14 / 04 / 2016, 47 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الباطنيون الجدد ...رامي عفيفي بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فقد سجل لنا القرآن في كثير من آياته طبيعة الصراع بين الحق والباطل، وسجل لنا كذلك طرفي هذا الصراع وأهله؛ فوصف منهج أهل الحق وأبان طريقهم، وأرشد عباده وأوصاهم أن استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، ولم يكتفِ الحق تبارك وتعالى بتبيين سبيل الحق فقط؛ بل أرشدنا ونبهنا لخطط أهل الزيغ والضلال؛ فبين صفاتهم وأظهر سُبلهم وطرق غوايتهم؛ فقال: "وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ".[الأنعام: 55] ومنذ أن عرف الشرك طريقه إلى عقيدة البشرية من لدن نوح عليه السلام، وهو في تلوُّن دائم، يأتي أهل كل زمان بما يتناسب مع ثقافاتهم وأعرافهم، وتنوعت لذلك سبل الغواية وتشعبت؛ بيد أن هذا التنوع لم يكن تنوعًا في الغايات والمقاصد؛ بل ظل تنوع وسائل وأساليب، تهدف في الأساس لصد البشرية عن سبيل الفلاح ونور الوحي المعصوم. والمتأمل للعالم المعاصر يستطيع أن يحدد ملامح الأصول الفكرية والعقدية التي تشكل رؤيته الآن، وإيجازها في تيارين رئيسين يتجاوزان ما يُعرف بـ"التدين التقليدي" أو "التدين السماوي" (أقصد به الديانات التي تعتقد بوجود رب مباين عن خلقه، خالق ومدبر لهذا الكون يستحق التأليه والعبادة)، وهما: 1- التيار المادي (الإلحادي). 2- التيار الباطني (الروحاني). ولقد مر كل تيار من هذين التيارين بمراحل عدة حتى تبلور في صورته النهائية التي عليها اليوم؛ فأما التيار الأول فقد ظهر بوضوح وانتقل من الأفكار التنظيرية إلى الآليات التنفيذية على أرض الواقع منذ الثورة الفرنسية حتى وصل إلى صورته العلمانية الحالية. وأما التيار الثاني (وهو المعنيّ به هذا المقال) فهو ضارب بجذوره في عمق التاريخ؛ ولعل أبرز صوره تلك التي تظهر بجلاء في الفلسفات الباطنية الشرقية من (طاوية وهندوسية وبوذية). وهذا التيار -في نظري- أشد خطورة على الأديان -التقليدية- لأنه يندس ويتسلل بخفاء فيزاحم معتقداته ليفسدها من داخلها، لا أن يصادمها كما يفعل التيار الأول. (لم يخلُ دين من الأديان السماوية من تسلل أفكار باطنية فلسفية إليها؛ من غنوصية النصارى لكابالا اليهود انتهاء بالفرق الباطنية الإسلامية من قرامطة وشيعة ونصيرية وصوفية... إلخ) إلا أن هذا التيار لم يتجلَّ ويظهر بوضوح (أقصد بظهوره أن أصبح في متناول العامة يمارسونه دون دراية كما سيأتي) إلا في القرن المنصرم، وذلك بعد أن نُقلت فلسفاته من الشرق إلى الغرب عن طريق جمعيات باطنية صريحة، إضافة لمن كان قد تأثر بها من أصحاب الديانات السماوية. وتجلى في أخطر صوره في السنوات الماضية عندما تبنت هذه الفلسفات حركات منظمة (أشهرها حركة العصر الجديد New Age ments) التي شكلت بوتقة انصهرت فيها جل الفلسفات الباطنية القديمة لتنقلها نقلة نوعية في غاية الخطورة، وذلك عبر: • نقلها عن طبيعتها الاستسرارية وطرحها للعلن وتقديمها للجمهور عن طريق إخراجها من إطارها الفسلفي الباطني، وطرحها في قوالب عصرية وبرامج حياتية تتماشى مع روح هذا العصر -هذا من جهة-؛ وبما يضمن عدم مصادمتها للمعتقدات الدينية صراحة -من جهة أخرى-؛ فقُدمت في صورة برامج تدريبية، وتنمية القدرات البشرية الكامنة، وأساليب تأمل، ورغبة في نشر ثقافة الحب والسلام، والوصول إلى السلام الداخلي. • التدليس باستخدام مصطلحات علمية فيزيائية، أو باستخدام مصطلحات شرعية دينية للتدليل على معتقدات باطنية فلسفية. فظهرت ممارسات وتطبيقات مختلفة تنبني في حقيقتها على الفلسفات الشرقية الباطنية الهادفة لوحدة الوجود، (يُقصَد بالباطنية هنا الفلسفات التي تستغني عن أي مصدر خارجي لتحصيل المعرفة، وتحصيلها الباطني عن طريق فلسفات الفيض والإشراق والغنوص الهادفة لوحدة الوجود) ولكنها تُقَدَّم للجمهور في صورة علاجات وتمرينات تهدف لاستجلاب (الطاقة الكونية) من أجل صحة نفسية أو عضوية أفضل، بينما ظهرت صور علاجية تنبني في أصلها على ممارسات حياتية قديمة للطاويين والهندوس وتتماشى مع موروثهم وتصوراتهم الفلسفية والعقدية عن المثلث الفلسفي (الله – الكون – الإنسان)؛ ولكنها قُدِّمت للجمهور في شكل ممارسه عملية بعد إغفال أولي