15 / 02 / 2018, 37 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح كن مع الله تسكُن النفس وتطمئنُّ، ويهدأ الجسد ويرتاح، حين تسمو الرُّوح وتنعَم بقِسْطٍ وافر من الراحة بعيدًا عن الجسد الماديِّ الذي يأسِر الإنسان ويستهلكه، ويختصره ببُعْدٍ واحد... وحين يأذَن الله للعبد بتمام الهداية والتوفيق، تنهَل الرُّوح من الأنوار الربانية، فتبدأ الفتوحات بالانهمار عليه من كل حدَبٍ وصوب، ويتحوَّل الإنسان من جسدٍ مُستهلَك مُرهَق، ونفسٍ مُستنزَفةٍ مُتعَبةٍ، إلى رُوحٍ منتِجةٍ مُستنيرة نضَّاحة بالعطاء... لكن... كيف تقطع هذه الرحلة؟ وكيف تصِل إلى هذه النقلة النوعية السامية من الماديِّ إلى الرُّوحيِّ؟ يحدُث هذا بخُطواتٍ عدَّة، ورحلة الألف ميل - كما يُقال - تبدأ عادةً بخطوة واحدة... فابدأها بالخُطوةِ المهمَّة، ألَا وهي الاستعانة، وافتقر إلى الله، مُستشعِرًا معنى العبوديَّة، واسأله العون على عبادته، ثمَّ اسأله الهداية التي لن تتأتَّى إلَّا إذا أحسنتَ الاستعانة والعبادة ابتداءً، والإيمان قبل ذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]. فكن مؤمنًا بالفعل والجذور، لا بالقول والمظاهر... تعمَّق في رُوحِ الإسلام وطبِّق أركانه بفهْمٍ وتدبر حكمة كلِّ ركنٍ فيه، وإن لم تعِ الحكمة من أيِّ أمر أو أعجزك الفهم، فتفكَّر بحكمةِ التسليم الكامل والطاعة المطلقة، وتفكَّر بالمعنى الأعمق للإسلام، ألا وهو "الاستسلام". تذوَّق روعةَ العبادات، واستشعر بها، تُفرِغْ من قلبك العوالق، وتُنقِّه من الشوائب، وتُطهِّرْه من الأدران، وترتفع به سموًّا وتجرُّدًا عن كلِّ ما قد يأسِرُه من ماديَّاتٍ وشهواتٍ عابرةٍ لحظيَّةٍ زائلة، لتربطه بالخالق الدائم الباقي، فتنتعِش بهذا رُوحُكَ وتعلو، وترتاح من سجن جسدكَ الماديِّ وما يُحيطُ به من تَبِعات، وتعودُ ثانيةً إلى هذا الجسد نقيَّةً صافيةً مُحمَّلةً بالأنوار والعطايا الربانية. اقرأ القرآن بكلِّ وعي وتدبُّر، وتفكَّر في آياته، واعمل بما جاء فيه... اجعله خُلُقَك، فهو هدْيٌ من الله إليكَ؛ ليُرشدَ رُوحكَ إلى طريق الحقِّ والسعادة، وهو دليلكَ للخروج من الظُّلمات إلى النور. اقرأ سُنَّة الهادي عليه صلاة الله وسلامه، وجاهد نفسَكَ للاحتذاء بخُلُقه الطاهر وسيرته الشريفة. سِرْ على نهْجه، ففي نهجهِ أفضلُ مثالٍ يُحتذى للعيش بسلامٍ وأمنٍ وطُمأنينة. راقبِ اللهَ في كلِّ آنٍ وحين... املأ قلبكَ بذكره... علِّم جوارحَكَ النُّطقَ باسمه... اشغل لسانكَ بحمده على نِعَمه... لقِّن حواسَّكَ تذكُّر الله في طيِّبات ما ترى وتسمع، وما تمسُّ وما تَشَمُّ وما تتذوَّق... اربط كل أعمالكَ بالله، واجعل هدفكَ من كلِّ عملٍ تقومُ به في الحياة زيادةَ صِلتكَ بالله، ونيلَ رضاه في الدنيا والآخرة. كن صافيًا، مُحبًّا، بشوشًا، صادقًا، نقيًّا، خاشعًا، زاهدًا، عابدًا، تائبًا، مُستغفِرًا، حامدًا، شاكرًا، ذاكرًا، متفكِّرًا، متفائلًا، مُبشِّرًا، مُنذرًا، مُصلِحًا، قنوعًا، حكيمًا، ناصحًا، نافعًا، رحيمًا، كريمًا، لطيفًا، رقيقًا، قويًّا، قانتًا، عاقلًا، مُوقنًا، خاضعًا للهِ طائعًا، صادقَ النيَّة، مخلصًا لا تعرفُ الرياء... باختصار: كنْ مؤمنًا، كما يحبُّكَ اللهُ أن تكون... اعمل على تغذية رُوحكَ وتقويةِ صلتها ببارئها... حينها فقط تسمو برُوحكَ وترتاح... حينها فقط تحيا وتُفلِح وتسعد؛ لأنَّكَ معَ الله!
;k lu hggi
|
| |