الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 0 | المشاهدات | 582 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
12 / 01 / 2018, 50 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح في بعض أحكام الشتاء إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70- 71]. أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل قول وعمل يقرب إلى النار، اللهم آمين. عباد الله؛ من كرم الله سبحانه وتعالى على المخلوقات جميعا وعلى البشرية خصوصا أن جعل لهم هذه المواسم؛ صيفٌ وشتاءٌ، خريفٌ وربيع، يتمتع الناس بكلِّ درجات الحرارة، وتتمتع المخلوقات بذلك أيضا، فيكون الخيرُ الوفيرُ، ففي المواسم المختلفة تكونُ الأشجارُ المختلفة، والثمار المتنوِّعة، والحبوبُ المتعددة نعمةً وفضلاً من الله سبحانه وتعالى. لذلك نحن نذوق لفحَ الصيف بحرارته، وبردَ الشتاء بزمهريره، والله سبحانه وتعالى بعث إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم بشريعةٍ كلّها رحمة، وكلّها سماحة، وكلّها تتعامل مع الإنسان في بشريته؛ حيث إنه إنسان يعتريه الضعف، ويعتريه النسيان. لذلك جعل الله عزَّ وجلَّ في أحكام العبادات في مثل هذه المواسم أحكامًا فيها التخفيفُ عن هذه الأمَّة؛ لأن الله عزَّ وجلَّ عندما أمرنا بالصلاة والصيام والزكاة والحجِّ وسائر العبادات، لم يأمرنا بذلك تعذيبا لنا، وإنما تأديبا لنا، يريد منا أن نكون مؤدَّبين مع الله بهذه العبادات. وإلاّ؛ كيف نكون –نحن المسلمين- عبادا لله عزَّ وجلّ ونحن نعصي الله جل جلاله؟ العاصي لا يكون عبدًا مطيعًا، فهذا يستحق هذا إلى الـتعذيب. أما أنت أيها المؤمن! يا من تصلي وتصوم وتزكي وتحجّ... فالله يحبُّ تأديبَك لا تعذيبَك. لذلك خفف علينا في مثل هذا الفصل أمورا حسنة ًطيبة في طهارتنا وفي صلاتنا، في عبادتنا هذه حتى لا يَثْقُلَ على الناس فعلها، وهذا نوعٌ من التأديب، وذلك ممَّا يسَّره الله علينا، وهذا من محاسن هذا الدين أن يسر علينا في الطهارة، ويسّر علينا في الصلاة وغيرها. ففي الطهارة مثلا؛ هناك رُخصة بل هي سنةُ المسح على الخفين، المسح على الجوربين، المسح على النعلين، يعني ما يلبس في الرجلين، كيف يكون ذلك تخفيفا على الأمة؟ يكون ذلك بأن تتوضأ وضوءًا كاملاً ثم تلبس الجوربين، وبعدها إن احتجت إلى وضوء جديد تمسح، توضأ وضوءا كاملا؛ لكن لا تخلع النعلين، بل امسح عليهما؛ خُذْ كفًّا من ماءٍ وألقِهْ انفض يدك اليمنى ثم اسمح بها القدم اليمنى، وكفًّا آخر باليسرى وعلى الرجل اليسرى، وامسح من الأمام إلى الخلف، ومن الأعلى لا من الأسفل، فلا نمسح الخفين من أسفل بل نمسحهما من أعلى، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ؛ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ). [1] فالدين ليس بالرأي، الدين شرعٌ من عند الله عزَّ وجلّ، على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا مسحت مع أذان الظهر؛ لأنك توضّأ لصلاة الصبح ولبست الجوربين، الصبح ما مسحت، ما مسحت إلا مع أذان الظهر، فيبقى معك هذا المسح إلى أذان الظهر في اليوم التالي، وأنت تمسح على الجوربين ولا تخلع، ويجوز أن تتوضأ قبل ظهر اليوم التالي؛ قبل الميعاد وتمسح؛ لأنه باقي وقت عشر دقائق أو ربع ساعة على مجيء الأذان، فإذا مسحت أو غسلت قبل ذلك؛ بأن تتوضأ أولا وضوءا كاملا وتمسح، تبقى على هذا الوضوء بعد الأذان، بعد الوقت، بعد انتهاء المسح، تكون متوضئا للعصر أو المغرب