الإهداءات | |
ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه ملتقى يختص بالاحاديث النبويه الشريفه الصحيحه وعلومها من الكتب الستة الصحيحه وشروحاتها |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | ابو عبدالله عبدالرحيم | مشاركات | 4 | المشاهدات | 2368 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
05 / 04 / 2016, 23 : 04 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الرابع والعشرون من السلسلة الضعيفة للامام الالباني 1186 - " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غلب عدله جوره ، فله الجنة ، و من غلب جوره عدله فله النار " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) : ضعيف أخرجه أبو داود ( 3575 ) و عنه البيهقي ( 10/88 ) من طريق موسى بن نجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن و هو أبو كثير قال : حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، موسى بن نجدة ، قال الذهبي : " لا يعرف " . و قال الحافظ : " مجهول " . (3/185) 1187 - " خالقوا الناس بأخلاقهم ، و خالفوهم بأعمالهم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) : ضعيف أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 455 - 456 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهودهم ، و مرجت أماناتهم ، و صاروا حثالة هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا : كيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : صبرا صبرا ، خالقوا ... " . و قال : " هذا يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق صالح " . ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا ، و روى عن البخاري أنه قال : " عنده مناكير " . قلت : و في ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " و قال : " و قال أبو داود و غيره : ضعيف ، و قال النسائي : متروك " . و قد انقلب اسمه في " المستدرك " إلى " ربيعة بن يزيد " ، و جعله من مسند " أبي ذر " لا من مسند " ثوبان " ! و لست أدري أذلك من المؤلف أم الراوي أم الناسخ ، فقد أخرجه ( 3/343 ) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا ربيعة بن يزيد عن أبي الأشعث النهدي عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر كيف أنت .. " الحديث . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله : " ابن يزيد لم يخرجوا له ، قال النسائي و غيره : متروك " . و أقول : ليس في الرواة : ربيعة بن يزيد سوى واحد ، و هو أبو شعيب الإيادي الدمشقي القصير ، و هو أعلى طبقة من يزيد بن ربيعة الرحبي ، فإنه روى عن غير واحد من الصحابة ، و عنه جماعة من التابعين و غيرهم منهم يزيد بن ربيعة هذا ، كما في " التهذيب " مات سنة ( 123 ) ، فليس هو من هذه الطبقة ، كيف و الراوي عنه أبو توبة الربيع بن نافع ، و قد مات سنة ( 241 ) فبينهما نحو ثمانين سنة ؟ و لذلك فأنا أقطع بأن ما في " المستدرك " : " ربيعة بن يزيد " خطأ لا أدري منشأه ، و من الغرائب قول الذهبي في تعقبه السابق : " ابن يزيد .. " . و إنما هو يزيد بن ربيعة الرحبي ، و هو الذي يصح فيه قول الذهبي : " لم يخرجوا له .. " إلخ . و من طريقه رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7/283 ) . و لا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه ، فإن له في كتابه هذا أوهاما كثيرة ، يعرفها أهل العلم بالحديث و رواته ، و قد اعتذر بعضهم له ; بأنه مات قبل أن يبيض كتابه . والله أعلم . و أما قول العقيلي فيما تقدم : " هذا يروى بغير هذا الإسناد .. " . فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال : قال عبد الله : " خالطوا الناس و زايلوهم ، و صافوهم بما تشتهون ، فدينكم لا تكلمونه " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/46/1 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( 21/2 ) . قلت : و إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب ; فإنه مدلس . و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/280 ) هكذا موقوفا و قال : " رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات " . قلت : و علقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " ( 10/436 - فتح ) و قال الحافظ : " وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال : ... و أخرجه ابن المبارك في " كتاب البر و الصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود ، و عن عمر مثله ، لكن قال : و انظروا لا تكلموا دينكم " . و قال البيهقي عقبه : " روي عن علي رضي الله عنه . و أسنده بعض الضعفاء عن عبد الله ، و ليس بشيء " . قلت : و قد أخرجه الدارمي ( 1/92 ) عن علي موقوفا بلفظ : " خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم ، فإن للمرء ما اكتسب ، و هو يوم القيامة مع من أحب " . قلت : و إسناده حسن . و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 2/17/2 ) و " المنتخب " ( 1/132 ) للعسكري في " الأمثال " عن ثوبان . نعم قد صح الحديث مرفوعا بلفظ : " خالطوهم بأجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم " . و هو مخرج في " الصحيحة " رقم ( 452 ) . (3/186) 1188 - " الخلافة بالمدينة و الملك بالشام " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/337 ) : ضعيف رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/2/16 ) و الحاكم ( 3/72 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 6/447 - طبع بيروت ) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : سليمان و أبوه مجهولان " . و قال في " الميزان " : " سليمان لا يكاد يعرف " . و في " المنتخب " لابن قدامة ( 10/206/1 ) : " قال مهنا : و سألت يحيى ( يعني ابن معين ) عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه العوام بن حوشب عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ) فقال : لا نعرف هذا يعني سليمان بن أبي سليمان . و قال لي أحمد : أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم " . و في " الجامع الكبير " ( 1/340/1 ) : " رواه البخاري في " تاريخه " و الحاكم و تعقب ، و ابن عساكر عن أبي هريرة ، و نعيم بن حماد في " الفتن " عنه موقوفا " . (3/187) 1189 - " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا ، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في الغار ، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) : منكر رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي و قال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي و المطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال : أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال : أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها و قال : فذكره . قال الديلمي : و أنا أحبها منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث . قلت : أما أنا فلا أحبها و لا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا ، و إن سكت عليه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3/146/1 - 2 ) ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه الخطيب ( 10/148 - 149 ) و قال : " في رواياته غرائب و مناكير و عجائب " . ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال : " كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب و درج من المجهولين و أصحاب الزوايا . قال : و كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه ، و ما أراه كان يتعمد الكذب في فضله " . و قال الذهبي : " روى حديثا ما له أصل ، سلسله بالشعراء ، منهم الفرزدق " . قلت : و الحديث المشار إليه رواه الخطيب ( 3/98 - 99 ) . و شيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه ، و لعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم الخطيب فيما تقدم . و في من دونه جماعة لم أعرفهم . و اعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار و الحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب و المحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكن من ذلك على علم . و قد مضى منها ثلاثة أحاديث ( ص 259 - 263 ) . (3/188) 1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) : ضعيف جدا رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " . و قال العقيلي : " حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " . و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) : " متروك الحديث " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) : " رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه الهيثم بن جماز و هو متروك " . و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله : " حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " . قال في " الفيض " : " قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير " للطبراني " . قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ، ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه : " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " . (3/189) 1191 - " لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) : ضعيف قال في " المجمع " ( 10/53 ) بعد أن ذكره من حديث ابن عمر مرفوعا : " رواه الطبراني ، و فيه سهل بن عامر و هو ضعيف " . قلت : و الشطر الثاني رواه الطبراني ( 12339 ) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " ... رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر " . و فيه نعيم بن حماد و هو ضعيف . و للشطر الأول منه شاهد و لكنه ضعيف جدا و لفظه : " لا يبغض العرب إلا منافق " . (3/190) 1192 - " لا يبغض العرب إلا منافق " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/340 ) : ضعيف جدا أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا و قال : " زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " . قلت : و في " التقريب " : " متروك " . و الحديث في " زوائد المسند " ( 1/81 ) من هذا الوجه ، لكنه قال : " عن علي " ! (3/191) 1193 - " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة ، و هو أفضل من سبعين حجة في غيرها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) : لا أصل له قال السخاوي في " الفتاوى الحديثية " ( ق 105/2 ) : " ذكره رزين في " جامعه " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لم يذكر صحابيه ، و لا من خرجه . والله أعلم " . (3/192) 1194 - " جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) : منكر رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/117 ) معلقا عن أحمد بن يحيى بن الحجاج الجرواآني عن عمرو بن علي : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : قال عمر : يا نبي الله مالك أفصحنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال في أحمد هذا : " حدث بمناكير ، و هذا من مناكير حديثه " . قلت : و من مناكيره ما سيأتي بلفظ : " من كسح مسجدا ... " . (3/193) 1195 - " حامل القرآن موقى " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/341 ) : ضعيف رواه أبو حفص الكتاني في " حديثه " ( 134/1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8/10/2 ) عن أبي حفص عن شيخ من أهل الشام عن مكحول عن عثمان بن عفان مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان : الأولى : جهالة هذا الشيخ الشامي . الثانية : الانقطاع بين مكحول و عثمان . و أبو حفص هو عمر بن عبد الرحمن الأبار و هو ثقة و كذلك سائر رجاله ثقات إلا ما بينت . