02 / 01 / 2018, 47 : 02 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ﴿ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ﴾ [النساء: 162] تنصِبُ العرب على الذمِّ والشتم، كما تنصِبُ على التعظيم والمدح، وهو أسلوب إنشاء غايتُه لفت نظر القارئ أو السامع إلى حقارة أو أهمية المنصوب، ومما وَرَدَ في القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربيٍّ مبين، من استعمال هذا الأسلوب: قولُه تعالى: في ذمِّه لزوجة أبي لهب: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ [المسد: 4] بنصب ﴿ حَمَّالةَ ﴾ على الذمِّ، بتقدير: أَذُمُّ حمَّالةَ الحطب. • وفي ذمِّه للمنافقين: قال سبحانه: ﴿ يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾ [النساء: 142، 143] بنصب ﴿ مُذَبْذَبِينَ ﴾ على الذمِّ بفعلٍ مقدَّر، تقديره: أذمُّ المذبذبين. أمَّا في المدح، فقد قال سبحانه: • في مدحه للقرآن: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3] بنصب ﴿ قُرْآنًا ﴾ على المدح، بتقدير: أمدح قرآنًا. وقال: ﴿ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾ [يس: 1 - 5] بنصب ﴿تَنْزِيلَ﴾ على المدح، تقديره: أمدح تنزيلَ العزيز الرحيم. • وفي مدحه لعين المقرَّبين في الجنة، قال: ﴿ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [المطففين: 27، 28]، بنصب ﴿عَيْنًا﴾ على المدح، أي: أمدح عينًا. • وفي مدحه لعباده الصالحين، قال: ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 16، 17] بنصب ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ.... ﴾ على المدح؛ أي: أمدح الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين. • وفي مدحه للصابرين، قال: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ﴾ [البقرة: 177] بنصب ﴿ الصَّابِرِينَ ﴾ على المدح؛ إظهارًا لفضل الصبر في الشدائد، ومواطن القتال على سائر الأعمال. • وفي مدحه للمقيمين الصلاة، قال: ﴿ لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 162]؛ فقوله تعالى: ﴿ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ﴾ بمعنى: وأمدح المقيمِينَ الصَّلاة؛ وذلك لأنَّ الصلاة هي صلةٌ بين العبد وربِّه، وقد اشتملت على عمل القلب؛ وهو الخشوع لله تعالى، وعملِ الجوارح؛ مِن ركوعٍ وسجود ونحوهما، وعملِ اللسان؛ من تلاوة القرآن، ونطقٍ بالشهادتين، وتسبيح وتحميد، وتكبير ودعاء، وهي أحبُّ الأعمال إذا أُقيمت في وقتها على وجهها؛ فعن عبدالله بن مسعود، قال: سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصَّلاةُ على وَقْتِها))، قال: ثم أيٌّ؟ قال: ((ثُمَّ بِرُّ الوالدَيْنِ))، قال: ثم أي؟ قال: ((الجهادُ في سبيل الله))؛ صحيح البخاري. وهي أول ما يحاسَب عليه العبد يوم القيامة، فإنْ صلَحَت صلح سائر العمل، وإنْ فَسَدَت فسد سائر العمل؛ قال الطيبي: الصلاح: كون الشيء على حالةِ استقامته وكماله، والفساد ضد ذلك؛ وذلك لأنَّ الصلاة بمنزلة القلب من الإنسان، فإذا صلَحَت صلَحت الأعمال كلُّها، وإذا فسَدَت فسَدت. فكلُّ ذلك من الأسباب التي تجعل للمقيمين الصلاة ميزةً يمتازون بها؛ فلهذا جاء القرآنُ الكريم بنصب "المقيمين". وسبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، وصلِّ اللهم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
﴿ ,QhgXlErAdlAdkQ hgw~QgQhmQ ,QhgXlEcXjE,kQ hg.~Q;QhmQ ﴾
|
| |