الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 856 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
30 / 08 / 2017, 21 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح في مطلع شبابي كان الحماس يملأ نواحي قلبي .. و كانت الغيرة على الدين كطوفان يجتاح أقطار نفسي عند رؤية بادرة انتهاك للمحارم . كنت حريصا على الكمال في كل شيء .. حريصا على السنة في كل قلامة ظفر، بل في كل حكة رأس . كنت لا أطيق رؤية أي معصية إلا قابلتها باﻹنكار و صاحبها بالنصح و اﻹرشاد . و قد استبد بي هذا اﻷمر ( الحسن ) حتى أدخلني هذا الحماس العاتي إلى كهف ( اللاحسن ) و هو ما أحذر الناس منه لاسيما المتحمسين من الشباب . كان لي جار صديق حبيب .. فيه من الخير ما فيه .. غير أنه - و بسبب إنهاكه في عمله و تأخر نومه - كان ينام عن صلاة الفجر .. و تكرر ذلك منه .. كما كان تفوته صلاة العصر في جماعة لنفس السبب . و لقربي منه نصحته مرة فمرة .. و الرجل يبدي تجاوبا و تأثراً و ألما على حاله .. لكنه لم يبرح مكانه في تغيير حاله . و قد كنت أضرب عليه جرس منزله عند ذهابي للصلاة أو أتصل عليه .. من غير جدوى . لكني - و للأسف - لم أكتف بهذا النصح الذي هو غاية المطلوب مني تجاهه .. بل و بدافع الحرص على الرجل - في زعمي - صرت أكلم كثيراً ممن له صلة بالرجل عن هذا اﻷمر ظنا مني أنني أقوم بشيء حسن .. كنت أكلم كل من هب و دب .. فلم يكن ذلك غير فضيحة للرجل .. و كان أغلب من أكلمهم يكتفون بمصمصة شفاههم على حال أخينا البائس دون أن يفاتحوه في اﻷمر .. فلم أزد عن فضح الرجل بين الناس من غير ما طائل ! و استمر بي الحال نهشا لحرمة الرجل المسكين و لوكا لعرضه في فمي و أفواه الناس .. ظنا مني أنني بذلك الصنيع أغير الناس على حرمات الله .. و أحرص عباد الله على رعاية مصالح عباد الله و صونا لشريعة الله . و الحق الذي لا مرية فيه أنه منهج فاسد و مضر و لا مصلحة فيه . و كانت عقوبة الله لي بالمرصاد .. فلم يمض عام حتى انقلب الحال و الله العظيم . أنا الذي كنت لا أترك ركعة من ليل أو نهار إلا في المسجد و مع جماعة المسلمين بما فيها الفجر و العصر .. صرت و بلا سبب ظاهر أتباطأ عن الصلوات في جماعة .. و أصبحت أصلي في البيت بلا سبب و ﻷتفه اﻷسباب و بأي عذر مختلق .. أما عن الفجر فهاك المصيبة : لم أعد أصلي الفجر في جماعة و لا في وقته لمدة عام كامل بل يزيد .. و مثله العصر . و من سخريات القدر بي أنه في الوقت الذي حدث مني هذا الانقلاب كان هناك انقلاب آخر على ضفة هذا الرجل، لكنه انقلاب إيجابي و تحول عجيب .. فبينما كنت أغط في نوم عميق إذا بي أسمع وقع نعال صاحبنا ذهابا و إيابا إلى المسجد في الفجر .. لم يترك طيلة عام كامل صلاة واحدة .. و أحاول الانتفاض من فراشي فلا أكاد أستطيع .. كأنما قيدت بالسلاسل و اﻷغلال . و مع ذلك لم يفضحني و لم يعيرني .. غاية ما هنالك أنه كان يسألني مطمئنا على حالي و صحتي و كيف أنه افتقدني في الفجر ! و في كل ذلك لا أدري سر انقلابي و انقلابه ! و لم أقف لمجرد هنيهة مع النفس معاتبا و محاسبا و باحثا عن السبب . حتى مر عام على ذلك قبل أن تتغمدني رحمة الله فتنتشلني من الهوة السحيقة التي ترديت فيها .. فعرفت سبب هذا المآل المخزي .. و كم أن الله ستير يحب الستر .. و كم هو رحيم بعباده حتى العصاة منهم .. و كم يبغض المتألين على الله .. و كيف أن الداعية مهما بلغ به الحماس و الغيرة فيجب ألا ينسى أنه ليس على العباد بمسيطر .. و ليس في يده مفاتيح الرضوان و الجنان .. و كيف أنه في أمس الحاجة لرعاية حقوق الخلق و سؤال الله العافية .. و كلما كان الداعية رحيما شفوقا على العباد كان جديرا برحمة الله أن تحيط به و تكتنفه من جهاته اﻷربعة . كثيرا ما نخلط على أنفسنا .. فندخل تشوهاتنا النفسية و عيوبنا الداخلية في أدبياتنا، و نلبس الجميع لباس الصلاح و إرادة الخير، اﻷمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. و ما هي إلا تنفيسات و ضغائن و أحقاد . و كم من مريد للخير لا يبلغه . عدت أستغفر الله على ما جنيت .. و سألت الله العافية من شؤم ما صنعت .. و أظهرت افتقاري و انكساري بين يدي الله .. و صرت أكثر رحمة و شفقة بالخلق . نعم آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر .. لكن ضمن حدود و ضوابط الشرع فلا أتعدى و لا أبغي .. و لا أتجاسر على رمي الناس باﻹفك و الحكم عليهم .. و صرت ألتمس للناس اﻷعذار .. أنصحهم و لا أفضحهم .. أشفق عليهم و لا أتشفى فيهم . إن تمني السلامة للمسلمين و الستر عليهم = مطلب شرعي و دليل سلامة القلب و طهارة الطوية . إن أكثر الناس فريا للحوم الناس .. و وقيعة في أعراضهم .. و تصيدا ﻷخطائهم و تتبعا لمواطن زللهم = هم أكثر الناس نكوصا و نكولا و نكثا . تعلمت من هذا الدرس كثيراً كثيراً ربما أفرده بمنشور مستقل . أيها اﻹخوة: سلوا الله العافية .. و تمنوا السلامة للمسلمين .. و لا تفرحوا في العصاة .. و لينوا في أيدي إخوانكم .. و ليربت بعضكم على بعض في حنو و رحمة . أولى الناس برحمة الله أرحمهم للخلق .. و ليس كل العصاة ندت منهم المعاصي مشاقة لله و رسوله .. بل كثير منهم طالته المعصية ضعفا و شهوة و قهرا و تسلطا و غلبة.. و معاملة أولئك معاملة المعاند المكابر = ظلم و حيف و بغي . وقانا الله و إياكم شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا .. و ألهمنا الرشد و السداد و الصواب . إنه ولي ذلك و القادر عليه . محمد عبده l,rt gghujfhv | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 09 / 2017, 12 : 12 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018