الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 626 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
26 / 04 / 2018, 14 : 02 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام الشيخ الدكتور / عبدالله بن بلقاسم أحاول منذ مدة الكتابة عن السعادة، وكلما اقتربت من تبني تصور خاص في هذا الموضوع، شعرت أني لا أزال بعيدا، تنقلت بين أفكار الناس وفلسفاتهم عبر العصور، بين مفاهيم ناشئة من تجارب وخبرات شخصية ومعاناة فردية، وأخرى تأتي تعبيرا عن فلسفة كلية، ونتاجا لفكرة كبرى عن الوجود والحياة، وبعضها محاولة إنسانية مخفقة لتفسير دين الحق السماوي، فيدعي أقوام أن هذه هي السعادة في دين الرسل ، وبين هذا وذاك، تندلع الأسئلة الحائرة وتثور الاعتراضات، التي تطيح بتلك التصورات الناقصة أو المتناقضة أحيانا، والتي كثيرا ما تأتي في صورة خطابية عاطفية، لا تتمكن من الصمود أمام مطالب العقول مما يؤدي أحيانا إلى تحول الحديث عن السعادة من قضية فيها حق وباطل، إلى تمتمات يريد كتابها تهدئة الحزن الثائر في قلوب كاتبيها وقرائها، وتسليتهم بنسائم من الكلمات الجميلة ، والخدع العاطفية التي تخدرهم مؤقتا، قبل أن تعاودهم مشاعر الألم من جديد حيث انتقل البحث في السعادة من السؤال الأكبر عن أصلها ومصدرها إلى تطوير أدوات جديدة لتخفيف أعباء المهمومين والحزانى، الذين يغضون الطرف عما في أدويتهم المعرفية من تناقضات وأباطيل لتجريب دواء مغشوش يخفض من نوبات الحزن المتعاقبة على قلوبهم المتعبة فليسوا على ما يرام ليناقشوا القضية الكلية أو يعرضوها على معايير الحق الحاسمة فليس غريبا أن تجد قائلا يقول الإيمان يحقق لك السعادة الحقيقة، وبعد قليل يقول هو نفسه: لا سبيل إلى السعادة في الدنيا فالدنيا دار الأكدار والأحزان، بل يشعرك أن طلب السعادة العاجلة نفسه طلب دنيوي رخيص وبعضهم يعرف السعادة تبعا لطقسه الخاص، فحينما يكون سعيدا، يصف لك أجواء السعادة الأبدية بناء على المتغيرات التي تحيط به خاصة، وإذاغربت شمس سعادته جاء بتعريف جديد آخرون يتناولون السعادة بعموم مربك، يجمع الشيء ونقيضه فقد يعرف السعادة بأنها الألم والحزن لكن في الدنيا، والراحة في الآخرة وآخرون يقدمون أدوية فردية حقيقة لسعادة فردية هي جزء من بناء كلي ، لكنهم يقدمونه كحل شمولي كمن يقدم التسبيح مثلا كسبيل للسعادة الكلية الشاملة، لقد كنت في مشواري كغيري من ملايين البشر الباحثين عن السعادة أبحث عن مفهوم شامل مطرد يضمن لصاحبه السعادة الحقيقة التي تحقق اللذة والراحة والطمأنينة والسكون ويحصنه من الألم والتعاسة والشقاء والضنك، لقد كنت على يقين بحمد الله أن دين الحق فيه القول الفصل والحق المبين الذي لا اختلاف فيه ولا تناقض في هذه القضية الكبرى، وفي الطريق قرأت رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : قاعدة في المحبة ، فإذا هي تلاحق الأسئلة في خاطري، وتطيح بكل اعتراض ، وتشبع العقل والروح، دعوني ألخص ما فهمته من الرسالة ، من أولها إلى آخرها في قضية السعادة خاصة " السعادة : التي هي اللذة والمنفعة والراحة والسكون والانشراح والنعيم والتي هي نقيض الألم والحزن والخوف والكآبة والتعاسة والشقاء وضيق الصدر والقلب ، وهذه السعادة تكون في الدارين الدنيا والآخرة في عبادة الله وحده، بمفهومها الشرعي الذي هو كمال محبة الله وكمال تعظيمه