15 / 08 / 2016, 08 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف ملتقى الصوتيات والمرئيات الأسلامية | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 16 / 09 / 2010 | العضوية: | 38770 | العمر: | 45 | المشاركات: | 13,856 [+] | بمعدل : | 2.67 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1559 | نقاط التقييم: | 23 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة المرء العاقل يعلم جيداً في قرارة نفسه أن أول ما يلفت نظرنا هو جمال الظاهر قبل جمال الباطن، في حين أن جمال الباطن يحتاج إلى وقت لنستبينه ونتعرف عليه لما جعل له الأهمية العظمى، بعكس الظاهر الذي يدخل عينيك وقلبك قبل أن يرتد إليك طرفك، فالله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة، فالإنسان هو الكائن الوحيد في هذا الوجود الذي نفخ الله فيه من روحه، وقد كانت هذه النفخة الروحية الإلهية هي مناط التكريم الذي حظى به الإنسان، ومن اجل ذلك طلب الله سبحانه وتعالى من الملائكة ان يسجدوا لآدم تكريما له، ليس لأنه خلق من طين ولكن لأن الله قد نفخ فيه من روحه، فكان هذا التكريم الذي جعله للإنسان سبباً في استخلافه في الأرض وتعميره لها ببقاء النوع الإنساني. والأمة تعيش في هذه الأوقات فتناً كبرى ومتغيرات خطيرة تعصف بنا كعصف الريح العاتية بالورقة اليابسة، فتنا تمر على العباد كقطع الليل المظلم، تتبدل فيها الأحوال وتتغير فيها النفوس وتضيق بها صدور أهل الحق، حتى يصبح فيها الحليم حيران، ولا عجب فقد اخبر الهدي النبوي بذلك بأنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم قيل وما المخرج منها قال كتاب الله الكريم هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، فجمال الطبيعة هو منصة الانطلاق التي تدفعنا للتفكر في عظمة خالقها والنواميس التي وضعها فيها، ولو كانت الطبيعة موحشة كئيبة صماء لنفرنا منها ولما مارسنا عبادة التفكر. إن الحق رائع وجميل لكن إدراك ذلك لا يتم فورا لجميع الناس، فما كان للجمال الباطني للحق أن يظهر على نطاق واسع لولا أن قيض الله له هذه المحسنات الظاهرية، ومن ذلك جمال الشكل لدى البشر، فقد كان ****** صلوات ربي وسلامه عليه أحسن الناس خلقة وأجملهم محيا، كما أوجب على المؤمن أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، فهناك من بالغ صاعا وصاعين في الأمر وصار الجمال عنده جمال المظهر وحسب، وليعلم كل ذي عقل وفهم أن طاعة الله تعالى هي الأصل الذي جاءت به الشرائع السماوية جمعاء، ودعت إليه كل الديانات السماوية على لسان الرسل والأنبياء، الذين بعثهم الله عز وجل منقذين البشرية من الظلمات إلى النور، ووضعت لذلك أسس وشرائع من عبادات ومعاملات تقوم عليها سعادة البشرية، فبهذا الإيمان تستطيع هذه البشرية التي استخلفها الله تعالى في الأرض أن تعيش في سعادة وأمان ويتحقق لها الرخاء والطمأنينة، فإن بناء الرجال الذين تفخر بهم الأمة يقوم في حقيقته على الاهتمام ببناء النفس والعقل، فتفاوت الناس بالهمم لا بالصور، والله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وحتى يصل الإنسان إلى هذه المرتبة فإن عليه أن يعمل على استقامة صلته بنفسه وبالله وبالناس وبالعالم الذي يعيش فيه، فلا يشتغل المرء إلا بما يكسب به العلا ولا يرضى لنفسه بالهلاك، فإن الناس مختلفون في بناء أنفسهم وتأسيسها وتربيتها اختلافا بيّنا، يظهر ذلك جليا في اختلافهم في استقبال المحن والمنح، والإغراء والتحذير والنعم والنقم والترغيب والترهيب، والفقر والغنى فمنهم سابق للخيرات وهو من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان، فربى نفسه على الطاعة والقربات وأدبها بالبعد عن المعاصي والملذات، فهذا لا تضره فتنة ولا تزعزعه شبهة ولا تغلبه شهوة، صامد كالطود الشامخ فهم الحياة نعمة ونقمة يسرا وعسرا، ثم اجتهد في التوازن بين هذا وذاك لأنه علم أن كل شيء بقدر وأن مع العسر يسر فضبط نفسه في الحالين، فلم يحزن على ما فات ولم يفرح بما هو آت، فتجده راضي النفس مطمئن الفؤاد، هذا هو السابق إلى الخيرات كريم النفس صافي القلب لا تزعزعه المحن ولا تؤثر فيه الفتن بل يزرع الخير ويجني الفوائد، فلا يوجد لدى الإسلام مشكلة مع جمال المظهر، المشكلة هي مع الفتنة والفتنة مكانها الجسد والقلب، والإسلام وضع ضوابط وقواعد للتعامل بينهما، فحمى بذلك الجسد والقلب معا أرأيتم أن الجمال ليس بالضرورة هو الفتنة، وإن كان بوابة أساسية له على اعتبار أن الجميل يلفت النظر لكن الإسلام سد الذريعة أمام ذلك بقواعد للتعامل تصون المجتمع، كما أن الانشغال بجمال الظاهر وحده جناية، فإن الخوف من الاعتراف بأهمية جمال الظاهر جناية عظمى لأنها تتبع سياسة التجنب وإيثار السلامة، ولأنها تأتي من عقل لا يريد أن يتطور ولا يريد أن ينضو عن نفسه بالأنماط التي غرسها المجتمع فيه، فجمال المظهر يملك جواز سفر دبلوماسيا يمكننا منه الدخول في حضرة جمال الباطن.
[lhg hg/hiv ,hgfh'k
|
| |