الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 807 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
29 / 08 / 2017, 41 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الحمد لله الذي خلق لنا من الجوراح ما نعبده بها ونشكره، نحمده سبحانه ونثني عليه، ومن هذه الجوارح التي خلقها الله لنا اللسان، فهو أعظمها أثرًا، وأشدها خطرًا، فإن استعمل فيما يرضيه *** الحسنات، وإن استعمل فيما يسخطه *** السيئات، فبكلمة واحدة يقولها العبد يرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه، وبكلمةٍ واحدةٍ يقولها العبد يسخط الله بها عليه إلى يوم يلقاه، وأعظم البلاء على الإنسان في الدنيا فرجه ولسانه، فمن وقي شرّهما فقد وقي أعظم الشر، فينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه أكثر من حفظه لموضع قدمه، وكان بعض السلف يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة. الغيبة: وللسان له آفات كثيرة ومنها الغيبة، وقد ضبطها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الضابط الجامع المانع المحكم وهو قوله: «ذكرُك أخاك بما يكْرهُ» (رواه مسلم: [2589]). فإذا ذكرته بشيءٍ فيه عيبٌ له تصريحًا أو تلميحًا أو إشارةً، سواءً كان ذلك في بدنه أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خلقه أو خُلقه أو ماله، أو ولده أو زوجته أو خادمه أو ثوبه، أو حركته أو طلاقته، أو عبوسته، أو مهنته ونحو ذلك، سواءً كان لفظًا أو إشارةً أو رمزًا فإنها غيبة. قالت عائشة رضي الله عنها: "قلت للنبي صلّى الله عليه وسلّم: "حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا -وأشارت يَعْنِي قَصِيرَةً يكفيك من عيبها أنها كذلك، وهذا مما يكون بين الضرائر- فَقَالَ: «َقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ»" (رواه أبو داود: [4875]، وصحّحه الألباني). فكل ما أفهم الغير من عيبٍ عن مسلمٍ فهو غيبة، سواءً كان تعريضًا أو تصريحًا ويدخل في ذلك قول فلان الله المستعان، وفلان نسأل الله العافية، وفلان الله لا يبلانا، ونحو ذلك فكل ذلك من الغيبة، ويكون قد جمع بهذه الكلمات بين أمرين، غيبته لأخيه المسلم ومدحه لنفسه، يعني أنه ليس كذلك، وقد تكون الغيبة في جسمه كأن يقول: أعمى أو أعور أو أسود أو بدين ونحو ذلك، وقد تكون في نسبه كأن يقال: هذا فلان من بلد كذا على وجه التحقير أو أصله كذا ونحو ذلك، أو لا أصل له ولا نسب على وجه الاحتقار.. وكذلك بسبب المهنة أو أن يذكره بمهنةٍ على وجه التنقص والازدراء مما يعتبر عند الناس وضيعًا، وقد يكون بخلقٍ أو بأمرٍ دنيويٍ، كأن يقول: فلان دمه ثقيل، أو بمظهرٍ، كأن يقول: فلان رث الهيئة ونحو ذلك، فكل ما أفهمت به غيرك نقصًا في مسلم فهو غيبة، وبعضهم إذا وعِظ قال: إني مستعد أن أقول هذا الكلام في وجهه، فإذا قال عن شخصًا مثلًا هو غبي، فوعِظ فذهب إليه فقال له في وجه: أنت غبي، فإن الغيبة لا زالت غيبة، ويكون قد أضاف إليها إثمًا آخر وهو السب والشتم فجمع إلى ذكر أخيه بغيبته أثِم الغيبة، وبقوله في وجهه أثِم السب والشتيمة. والغيبة آفة خطيرة من آفات اللسان، وهي من أقبح القبائح وأكثرها انتشارًا بين الناس، وقد بغّض إلينا ربنا هذا فقال: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات من الآية:12]. تكرهون أن تأكلوا لحوم إخوانكم الموتى فلا تغتابوهم، كما تكرهون هذا فاكروه الغيبة. "فضرب المثل بأكل اللحم، لأن اللحم ستر على العظم، والشاتم لأخيه كأنه يقشر ويكشف ما عليه" (روح المعاني: [26/158]). وكثير من المسلمين يتورعون عن تناول بعض اللحوم خشية أو شكًا في مصدرها، ولكنهم لا يتورعون عن الولوغ في لحوم إخوانهم المسلمين، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لما عُرج به أنه رأى أقوامًا «َهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ»، من هؤلاء؟ قال: «الذين يغتابون الناس» (سنن أبي داود: [4878]، وصحّحه الألباني). تتقطع الأواصر الأخوية بسبب الغيبة، وتفسد المودة، وتبذر العداوة وتنشر المعايب ولا سيما إذا كان في شخصٍ قدوةٍ بين الناس، أو مما يدعو إلى الخير، وكثير من هؤلاء المنافقين أصحاب الأقلام المشبوهة من اللمّازين والهمّازين والغمّازين الذين يريدون تشويه صورة أهل الدين وإسقاطهم من أعين الناس وأنظارهم، يسعون في كثير من ذلك تبت أيديهم وتبًا لهم ما كتبوا وما كسبوا، والمغتاب يخسر من حسناته بإعطائها إلى من يغتابه رغمًا عنه، ولما بلغ الحسن البصري رحمه الله أن رجلًا اغتابه، أهدى له طبقًا من رطب. "وغيبة المسلم من شعار المنافق" (عون المعبود: [13/224]). ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبَهُ لا تغتابوا المسلمين ولا تتَّبعوا عوراتهم؛ فإنه من اتّبعَ عوراتِهم يتّبع اللهُ عورتَهُ، ومن يتبع الله عورته، يفضحهُ في بيته» (رواه أبو داود: [4/270]، وأحمد: [4/ 421-424]، وانظر: صحيح الجامع؛ للألباني: [3549]). فهذه الغيبه والاستطالة في أعراض المسلمين من أعظم الربا وكان بعض العلماء كعبد الرحمن بن مهدي يرى بأن الغيبة تنقض الوضوء، وينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها وأن يزجره وأن يعضه وأن ينهاه وأن يدافع عن أخيه المسلم الذي اغتيب، فإلم ينزجر المتكلم فارق المجلس، ويحرم سماع الغيبه وفحش القول كما ذكر أهل العلم، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وحث عليه، فقال: «من ردّ عن عِرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة» (أخرجه أحمد: [6/450]، والترمذي: [4/327]، وصحّحه الألباني). ودُعي إبراهيم بن أدهم إلى وليمة، فحضر، فذكروا رجلًا لم يأتهم، فقالوا: إنه ثقيل! فقال إبراهيم: "أنا فعلت هذا بنفسي، أجبت أُناسًا يغتابون إلى دعوةً أنا فعلت هذا بنفسي، حيث حضرت موضعًا يغتاب فيه الناس"، فخرج ولم يأكل.. وسمعَكَ صُنْ عن سماعِ القبيحِ *** كصونِ اللسانِ عن النطقِ بهْ فإنك عند سماعِ القبيحِ *** شريكٌ لقائلهِ فانتبه وكانت بعض النسوة في مجلسٍ يأتيها من جاراتها وصاحباتها من تفعل ذلك، فوضعت في صدر مجلسها لوحة عليها قول الله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}. وكم من ساكتٍ عن غيبة المسلمين عند فرح قلبه وهو آثم من ثلاثة أوجه: أولًا: فرحه بوجود هذه المعصية. وثانيًا: سروره بثلب وعيب إخوانه المسلمين. الثالث: سكوته وعدم إنكاره للغيبة. تلبيس إبليس. وعلاج الغيبة تقوى الله، والانشغال بعيوب النفس وتدبرها، ومجاهدة نوازع الشر، قال بن وهب رحمه الله: "نذرنت كل ما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا فأجهدني فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدّق بدرهمٍ فمن حُب الدراهم تركت الغيبة". فهل تحريم الغيبة مُطلَق؟ الجواب: فيه استثناءات ولا شك للمصالح الشرعية، فتُباح عند كل غرضٍ صحيحٍ شرعًا عندما لا يمكن الوصول إليه إلا بها.. أولًا: التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى القاضي أو صاحب الولاية والسلطة فيذكر ما في من ظلمه من الظلم أو الخيانة ونحو ذلك لأخذ حقه، وفيه هذا قول الله تعالى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء من الآية:148]. ثانيًا: الاستعانة على تغيير المنكر، بذكره لمن يُغيِّره كأهل الحسبة بما فعل فلان من المعاصي أو الموبقات ونشر الفساد ونحو ذلك من أنواع المنكرات بين المسلمين، وهذا لا يذكره إلا لصاحب الشأن الذي يغيره. ثالثًا: الاستفتاء فإذا احتاج أن يقول للمستفتي: ظلمني أبي بكذا فماذا أفعل ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة، وكمن تُخبِر المفتي عن زوجها في أمرٍ شرعيٍ لا بد لها من سؤاله عنه، وقالت هند لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبا سفيان رجلٌ شحيح فهل علي جناح أن آخذ من ماله سرًا؟ قال: «خذي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف»" (رواه البخاري: [3/36]). رابعًا: تحذير المسلمين من الشر، وذلك من وجوه، منها: بيان حال الرواة من المجروحين حتى يحذر من روايتهم، إنه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الشوكاني: "بيانُ كذب الكذّابين من أعظم النصيحة الواجبة لله ولرسوله ولجميع المسلمين". ومنها: الإخبار بالعيب عند المشاورة، وقد شاورك واستنصحك فلا بد أن تنصح له فيما لا بد له أن يعرفه، وإلا فإنه قد يقدم على تزويج فلان ثم يتورط، أو الدخول شريكًا مع فلان ثم يتعثر. ومنها: أنك إذا رأيت من يشتري شيئًا معيبًا أن تُبيِّن له العيب أو الغش الذي في هذا، ولو كان يعود على البائع بذم، فإنك تقصد النصيحة ولا ذم البائع. ومنها: أنك إذا رأيت شخصًا يتردّد إلى مبتدعٍ أو فاسقٍ فإنك تًحذِّره منه، وإذا رأيت أخاك مثلًا يتردّد إلى قرين سوءٍ فإنك تُحذِّره منه ولا يعد ذلك غيبة. ومنها: شكوى مسؤولٍ إلى مسؤوله ومن هو أعلى منه في بيان ظلمه للناس وليست القضية طعنًا شخصيًا أو عدواة وأن تُحاك مؤامرة لعزل أو إبعاد إنسان صالح، ومما يسقط الحرمة في الغيبة أن يكون مجاهرًا بالمعصية، كالمجاهر بالرشوة أو الخمر أو الزنا ونحو ذلك، فهؤلاء ليس لهم حرمة، فقد أسقطوا حرمتهم بمجاهرتهم، ولذلك قال العلماء ليست لفاسقٍ -يعني مجاهرٍ غيبة- ولكن لا يجوز أن يذكر بغير ما جاهر به. سادسًا: التعريف، كقول أهل الحديث: الأعمش، والأعرج، ونحو ذلك لأنه قد غلب اللقب عليه فلا سبيل إلى تمييزه عن غيره إلا به، ولا بد أن يفرغ قلب المتكلم من التنقص عندما يصفه بذلك، ولو أمكن التعريف بغيره فهو أولى. ومن الأمور المهمة أن يخلو قصد المتكلم من التشفي والانتقام الشخصي، وأن يكون الغرض من الكلام الانتقام الشخصي والتشفي مُلبّسًا بلباس النصيحة، وهذا التلبيس يجيده إبليس ويوقع فيه كثيرًا من الناس، ولذلك فإنه لا بد من ضبط المصلحة العامة للمسلمين، وضبط قضية النصيحة والمشورة وضبط المصلحة ونحو ذلك لئلا يتوسع فيه، فتقال الغيبة تشفيًا أو انتقامًا بلباس النصيحة. النميمة: ومن آفات اللسان العظيمة النميمة، وهي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعضٍ بقصد الإفساد بينهم، وضابطها كشف ما يكره كشفه سواءً كان بالقول أو الفعل حتى لو رأى شخصًا يُخفي ماله فأفشى سِرّه فإنها نميمة، وهي أشد من الغيبة من وجوه، فتقطع الأرحام وتحول بين الإنسان وزوجه، وتُفرِّق بين الأُسر وتُشتِّت ما بين القبائل، وقد توقع الحروب الكبيرة العامة، والنميمة من أخبث وسائل الشيطان للتفريق بين الناس، والنمّام قد رضي لنفسه أن يقوم بمهنة الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام قبيل وفاته: «أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» (رواه مسلم: [2812]). Hsvu hgHuqhx pv;m! | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30 / 08 / 2017, 56 : 10 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018