والذل له، وفق ما شرعه سبحانه وجاءت به الرسل، وبمعنى أبسط وأوضح: أن كل طاعة هي سعادة عاجلة في ذاتها، لها ثمرة في تحقيق السعادة على الفور في قلب صاحبها بغض النظر عن عاقبتها العاجلة الأخرى في الدنيا والآجلة، وكلما كانت الطاعة أوجب في شرع الله كانت أكثر تحقيقا لغرض العبد وسعادته العاجلة ولذته، فالمحبة التامة لله تحقق اللذة التامة العاجلة والآجلة،فالصدقة لها ثمرات كالخلف والمضاعفة والأجر والوقاية من مصارع السوء، لكن لذتها الكبرى في قلب العبد أعظم اللذات وأشرف مطالب المؤمن المحب لربه، وربنا سبحانه الذي فطر العبد على الإرادة والمحبة لبلوغ لذته، جعل لذته الحقيقة في محبته واتباع شرعه، فكل مصالح الطاعة من اللذة والنعيم حاصلة للعبد، والله غني عن عبده، وليس المقصود الأعظم من الطاعات هو الابتلاء والامتحان وإن كان مقصودا، لكن الغرض الاعظم تحصيل العبد لسعادته العاجلة والآجلة، فالصلاة في ذاتها مثلا ، ربنا غني عنها، وهو تعالى حكيم لا يأمر بما لا نفع فيه، وليس الغاية العظمي الابتلاء ، بل سعادة العبد وهو ما يفيض في قلبه من الراحة والانشراح، ولو تعب جسده مثلا، لكن العبرة بقلبه ولذا جاء في الحديث أرحنا بالصلاة، بل حتى الجهاد الذي هو أشق ما يراه الناس من الأعمال والتكاليف في ذاته سعادة لصاحبه وراحة وطمأنينة وما فيه من الموت واقع لكل أحد فلا فرق بين وبين غيره إلا أن المجاهد أسعد الناس بعمله، وقد فطر الله القلوب وهيأها في خلقتها لتتنعم بالطاعة لربها، وترتاح وتسعد وتطمئن وتسكن وتنشرح في عبادة ربها، فأصل خلقتها لا يقبل السعادة بغير طاعة الله وعبادته ومحبته، وما يقع من اللذة العارضة في معصية الله فهو عارض سريع الانقضاء يعقبه الألم الطويل في القلب والظلمة والضيق والكدر، بل حتى الصبر عند الابتلاء فيه من سعادة القلب وطيبه وانشراح فلا تعارض بين شدة بلاء الأنبياء وسعادتهم، فإن صبرهم طاعة تورث نعيما عاجلا في قلوبهم، وتعلقا تسعد به أرواحهم، وما يقع لنا من الكدر والحزن مع ما نراه من أنفسنا من الطاعة سببه جهلنا بحالنا وتقصيرنا في طاعة ربنا، فلو صدقنا مع الله في تحقيق عبوديته التامة في كل الأحوال لم يصبنا خوف ولا حزن في قلوبنا حتى لو تعرضنا للمصائب والبلايا والرزيا والأمراض والفقد، فقلوبنا لا تحزن بقدر ما يصيبها من تلك المقادير، بل بقدر ما نقصت من الطاعة والعبادة لربها سبحانه، والبرهان من كتاب الله أوضح من الشمس، (فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى) ، (فلنحيينه حياة طيبة) فإن قال قائل إذا كانت العبادات سعادة وراحة وانشراح فلماذا يعرض بعض الناس عنها ويتكاسل آخرون فالسبب الجهل ومرض القلب، كما يجد الإنسان عند مرضه مرارة الطعام الطيب، وعلاجه بالتوبة والاستغفار حتى يعود لفطرته الأولى، وعندها تستقيم لذته وسعادته والحاصل أن أصل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة في عبادة ربه، ولا سبيل لذرة من السعادة الحقيقة العاجلة أو الآجلة إلا في هذا الطريق، ولولا فرحي بكلام ابن تيمية رحمه الله وتعجلي لنفعكم به، لكان الأولى إطالة المقام وتحريره أكثر ولعلي اعود إليه في مناسبة أخرى وصلى الله وسلم على نبينا محمد hgsuh]m >> Hodvh | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 04 / 2018, 14 : 07 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018