لأصلها الفلسفي الإلحادي! و على جسر الانهزامية النفسية أمام الغرب عبرت إلينا هذه الفلسفات الوافدة ممتطية حصان طرواده تحت شعار العلم تارة والأسلمة تارة أخرى؛ فسُوّق لها في بلادنا تحت ستار العلم بشعارات مرسلة (العلم أثبت - الدراسات أثبتت)، وهي أبعد ما تكون عن كونها علمًا (تعرف هذه الممارسات من قِبَل المجتمعات العلمية بالعلوم الزائفة pseudoscience)، أو تحت ستار الأسلمة بشعار (هذه بضاعتنا ردت إلينا)، ومحاولة الاستدلال الأعور وليّ أعناق نصوص الوحي المعصوم لتتوافق مع مرادهم! فاجتاحت البلدان الإسلامية الآن وتحت ستار التنمية البشرية -مصطلح التنمية البشرية مصطلح فضفاض يحمل معاني حقة وأخرى باطلة، فلا يُفهم هنا الاعتراض على ما كان له علاقة بتطوير القدرات، أو ما له علاقة بتنمية المهارات؛ كدورات التواصل بين الأشخاص وتنظيم الوقت وحسن التخطيط...إلخ فإن أثره ملحوظ لا يُنكَر- ما يسمي بعلوم الطاقه بأنواعها المختلفة؛ فلا يكاد المرء يفتح صفحة من صفحات المجلات ولا يطالع جريدة من الجرائد التي تتحدث عن الصحة، أو يشاهد برنامج على الفضائيات إلا ويجد تصريحًا من قريب يمجد هذه الممارسات، أو تلميحًا من بعيد يؤيد علوم وأسرار الشرق الأقصى وفضل علومه في هذا الباب؛ وتسارع القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت بنشر أساليب هذه الفنون وطرق استخدامها وبيان تأثيرها. فانتشرت دورات العلاج بالطاقة، وانهمرت على الشباب من كل حدب وصوب، دورة هنا للعلاج بطاقة "الريكي"، وأخرى هناك للعلاج بطاقة "البرانا"، ونظام "ماكروبايوتك غذائي" وتصميم "فونج شوي" للديكور، وطاقة المكان، و"قانون جذب" القدر...إلخ بل وازداد الأمر خطورة بظهور هذه الممارسات في الأماكن العامة؛ كالمتنزهات والحدائق العامة؛ فيجلسون حلقات يمارسون تأملات استجلاب الطاقة الكونية، ويجلسون جلسة اللوتس البوذية! مما يثير فضول العامة ويدفعهم لتقليدهم دون وعي حقيقي بما يتدسس خلف هذه الممارسات من تصورات و معتقدات! إن هذه الممارسات -شأنها شأن فلسفتها الأم التي منها نشأت- تكرس للتمحور حول الذات البشرية وتضخيمها والاستغناء عن أي مصدر خارجي لتحصيل أي شيء؛ فالمعرفة والعلم والحقائق إنما تدرك من العقل الكلي؛ كفلسفة الفيض والإشراق، وقضاء الإنسان وقدره إنما هو في يديه ونتاج قدرته على جذب ما يريد إليه [راجع سلسلة إصدارات كتاب (السر –the secret )، لمؤلفته الاسترالية روندا بايرن وعدد طبعاته العربية ليتبين لك مدى انتشار هذه الضلالات!] وإذا مرض في هذه الحياة فبيده "الشفاء الذاتي" عن طريق استجلاب الطاقة الكونية من الكون، وهكذا لا تدع هذه الممارسات مجالًا من المجالات إلا وترده للقدرة البشرية الداخلية للإنسان وطاقته غير المحدودة! ولا عجب إذ يصرحون: "أنت تحمل بداخلك الشرارة الإلهية"! لا يتسع مثل هذا المقال لبيان خطورة هذه الممارسات وأصولها الفلسفية والعقدية التي تستند إليها [يمكنك مطالعة موقع سبيلي للمزيد www.sabeily.com]، وإنما هي صيحة نذير لأهل الفضل من العلماء وطلبة العلم، قبل أن تستفحل هذه الممارسات وتعصف بعقيدة المسلمين، وتجد بين الشباب سبيلًا يصعب اجتثاثها بعد ذلك. "فأداءً لبعض ما أوجب الله من البلاغ والبيان، والنصح والإرشاد، والدعوة إلى الخير، والتواصي به، والدلالة عليه، وبذل الأسباب لدفع الشرور عن المسلمين، والتحذير منها، حتى تكون أمة الإسلام كما أراد الله منها، أمة متماسكة، مترابطة متراحمة، تدين بالإسلام: اعتقادًا، وقولًا، وعملًا، مستمسكة بالوحيين الشريفين: الكتاب والسنة، لا تتقاسمها الأهواء، ولا تنفذ إليها الأفكار الهدامة، ولا يبلغ منها الأعداء مبلغهم كما قال الله تعالى: {ومن يَعتصمْ باللهِ فقدْ هُدِي إلى صراطٍ مستقيمٍ}. [آل عمران: 101] وقال سبحانه: {وأنَّ هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبلَ فتفرقَ بكم عن سبيلِه ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}. [الأنعام: 153] رأيت لذلك تحرير هذا النصيحة تذكيرًا بفرائض الدين، ولإنقاذ المسلمين مما أخذ بعض المفتونين الذين سقطوا في الفتنة". [درء الفتنة، للشيخ بكر أبو زيد، رحمه الله] مجلة "حراس الشريعة" - العدد الثاني جمادى الآخر 1434هـ
hgfh'kd,k hg[]] >>>vhld utdtd
|
| |