الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1632 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
22 / 08 / 2017, 17 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح استقراءُ التاريخ يَدُل على أن أصحابَ البيان الساحر هم أكثرُ الناس تأثيرًا في مسار الحياة، وأعمَقُهم بَصْمَةً في تغيير آراء الناس ومناحيهم. إنَّ نعمة البيان من أعظم النِّعم التي امتَنَّ الله بها على عبيده؛ يقول - تعالى -: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4]، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يُبِينَ عمَّا في نفسه، وأفرادُه يختلفون في القدرة على هذا البيان، فكلما زادت هذه القدرةُ، كان التأثيرُ في الناس أعظَمَ. عندما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن من البيان لسحرًا))، كان هذا إعلامًا بمقدار سحر البيان في الإقناع والتأثير. وكذلك عندما قال: ((أخوفُ ما أخاف على أمتي كلُّ منافق عليم اللسان))؛ (الأئمة المضلين). قال ابن الرومي: فِي زُخْرُفِ القَوْلِ تَزْيِينٌ لِبَاطِلِهِ وَالحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ تَقُولُ هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ وَإِنْ تَعِبْ قُلْتَ ذَا قَيْءُ الزَّنَابِيرِ مَدْحًا وَذَمًّا وَمَا خَالَفْتَ وَصْفَهُمَا حُسْنُ الْبَيَانِ يُرِي الظَّلْمَاءَ كَالنُّورِ وإذا تصفَّحْنا التاريخَ وجدنا أن أكثر الناس تأثيرًا فيه - هم أصحاب البيان العالي، أصحاب الألسُنِ الفصيحة والأقوال البليغة، الذين يَبلغون بلسانهم ما لا يبلغه غيرُهم بالمال ولا بالسنان. ولربما كانت الفكرةُ المعروضةُ عظيمةً، فأدَّى بها سوءُ البيان إلى طَيِّها في زوايا النسيان، وربما كانت الفكرةُ المطروحةُ سقيمةً باطلةً، فجاء سحرُ البيان، فجعلها سائرةً، وللناس ساحرةً، تَسير فيهم مَسِيرَ الشمس، وتشتعل في عقولهم اشتعالَ النار في الهشيم. المشكلة ليست في الفكرة الصحيحة فقطْ، ولكنْ أيضًا في كيفية التعبير عن هذه الفكرة. انظر إلى الفلاسفة الذين تَركوا آثارَهم على ملايين الناس لقرونٍ طويلة، ألم يكن ذلك بسبب سحرِهم لعقول الناس، وأسْرِهم لقلوبهم بجمال اللسان وحسن البيان؟ حكمة كونفوشيوس كان لها وقْعٌ عظيمٌ عند الصينيِّين لقرون؛ وسبب ذلك ما أُوتيه مِن بلاغة بليغة، وفصاحة فصيحة. بيان الإمام الشافعي كان صاحبَ الأثَرِ الأكبر في انتشار مذهبه، بخلاف أبي حنيفةَ، الذي كان لِبَيانِ تلميذه محمد بن الحسن الشيبانِيِّ الأثرُ الأعظم في ذلك. والإمام أحمدُ انتشَر علْمُه، وذاع وشاع بسَمْته وهَدْيه، وليس بمجرد حفْظِه لمئات الألوف من الأحاديث. الشاطبِيُّ تفرَّدَ بين كثير من الفقهاء المتأخرين بفِكْره العظيم، الذي كان له أثرٌ رائع في كلِّ مَن خَلَفه، وسبب ذلك أسلوبه الساحر، وبيانه الخلاَّب. إذا أردتَ أن تنصر نِحْلةً صحيحةً أو مذهبًا حقًّا، فإن ذلك لا يتأَتَّى بالصراخ، ولا بالسير على غير هَدْي، ولكن يأتي بالتأمل والاستخراج للأوجه الصحيحة المفيدة للمطلوب، ثم بعد ذلك بِحُسْن عرْضها في بيان ساحر، يجعل المتلَقِّي لا يجد بدًّا من الوصول لأعلى درجات القناعة بالكلام، فضلاً عن مجرد التسليم بصحته. المذهب الأشعري ما انتشر إلا بسحْرِ بيانِ كبارِه، مِن أمثال الباقِلاَّنِيِّ والجُوَيْنِيِّ، حتى سُمِّي الباقلانيُّ شيطانًا، وقيل عن الجويني: إنه لو ادَّعى النبوةَ لصُدِّق بحسن بيانه! ثم عادت للمذهب السنِّي السلفي الأثري قوَّتُه بعد بيان شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذِه ابنِ القَيِّم؛ وإنَّ المرء ليقرأ في كلام شيخ الإسلام، فلا يبرح حتى ينشرح صدره ببَرْدِ اليقين، ولا ينفكُّ شيخ الإسلام يُورد الكلامَ بأسلوب يتلوه أسلوبٌ آخرُ، حتى لا يملِكَ المرءُ عند انتهاء القراءة إلا أن يقول: وَإِنَّ أَفْضَلَ شَيْءٍ أَنْتَ قَارِئُهُ قَوْلٌ يُقَالُ إِذَا سَمِعْتَهُ: صَدَقَا المذهب الظاهري كاد يموت في زوايا النسيان، لولا أَنْ نَصَره أبو محمدٍ ابنُ حَزْمٍ بِحُسْن بَيَانه، قبل صحيح برهانه، وإذا حذفْتَ من "المحلى" لابن حزم طرائِقَ البيان، وأساليب الإقناع، ومسالك التأثير، حذفْتَ لُبَابَه ومعظَمَه. المذهب البصري في النحو، ما اشتهر هذه الشهرةَ العظيمة إلا بحسن بيان أصحابه؛ كالمبرد ثم ابن جني. هتلر نفسه كان يعتمد اعتمادًا كبيرًا على خُطَبِه الحماسية وطريقته في جذب الجماهير، حتى يقال: إن الناس كانت تستمع لخطبته ساعتين كاملتين كأن على رؤوسهم الطير! سعد زغلول كان خطيبًا مفوَّهًا، وهذا من أكبر الأسباب التي جعلت الشعبَ المصريَّ يحيط به، ويرفعه في مرتبة أعلى مما يستحق. فالمقصود أنَّك إنْ أردت أن تنصر دعوتَك، فلا يكفي في ذلك أن تؤيِّدَ ثوابتَها بالأدلة والبراهين؛ بل لا بد مِن إتقان العَرْض وإحسان البيان، فهذا له تأثيرٌ أعظَمُ بكثير مِن مجرَّدِ ذِكْر الأدلة والبراهين. وقديمًا قال ابن رُشْد: إنَّ معظم الناس لا يتأثَّرون إلا بالعبارات الخطابية دُون الجدَلية والبُرْهانيَّة. وللحديث صلةٌ - إن شاء الله تعالى. hgjhvdo ,Hwphf hgfdhk hgshpv>>> Hf,lhg; hgu,qd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22 / 08 / 2017, 11 : 09 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018