؟! فما بالُكم؟! ماذا تفعلون؟! وبِمَ تُفرطون؟! هل استشعرتُم نعمةَ الله عز وجل علينا أن أَمَدَّ في أعمارنا، وبلَّغنا هذا الشهر المبارك، وغيرُنا تحت التراب، لو كان للموتى أُمنية، فستكون العودةَ للدنيا لساعة أو لبعض ساعةٍ، ولكن ليستْ للهو ولا لقيلٍ وقال، ومتابعة ما يهم وما لا يهم، بل لسجدةٍ وتسبيحةٍ، وطاعةٍ لله، لعلها تكون فيها النجاة! فلنحمَد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة أن بلَّغنا رمضانَ آخرَ، نستطيع بِحُسن استغلاله في طاعة الله أن نَسعَدَ سعادة لا شقاءَ بعدها، وأي شقاء إن فُزنا بالعتق مِن النيران الذي وعَدنا الله به في كل ليلة من ليالي رمضان، واللهِ إنها لخسارة - وأي خسارة؟ - أن نَخرُجَ من هذا الشهر المبارك ولم نَفُزْ بهذا الفضل العظيم! اطرَح عن نفسك - يا باغي الخير ويا طالب رضا الله والجنة - طولَ الأمل، فوالله ما فرَّطنا وما ضيَّعنا أعمارَنا إلا بسبب طول الأمل، استشعِر بارَك الله فيك أنه قد يكون آخر رمضان لك! فحقًّا، ما يدريك لعله آخر رمضان؟! فيأتي رمضان القادم ونحن في قبورنا قد توقَّفت أعمالنا، فعلامَ نتمنَّى أن يكون آخر رمضان لنا؟! اجعل رمضانك وما تبقَّى فيه من أيام وساعات مليئًا بكل عملٍ صالح تحب أن يكون أَنيسَك في قبرٍ لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا ما قدَّمتَ من عملٍ، اجعَل ساعاتك مليئة بكل طاعة وقُربة يَسرُّك رؤيتُها في صحيفة أعمالك يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون! استغلَّ مِنةَ الله عز وجل ورحمته بمضاعفة الحسنات في هذه الأيام المباركة، وكُن كالتاجر الذي ولَج سوقًا فيه من أصناف التجارات ما لا يوجد في غيره، فكان له في كل صفقة نصيبٌ، وفي كل مَغنم أوفرُ الحظ، فخرَج منه أغنى ما يكون، وربِح ما يكفيه لعيشة هنيَّةٍ وقلب سعيدٍ، فهذا هو رمضان، الجميع يدخلون الشهر ويخرجون منه، ولكن شتان بين مَن تاجَر معَ الله ففاز، وبين مَن أضاع فرصته فخاب! رمضان الماضي والذي قبله والذي قبله، كم فرَّطنا وندِمنا، ولكنه طول الأمل، فما زِلنا نفرِّط وننسى أنه قد يكون آخر رمضان، كم ممن كانوا معنا رمضان الماضي ولكن غابوا، سبقونا إلى دارٍ كلنا لها زائرون، فلن ينجوَ منها أحدٌ، وما يُدرينا: هل سيأتي رمضان القادم ونحن هنا أو هناك؟! ها هي فرصة أخرى في عُمرك، فشهر رمضان المبارك قد يَمرُّ كغيره، وقد تكون فيه نجاتُك وفلاحُك وسعادتك، تذكَّر قد يكون آخر رمضان، فماذا أنت فاعلٌ فيه؟ ما خُططك لِما تبقَّى من أيام؟ خطِّط لما تبقَّى من أيام الشهر، وكأنك لن تراه مرةً أخرى، واطْرَح عنك التسويف والغَفلة وطولَ الأمل، فما يُدريك لعله آخر رمضان! اللهم ارزُقنا من الطاعات والقُربات في هذا الشهر المبارك ما يُبلغنا رضاك والجنة. اللهم وفِّقنا لكل عملٍ يُرضيك عنا. اللهم اجعَلنا ممن وفَّقته لطاعتك ففاز، ولا تَجعلنا ممن غرَّه طولُ الأمل فسوَّف وندِم. اللهم اجعَلنا مِن عُتقائك في هذا الشهر المبارك. يا رب إن مدَدتَ في أعمارنا فثبِّتنا على الطاعات، وإن كان آخر رمضان في أعمارنا، فاختِمه لنا بالقبول والخيرات.
,lh d]vd; gugi Nov vlqhk
|
| |