الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1505 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
03 / 10 / 2017, 46 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فنمضي اليوم في رحاب آية عظيمة من آيات الحسبة، تضمنت وعيداً شديداً لمن أعرض عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعل الوقوف مع معانيها ومراميها يكون دافعاً لنا لعدم التهاون في القيام بهذا الواجب الشرعي على الوجه المرضِيِّ. يقول الله جل وعلا: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [سورة المائدة، الآيات: 78-79]. معنى اللعن: اللعن في اللغة يعني الطرد، قال ابن فارس رحمه الله: "اللَّامُ وَالْعَيْنُ وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِبْعَادٍ وَإِطْرَادٍ. وَلَعَنَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ: أَبْعَدَهُ عَنِ الْخَيْرِ وَالْجَنَّةِ" [1]، وقال ابن منظور رحمه الله: "اللَّعْنُ: الإِبْعادُ والطَّرْد مِنَ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الطَّرْد والإِبعادُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنَ الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء، واللَّعْنةُ الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ لِعانٌ ولَعَناتٌ" [2]، فالمراد هنا هو الطرد من رحمة الله والعياذ به سبحانه. المراد بقوله تعالى: {عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}: قال ابن جريج: "{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ}، على عهده، فلعنوا بدعوته. قال: مرَّ داود على نفر منهم وهم في بيت فقال: "من في البيت؟" قالوا: "خنازير". قال: "اللهم اجعلهم خنازير!" فكانوا خنازير. قال: ثم أصابتهم لعنته، ودعا عليهم عيسى فقال: "اللهم العن من افترى عليّ وعلى أمي، واجعلهم قردة خاسئين"!" [3]. والأصل في دعاء الأنبياء أنه مستجاب ما لم يأتِ نهي من الله سبحانه عن ذلك -ومثال النهي قوله جل وعلا: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران، الآية: 128]، ونزلت يوم دعا النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش باللعن بسبب ما حل بالمسلمين في أحد، قال السعدي رحمه الله: "أنزل الله تعالى على رسوله نهياً له عن الدعاء عليهم باللعنة والطرد عن رحمة الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}" [4]- فكيف إن لم يأتِ نهيٌ بل جاء إقرار كما في آية المائدة؟ إنه دليل مؤكد على قبول هذا الدعاء. وذهب الأكثرون إلى أن اللعن كان من الله عز وجل في الزبور وهو بلسان داود، وفي الإنجيل وهو بلسان عيسى عليهما السلام، قال القرطبي رحمه الله: "معنى {عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} أي لعنوا في الزبور والإنجيل، فإن الزبور لسان داود، والإنجيل لسان عيسى، أي لعنهم الله في الكتابين" [5]، وقال ابن كثير رحمه الله: "يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ لَعَنَ الْكَافِرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دَهْرٍ طَوِيلٍ، فِيمَا أَنْزَلَ عَلَى دَاوُدَ نَبِيِّهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَعَلَى لِسَانِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، بِسَبَبِ عِصْيَانِهِمْ لِلَّهِ وَاعْتِدَائِهِمْ عَلَى خَلْقِهِ" [6]، وذهب البعض إلى أنهم لُعِنوا في أكثر من كتاب، وأن اللعن طال المتقدمين منهم والمتأخرين، قال القرطبي: "وقيل: لعن الأسلاف والأخلاف ممن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم على لسان داود وعيسى، لأنهما أعلما أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي مبعوث فلعنا من يكفر به" [7]، ونقل ابن كثير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قوله: "لُعِنُوا فِي التَّوْرَاةِ وَفِي الْإِنْجِيلِ وَفِي الزَّبُورِ، وَفِي الْفُرْقَانِ" [8]. وهو اختيار ابن جرير الطبري رحمه الله، قال: "فتأويل الكلام إذًا: لَعَن الله الذين كفروا -من اليهود- بالله على لسان داود وعيسى ابن مريم، ولُعن والله آباؤهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، بما عصوا الله فخالفوا أمره {وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [9]. سبب اللعن: قال تعالى مبيناً سبب هذا اللعن والطرد من رحمة الله: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}، قال القاسمي رحمه الله: "ذلِكَ أي: لعنهم الهائل {بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ} بقتل الأنبياء واستحلال المعاصي" [10]، ثم قال تعالى: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}، قال ابن كثير: "أَيْ: كَانَ لَا يَنْهَى أَحَدٌ مِنْهُمْ أَحَدًا عَنِ ارْتِكَابِ الْمَآثِمِ وَالْمَحَارِمِ، ثُمَّ ذَمَّهُمْ عَلَى ذَلِكَ لِيُحْذَرَ أَنْ يُرْتكَبَ مِثْلُ الَّذِي ارْتَكَبُوا، فَقَالَ: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}" [11]، وهذا من أكبر الذم، قال القرطبي رحمه الله: "بئس في كلام العرب مستوفية للذم" [12]. فالظاهر هنا أن هذا الذم واللعن بسبب إتيان الذنوب والمعاصي، وبسبب عدم التناهي عن فعلها؛ فمن سلم منهم من إتيان تلك الذنوب ولكنه لم ينهَ غيره عن اقترافها فإن اللعن متوجه له أيضاً. هل اللعن خاص ببني إسرائيل؟ سبق أن ذكرنا مراراً فيما سبق أن الراجح من أقوال العلماء هو أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ فالآيات وإن كانت في بني إسرائيل إلا أن ما فيها يلحق كل من عمل بعملهم وإن لم يكن منهم، فأخبار القرآن الكريم جاءت للاعتبار لا مجرد ذكر ما مضى من الأحداث؛ قال القرطبي رحمه الله: "{لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} ذم لتركهم النهي، وكذا من بعدهم يُذَمُّ من فعل فعلَهم. خرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل أول ما يلقى الرجل فيقول: "يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك"، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض. ثم قال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} إلى قوله: {فَاسِقُونَ}». ثم قال: «كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق ولتقصرنه على الحق قصرًا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم» [13] وخرجه الترمذي أيضًا، ومعنى لتأطرنه لتردنه [14]. هل اللعن والذم يلحق كل من لم ينهَ عن المنكر؟ من المقرر عند أهل العلم أن التكاليف الشرعية مدارها على القدرة والاستطاعة، فمتى عدمت القدرة سقط التكليف، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [سورة البقرة، الآية: 286]، قال ابن كثير رحمه الله: "أَيْ: لَا يُكَلِّفُ أَحَدًا فَوْقَ طَاقَتِهِ، وَهَذَا مِنْ لُطْفِهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَرَأْفَتِهِ بِهِمْ وَإِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ" [15]، فإن عجز المرء عجزاً حقيقياً عن الإنكار لم يلحقه لعن ولا ذم، قال ابن عطية: "والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض لمن أطاقه وأمن الضرر على نفسه وعلى المسلمين، فإن خاف فينكر بقلبه ويهجر ذا المنكر ولا يخالطه... [قال القرطبي] وفي الآية دليل على النهي عن مجالسة المجرمين وأمر بتركهم وهجرانهم. وأكد ذلك بقوله في الإنكار على اليهود: {تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة المائدة، الآية: 80] [16]. فإن فعل المرء ذلك أمن من الذم واللعن بإذن الله، وإلا فإنه ليس لأحد عند الله عهد ألا يناله ما نال أولئك إن هو استن بسنتهم القبيحة. ولأن الشيطان قد يوسوس للإنسان ويصده عن الأمر والنهي بحجة أنه عاص وأنه ليس أهلاً لهذه المهمة، ولأن الاستجابة لهذه الوساوس قد توقع المرء فيما وقع فيه من حقت عليهم لعنة الله، فقد نبه أهل العلم إلى مسألة مهمة؛ قال القرطبي رحمه الله: "وقال حذاق أهل العلم: وليس من شرط الناهي أن يكون سليمًا عن المعصية، بل ينهى العصاة بعضهم بعضًا. وقال بعض الأصوليين: فرض على الذين يتعاطون الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضًا، واستدلوا بهذه الآية، قالوا: لأن قوله: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} يقتضي اشتراكهم في الفعل وذمهم على ترك التناهي" [17]. فوائد من الآيتين الكريمتين: 1- ترك النهي عن المنكر منكر عظيم استحق السابقون عليه الذم واللعن والطرد من رحمة الله جل وعلا. 2- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهذا الذم واللعن ليس خاصاً بالسابقين، فمن وقع من هذه الأمة فيما وقعوا فيه يخشى أن يحل به ما حل بهم، فينبغي للمؤمن الحذر من ذلك. 3- جاءت الآية بلفظ {يَتَنَاهَوْنَ} وليس "ينهون" للدلالة على أن النهي عن المنكر عمل تبادلي بين كل أفراد المجتمع، فليس هو وظيفة طائفة محددة منهم، إذ طالما أن الكل بشر يخطؤون فعليهم جميعاً أن يقوموا بهذه المهمة على بعضهم. 4- بناء على ذلك فليس الوقوع في المعصية بحجة مانعة من القيام بالنهي، بل ينهى العصاة بعضهم بعضاً، وهذا لا يعني سقوط كل اللوم والذم عنهم، فرغم قيامهم بواجب النهي عن المنكر إلا أن وقوعهم فيما ينهون عنه قبيح، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [سورة الصف، الآيات: 2-3]. 5- جاء اللفظ بصيغة المضارع {يَتَنَاهَوْنَ} وليس بصيغ الماضي، لأن المضارع يفيد الاستمرار، فعلم بذلك أن المطلوب هو المداومة على القيام بهذه الشعيرة العظيمة وعدم الانقطاع عنها. والله أعلم. [1] مقاييس اللغة (5/ 252). [2] لسان العرب (13/ 387). [3] تفسير الطبري (10/ 490). [4] تفسير السعدي (ص: 147). [5] تفسير القرطبي (6/ 252). [6] تفسير ابن كثير ت سلامة (3/ 160). [7] تفسير القرطبي (6/ 252). [8] تفسير (3/ 160). [9] تفسير الطبري (10/ 495). [10] تفسير القاسمي (4/ 221). [11] تفسير ابن كثير (3/ 160). [12] تفسير القرطبي (2/ 27). [13] سنن أبي داود (4/ 122) 4336، وضعفه الألباني. [14] تفسير القرطبي (6/ 253). [15] تفسير ابن كثير (1/ 737). [16] تفسير القرطبي (6/ 253). [17] السابق. td vphf Ndhj hgpsfm - (9) lk ur,fhj jv; hghpjshf: hg'v] lk vplm hggi | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 10 / 2017, 38 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 10 / 2017, 33 : 12 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018