ما لم ينتقض وضوؤك، فإذا انتقض الوضوء بعد وقت المسح، بعد أذان الظهر مثلا؛ تحتاج إلى خلع الجوربين، وأن تتوضأ وضوءا كاملا بغسل الرجلين. فنفس المسح ينتهي بانتهاء الوقت، والتوقيت يومٌ كاملا، وينتهي أيضا بخلع الجوربين، فإذا خلعت وأنت على وضوء يبقى وضوءك صحيحا وإن انتهى المسح، فإن احتجت وضوءا جديدا تتوضأ تغسل الرجلين. ويجوز المسح على الخفين لعذر ودون عذر. حكم آخر طيِّب وحسنٌ وجميل لهذه الأمة، ونحتاجه، وقد نحتاجه في هذا الوقت الذي نحن فيه، وهو التيمم، فالتيمم معناه؛ أن تقصدَ وجهَ الأرض وتضربَ بكفَّيك عليه، وتمسحَ بكفَّيك وجهك، وتصبح الآن على طهارة ما دامت الأعذار موجودة. ما هو العذر المبيح للتيمم؟ العذر عدم القدرة على استخدام الماء، بأن يكون الماء باردا جدا ولا يوجد ما يسخنه، ونخشى أن يذهب الوقت، وقد أذن الفجر، ففي هذه الحالة يجوز التيمم، ويجزئ التيمم عن الغسل من الجنابة، ويجزئ عن الوضوء أيضا. لذلك عندما سمع عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه؛ أن التراب يجزئ عن الماء إذا كان الجوُّ باردًا جدًّا، وإذا به -وهو أمير سرية من سرايا الصحابة رضي الله تعالى عنهم- أصيب بجنابة عند صلاة الصبح، وأخبر أصحابه أنه على جنابة، قالوا: ليس لك إلا أن تغتسل، قال: لا، سمعت أن التراب يغني عن الماء، فماذا فعل؟ تيمم وصلى بهم، فعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: (احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا عَمْرُو! صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟!" فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الِاغْتِسَالِ، وَقُلْتُ: (إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾. [النساء: 29]، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا). [2] وبعض الصحابة وهو عمار رضي الله عنه فَهِم هذا لكن لم يفهم التطبيق، فتمرّغ في التراب بدلا من الغسل، وصلى، وذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما تمرغت في التراب لعدم وجود الماء، فهداه وأرشده وضح له؛ بأنه كان يكفيك أي عن غسل الجنابة؛ أن تقول هكذا؛ وضرب بكفيه الأرض ومسح وجهه وكفيه. فعن عَمَّارٍ رضي الله تعالى عنه: (بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا، فَضَرَبَ بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمَالِهِ أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ». [3] مسح اليدين؛ الكفين ليس إلى المرفقين، وليس إلى الإبطين، الكفين فقط، وهذه من باب التأديب لا التعذيب -يا عباد الله-، لا يقول لك: اذهب مباشرة فصلِّ بدون شيء، بدون أن تفعل شيئا، لا! حتى يعلم الله علم ظهور العمل، وتُظهِر ما عندك من عبادة لله سبحانه وتعالى. وبالتيمُّم تفعل ما تفعل بالوضوء والغسل، من صلاة وقراءة قرآن، ومس المصحف، والطواف حول الكعبة، هذه تحتاج إلى طهارة. فالتيمم مباح -ما دام العذر قائما؛ وجود البرد، أو انقطاع الماء أو ما شابه ذلك-، فإذا جاء وقت الضحى مثلا ودفئ الجوُّ، وجاءت الكهرباء -ما شاء الله-، أو حصلنا على الغاز، فإذا حضر الماء؛ ماذا يقول العوام؟ إذا حضر الماء بطل التيمم، وكلامهم صحيح، فيبطل التيمم عند وجود الماء بالقدرة على استخدامه. كذلك من حِكَمِ الله عزَّ وجلَّ لنا ما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ أن أباح الجمع بين الصلوات، مما يدل دلالة قطعية على أهمية صلاة الجماعة؛ وإلا لو كان يجوز للإنسان بدون حرج أن يصلي في بيته الفريضةَ بعذر وبدون عذر؛ لما كان هناك داعٍ للجمع. فالجمعُ بين الصلوات يكون في السفر؛ لأنه عندما يكون مسافرا، وحتى لا يحتاجَ كلَ وقت أن ينزل فيكفيه أن ينزل وقت الظهر أو العصر، ويجمع هذه ما هذه، يكفيه أن ينزل وقت المغرب أو العشاء، ويجمع هذه مع هذه؛ تقديما أو تأخيرا، وكذلك في المطر. ووجود المطر الشديد، أو الرياحِ الشديدة الباردة، ليس أي رذاذ، ليس أية رياح، ليس أي برد، فبعض الناس يعيش في سيبيريا مثلا ويعيش في أماكن ثلج، فهل يجمعون؟ لا؛ لأنهم قد اعتادوا على ذلك، يقول العلماء: لا بد أن يكون بَرْدًا طارئا عليهم، بردًا لا يتحمَّلونه، زيادة على طاقتهم التي كانوا قد تعودوا عليها، مع وجود المطر، مع وجود الظلام الشديد، كما في صلاة العشاء مثلا؛ كل ذلك يبيح أن تجمع الظهر مع العصر، أو تجمع المغرب مع العشاء. أما الجمعة فلم يبحْها أحدٌ من العلماء القدماء -فيما أعلم- أن يجمع معها العصر، إلا قولٌ ضعيفٌ عند الشافعية. فإذا صارت الآن الأمطارُ شديدةً جدًّا، فما ينبغي أن نجمع العصر مع الجمعة، فإذا جاء وقت العصر؛ أنت بين أمرين إما من أصحاب الأعذار؛ أمطار شديدة لا تستطيع أن تخرج، فتصلي في بيتك جاز ذلك. وإما تستطيع أن تخرج بسيارة أو نحوها أيضا جاز لك ذلك، فتصلي الصلاة في وقتها في المسجد مع الجماعة، وهذا أيضا من رحمة الله سبحانه وتعالى. بعضُ إخواننا يتلثمون في وقت الصلاة، يغطون أفواههم؛ التلثُّم أثناء الصلاة نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والتلثم أن تغطيَ فاك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ". [4]، يعني هذا المنديل، يغطي به وجهه، هذا ما ينبغي، عند الصلاة لابد أن ينزله، أظهر وجهك يا عبد الله! من أجل الله، وهل يليق بك مع بشر مثلِك؛ وزيرا كان أو رئيسَ بلدية تدخل عليه ملثَّمًا؟ ما ينبغي ذلك. أنت بين يدي ملك الملوك سبحانه وتعالى، بين يدي الجبار، وهو الرحمن الرحيم، لكن من صلى كذلك صلاته صحيحة، مع خلاف الأولى، وخلافِ الأفضل. فنريد أن نتأدب مع الله سبحانه وتعالى، بأن نكشف عن دارة الوجه هذه، وأن يبقى الأنف والجبهة والخدان والفم؛ أن تكون ظاهرة، منهيون عن التلثم، والسدل. أما السدل، فأن يصلِّيَ الإنسانُ وليس يداه في كمي ثوبه، ويَدخُل في الصلاة وهو على هذه الحالة، ثم يصلي فيها، هذا من الإسدال، وليس من الإسبال، فالإسبال إطالة الثياب، فهذا السدل مكروه في الصلاة، نهى عنه رسول الله، فنهى عن الإسدال في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه. هذه بعض الأمور التي يجب علينا التنبُّه لها. وأمر آخرَ في ختام هذه الخطبة الأولى؛ وهو التحذير من المدافئ، من الدفايات، يتخذ بعض الناس دفّايات في البيت؛ إما كهربائية، وإما على الجمر، وإما على الفحم، فهذه عواقبها وخيمة إذا تركت في البيت عند النوم، حذَّر من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- وكأنه يعلم ما سيجري في الكون، حذر وقال عليه الصلاة والسلام: "اطفئوا مصابيحكم"، عند النوم، والمصابيح كانت عبارة عن فتيلٍ يغمس في زيت، قال: "اطفئوا مصابيحكم، فإن الفويسقة تجر الفتيل أو الفتيلة"، تصوَّر الفويسقة التي هي الفأرة الصغيرة أخذت الفتيلة على رائحة الزيت، تحبُّ الدهن فتريد أن تأخذها إلى بيتها، فتمرُّ بها من فوق الملابس، ومن فوق اللحاف، ومن فوق الأغطية وما شابه ذلك، طرف الفتيلة فيه نار، وطرفها الآخر فيه زيت، فتوزِّع النارَ على أهل البيت، فقال صلى الله عليه وسلم: ... (وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ). [5]، (عِنْدَ الرُّقَادِ). [6]، (وَاذْكُرْ اسْمَ اللهِ). [7]، (فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ، فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ"). [8] سمعنا أكثر من حالة احتراق في بيوتنا حتى من دفايات الكهرباء؟ نعم! حتى الدفايات االكهربائية! بعض الناس، يستخدم الدفاية التي كالكوبرا (الصوبة)، الكهرباء كان تيارها متوقف، وضعوا على هذه الدفاية بعضَ الملابس، وذهبوا إلى زيارة بعض أقاربهم، وأغلقوا بيتهم، هم في غزة، وأقاربهم في الوسطى، جاءوا لزيارتهم، فإذا بالاتصالات تأتيهم؛ بأن بيتكم قد احترق، جاءت الكهرباء بعدهم فأحرقت الملابس وغيرها. وبعضهم جاء أهله إليه في الصباح -وأظنه كان محاميا-، فوجدوه في مكتبه ميتا، استخدم مدفأة وقودها الفحم، فوجود الفحم المشتعل امتص جميع الأكسجين، مما أدى إلى الاختناق ومن ثم الوفاة. يا إخواني! إذا نمتم فأطفئوا المصابيح، أطفئوا ما هو سببٌ في الإحراق والاحتراق، فإذا أمنتم من ذلك مطلقا؛ يعني غلب على ظنكم أنه لا يكون هناك احتراق فلا مانع، خصوصا بعض النساء تحتاج في الليل لمصابيح لأبنائهن الرضع وما شابه ذلك. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الآخرة الحمد لله، حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد: بعد هذه الجولة في الأحكام؛ أيضا نأخذ شيئا من الأمور والأحكام هي مطلوبة منا، تجاه هذا الفصل الذي نحن فيه. قبل ما يأتينا هذا الفصل بالخير الذي رأيناه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، نسأل الله أن يكون مطر وغيث بركة ونماء وطمأنينة وسلم وسلام وأمان، قبلها كنا ندعو الله عزَّ وجلّ عند القحط، عند قلة المطر، نتوجه إلى الله بالدعاء، وبصلاة الاستسقاء، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. فعندما يأتينا مثلُ هذا الأمر؛ تبدأ الأمور بإشارات من الله عزّ وجل، فيرسل الرياحَ التي تحملُ السحاب، فإذا رأيتم ذلك - يا عباد الله!- تَفَكَّروا: هذه الرياح هل فيها خير أم شرّ؟ نحن لا ندري علمها عند الله، لكنَّ غالبَ الناس يظنون أن هذا الذي جاء من الغرب أو من الشمال خيرٌ عظيم جدا، بعكس ما كان يفعل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، تقول عائشة رضي الله تعالى عنها إذا جاء الغيم، رياح معها غيم، تقول: كان يخرج من البيت ويدخل، وكان يدعو صلى الله عليه وسلم، يخرج ويظهر على وجهه العبوس، حتى تنقشع أو تمطر، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ: ("اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ")، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: ("لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف: 24] [9]. الريح إذا جاءت ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم؟ ستة كلمات، ثلاثة لسؤال الخير، وثلاثة للاستعاذة من الشر، فالثلاثة التي للخير، تسأل الله هذا الخير، (اللهم إنا نسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به)، وتستعيذ بالله من الشر، من شر هذه الريح، (اللهم إني أعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به)؛ لأن هذه الريح أنت لا تدري ما فيها، فأنت تسأل الله خيرها، وتستعيذ بالله من شرها. فالخير الذي فيها هو الغيث، والخير الذي فيها اللقاح، فالرياح منها لواقح، والخير الذي فيها يعقم الأرض، وينظفها، كلُّ هذا خيرٌ وبركةٌ إن شاء الله. والشرُّ الذي فيها التدمير، هدم البيوت، اقتلاع الأشجار، نسأل الله السلامة، فتستعيذ بالله من شرها، الشر الذي فيها ما فيها من فايروسات، وما شابه ذلك مما يسبب الإنفلونزا، ويسبب السعال وما شابه ذلك، فتستعيذ بالله من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به، أي هي آتية لماذا؟ لأن الرياح مأمورة من الله عز وجل أن تبعث هذه الأمطار على أماكن، وتحرم منها أماكن أخرى، لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى. لكن إذا جاء الخير وتساقطت الأمطار علينا؛ انظروا إلى هدي حبيبكم وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ ماذا كان يفعل؟ قبل قليل كان وجهه عابسا، الآن خرج، يخرج صلى الله عليه وسلم ويكشف عن ثوبه، عن ساقيه أو عن رأسه أو عن صدره للأمطار النازلة، الصحابة يتعجبون من ذلك! قَالَ أَنَسٌ: (أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ)، فَقُلْنَا: (يَا رَسُولَ اللهِ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟!) قَالَ: ("لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى"). [10]، الآن خلقه الله عزَّ وجلّ، وقبلَ قليل كان بخارا متطايرا في السماء، الآن خُلِقَ ماء، فهو حديث عهد بربه، فيُتَبَاركُ به. وعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ يَقُولُ: (يَا جَارِيَةُ، أَخْرِجِي سَرْجِي، أَخْرِجِي ثِيَابِي)، وَيَقُولُ: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا ﴾ [ق: 9] [11]. هذا ماء مبارك، فإذا نزل هذا الماء من السماء ماذا نقول؟ نقول: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا»[12]. صيِّبا؛ يعني مطرا يصيب هدفه من البركة والخير، وينفع الأمة إن شاء الله سبحانه وتعالى. بعد أن دعونا الله سبحانه، وجاءت الأمطار، ربما تزيد عن الحاجة، تصبح الأودية والسيول، قد تَهدِمُ بعض الدور، قد تحدثُ أمورا لا يحبها الإنسان، فهل يقول: يا رب أوقف عنا الأمطار؟ لا والله، وإنما يقول ما ثبت عن رسول الله صلى اله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ». [13] يعني أبعدها عن مكان الناس، تكون حتى يستفيد منها الرعاة، ويستفيد منها الشجر والدواب والحشرات وما شابه ذلك، لكن لا يقطع هذا مطلقا. هذا يا عباد الله! ما عَلِمْناه، وهو شيء بسيط جدًّا مما علّمنا إياه رسول الله، صلى الله عليه سلم، ألا يستحقُّ أن نصليَ ونسلمَ عليه؟! والله سبحانه وتعالى صلى وسلَّم عليه، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم وحّد صفوفنا، وألِّف بين قلوبنا، وأزل الغلَّ والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوِّك وعدوِّنا، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم كن معنا ولا تكن علينا يارب العالمين. وأقم الصلاة فـ﴿ ... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. [1] (د) (162)، (ش) (1895)، (قط) (ج1ص204) ح(4)، (هق) (1292)، صححه الألباني في الإرواء (103). [2] (د) (334). [3] (خ) (347). [4] (د) (643). [5] (خ) (5623)، (م) (2012). [6] (خ) (3316). [7] (خ) (3280)، (د) (3731). [8] (خ) (3316)، (م) (2012). [9] (م) 15- (899). [10] (م) 13- (898). [11] (خد) (1228). [12] (خ) (1032). [13] (خ) (1013). hgjgt~Eu fhgufhx td fuq Hp;hl hgajhx | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018