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقال شارحه المناوي : " رواه عن عثمان من طريقين ، و فيه محمد بن راشد المكحولي ، قال النسائي : ليس بالقوي " . قلت : و لعل المكحولي هذا هو الشيخ الشامي في الطريق الأولى . والله أعلم . ثم إنني رأيته في " مسند الفردوس " من طريق واحدة ، فإن النسخة المصورة التي عندي سيئة ، و بعض صفحاتها غير ظاهرة ، أخرجه ( ص 89 ) من طريق سورة بن الحكم : حدثنا محمد بن راشد عن مكحول به . و سورة هذا في حكم مجهول الحال ، فقد أورده ابن أبي حاتم ( 2/1/327 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9/227 ) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . (3/194) 1196 - " جلوس المؤذن بين الأذان و الإقامة في المغرب سنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/342 ) : ضعيف رواه تمام في " الفوائد " ( رقم 2265 - نسختنا ) من طريق أبي جعفر محمد بن علي ابن الخضر البزاز - بالرقة - : حدثنا إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب البوقي من كتابه : حدثنا هشيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان : الأولى : تدليس هشيم ، فقد كان مدلسا كثير التدليس كما في " التقريب " ، و قد عنعنه . الثانية : البوقي هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " روى عن مالك و هشيم ، قال ابن منده : له مناكير " . و أما أبو جعفر محمد بن علي بن الخضر ، فقد أورده أبو علي الحراني في " تاريخ الرقة " ( ق 42/2 ) فقال : " مات محمد بن الخضر بن علي بالرافقة <1> في ذي الحجة سنة إحدى و تسعين و مائتين " . كذا وقع فيه : " الخضر بن علي " على القلب فلا أدري أهذا هو الصواب أم ما في نسختنا من " الفوائد " ؟ والله أعلم . ثم رأيته في " زهر فردوس الديلمي " ( 2/74 ) و أصله " مسند الفردوس " ( ص 74 - 75 ) وفق ما في " التاريخ " فهذا هو الصواب . والله أعلم . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " وحده عن أبي هريرة بلفظ : " الإمام " بدل " المؤذن " ، و استدرك عليه المناوي " فوائد تمام " ، و أعله بهشيم فقط ، و لم يتعرض لاختلاف اللفظ ، والله أعلم . *--------------------------------------------------------------------------* [1] هي الرقة نفسها ، بلدة كبيرة على الفرات في سورية . اهـ . 1 (3/195) 1197 - " خير نساء أمتي أصبحهن وجها ، و أقلهن مهورا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) : موضوع رواه ابن عدي ( 97/2 ) و عنه ابن عساكر ( 5/64/1 ) عن حسين بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال ابن عدي : " هذا الحديث منكر المتن ، و إن كان عن إسماعيل بن عياش لأن إسماعيل يخلط في حديث الحجاز و العراق ، و هو ثبت في حديث الشام ، و البلاء في هذا الحديث من الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش ، و الحسين أحاديثه مناكير " . قلت : و نقل الذهبي عن ابن عدي أنه قال فيه : " متهم " . و لم أجد هذا في ترجمته من " الكامل " . والله أعلم . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . (3/196) 1198 - " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم أعطي ملكا فسار حتى أتى ساحل أرض مصر ، فابتنى مدينة يقال لها : الإسكندرية " الحديث بطوله . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/343 ) : ضعيف جدا أخرجه ابن عساكر ( 6/57/1 - 2 ) عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قومه قالا : استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني ، فوجدناه في ظل داره جالسا فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : و أنا استطلت يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا و قال : كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف ، فقالوا : من يستأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : مالي و لهم يسألونني عما لا أدري ؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل . ثم قال : ابغني وضوءا . فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ، ثم انصرف فقال لي و أنا أرى السرور و البشر في وجهه ; فقال : أدخل القوم علي و من كان من أصحابي فأدخله أيضا . فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : إن شئتم أحدثكم عما جئتم تسألونني عنه من قبل أن تكلموا ، و إن شئتم فتكلموا قبل أن أقول ، قالوا : بل أخبرنا ، قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عبد الله بن عمر ، و عبد الرحمن بن زياد ضعيفان . و سعيد بن مسعود لم أعرفه . (3/197) 1199 - " خير خلكم خل خمركم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/344 ) : منكر . أخرجه البيهقي في " المعرفة " من حديث المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا . و قال : " المغيرة ليس بالقوي " . كذا في " المقاصد الحسنة " ( رقم 456 ) . قلت : و فيه علة أخرى و هي عنعنة أبي الزبير ، فإن كان مدلسا . و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوي " ( 1/71 ) : " فهذا الكلام لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ، و من نقله عنه فقد أخطأ ، و لكن هو كلام صحيح ، فإن خل الخمر لا يكون فيها ماء ، و لكن المراد به الذي بدأ الله بقلبه ، و أيضا فكل خمر يعمل من العنب بلا ماء فهو مثل خل الخمر " . قلت : و قوله : " هو كلام صحيح " ليس بصحيح عندي على إطلاقه ، فإنه بظاهره يقر اقتناء الخمر و تحويله خلا ، و ذلك يستفاد من قوله : " خمركم " فإنه أضاف الخمر إلى المسلمين ! و هذا منكر من القول لا يعقل أن يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم و هو القائل حين سئل عن اتخاذ الخمر خلا : " لا " ، رواه مسلم و أبو داود ، و في روايته : " إنها كانت لأيتام فأمر بإراقتها " و لذلك كان القول الصحيح في تخليل الخمر : إنه لا يجوز بحال من الأحوال . قال شيخ الإسلام : " فلما أمر صلى الله عليه وسلم بإراقتها ، و نهى عن تخليلها ، وجبت طاعته فيما أمر به و نهى عنه فيجب أن تراق الخمرة و لا تخلل ، هذا مع كونهم كانوا يتامى ، و مع كون تلك الخمر كانت متخذة قبل التحريم ، فلم يكونوا عصاة " . و مما سبق من التخريج يتبين أن قول ابن الجوزي في " التحقيق " ( 1/66 ) : إنه حديث لا أصل له ، ليس بصواب ، و إن كان عبد الهادي أقره في " التنقيح " عليه ، فإن تخريج البيهقي إياه يرد قولهما . و قال العجلوني في " الكشف " : " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع كالصغاني " . و فيه ما سبق ، إلا أن يقصدا المعنى ; فهو قريب . (3/198) 1200 - " الجفاء و البغي بالشام " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/345 ) : موضوع رواه ابن عدي ( 25/1 ) و عنه ابن الجوزي في " العلل " ( 1/312 ) عن الفضل بن المختار عن أبان عن أنس مرفوعا . و قال : " أبان بن أبي عياش بين الأمر في الضعف ، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا أنه يشتبه عليه و يغلط ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " . قلت : و هو متروك و قد كذبه شعبة . و الفضل بن المختار قال الذهبي : " غير ثقة " . و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من رواية ابن عدي و قال : " أورده ابن الجوزي في " العلل " و قال : لا يصح ، أبان متروك الحديث ، و الفضل بن المختار قال أبو حاتم : يحدث بالأباطيل " . قلت : فهو بكتابه " الموضوعات " أولى . (3/199) 1201 - " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا ، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، و تزينوا للعرض الأكبر *( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )* " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/346 ) : موقوف علقه ابن الجوزي في " تاريخ عمر بن الخطاب " ( ص 176 - 177 ) عن ثابت بن حجاج قال : قال عمر : فذكره . و قد وصله أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 1/52 ) من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد في " حلية الأولياء " ( 1/52 ) من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج به . و إسناده جيد ; إن كان ثابت سمعه من عمر ; فإن صورته صورة المعلق المنقطع ، و قد ذكر له الحافظ في " التهذيب " رواية عن بعض الصحابة ليس منهم عمر ، بل إن البخاري و ابن أبي حاتم لم يذكرا له رواية إلا عن بعض التابعين ، و لذلك أورده ابن حبان في أتباع التابعين من كتابه " الثقات " ( 6/127 ) و قال : " روى عن جماعة من التابعين " . والله أعلم . و رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/58/1 ) من طريق أخرى عن مالك بن مغول بلاغا عن عمر نحوه . و علق الفقرة الأولى منه الحكيم الترمذي في " كتاب الأكياس و المغترين " ( 31 ) عن عمر موقوفا دون إسناد . (3/200) 1202 - " كان يأكل بكفه كلها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/347 ) : موضوع أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/90 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/35 - 36 ) من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم قالت : كان أبي يأكل بكفه ( الأصل : بكفيه و هو خطأ مطبعي ) فقلت : لو أكلت بثلاث أصابع . قال : فذكره . أورده العقيلي في ترجمة ابن أخي الزهري و اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، و قد ضعفه بعضهم ، و قال العقيلي عقبه : " لم يتابع عليه " . و أقول : الراجح فيه أنه " صدوق صالح " كما قال الذهبي ، و احتج به الشيخان . و إنما علة الحديث عندي امرأته أم الحجاج فإني لم أعرفها ، و أبوها محمد بن مسلم هو الإمام الزهري عم زوج ابنته ، و هو تابعي صغير ، فالحديث إلى الجهالة التي فيه مرسل أو معضل . و أما ابن الجوزي فلم يعرفه ، لأنه لم يقع مسمى في روايته ، فقال : " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة و أبوها لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع " . و هذا الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المرأة مجهولة و أبوها لا يعرف ، و في " الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بثلاث أصابع " . و هذا الحديث الموضوع أصل تلك العادة المتبعة في بعض البلاد العربية ، و هي أكلهم الأرز و نحوه بأكفهم من " المناسف " ، فهم بذلك يخالفون السنة الصحيحة ، و هي الأكل بثلاث أصابع ، و يعملون بالحديث الموضوع المخالف لها ! و من الغريب أن بعضهم يستوحش من الأكل بالمعلقة ، ظنا منه أنه خلاف السنة ! مع أنه من الأمور العادية ، لا التعبدية ، كركوب السيارة و الطيارة و نحوها من الوسائل الحديثة ، و ينسى أو يتناسى أنه حين يأكل بكفه أنه يخالف هديه صلى الله عليه وسلم . (3/201) 1203 - " الجمعة واجبة على خمسين رجلا ، و ليس على من دون الخمسين جمعة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) : موضوع رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7952 ) و ابن عدي ( 53/2 ) و الدارقطني ( 164 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا . و قال : " و جعفر هذا أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " . و قال الدارقطني : " و جعفر متروك " . قال المناوي في " الفيض " : " قال الذهبي في " المهذب " : حديث واه . و قال الهيثمي : فيه جعفر بن الزبير صاحب القاسم و هو ضعيف جدا ، و قال ابن حجر : جعفر بن الزبير متروك " . و يعارضه الحديث الآتي ، و هو مثله في الوضع ، أو شر منه رواية ! و كلاهما من الأحاديث التي شان بها السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، و قد سبق التنبيه على الكثير من أمثالها . والله المستعان . (3/202) 1204 - " الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام ، و إن لم يكونوا إلا أربعة حتى ذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/348 ) : موضوع رواه ابن عدي ( 65/2 ) عن معاوية بن سعيد التجيبي عن الحكم بن عبد الله بن سعيد عن الزهري عن أم عبد الله الدوسية مرفوعا و قال : " الحكم أحاديثه كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد ، و ما أمليت له عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهما كلها مما لا يتابعه الثقات عليه " . و من طريقه أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2/358/2 ) و الدارقطني ( 165 و 166 ) و قال : " الزهري لا يصح سماعه من الدوسية ، و الحكم هذا متروك " . و قال في موضع آخر : " و لا يصح هذا عن الزهري ، كل من رواه عنه متروك " . ( فائدة ) : لقد اختلفت أقوال العلماء كثيرا في العدد الذي يشترط لصحة صلاة الجمعة حتى بلغت إلى خمسة عشر قولا ، قال الإمام الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/298 ) : " و ليس على شيء منها دليل يستدل به قط ، إلا قول من قال : إنها تنعقد جماعة الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعات " . قلت : و هذا هو الصواب إن شاء الله تعالى . (3/203) 1205 - " أخوك البكري و لا تأمنه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/349 ) : ضعيف أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/39 ) و أبو داود ( 4861 ) و أحمد ( 5/289 ) و ابن سعد ( 4/296 ) من طريق ابن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله بن عمرو ابن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال : " دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح ، فقال : " التمس صاحبا " ، قال : فجاءني عمرو بن أمية الضمري ، فقال : بلغني أنك تريد الخروج ، و تلتمس صاحبا ، قال : قلت : أجل ، قال : فأنا لك صاحب ، قال : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : قد وجدت صاحبا ، قال : فقال : " من ؟ " قلت : عمرو بن أمية الضمري ، قال : " إذا هبطت بلاد قومه فاحذره ، فإنه قد قال القائل : أخوك البكري و لا تأمنه " . فخرجنا حتى إذا كنت بـ ( الأبواء ) ، قال : إني أريد حاجة إلى قومي بـ ( ودان ) ، فتلبث لي ، قلت : راشدا ، فلما ولى ، ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فشددت على بعيري حتى خرجت أوضعه ، حتى إذا كنت بـ ( الأصافر ) إذا هو يعارضني في رهط ، قال : و أوضعت ، فسبقته ، فلما رآني قد فته ، انصرفوا ، و جاءني فقال : كانت لي إلى قومي حاجة ، قال : قلت : أجل ، و مضينا حتى قدمنا مكة ، فدفعت المال إلى أبي سفيان " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان : الأولى : الجهالة . قال الذهبي في " الميزان " : " عبد الله بن عمرو بن الفغواء لا يعرف " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مستور " . و الأخرى : عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف لكنه قد صرح بالتحديث عند البخاري . و له شاهد ، لكنه ضعيف جدا ، فلا يصلح للتقوية ، لأنه يرويه زيد بن عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن أسلم قال : " خرجت في سفر ، فلما رجعت قال لي عمر : من صحبت ؟ قلت : صحبت رجلا من بني بكر ابن وائل ، فقال عمر : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... " فذكره . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 3927 بترقيمي ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 138 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 14/2 و 147/1 ) و قال : " و الحديث بهذا الإسناد منكر " . و قال الطبراني : " لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " . قلت : و آفته زيد بن الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . قلت : و أبوه ضعيف جدا ، و قد سبقت ترجمته في المجلد الأول تحت الحديث ( 25 ) . ثم رواه العقيلي و ابن عدي عن البخاري أنه قال فيه : " منكر الحديث " . و هذا معناه عنده أنه متهم ، والله أعلم . (3/204) 1206 - " حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/350 ) : باطل رواه ابن عساكر ( 4/214/2 و 12/121/2 ) و كذا الخطيب ( 4/194 ) عن أحمد بن شبويه : حدثنا محمد بن سلمة الواسطي : حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا . و قال الخطيب : " رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معرفون ثقات ، و الحديث باطل مركب على هذا الإسناد " . و في ترجمة أحمد هذا من " اللسان " بعد أن ذكر كلام الخطيب : " قلت : و محمد بن سلمة ستأتي ترجمته و أنه ضعيف ، و الراوي عنه أحمد بن شبويه هذا مجهول ، فالآفة من أحدهما " . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/370 ) من رواية الخطيب هذه و نقل كلامه فيه . و أيده السيوطي فنقل كلام " اللسان " . (3/205) 1207 - " جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن . قالها ثلاثا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) : منكر رواه الطبراني ( برقم - 2211 ) عن سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبي بكر بن حفص قال : قال علي بن أبي طالب فذكره مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 25/2 ) و قال : " و أبان هذا عزيز الحديث ، و لم أجد له حديثا منكر المتن فأذكره ، و أرجو أنه لا بأس به " . و قال الذهبي : " حسن الحديث وثقه ابن معين ، و مما أنكر عليه هذا الحديث " . قلت : و الراوي عنه سليمان بن إبراهيم بن جرير قال الحافظ في " اللسان " : " لا يعرف حاله ، و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئا " . قلت : فلعله هو علة هذا الحديث . (3/206) 1208 - " حسان حجاز بين المؤمنين و المنافقين ، لا يحبه منافق ، و لا يبغضه مؤمن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/351 ) : ضعيف رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/185/1 ) عن محمد بن عمر الواقدي : حدثني سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال : و حدثني من سمع أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع عائشة تقول : فذكره مرفوعا . قلت : الواقدي كذاب ، لكن رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/149 ) و ابن عساكر من طريق آخر عن أبي ثمامة عن عمر بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عنها نحوه . و عمر هذا ; قال الذهبي : " لا يدرى من هو أصلا " . ثم ذكر له هذا الحديث . و قال العقيلي : " الحديث غير محفوظ ، و لا يعرف من هذا الوجه ، و كلاهما هو و الراوي عنه مجهول " . (3/207) 1209 - " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا ، فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/352 ) : ضعيف أخرجه أبو داود ( 1222 ) و الترمذي ( 2/435 ) و البيهقي ( 3/158 ) من طريق صفوان بن سليم عن أبي بسرة الغفاري عن البراء بن عازب قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث غريب ، و سألت محمدا عنه ، فلم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري ، و رآه حسنا " . قلت : و لعل محمدا ( و هو البخاري ) يعني الحسن بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي ، فإنه بالاعتبار الثاني ضعيف غريب كما قال الترمذي رحمه الله تعالى ، و علته أبو بسرة هذا قال الذهبي في " الميزان " : " لا يعرف ، تفرد عنه صفوان بن سليم " . و قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة كما نص عليه في المقدمة ، و إلا فلين الحديث ، و بما أنه لم يتابع على هذا الحديث ، فهو عنده ضعيف . و لسنا نعلم حديثا صحيحا في محافظته صلى الله عليه وسلم على شيء من السنن الرواتب في السفر سوى سنة الفجر و الوتر . والله أعلم . (3/208) 1210 - " أيما رجل طلق امرأته ثلاثا عند الأقراء ، أو ثلاثا مبهمة ، لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/353 ) : ضعيف أخرجه البيهقي ( 7/336 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 2757 ) من طريق محمد بن حميد الرازي : نا سلمة بن الفضل عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال : " كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنه ، فلما قتل علي رضي الله عنه قالت : لتهنأك الخلافة ! قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ! اذهبي فأنت طالق ، يعني ثلاثا ، قال : فتلفعت بثيابها و قعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها ، و عشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : متاع قليل من حبيب مفارق ، فلما بلغه قولها بكى ثم قال : لولا أني سمعت جدي ، أو حدثني أبي أنه سمع جدي يقول : ( فذكره ) لراجعتها " . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان : الأولى : سلمة بن الفضل و هو الأبرش القاضي ، قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و الأخرى : محمد بن حميد الرازي ، قال الحافظ : " حافظ ضعيف ، و كان ابن معين حسن الرأي فيه " . قلت : بل هو ضعيف جدا ، كما يتبين لمن راجع أقوال أئمة الجرح فيه ، و لهذا قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال أبو زرعة : كذاب ، و قال صالح : ما رأيت أحذق بالكذب منه و من الشاذكوني " . قلت : و لا يتقوى هذا الإسناد بقول البيهقي عقبه : " و كذلك روي عن عمرو بن شمر ، عن عمران بن مسلم و إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة " . و ذلك لأن عمرو بن شمر متهم ، قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي و الدارقطني و غيرهما : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان : " رافضي يشتم الصحابة ، و يروي الموضوعات عن الثقات " . قلت : إذا تبين ذلك ، فمن العجيب ما نقله الشيخ زاهد الكوثري في كتابه " الإشفاق على أحكام الطلاق " ( ص 24 ) عن الحافظ ابن رجب الحنبلي عقب هذا الحديث ، فقال : " و إسناده صحيح ، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق هذا الحديث في كتابه ( بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة ) " . فإن صح هذا النقل عن ابن رجب فإنها زلة فاحشة منه ، و إلا فالكوثري معروف لدى المحققين من أهل العلم باتباعه لهواه في كثير مما ينقل ، أو يحكم ، و من ذلك الحديث الآتي بعده . و قصة إمتاع الحسن امرأته و قولها : " متاع قليل " لها طريقان آخران عند الطبراني ( 2561 و 2562 ) . (3/209) 1211 - " إن أباكم لم يتق الله تعالى ، فيجعل له من أمره مخرجا ، بانت منه بثلاث على غير السنة ، و تسعمائة و سبع و تسعون إثم في عنقه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/355 ) : ضعيف جدا أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 236/1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن داود بن إبراهيم عن عبادة بن الصامت قال : " طلق بعض آبائي امرأته ألفا ، فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفا ، فهل له من مخرج ؟ قال .. " فذكره . و في رواية للطبراني عن عبادة أيضا قال : " طلق جدي امرأة له ألف تطليقة ، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته ؟ فقال : أما اتقى الله جدك ؟ ! أما ثلاثة فله ، و أما تسعمائة و سبعة و تسعون فعدوان و ظلم ، إن شاء عذبه و إن شاء غفر له " . قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/338 ) : " رواه كله الطبراني ، و فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي العجلي و هو ضعيف " . و كذا قال الحافظ في " التقريب " أنه ضعيف . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " ضعفوه " . قلت : و الأقرب قول ابن عدي فيه : " الوصافي ضعيف جدا ، يتبين ضعفه على حديثه " . و في ترجمته ساق له هذا الحديث في جملة ما أنكر عليه من حديثه ، و كذلك صنع الذهبي في " الميزان " ، و ذكر أن النسائي و الفلاس قالا في الوصافي : " متروك " ، أي شديد الضعف . و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/63 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما لا يشبه الأثبات ، حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد له فاستحق الترك " . قلت : و هذا الحديث يرويه الوصافي عن داود بن إبراهيم ، و هو مجهول . قال الذهبي و تبعه العسقلاني : " لا يعرف ، و قال الأزدي : لا يصح حديثه " . قلت : و كأن الأزدي عنى حديثه هذا . والله أعلم . و مع هذا الضعف الشديد في إسناد هذا الحديث ، فقد سكت عليه الشيخ زاهد الكوثري في كتابه المشار إليه في الحديث السابق ، بل أوهم أنه لا علة فيه فإنه قال بعد أن ساقه من طريق الطبراني ( ص 31 ) : " و مثله في " مسند عبد الرزاق " عن جده عبادة ، إلا أن في رواية عبد الرزاق عللا " ! فمفهوم هذا أن رواية الطبراني لا علل فيها ، خلافا لرواية عبد الرزاق ، و ليس كذلك ، فقد بينا لك أن في إسناد الطبراني علتين أيضا ، فيصير الحديث بذلك ضعيفا جدا ، فإياك أن تغتر بمقالات الكوثري و كتاباته فإنه على سعة اطلاعه و علمه مدلس صاحب هوى ، و قد ذكرنا بعض الأمثلة على ذلك في الجزء الأول من هذه السلسلة ، و للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني كتاب ضخم هام في الرد عليه و الكشف عن أهوائه و أضاليله ، و تعصبه لمذهبه ، على أئمة الحديث و رجاله ، أسماه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، و هو في أربعة أقسام ، و قد كنت قمت على طبعه و الحمد لله لأول مرة بتحقيقي و تعليقي في مجلدين ، ثم طبع سرقة من بعض الناشرين ; منهم من صوره على أخطائه المطبعية دون أي جهد ، و منهم من طبعه بحرف جديد ، و تصرف لا يليق ، و قد أعدنا النظر فيه مجددا ، استعدادا لطبعة ثانية طبعة مصححة منقحة . والله ولي التوفيق . ثم وقفت بعد سنين على إسناد عبد الرزاق في " مصنفه و قد طبع في بيروت سنة ( 1392 هـ ) فإذا به يقول فيه ( 11339 ) : أخبرنا يحيى بن العلاء عن عبيد الله بن الوليد العجلي عن إبراهيم عن داود بن عبادة قال : طلق جدي امرأة .. فذكره . هكذا وقع فيه : إبراهيم عن داود .. و لعله من تضليلات يحيى بن العلاء ، فإنه كان كذابا . و هذا يؤكد للقارىء ما ذكرته آنفا في حق الكوثري ، و إلا لما جاز له أن يسكت عنه و يكتفي بقوله : " إن فيه عللا " ! لأنه لا يقال هذا في اصطلاحهم و فيهم الكذاب ! ! بل و فيه أيضا العلتان المتقدمتان في رواية الطبراني التي سكت عنها الكوثري مضللا للقراء ! فتأمل كم في كلام الكوثري من تدليس و تضليل . نسأل الله السلامة . (3/210) 1212 - " صنعت هذا ( يعني الجمع بين الصلاتين ) لكي لا تحرج أمتي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/357 ) : ضعيف رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4276 ) عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأولى و العصر ، و بين المغرب و العشاء ، فقيل له في ذلك فقال : فذكره . قال الطبراني : " لم يروه عن الأعمش إلا عبد الله " . قلت : و هو ضعيف عند الجمهور مثل ابن معين و أبي داود و النسائي و الدارقطني و غيرهم . و لذلك قال الذهبي في " الضعفاء " : " ضعفوه " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق رمي بالرفض ، و كان أيضا يخطىء " . و الحديث قال الهيثمي ( 2/161 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " ، و فيه عبد الله بن عبد القدوس ; ضعفه ابن معين و النسائي ، و وثقه ابن حبان ، و قال البخاري : " صدوق ، إلا أنه يروي عن أقوام ضعفاء " . قلت : و قد روى هذا عن الأعمش و هو ثقة " . قلت : نعم الأعمش ثقة ، و قول البخاري في الراوي عنه : " صدوق " لا ينفي كونه ضعيفا ، بل غاية ما فيه أنه صدوق لا يكذب ، فإذا ثبت ضعفه الذهبي و العسقلاني كما سبق ، فتأمل . و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 3/92 - بولاق ) : " و قال أبو حاتم : لا بأس به " . فغريب ، لم أره من ذكره غيره ، و لا أورده ابن أبي حاتم في كتابه ( 2/2/104 ) لا عن أبيه و لا عن غيره . و الصحيح في هذا الباب حديث ابن عباس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر و العصر ، و بين المغرب و العشاء ، بالمدينة من غير خوف ، و لا مطر ، قيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد أن لا يحرج أمته " . أخرجه مسلم و الأربعة إلا ابن ماجه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 3/34 - 35 ) ، و " صحيح أبي داود " ( 1096 ) . فالحديث إذن حديث ابن عباس أخطأ فيه عبد الله بن عبد القدوس ، من وجهين : الأول : أنه جعله من مسند ابن مسعود ، و هو عن ابن عباس . و الآخر : أنه رفع التعليل بنفي الحرج و هو موقوف . ( فائدة ) : و اعلم أن حديث ابن عباس يدل على جواز الجمع في الإقامة لرفع الحرج ، و ليس مطلقا ، فتنبه لهذا فإنه هام . (3/211) 1213 - " الغلاء و الرخص جندان من جنود الله ، اسم أحدهما : الرغبة ، و الآخر الرهبة ، فإذا أراد الله أن يغليه قذف في قلوب التجار الرغبة فحبسوا ما في أيديهم ، و إذا أراد الله أن يرخصه قذف في قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/358 ) : موضوع رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 330 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا العباس بن بكار الضبي قال : حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثني ثمامة ابن عبد الله عن أنس مرفوعا و قال : " هذا حديث باطل لا أصل له " . ذكره في ترجمة الضبي هذا و قال فيه : " الغالب على حديثه الوهم و المناكير " . قلت : و قال الدارقطني : " كذاب " . و قال الذهبي : " اتهم بحديث : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة .. " الحديث و سيأتي ( 2688 ) . ثم ساق له هذا الحديث و قال : " أيضا باطل " . و اتهمه الحافظ في " اللسان " بوضع ما رواه بسنده عن أم سلمة قالت : " لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس " . قلت : و الراوي عنه الغلابي كذاب أيضا ، فأحدهما اختلق هذا الحديث . و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي هذه ، و وافقه السيوطي في " اللآلىء " ( رقم 1784 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 293/2 ) . (3/212) 1214 - " يا أيها الناس لا يغترن أحدكم بالله ، فإن الله لو كان غافلا شيئا لأغفل البعوضة ، و الخردلة ، و الذرة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/359 ) : ضعيف جدا أخرجه ابن أبي حاتم قال : ذكر عن أبي عمر الحوضي حفص بن عمر : حدثنا أبو أمية ابن يعلى الثقفي : حدثنا سعيد بن أبي سعيد : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا . كذا في " تفسير ابن كثير " ( 3/379 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و إنما سكت عنه ابن كثير لظهور ضعفه لأهل العلم ، و له علتان : الأولى : أبو أمية هذا و اسمه إسماعيل قال الذهبي في " الضعفاء " : " بصري متروك " . و الأخرى : الانقطاع بين ابن أبي حاتم و الحوضي . و مع كل هذا أورده الرفاعي في " مختصره " ( 3/256 ) الذي زعم في مقدمته أنه التزم فيه الأحاديث الصحيحة ! و ههيات أن يستطيع ذلك ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه . المستعان . (3/213) 1215 - " غرة العرب كنانة ، و أركانها تميم ، و خطباؤها أسد ، و فرسانها قيس ، و لله تبارك و تعالى من أهل السماوات فرسان ، و فرسانه في الأرض قيس " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) : باطل رواه ابن عساكر ( 16/206/1 ) عن المستهل بن داود التميمي : نا عبد السلام بن مكلبة عن عثمان بن عقال عن بان أبي مليكة عن أبي ذر الغفاري مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم لحديث باطل ، أورده ابن عساكر في ترجمة المستهل هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و الراويان فوقه لم أجد من ذكرهما ! و لعل الأول منهم هو آفة الحديث فإنه تميمي ! و الحديث مما سود به السيوطي جامعه الصغير ، و بيض له المناوي في كتابيه ! (3/214) 1216 - " لما ألقي إبراهيم في النار ، قال : اللهم إنك في السماء واحد ، و أنا في الأرض واحد أعبدك " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/360 ) : ضعيف أخرجه أبو يعلى و البزار ( 3/103/2349 - كشف الأستار ) قالا : حدثنا أبو هشام : حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و من هذا الوجه أخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية " ( 75 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/19 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10/346 ) . و أخرجه الذهبي في ترجمة أبي هشام و اسمه محمد بن يزيد الرفاعي الكوفي - و ذكر اختلاف العلماء فيه - من طريق الحسن بن سفيان : حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي به . ثم ضعفه بقوله : " غريب جدا " . و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 7 ) <1> : " حديث حسن الإسناد " ! و كذا قال في " الأربعين " له ( 178/1 ) . و أقول : بل هو ضعيف ، كما أفاده قوله الأول ، لأن فيه علتين : الأولى : أبو جعفر و هو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان . قال الحافظ : " صدوق سيىء الحفظ " . الثانية : أبو هشام هذا قال الحافظ : " ليس بالقوي ، قال البخاري : رأيتهم مجمعين على ضعفه " . و الحديث ذكره ابن كثير في " التفسير " بإسناد أبي يعلى ساكتا عليه ، فظن بعض الجهلة أن سكوته يعني أنه صحيح عنده و ليس كذلك كما كنت بينته في مقدمة المجلد الرابع من " الصحيحة " ، فقد أورده الشيخ نسيب الرفاعي في " مختصر تفسير ابن كثير " ( 3/50 ) و تبعه بلديه الصابوني فأورده في " مختصره " أيضا ( 2/514 ) و قد زعما كلاهما أنهما التزاما في كتابيهما أن لا يذكرا إلا الأحاديث الصحيحة ، و كذبا - والله - فإنهما لم يفعلا ، و لا يستطيعان ذلك ، لأنهما لم يدرسا هذا العلم مطلقا ، بل و ليس بإمكانهما أن يرجعا في ذلك إلى كتب أهل العلم و إلا لاعتمدا عليهم في ما ادعياه من التصحيح ، و لذلك ركبا رأسيهما ، و جاءا ببلايا و طامات لم يسبقا إليها . والله المستعان . ( تنبيه ) : ادعى الهيثمي ( 8/202 ) أن عاصما هذا هو ابن عمر بن حفص ، و أعل الحديث به ، و إنما هو عاصم بن أبي النجود ، كما جاء مصرحا في رواية الدارمي ، فإنه هو المعروف بالرواية عن أبي صالح ، و عنه أبو جعفر الرازي . *--------------------------------------------------------------------------* [1] و قد اختصرته ، و حذفت منه الأحاديث المنكرة و الروايات الواهية ، و وضعت له مقدمة هامة في تأييد مذهب السلف في الصفات ، و الرد على المؤولة و بعض الجماعات الإسلامية التي لا تهتم بالدعوة لتصحيح المفاهيم على المنهج السلفي ، و قد طبع هذه السنة ( 1981 ) . اهـ . 1 (3/215) 1217 - " العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا و بين المشركين ، يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نورا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) : باطل رواه الباوردي عن ركانة مرفوعا كما في " الجامع الصغير " و بيض المناوي له فلم يتكلم عليه بشيء . و قال الشيخ الكتاني في " الدعامة " ( ص 7 ) : " إن سنده واه " . يعني أنه ضعيف جدا كما في الصفحة ( 34 ) منه . و قد صرح بشدة ضعف هذا الحديث الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه " أحكام اللباس " ( ق 9/2 ) فقال : " و لولا شدة ضعف هذا الحديث لكان حجة في تكبير العمائم " . قلت : و الحديث عندي باطل لأن تكثير كورات العمامة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، بل هو من ثياب الشهرة المنهي عنها في أحاديث خرجت بعضها في آخر كتابي " حجاب المرأة المسلمة " . و الشطر الأول من الحديث رواه الترمذي و ضعفه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 1503 ) . (3/216) 1218 - " حببوا الله إلى الناس يحببكم الله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/362 ) : ضعيف رواه خالد بن مرداس في " حديثه " ( 30/1 ) : حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر اليحصبي قال : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : فذكره موقوفا عليه . و من طريق ابن مرداس رواه ابن عساكر ( 8/151/2 ) . قلت : و هذا سند موقوف حسن بل صحيح ، فإن ابن عياش صحيح الحديث إذا روى عن الشاميين و هذا الحديث عنهم . و ابن مرداس وثقه الخطيب ( 8/307 ) و قد أوقف الحديث و هو الصحيح . و خالفه عبد الوهاب بن الضحاك فرواه عن ابن عياش به مرفوعا . لكن عبد الوهاب هذا كذاب كما قال أبو حاتم و غيره ، و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير " و الضياء المقدسي في " المختارة " كما في " فيض القدير " فقد قال متعقبا على السيوطي : " و فيه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ، قال في " الميزان " : كذبه أبو حاتم ، و قال النسائي و غيره : متروك ، و قال الدارقطني : منكر الحديث ، و البخاري : عنده عجائب ، ثم أورد له أوابد ها منها " . ثم وقفت على إسناد الطبراني فتبين لي أن عبد الوهاب متابع ، قال الطبراني : " حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا أبي ( ح ) : و حدثنا إبراهيم ابن محمد بن عرق : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قالا : حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو به مرفوعا " . كذا وجدته في جزء فيه أحاديث منقولة عن " معجم الطبراني الكبير " مع أسانيدها في " المجموع " ( 6 ) . ثم رأيته هكذا في " المعجم " نفسه ( 7461 ) . ثم ساقه عقبه ( 7462 ) بإسناد آخر له عن بقية به . و عبد الوهاب بن نجدة ثقة ، فبرئت عهدة ابن الضحاك منه ، و تبين أن العلة من بقية و هو ابن الوليد ، فإنه مدلس و قد عنعنه ، و أن تعصيب المناوي العلة بعبد الوهاب غفلة منه عمن تابعه . (3/217) 1219 - " العربون لمن عربن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/363 ) : باطل رواه الدارقطني في " الغرائب " : حدثنا بركة بن محمد الحلبي : حدثنا أحمد بن علي بن أخت عبد القدوس : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قال في " الميزان " : " هذا حديث باطل ، و بركة متهم . قال الدارقطني : ابن أخت عبد القدوس متروك الحديث " . كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 128 ) و " تنزيه الشريعة " ( 2/197 ) . قلت : و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا من رواية الخطيب في " رواة مالك " عن ابن عمر . و تعقبه المناوي بما نقلته عن " الذيل " غير أنه لم يعزه إليه ! (3/218) 1220 - " حرمت الخمر لعينها قليلها و كثيرها ، و السكر من كل شراب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/364 ) : ضعيف أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/124 ) من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي مرفوعا . و الحارث هذا هو ابن عبد الله الهمداني الأعور و قد كذبه أبو إسحاق السبيعي هذا و الشعبي و ابن المديني . نعم ورد هذا الحديث عن ابن عباس مرفوعا و موقوفا ، و الموقوف رواه النسائي ( 2/332 ) و الطحاوي ( 2/324 ) و أحمد في " الأشربة " ( 59/109 ) و الطبراني ( 10837 و 10839 - 10841 و 12389 و 12633 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7/224 ) و إسناده صحيح ، و المرفوع علقه أبو نعيم ، و هي رواية شاذة مخالفة لرواية الجماعة الموقوفة . لكن رواه الطبراني من طريق ابن المسيب عن ابن عباس مرفوعا كما ذكره الزيلعي في " نصب الراية " ( 4/307 ) و لم يتكلم على إسناده ن و لم يسقه الحافظ الهيثمي في " المجمع " ( 5/53 ) مع أنه ساق الموقوف و عزاه للطبراني . على أن نهاية بحث الزيلعي في هذا الحديث يدل على أن الصواب فيه أنه موقوف على ابن عباس . والله أعلم . و هذا الحديث استدلت به الحنفية على أن الخمر إنما هو ما كان من عصير العنب ، فهذا يحرم منه قليله و كثيره ، و أن المسكر من الأشربة الأخرى التي تتخذ من الحنطة و الشعير و العسل و الذرة فهي حلال ، و المحرم منها القدر المسكر فقط ! و هذا مذهب باطل لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة القاطعة بخلافه مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " رواه مسلم و غيره عن ابن عباس <1> . و قوله صلى الله عليه وسلم : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " و هو حديث صحيح ورد عن نحو ثمانية من الصحابة بأسانيد ثابتة قد أوردها الزيلعي في " نصب الراية " ( 4/301 - 306 ) و خرجت طائفة منها في " الإرواء " ( 2375 و 2376 ) ، و قد روى بعضها النسائي في " سننه " ( 2/327 ) ثم قال : " و في هذا دليل على تحريم السكر قليله و كثيره ، و ليس كما يقول المخادعون لأنفسهم بتحريمهم آخر الشربة ، و تحليلهم ما تقدمها الذي يسري في العروق قبلها ، و لا خلاف بين أهل العلم أن السكر بكليته لا يحدث على الشربة الآخرة دون الأولى و الثانية بعدها ، و بالله التوفيق " . ( تنبيه ) : ما حكيناه عن الحنفية آنفا هو الذي حكاه الطحاوي عن أبي حنيفة و صاحبيه رحمهم الله ، و رواه الإمام محمد في " الآثار " ( ص 148 ) عن أبي حنيفة و أقره . لكن ذكر العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على موطأ محمد " ( ص 311 ) أن الإمام محمد يقول بتحريم شرب قليل كل مسكر و كثيره أسكر أو لم يسكر ، كما هو مذهب الجمهور ، فلعل الإمام محمدا له في المسألة قولان . و لكن القول الثاني هو الصواب لموافقته للأحاديث الصحيحة التي سبقت الإشارة إليها و ذكرنا بعضها . و من الآثار السيئة لهذا الحديث أنه يلزم من القول به إباحة المسكرات المتخذة من غير العنب على ما سبق بيانه ، و إسقاط الحد عن شاربها و لو سكر ! و هذا ما ذهب إليه أبو حنيفة و أبو يوسف كما في " الهداية " ( 8/160 ) لكنه قال بعد ذلك : إن الأصح أنه يحد بناء على قول الإمام محمد به . و هو منسجم مع قوله الآخر الموافق لمذهب الجمهور في تحريم كل مسكر . و استدل الحنفية أيضا أيضا بالحديث على أن تحريم الخمر ليس معللا بعلة فقالوا : " لما كانت حرمتها لعينها لا يصح التعليل ، لأن التعليل حينئذ يكون مخالفا للنص " <2> . يعني هذا الحديث . و الجواب أن يقال : أثبت العرش ثم انقش . فالحديث غير ثابت كما سبق ، ثم هو معارض بمثل الحديث المتقدم : " كل مسكر خمر ، و كل خمر حرام " فإنه صريح في تحريم كل مسكر بجامع الاشتراك مع خمر العنب علة الإسكار . و قد قلد الحنفية في هذه المسألة بل زاد عليهم حزب التحرير الذي كان يرأسه الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله فاستدل به على أن العبادات لا تعلل فقال في " مفاهيم حزب التحرير " ( ص 24 ) : " فالحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات و الأخلاق و المطعومات و الملبوسات لا تعلل ، قال عليه الصلاة و السلام : حرمت الخمرة لعينها " . و هذا يدل على جهل بالغ بالسنة ، فالحديث غير صحيح و معارض للحديث الصحيح كما علمت ، ثم هو لو صح خاص بالخمر و لا عموم فيه فكيف يصح الاستدلال به على أن جميع العبادات و ما ذكر معها لا تعلل ؟ ! اللهم هداك . *--------------------------------------------------------------------------* [1] و له شواهد كثيرة ذكرها الزيلعي و غيره ، خرجت بعضها في " الإرواء " ( 8/40 - 45 ) ، و لهذا قال الشيخ علي القاري في " شرح مسند الإمام أبي حنيفة " ( ص 59 ) : " كاد أن يكون متواترا " : فلا تغتر بقول صاحب الهداية : " هذا الحديث طعن فيه يحيى بن معين " فإنه لا أصل له عن ابن معين ، كما أفاده الزيلعي ( 4/295 ) ، و ابن معين أجل من أن يخفى عليه صحة مثل هذا الحديث . اهـ . [2] نقله ابن الهمام ( 8/156 ) . اهـ . 2 (3/219) 1221 - " ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة ، و ما أحسب من شهدها منكم إلا مغفورا له " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/336 ) : ضعيف جدا أخرجه البزار ( 621 - كشف الأستار ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 366 ) و في " الأوسط " ( رقم 186 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيد الله بن الجراح ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني : " لا يروى عن أبي عبيدة إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء . قال الدارقطني : " عبيد الله بن زحر ليس بالقوي ، و شيخه علي متروك " . و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات ، و إذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو عبد الرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2/168 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد و هما ضعيفان " . و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " برواية " مسند البزار " بنحوه ، و أشار إلى تضعيفه بعلي بن يزيد وحده ، و هو قصور ، كما يدل عليه قول الهيثمي المذكور ، و الدارقطني المشهور . لكن قد جاء الحديث بإسناد آخر صحيح عن ابن عمر ، دون قوله : " و ما أحسب " . و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1566 ) فهو بهذه الزيادة منكر . والله أعلم . (3/220) 1222 - " عودوا المرضى ، و مروهم فليدعوا الله لكم ، فإن دعوة المريض مستجابة و ذنبه مغفور " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/367 ) : موضوع رواه الثقفي في " الثقفيات " 0 4/27/1 ) عن سهل بن عمار العتكي : حدثنا عبد الرحمن بن قيس : حدثنا هلال بن عبد الرحمن : حدثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عبد الرحمن بن قيس - و هو الضبي الزعفراني - أو سهل بن عمار ، أما عبد الرحمن فكذبه ابن مهدي ، و قال أبو علي صالح بن محمد : " كان يضع الحديث " . انظر " تاريخ بغداد " ( 10/251 - 252 ) . و أما سهل بن عمار ، فقال الذهبي في " الميزان " : " متهم ، كذبه الحاكم " . و قال الحافظ : " و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و صحح له الحاكم في " المستدرك " و تعقبه المصنف في " تلخيصه " بالتناقض ، و قال ابن منده : كان ضعيفا " . و هلال بن عبد الرحمن هو الحنفي ، قال الذهبي : " عن ابن المنكدر ، قال العقيلي : منكر الحديث ، ثم علق له ثلاثة مناكير ، و له عن عطاء بن أبي ميمونة و غيره ، الضعف على أحاديثه لائح فيترك " . (3/221) 1223 - " الخاصرة عرق الكلية ، فإذا تحرك فداوه بالماء المحرق و العسل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/368 ) : ضعيف رواه ابن عدي ( 96/2 ) عن الحسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال : " و للحسين بن علوان أحاديث كثيرة و عامتها موضوعة ، و هو في عداد من يضع الحديث " . و قال ابن حبان : " كان يضع الحديث على هشام و غيره وضعا ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " . لكن الحديث له طريق آخر عن عروة ، فقال الحاكم ( 4/405 ) : " حدثنا محمد بن صالح بن هانىء : حدثنا السري بن خزيمة : حدثنا أحمد بن يونس : حدثنا مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن خالد المديني عن ابن شهاب عن عروة به " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هذا منه عجيب فإن مسلم بن خالد و هو الزنجي ضعيف و قد ساق له الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " أحاديث كثيرة منكرة ، ثم قال : " فهذه الأحاديث و أمثالها يرد بها قوة الرجل و يضعف " . و في السند جماعة آخرون لم أعرفهم : محمد بن صالح بن هانىء شيخ الحاكم ، و شيخه السري بن خزيمة ، و قد روى خبرا باطلا خالف فيه الإمام البخاري ، أو الخطأ من الراوي عنه كما سيأتي بيانه ، فانظر " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ... " . و عبد الرحمن بن خالد المديني لم أعرفه أيضا ، و في طبقته عبد الرحمن بن خالد ابن مسافر الفهمي المصري روى عن الزهري و عنه الليث و غيره ، و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكنه مصري و المترجم مدني . والله أعلم . ثم رأيته عند أبي نعيم في " الطب " ( 2/2/2 ) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الرحيم بن يحيى المديني عن ابن شهاب به . و عبد الرحيم بن يحيى لم أعرفه أيضا . والله أعلم . و قد وجدت له طريقا أخرى عن هشام بن عروة به . و لكنه لا يساوي شيئا ، فإنه من رواية يحيى بن هاشم : حدثنا هشام بن عروة به . أخرجه يوسف بن خليل الأدمي في " عوالي حديث هشام بن عروة " ( 188/1 ) . و يحيى هذا هو السمسار ، و هو ممن يضع الحديث . و من بلاياه الحديث الآتي : " عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " . (3/222) 1224 - " عند كل ختمة للقرآن دعوة مستجابة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) : موضوع رواه أبو الفرج الإسفراييني في " جزء أحاديث يغنم بن سالم " ( 27/1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7/260 ) عن يحيى بن هاشم قال : حدثنا مسعر بن كدام عن قتادة عن أنس مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 5/49/1 ) . و قال أبو نعيم : " لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى بن هاشم " . قلت : و هو السمسار كذاب يضع الحديث . و قد ساق له الذهبي في " الميزان " أحاديث هذا أحدها ، و قال : " إنها من بلاياه " ! و مع هذا فقد سود به السيوطي " الجامع الصغير " و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا . (3/223) 1225 - " من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة - يعني ستر ما يكون منه عند ذلك - كان من ذنوبه كيوم ولدته أمه . قال : ليله من كان أعلم ، فإن كان لا يعلم فرجل ممن ترون أن عنده ورعا و أمانة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/369 ) : ضعيف جدا رواه البيهقي ( 3/396 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3718 - بترقيمي " و ابن عدي ( 164/1 - 2 ) عن سلام بن أبي مطيع عن جابر الجعفي عن الشعبي عن يحيى الجزار عن عائشة مرفوعا . و قالا : " لا يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " . قال ابن عدي : " و هو عندي لا بأس به و برواياته " . قلت : لكن جابر الجعفي متروك ، و به أعله عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " ( رقم 1900 بتحقيقي ) . (3/224) 1226 - " حب الدنيا رأس كل خطيئة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/370 ) : موضوع قال في " المقاصد " : " رواه البيهقي في " الشعب " بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا " . قلت : و المرسل من أقسام الحديث الضعيف ، لا سيما إذا كان مرسله الحسن البصري ، قال الدارقطني : " مراسيله فيها ضعف " . و الحديث رواه عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 92 ) : من طريقين عن عيسى عليه السلام من قوله و هو الأشبه على إعضال الطريقين . والله أعلم . و رواه ابن عساكر ( 7/98/1 ) من قول سعد بن مسعود الصيرفي و ذكر أنه تابعي ، و أنه كان رجلا صالحا . و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " دون " الكبير " من رواية البيهقي فقط . قلت : و الظاهر من ها التخريج أن مخرجه البيهقي سكت عليه ، و ليس كذلك فقد قال المناوي متعقبا على السيوطي : " ثم قال : أعني البيهقي : " و لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم " . قال الحافظ العراقي : " و مراسيل الحسن عندهم شبه الريح " و مثل به في شرح الألفية للموضوع من كلام الحكماء ، و قال : هو من كلام مالك بن دينار كما رواه ابن أبي الدنيا ، أو من كلام عيسى عليه السلام كما رواه البيهقي في " الزهد " و أبو نعيم في " الحلية " . و عده ابن الجوزي في " الموضوعات " . ز تعقبه الحافظ ابن حجر بأن ابن المديني أثنى على مراسيل الحسن ، و الإسناد إليه حسن ، و أورده الديلمي من حديث علي و بيض لسنده " . و قال في " التيسير " : " و قال المؤلف ( يعني السيوطي ) : في " فتاويه " : رفعه وهم ، بل عده الحفاظ موضوعا " . و قال ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2/196 ) : " هذا معروف عن جندب بن عبد الله البجلي ، و أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس له إسناد معروف " و ذكر نحوه في " مجموع الفتاوى " ( 11/907 ) و زاد : " و يذكر عن المسيح ابن مريم عليه السلام . و أكثر ما يغلو في هذا اللفظ المتفلسفة و من حذا حذوهم من الصوفية على أصلهم في تعلق النفس ، إلى أمور ليس هذا موضع بسطها " . (3/225) 1227 - " علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل ، و حكم من أحكام الله ، يقذفه في قلوب من يشاء من عباده " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/371 ) : موضوع أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " فقال ( 121/1 ) : " رواه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1/74 ) من حديث علي بن أبي طالب و قال : لا يصح ، و عامة رواته لا يعرفون " . قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " : " هذا باطل " . قلت : و ابن عراق نقل ما ذكره عن ابن الجوزي - عن السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " و هو فيه برقم ( 215 بترقيمي ) ، و مع حكم السيوطي عليه بالوضع فقد أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن علي ! و هو عنده ( 3/290 - زهر الفردوس ) من طريق ابن شاهين - و عنه ابن الجوزي أيضا عن علي بن جعفر بن عنبسة : حدثنا دارم ابن قبيصة بن نهشل الصنعاني : سمعت يحيى بن الحسن بن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي مرفوعا به . و يحيى و من دونه لم أجد من ذكرهم سوى ابن عنبسة ، فقد أشار الخطيب إلى جهالته كما في ترجمة عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري من " اللسان " . (3/226) 1228 - " على الخبير سقطت " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/372 ) : لا أصل له مرفوعا و في " المقاصد " ( 136 ) : " هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالما ، جاء عن جماعة منهم ابن عباس مما صح عنه حيث سئل عن البدنة إذا عطبت ، و في " دلائل النبوة " للبيهقي من طريق ابن إسحاق في نحو هذا أن أبا حاجز الحضرمي قاله حين سئل عنه " . قلت : فالظاهر أنه مثل قديم معروف عند العرب ، فقد صح أنه تمثل به الحارث بن حسان البكري أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد أخرج أحمد ( 3/481 - 482 ) و الترمذي ( 3269 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3325 ) من طريق عفان بن مسلم و محمد بن مخلد الحضرمي قالا : حدثنا سلام أبو المنذر القاري : حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان قال : " مررت بعجوز بالربذة ، منقطع بها في بني تميم ، فقالت : أين تريدون ؟ قلنا : نريد رسول الله ، قالت : فاحملوني معكم ، فإن لي إليه حاجة ، قال : فدخلت ، فقال : هل كان بينكم و بين بني تميم شيء ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فكانت لنا الدائرة عليهم ، و قد مررت على عجوز منهم بالربذة منقطع بها ، فقالت : إن لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة ، فحملتها ، و ها هي تلك بالباب ، قال : فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت ، فلما قعدت ، قلت : يا رسول الله ! إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا و بين بني تميم فافعل ، فإنها كانت لنا مرة ، قال : فاستوفزت العجوز ، فأخذتها الحمية ، و قالت : يا رسول الله ! فأين تضطر مضرك ؟ قال : قلت : يا رسول الله ! أنا والله كما قال الأول : " بكر حملت حتفا " ، حملت هذه و لا أشعر أنها كائنة لي خصما ، أعوذ بالله و رسول الله أن أكون كوافد عاد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و ما وافد عاد ؟ قال : قلت : " على الخبير سقطت " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إيه " يستطعمني الحديث ، و قال عفان : أعوذ بالله أن أكون كما قال الأول ، قال : و ما قال الأول ؟ قال : على الخبير سقطت ، قال : " هيه " يستطعمه الحديث ، فقال : إن عادا قحطوا فبعثوا وافدهم قيلا ، فنزل على معاوية بن بكر شهرا يسقيه الخمر و تغنيه الجرادتان ، و قال سلام : - يعني القينتين - قال : ثم مضى حتى أتى جبال مهرة فقال : اللهم إنك تعلم أني لم آت لأسير فأفاديه ، و لا لمريض فأداويه ، فاسق عبدك ما أنت مسقيه ، و اسق معه بكر بن معاوية ( كذا الأصل على القلب ، و في النسخة الأخرى على العكس : " معاوية بن بكر " ) شهرا ، - يشكر له الخمر التي شربها عنده - قال : فمرت سحابات سود فنودي منها : أن تخير السحاب ، فقال : إن هذه لسحابة سوداء ، فنودي منها : أن خذها رمادا رمددا لا تدع من عاد أحدا ، قال : قلت : يا رسول الله فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا كقدر ما يرى من الخاتم ، قال أبو وائل : و كذلك بلغنا " . قلت : و هذا سند حسن و سكت عنه الترمذي . (3/227) 1229 - " اغسلوا قتلاكم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/373 ) : منكر أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 107/1 ) : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق : حدثنا الفضل بن الصباح : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة بن أبي سفيان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، و قال ابن عدي : " و هذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلا عن ابن سابور " . قلت : و رجاله ثقات رجال " التهذيب " غير ابن سابور هذا ، فقد ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4/225 ) و روى عن الدارقطني أنه قال فيه : " ثقة " . ثم أشار الخطيب إلى أنه وهم في إسناد حديث ، فروى من طريقه : حدثنا بركة بن محمد الحلبي : حدثنا يوسف بن أسباط : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس أن عائشة قالت : " ما رأيت عورة رسول الله صلى الله عليه وسلم قط " . قال الخطيب : " لا أعلم رواه عن بركة بن محمد هكذا غير ابن سابور ، و المحفوظ عن بركة ما أخبرنيه أبو القاسم الأزهري ... : حدثنا عبد الله بن أبي سفيان - بالموصل - : حدثنا بركة ابن محمد الحلبي : حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن محمد بن جحادة به . يعني أنه أخطأ في إسناده ، فذكر سفيان مكان حماد . و قال الذهبي في ترجمة حنظلة بن أبي سفيان بعد أن ذكر أنه ثقة بإجماع : " ثم ساق له ابن عدي حديثا منكرا ، و لعله وقع الخلل فيه من الرواة إليه ، فقال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور .. ( فذكره ، و قال ) رواته ثقات ، و نكارته بينة " . قلت : و وجه النكارة أنه جاء في أحاديث كثيرة ترك النبي صلى الله عليه وسلم غسل الشهداء منها حديث جابر بن عبد الله مرفوعا : " ادفنوهم في دمائهم ( يعني شهداء أحد ) ، و لم يغسلهم " . أخرجه البخاري و غيره . و في رواية لأحمد : " لا تغسلوهم ، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة " . و هو صحيح أيضا على ما بينته في " أحكام الجنائز " ( ص 54 - طبع المكتب الإسلامي ) . و التعليل المذكور في الحديث دليل واضح على أنه لا يشرع غسل الشهيد ، و لذلك كان الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه منكرا ، و أنا أظن أن الخطأ من ابن سابور ، فإنه و إن وثقه الدارقطني ، فقد أثبت الخطيب وهمه في إسناد حديث عائشة المتقدم ، فيظهر أنه وهم في هذا أيضا متنا . و الحديث أورده عبد الحق في " أحكامه " ( 1926 - بتحقيقي ) من رواية ابن عدي ، و قال : " و حنظلة ثقة مشهور ، و إسحاق بن سليمان ثقة ، و الفضل بن الصباح و ابن سابور كتبتهما حتى أنظرهما " . قلت : أما ابن الصباح فهو أبو العباس السمسار ، و هو من رجال الترمذي و ابن ماجه ، و ترجم له الخطيب ( 12/361 - 362 ) و روى بإسنادين له عن ابن معين أنه ثقة ، و عن البغوي أنه كان من خيار عباد الله . و أما ابن سابور ، فقد عرفت حاله . (3/228) 1230 - " حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات ، و غزوة لمن حج خير من عشر حجج ، و غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ، و من جاز البحر كأنما جاز الأودية كلها ، و المائد فيه كالمنشحط في دمه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/375 ) : ضعيف رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 27/117/1 ) عن عبد الله بن صالح : حدثني يحيى ابن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الحاكم ( 2/143 ) و الطبراني في " الكبير " و البيهقي كما في " الترغيب " ( 2/185 ) و قال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي ، و كذا المنذري قال : " و هو كما قال ، و لا يضر ما قيل في عبد الله بن صالح ; فإن البخاري احتج به " . قلت : و بناء على ذلك قال المناوي : " و سنده لا بأس به " . و في كل ذلك نظر ، فإن ابن صالح فيه كلام كثير ، و قد قال الحافظ فيه : " صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " . و روى ابن ماجه ( 2777 ) عن بقية عن معاوية بن يحيى عن ليث بن أبي سليم عن يحيى ابن عباد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا : " غزوة في البحر مثل عشر غزوات .. " الحديث نحوه . قلت : و هذا إسناد واه ، مسلسل بالعلل : الأولى : ليث بن أبي سليم ، و كان اختلط . الثانية : معاوية بن يحيى ، و هو الصدفي ; ضعيف . الثالثة : بقية ، و هو ابن الوليد ، و كان يدلس عن الضعفاء و