الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1183 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
24 / 09 / 2017, 42 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح إنما تعظيم السنة في العمل بها انتهينا مِن ستة أجزاء مِن سلسلة: "لا دين إلا بسنة سيد المرسلين"، طوَّفنا مِن خلالها على أهمية السنة في حياة المسلمين، ونظرة في عدد الصحيح منها، وكيف تَمَّ جمعها وتصنيفها، ومنهج المحدِّثين الدقيق في نَقْلِها، ورد شبه الطاعنين في رواتها مِن الصحابة الكرام، وختمنا بالحديث عن أدوار السنة بإزاء كتاب الله، لنخلص إلى أن السنة كالماء نشربه، والهواء الذي نتنفَّسه، بدونها لا تستقيم حياة، ولا يُفهم تشريع، ولا يتضح طريق. ونختم هذه السلسلة بخيطٍ ناظم يعرفنا بمدى حاجتنا إلى تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أساسه ولبُّه العمل به في واقعنا المعاصر، وتنزيله في الفصل في قضايانا اليوميَّة. لقد بات مِن ضرورات المنافحة عن السنة اليقظة التامة في مواجهة مَن يحاولون تهميشها، إما بادِّعاء الاكتفاء بالقرآن الكريم وحدَه، أو بالتشكيك فيها عبر الطعن في عدالة حامليها وناقليها، أو بتقديم العقل والرأي عليها، وكأنها كلام بشري، وليستْ وحيًا مِن الله تعالى، الذي أمر باتباعها، وحذر مِن معارضتها، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 51]، بل أمر تعالى بالانصياع التام لحكمها، مِن غير تبرُّم أو تلكُّؤ؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، كما أمر عز وجل بتحكيمها في قضايا الناس، وتقديمها على حكم العقول القاصرة، والاجتهادات البشرية الناقصة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وبذلك فاز الأولون، وانتصر الصادقون، وسَعِد المتبِعون، الذين كانوا يعرضون حياتهم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما وافقها مِن أفعالهم أمضوه، وما خالفها تركوه ونبذوه! فالله جَلَّتْ حكمته علم أنْ سيكون منَّا في هذا الزمان مَن يتبرَّم مِن سماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يصكُّ أذنه عن سماع كلام الله كذلك، قال سهل بن عبدالله رحمه الله: "عليكم بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي - عن قليل - زمانٌ، إذا ذَكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع أحواله، ذمُّوه، ونفروا عنه، وتبرؤوا منه، وأذلوه، وأهانوه". ومِن هؤلاء المتبرمين من السنة مَن يرى العقل ملاذًا لإصلاح ما يعجُّ به المجتمع مِن عاهات، ويرى التخلُّص مِن الدين سبيل الانتصارات والنجاحات، حتى قال قائلهم: "البشرية لم تعدْ في حاجةٍ إلى قيادتها في الأرض باسم السماء، فلقد بلغتْ سن الرشد، وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسها"، وقرر الآخر: "يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كلَّ الجانب الغيبي في الدين، ويكون مسلمًا حقًّا في سلوكه"، ﴿ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [النور: 47، 48]. وبفعل قوة تأثير هذه الدعوات الشاذَّة، غدتْ كثير مِن أحكام الإسلام ومسلماته وثوابته - تُطرح للرأي والمناقشة والجدال، حتى خرجت علينا - في هذا الأسبوع - إحدى "المتحرِّرات" "المتنورات" بإمكانية مناقشة الخالق، بل اعتبرت طاعة الله رذيلة، هكذا بكل تبجُّح وصفاقة، لا، ووَجَدَت من بعض إخواننا من كَثَّر سواد الحضور للاستماع إلى تُرَّهاتها، والتصفيق لضلالاتها. يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "والداعون إلى تمجيد العقل إنما هم في الحقيقة يدْعون إلى تمجيد صنم سموه عقلًا، وما كان العقل وحدَه كافيًا في الهداية والإرشاد، وإلا لما أرسل الله الرسل". وقال ابن القيم رحمه الله: "وكلُّ مَن كان له مسكة عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه، إنما ينشأ مِن تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلبٍ، إلا استحكم هلاكه، وفي أمة إلا فسد أمرُها". ورأى كفار مكة أنه لا يكون نبيٌّ ينزل عليه الوحي إلا شريفًا مِن علية القوم وعظمائهم، لا أن يكون فقيرًا يتيمًا مثل محمد صلى الله عليه وسلم، فحكموا عقولهم في أمر هو تقدير مِن الخالق سبحانه، فَضَلُّوا وزاغوا حين قالوا: ﴿ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [الزخرف: 31]، فكان الجواب مِن رب العالمين: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]. وهل كان سببُ طرد إبليس مِن الجنة إلا إخضاعَه الأمرَ الإلهي لميزان عقله القاصر، حين أمره الله تعالى بالسجود لآدم، فرأى شرَف مَن خُلق مِن النار على مَن خُلق من الطين، فامتنع مِن السجود، وقال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، ليكون المصير: ﴿ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [ص: 77، 78]؟ أيرضى أحدنا أن يكونَ له سلف مِن إبليس، فيجعلَ العقل قاضيًا على الشرع، ويجعل رأي المخلوق مُقدَّمًا على رأي الخالق، ورأيِ مَن بعثه الخالق هداية للناس صلى الله عليه وسلم، مخالفًا - في ذلك - سلف الأمة من الصحابة والتابعين وكبار علماء المسلمين وفقهائهم؟ قال ابن القيم رحمه الله: "هل كان في الصحابة مَن إذا سمع نصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عارَضَهُ بقياسه، أو ذوقه، أو وَجْدِه، أو عقله، أو سياسته؟". لقد تواترتْ كلمة رموز أمة المسلمين على تعظيم سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق العمل بها، لا العبث بها، وضرورة تحكيمها لا تهميشها. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "لستُ تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركتُ شيئًا من أمره أن أزيغ". وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "حَدَّثَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق"، تعبيرًا عن تعظيمه لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: "لا رأيَ لأحد مع سُنةٍ سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم". وقال الإمام أحمد رحمه الله: "من ردَّ حديثَ النبي صلى الله عليه وسلم، فهو على شفا هلَكَة". بل امتنعوا من أن يُقدِّموا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الرجال، مهما بلغوا في العلم والتقوى والورع. قال الشافعي رحمه الله: "أجمع المسلمون على أنَّ مَن استبان له سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يحلَّ له أن يدعها لقول أحدٍ"، ولذلك كان هو رحمه الله نموذجًا تطبيقيًّا لما دعا إليه، فقد سأله أحد تلاميذه عن مسألة، فأجابه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: وأنت يا أبا عبدالله، ماذا تقول؟ فغضب الشافعي - ووقعت الكلمة على الشافعي موقعًا شديدًا - فقال له بِحِدَّةٍ: "أترى في وسطي زُنَّارًا، أترى على رقبتي صليبًا، أترى عليَّ مسوحَ اليهودِ والنصارى؟ أُحدِّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تقول: بمَ تقول يا أبا عبدالله؟". وهذا عالم المدينة ابن أبي ذئب رحمه الله يحدِّث بحديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: أتأخذ بهذا؟ فضرب ابن أبي ذئب في صدر ذلك الرجل، وصاح به: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تقول: أتأخذ به؟ نعم آخذ به، وذلك الفرض عليَّ، وعلى مَن سمعَه". وكانوا يعلنون بالسنة ويظهرونها إذا خَفِيَتْ على الناس، ويعتبرون ذلك ضربًا مِن واجبهم تجاه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. لَمَّا طاف معاذ بالبيت وجعل يستلم الأركان كلها، قال له ابن عمر رضي الله عنهما: لا، إنما هو اليماني، قالوا: ليس بالبيت شيءٌ مهجور، قال: إن الله يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21]، وما رأيت النبي إلا استلم الركنين، قال معاذ: صدقت، وترَك الاستلام. ولَمَّا قَدَّم مروان بن الحكم الخطبة على الصلاة، قام وأنكر منكر، قال أبو سعيد: أما هذا فقد أدى ما عليه، سمعتُ رسول الله يقول: ((مَن رَأَى مِنْكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإن لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِه، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ)). وكان مِن شأن السلف الصالح أنهم إذا بلغهم الحديث انصاعوا له وخضعوا، ولم يجرؤوا على مجرد الشك فيه، بله معارضته أو رده، لعلمهم بقَدْر السنة، وأنها خير كلها. فالنبي صلى الله عليه وسلم يرى خاتمًا مِن ذهب في يد أحدهم ممن كان لا يعرف أن الذهب مُحَرَّم لبسُه على الرجال، فيقول: ((يَعْمد أحدُكم إلى جَمْرَة من نار، فيجعلها في يده؟))، فإذا بالرجل يمتثل فورًا لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم، فينزع الخاتم مِن يده ويطرحه، فيقال له بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خُذْ خَاتَمَكَ؛ انْتَفِعْ بِهِ))، فإذا به يُجيب بقوله: "لا والله، لا آخُذُهُ أَبَدًا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ والقصة في صحيح مسلم. ورحم الله الإمام الزُّهْري قال: "كان مَنْ مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة". وكتب عمر بن عبدالعزيز وصيةً لرجل فقال فيها: "فعليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة". وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ أَتَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشرِكِينَ الْمَضَاجِعُ Yklh ju/dl hgskm td hgulg fih | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 09 / 2017, 46 : 05 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018