المجهولين . (3/229) 1231 - " عشرة مباحة في الغزو : الطعام و الأدم و الثمار و الشجر و الحبل و الزيت و الحجر و العود غير منحوت و الجلد الطري " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) : موضوع رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/100/2 ) عن أبي سلمة عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عائشة مرفوعا . أورده في ترجمة أبي سلمة هذا ن و سماه الحكم بن عبد الله بن خطاف ، و روى عن ابن أبي حاتم أنه قال فيه : " كذاب متروك الحديث ، و الحديث الذي رواه باطل ن و عن النسائي أنه قال : ليس بثقة و لا مأمون " . قلت : و الحديث مما فات السيوطي في " جامعيه " ، و استدركه المناوي في كتابه " الجامع الأزهر " ( 2/15/2 ) ، و لكنه سكت عنه خلافا لشرطه الذي نص عليه في مقدمته قائل : " أذكر فيه كل حديث معقبا له ببيان حال راويه من أهل الضعف و الكمال " ! (3/230) 1232 - " أعف الناس قتلة أهل الإيمان " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/376 ) : ضعيف ، لاضطرابه و جهالته و مداره على إبراهيم النخعي ، و قد اختلف الرواة عليه على وجوه : الأول : شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه أبو داود ( 2666 ) : حدثنا محمد بن عيسى و زياد بن أيوب قالا : حدثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن شباك به . و هكذا أخرجه ابن الجارود ( 840 ) : حدثنا زياد بن أيوب به ، إلا أنه قال : " حدثنا المغيرة لعله قال : عن شباك .. " . الثاني : و خالفهما سريج بن النعمان عند أحمد ( 1/393 ) و عمرو بن عون عند الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2/105 ) كلاهما قالا : حدثنا هشيم به ، إلا أنهما لم يذكرا : " عن هني " . و الأول أرجح ، لأنه قد تابعه شعبة عن المغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة به . أخرجه ابن ماجه ( 2682 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11/47/2 ) و الطحاوي و ابن أبي عاصم في " الديات " ( ص 56 ) و يحيى بن صاعد في " مسند ابن مسعود " ( 100/1 ) كلهم عن غندر عن شعبة به . و من هذا الوجه أخرجه أحمد أيضا ( 1/393 ) لكن سقط منه قوله : " عن شباك " ، فصار الإسناد عنده هكذا : " عن المغيرة عن إبراهيم .. " . فلا أدري أهكذا الرواية عنده أم سقط من الناسخ أو الطابع ؟ و يؤيد الاحتمال الأول أن جرير بن عبد الحميد رواه أيضا عن مغيرة عن هني به . فأسقط شباكا . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1523 - موارد ) . و كذلك رواه أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم به . أخرجه البيهقي ( 8/61 ) و قال : " رواه هشيم عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم " . قلت : و المغيرة هو ابن مقسم ، و هو ثقة متقن ، إلا أنه كان يدلس و لا سيما عن إبراهيم كما في " التقريب " ، فرواية من رواه عنه عن إبراهيم بإسقاط شباك من بينهما محفوظة عنه ، إلا أن السقط هو من تدليس المغيرة نفسه . والله أعلم . و أما رواية من رواه عنه بإسقاط هني من بين إبراهيم و علقمة فهي مرجوحة ، و الراجح إثباته ، و هو ليس بالمشهور بالرواية ، و لم يوثقه غير ابن حبان و العجلي ، و لم يرو عنه غير إبراهيم النخعي ، و آخر لا يعرف ، و لذلك أشار الذهبي في " الكاشف " إلى أن التوثيق المذكور غير موثوق به ، فقال : " وثق " ، و مثله قول الحافظ فيه : " مقبول " ، أي : غير مقبول إلا إذا توبع . على أنه قد أسقطه أيضا آخر ، و لكنه أوقفه ، و هو : الثالث : عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال ابن مسعود : فذكره موقوفا عليه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/45/2 ) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش به . قلت : و هذا إسناد صحيح لولا عنعنة الأعمش و هو موقوف ، و هو أصح من الذي قبله ، لخلوه من الاضطراب و الجهالة ، و قد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 6/291 ) و قال : " رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح " . و جملة القول أن الحديث ضعيف مرفوعا ، و قد يصح موقوفا . والله أعلم . و يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته " . أخرجه مسلم و غيره ، و قد خرجته في " الإرواء " ( 2231 ) ، و قد طبع و الحمد لله في ثمان مجلدات . ( تنبيه ) : هكذا وقع في جميع المصادر المتقدمة : " أعف " ، من العفة أي : أرحم الناس بخلق الله ، و أشدهم ابتعادا عن التمثيل و التشويه بالمقتول ، و كذلك وقع في الأصل المخطوط من " مجمع الزوائد " ، لكن المصحح الذي قام على طبعه أفسده ، فجعله : " أعق " بالقاف ! و قال معلقا عليه : " في الأصل : ( أعف ) " . و هذا من أعجب ما رأيت من التصحيح ، بل التصحيف ، فإن الأصل صحيح رواية و دراية ، و المصحح بزعمه لا يظهر معناه هنا ، فإن ( أعق ) من ( العق ) و هو القطع ! و حرف المصحح المشار إليه عنوان الباب الذي ترجم به المصنف الهيثمي للحديث بقوله : " باب حسن القتل " فجعله " باب أعق القتل " !! فالله المستعان . (3/231) 1233 - " عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا ، و تزيدها أمتي بخلة : إتيان الرجال بعضهم بعذا ، و رميهم بالجلاهق و الخذف ، و لعبهم بالحمام ، و ضرب الدفوف ، و شرب الخمور ، و قص اللحية ، و طول الشارب ، و الصفير ، و لباس الحرير ، و تزيدها أمتي بخلة : إتيان النساء بعضهن بعضا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/379 ) : موضوع رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/320/1 - 2 ) عن إسحاق بن بشر . أخبرني سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن مرفوعا . قلت : و إسحاق هذا كذاب ، سواء كان هو البخاري صاحب " كتاب المبتدأ " أو الكاهلي الكوفي ، فكلاهما كذاب وضاع ، و العجب من السيوطي كيف يخفى عليه هذا ؟ فأورد الحديث في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم يتعقبه بشيء ! و روي بعضه موقوفا على أنس ، أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/62 ) من طريق أبي عمران سعيد بن ميسرة البكري الموصلي عن أنس بن مالك أنه دخل عليه شاب قد سكن عليه شعره فقال هل : مالك و السكينة ؟ ! افرقه أو جزه ، فقال له رجل : يا أبا حمزة ! فيمن كانت السكينة ؟ قال : في قوم لوط ، كانوا يسكنون شعورهم ، و يمضغون العلك في الطرق و المنازل ، و يخذفون ، و يفرجون أقبيتهم إلى خواصرهم . قلت : و هذا موضوع أيضا ، سعيد بن ميسرة كذبه يحيى القطان و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات " . و قال الحاكم : " روى عن أنس موضوعات " . قلت : و هذا الحديث و الذي قبله مما سود به الشيخ الغماري كتابه " مطابقة الاختراعات العصرية " ( ص 61 و 62 ) و كم له من مثلهما في هذا الكتاب الذي لو اقتصر فيه على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم لكان آية في بابه . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو موضوع أيضا و هو : " عشرة من أخلاق قوم لوط : الخذف في النادي ، و مضغ العلك ، و السواك على ظهر الطريق ، و الصفر ، و الحمام ، و الجلاهق ، و العمامة التي لا يتلحى بها ، و السكينة ، و الطريف بالحناء ، و حل أزرار الأقبية ، و المشي في الأسواق و الأفخاذ بادية " . أخرجه الديلمي ( 2/301 ) عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، إسماعيل هذا كذاب . و جويبر متروك . (3/232) 1234 - " حرس ليلة في سبيل الله أفضل من سيام رجل و قيامه في أهله ألف سنة ، السنة ثلاثمائة و ستون يوما ، و اليوم كألف سنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/380 ) : موضوع رواه ابن ماجه ( 2/176 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1060 ) و ابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " ( ق 67/2 ) و ابن عساكر ( 7/112/1 ) عن سعيد بن خالد بن أبي الطويل قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، فإن سعيدا هذا اتهمه غير واحد فقال البخاري : " فيه نظر " . و قال أبو حاتم : " لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق " . و قال الحاكم : " روى عن أنس أحاديث موضوعة " . قلت : و هذا منها ، قال المنذري في " الترغيب " ( 2/154 ) : " رواه ابن ماجه ، و يشبه أن يكون موضوعا " . و قال الذهبي بعد أن ساق له هذا الحديث : " فهذه عبارة عجيبة لو صحت لكان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف ألف سنة " . قلت : و هو عند العقيلي دون قوله : " السنة ثلاثمائة .. " ثم قال : " لا يتابع عليه و قد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا " . قلت : كأنه يشير إلى حديث عثمان مرفوعا بلفظ : " حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها و يصام نهارها " . و إسناده كما قال : أصلح من هذا ، لكنه ضعيف فيه مصعب بن ثابت قال الحافظ : " لين الحديث " . و هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 2/154 ) . (3/233) 1235 - " لعن الله الراشي و المرتشي ، و الرائش الذي يمشي بينهما " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/381 ) : منكر أخرجه الحاكم ( 4/103 ) و أحمد ( 5/279 ) و البزار ( 1353 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 1495 ) عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و اللفظ للحاكم ، و قال الآخرون : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " . و قال الحاكم : " إنما ذكرت ليث بن أبي سليم في الشواهد لا في الأصول " . و أقول : لقد ذكر ليث في هذا الحديث زيادة لم يروها غيره و هي " الرائش ... " كما ذكر البزار ، فهي زيادة منكرة لتفرد ليث بها ، و هو ضعيف لاختلاطه . و شيخه أبو الخطاب ; قال البزار و تبعه المنذري في " الترغيب " ( 3/143 ) : " لا يعرف " . و قال الذهبي : " مجهول " . أما الحديث بدون هذه الزيادة فصحيح ، و له طرق ذكرتها في " إرواء الغليل " " كتاب القضاء " رقم الحديث ( 2620 ) . تنبيه : أورد المنذري الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي و المرتشي في الحكم " . و قال : " رواه الترمذي و حسنه و ابن حبان في " صحيحه " و الحاكم و زادوا : ( و الرائش يعني الذي يسعى بينهما ) " . و ليس لهذه الزيادة أصل في حديث أبي هريرة عند أحد من الثلاثة المذكورين ، و لا عند غيرهم فيما علمت ، فاقتضى التنبيه . ثم إن هذه الزيادة الأخرى : " في الحكم " ، في إسنادها عندهم عمر بن أبي سلمة ، و هو صدوق يخطىء . لكن لهذه الزيادة شاهد من حديث أم سلمة ، قال المنذري : " رواه الطبراني بإسناد جيد " . فهي قوية بهذا الشاهد . والله أعلم . (3/234) 1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة ، و ما من قوم يظهر فيهم الرشا ، إلا أخذوا بالرعب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/382 ) : ضعيف أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد مسلسل بالعلل : الأولى : الانقطاع بين المرادي و عمرو . قال الحافظ في " التعجيل " : " و قد سقط رجل بين محمد و عمرو ، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد المرادي ، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو ، و ذكر البخاري و ابن أبي حاتم و ابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة ، روى عن أبيه ، و عنه حرملة بن عمران المصري ، قال البخاري : " حديثه في المصريين " . و أنا أظن أنه هذا والله أعلم " . الثانية : جهالة المرادي هذا ، قال الحسيني : " مجهول غير معروف " . الثالثة : عبد الله بن سليمان و هو أبو حمزة البصري الطويل . قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . الرابعة : ابن لهيعة ، و هو عبد الله سييء الحفظ . و اعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ : " و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين ، و شدة المؤنة و جور السلطان عليهم .. " . و هو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ) . (3/235) 1237 - " إذا أنا مت ، فاغسلوني بسبع قرب ، من بئري بئر غرس " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/383 ) : ضعيف أخرجه ابن ماجه ( 1468 ) : حدثنا عباد بن يعقوب : حدثنا الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و من هذا الوجه أخرجه ابن النجار أيضا في " التاريخ " ( 10/129/1 ) . قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 92/1 ) : " هذا إسناد ضعيف ، عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد قال فيه ابن حبان : " كان رافضيا داعية ، و مع ذلك روى المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك " . و قال ابن طاهر في " التذكرة " : " عباد بن يعقوب من غلاة الروافض ، روى المناكير عن المشاهير ، و إن كان البخاري روى له حديثا واحدا في " الجامع " ، فلا يدل على صدقه ، و قد أوقفه عليه غيره من الثقات ، و أنكر الأئمة عليه روايته عنه ، و ترك الرواية عن عباد جماعة من الحفاظ " . قلت : إنما روى البخاري لعباد هذا مقرونا بغيره ، و شيخه الحسين بن زيد مختلف فيه " . انتهى ما في " الزوائد " . قلت : و الحسين هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " في حديثه ما يعرف و ينكر " . و كذلك أورد عبادا فيه و ضعفه بما قال ابن حبان فيه . و الحديث أورده الحافظ في " الفتح " ( 5/270 ) و سكت عليه ! و لذلك خرجته ، لأن سكوته يعني أنه حسن عنده كما هو القاعدة عندهم ، و ليست مضطرة فتنبه ! (3/236) 1238 - " ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) : منكر أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 3/110/4964 ) و ابن أبي شيبة ( 2/312 ) - مختصرا - و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/143 ) و الدارقطني ( ص 178 ) و الحاكم في " الأربعين " و عنه البيهقي ( 2/201 ) و كذا البغوي في " شرح السنة " ( 3/123/639 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/444 - 445 ) و أحمد ( 3/162 ) من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : " كنت جالسا عند أنس بن مالك ، فقيل له : إنما قنت رسول الله شهرا ، فقال : " فذكره . و قال البغوي : " قال الحاكم : إسناده حسن " . و قال البيهقي : " قال أبو عبد الله : هذا إسناد صحيح سنده ، ثقة رواته ، و الربيع بن أنس تابعي معروف .. " و أقره ! و تعقبه ابن التركماني بقوله : " كيف يكون سنده صحيحا و راويه عن الربيع أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي متكلم فيه ، قال ابن حنبل و النسائي : ليس بالقوي ، و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ، و قال أبو زرعة : يهم كثيرا ، و قال الفلاس : سييء الحفظ ، و قال ابن حبان : يحدث بالمناكير عن المشاهير " . و قال ابن القيم في " زاد المعاد " ( 1/99 ) : " فأبو جعفر قد ضعفه أحمد و غيره ، و قال ابن المديني : كان يخلط . و قال أبو زرعة : كان يهم كثيرا .. و قال لي شيخنا ابن تيمية قدس الله روحه : و هذا الإسناد نفسه هو إسناد حديث : *( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم )* حديث أبي بن كعب الطويل ، و فيه : و كان روح عيسى عليه السلام من تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد و الميثاق في زمن آدم ، فأرسل تلك الروح إلى مريم عليها السلام حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأرسله الله في صورة بشر فتمثل لها بشرا سويا ، قال : فحملت الذي يخاطبها فدخل من فيها . و هذا غلط محض ، فإن الذي أرسل إليها الملك الذي قال لها : *( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا )* . و لم يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسى ابن مريم ، هذا محال . و المقصود أن أبا جعفر صاحب مناكير لا يحتج بما تفرد به أحد من أهل الحديث البتة " . و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " : " صدوق سييء الحفظ الحفظ خصوصا عن مغيرة " . و قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 2/132 ) بعد أن خرج الحديث : " و ضعفه ابن الجوزي في " التحقيق " ، و في " العلل المتناهية " و قال : هذا حديث لا يصح ، فإن أبا جعفر الرازي و اسمه عيسى بن ماهان قال ابن المديني : كان يخلط ... " . لكن قال البيهقي في " المعرفة " كما في " الزيلعي " : " و له شواهد عن أنس ذكرناها في ( السنن ) " . قلت : فوجب النظر في الشواهد المشار إليها هل هي صالحة للاستشهاد بها أم لا ؟ و هما شاهدان : الأول : يرويه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس قال : " قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم - و أحسبه قال : رابع - حتى فارقتهم " . أخرجه الدارقطني و البيهقي و قال : " لا نحتج بإسماعيل المكي و لا بعمرو بن عبيد " . قلت : إسماعيل ضعيف الحديث ، و قال الخطيب في " الكفاية " ( 372 ) : " متروك الحديث " . و كذلك قال النسائي ، و تركه جماعة . و عمرو متهم بالكذب مع كونه من المعتزلة ، ثم إن الحسن البصري مع جلالته ، فهو مدلس و قد عنعنه . فلو صح السند إليه فلا يحتج به ، فكيف و قد رواه عنه متروكان ؟ الثاني : يرويه خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس بن مالك قال : " صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقنت ، و خلف عمر فقنت ، و خلف عثمان فقنت " . أخرجه البيهقي شاهدا ، و تعقبه ابن التركماني بقوله : " قلت : يحتاج أن ينظر في أمر خليد هل يصلح أن يستشهد به أم لا ؟ فإن ابن حنبل و ابن معين و الدارقطني ضعفوه . و قال ابن معين مرة : ليس بشيء . و قال النسائي : ليس بثقة . و في " الميزان " : عده الدارقطني من المتروكين . ثم إن المستغرب من حديث الترجمة قوله : " ما زال يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا " . و ليس ذلك في حديث خليد ، و غنما فيه أنه عليه السلام قنت ، و ذلك معروف ، و إنما المستغرب دوامه حتى فارق الدنيا . فعلى تقدير صلاحية خليد للاستشهاد به كيف يشهد حديثه لحديث أنس ؟ " . قلت : و للحديث شاهد آخر ، يرويه دينار بن عبد الله خادم أنس عن أنس قال : " ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح حتى مات " . أخرجه الخطيب في " كتاب القنوت " له ، و شنع عليه ابن الجوزي بسببه لأن دينارا هذا قال ابن حبان فيه : " يروي عن أنس آثارا موضوعة لا يحل في الكتب إلا على سبيل القدح فيه " . و قد دافع عن الخطيب العلامة عبد الرحمن المعلمي في كتابه " التنكيل " في فصل خاص عقده لذلك ، دافع فيه عن رواية الخطيب لهذا الحديث و نحوه من أوجه سبعة بينها . و لكنه رحمه الله مال إلى تقوية الحديث فقال عقب الشاهد المذكور : " فقد ورد من وجهين آخرين أو أكثر عن أنس ، صحح بعض الحفاظ بعضها ، و جاء نحو معناه من وجوه أخرى ، راجع " سنن الدارقطني " و " سنن البيهقي " ، و بمجموع ذلك يقوى الحديث " . فأقول : قد استقصينا في هذا التحقيق جميع الوجوه المشار إليها و هي كلها واهية جدا ، سوى الوجه الأول ، فإنه ضعيف فقط ، و لكنه منكر لما سيأتي بيانه . و الوجه الثاني : فيه إسماعيل بن مسلم المكي و عمرو بن عبيد المعتزلي و هما متروكان . و الوجه الثالث : فيه خليد بن دعلج ، و هو ضعيف على أن حديثه شاهد قاصر لأنه لم يقل فيه : " قنت في الفجر حتى فارق الدنيا " ! و الوجه الرابع : فيه دينار بن عبد الله ، و هو متهم كما عرفت ذلك من عبارة ابن حبان السابقة ، و قد أقره الشيخ المعلمي رحمه الله ، فمع هذا الضعف الشديد في كل هؤلاء الرواة على التفصيل المذكور كيف يصح أن يقال : " و بمجموع ذلك يقوى الحديث " ؟ ! و ظني أنه إنما حمله على هذا التساهل في تقوية هذا الحديث المنكر ، إنما هو تحمسه الشديد في الرد على ابن الجوزي ، و الدفاع عن الخطيب و البغدادي ، و كان يكفيه في ذلك أن يذكر ما هو معلوم عنده أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده فقد برئت عهدته منه ، و لا لوم عليه في ذلك حتى و لو كان موضوعا ، و ابن الجوزي الذي له كتاب " الموضوعات " هو نفسه قد يفعل ذلك في بعض مصنفاته ، مثل كتابه " تلبيس إبليس " ، بل رأيته ذكر في غيره ما لا أصل له من الحديث ، و بدون إسناد ، مثل حديث " صلاة النهار عجماء " . ذكره في " صيد الخاطر " كما نبهت عليه في التخريج المختصر له الملحق بآخره . و أما أن الحديث منكر ، فلأنه معارض لحديثين ثابتين : أحدهما : عن أنس نفسه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعى لقوم أو دعى على قوم " . أخرجه الخطيب نفسه في كتابه " القنوت " من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري : حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنه . و الآخر : عن أبي هريرة قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقوم ، أو على قوم " . قال الزيلعي ( 2/130 ) : " أخرجه ابن حبان عن إبراهيم بن سعد عن سعيد و أبي سلمة عنه . قال صاحب " التنقيح " : و سند هذين الحديثين صحيح ، و هما نص في أن القنوت مختص بالنازلة " . و حديث أنس عزاه الحافظ في " التلخيص " ( 1/245 ) لابن خزيمة في " صحيحه " من طريق سعيد به . و حديث ابن حبان لم يورده الهيثمي في " موارد الظمآن " . و قال الحافظ في " الدراية " ( ص 117 ) عقب الحديثين : " و إسناد كل منهما صحيح " . و قال في " التلخيص " عقب ما سبق ذكره من الأحاديث عن أنس : " فاختلفت الأحاديث عن أنس ، و اضطربت فلا يقوم بمثل هذا حجة " . يعني حديث أبي جعفر الرازي هذا . ثم قال : " ( تنبيه ) : عزا هذا الحديث بعض الأئمة إلى مسلم فوهم ، و عزاه النووي إلى " المستدرك " للحاكم ، و ليس هو فيه ، و إنما أورده و صححه في جزء له مفرد في القنوت ، و نقل البيهقي تصحيحه عن الحاكم ، فظن الشيخ أنه في ( المستدرك ) " . ( فائدة ) : جاء في ترجمة أبي الحسن الكرجي الشافعي المتوفى سنة ( 532 ) أنه كان لا يقنت في الفجر ، و يقول : " لم يصح في ذلك حديث " . قلت : و هذا مما يدل على علمه و إنصافه رحمه الله تعالى ، و أنه ممن عافاهم الله عز وجل من آفة التعصب المذهبي ، جعلنا الله منهم بمنه و كرمه . (3/237) 1239 - " إن لله ضنائن من عباده ، يغذوهم في رحمته ، و يحييهم في عافيته ، و إذا توفاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كالليل المظلم و هم منها في عافية " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/388 ) : ضعيف رواه الطبراني في " الكبير " ( 3/201/1 - 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 405 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/6 ) و الخطيب في " التلخيص " ( ق 68/2 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 4/83/1 ) من طريقين عن إسماعيل بن عياش : حدثني مسلمة بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف . قال العقيلي : " مسلمة بن عبد الله مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و الرواية في هذا الباب لينة " . و قد روي الحديث من طريق أخرى مختصرا بلفظ : " إن لله عز وجل عبادا يحييهم في عافية ، و يميتهم في عافية ، و يدخلهم الجنة في عافية " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 3255 ) : حدثنا بكر : حدثنا إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس : حدثنا حماد بن سلمة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعا . و قال : " لا يروى عن أبي مسعود إلا بهذا الإسناد ، و لا يحفظ لحماد عن الأعمش إلا هذا ، و قد روى حماد عن الحجاج بن أرطاة عن الأعمش ، و لا ينكر أن يكون قد سمع من الأعمش ، لأنه قد روى عن جماعة من الكوفيين منهم سلمة بن كهيل و حماد بن سليمان و عاصم بن بهدلة و أبو حمزة الأعور و غيرهم " . قلت : لكن الراوي عنه إبراهيم بن البراء متهم بالكذب . قال ابن عدي : " ضعيف جدا حدث بالبواطيل " . و قال ابن حبان : " يحدث عن الثقات بالموضوعات " . (3/238) 1240 - " يوم كلم الله موسى عليه السلام ، كانت عليه جبة صوف ، و سراويل صوف ، و كساء صوف ، و نعلاه من جلد حمار غير ذكي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/389 ) : ضعيف جدا أخرجه الترمذي ( 1/323 ) و الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 9 - 10 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 97 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 79/2 ) و ابن شاهين في " الأمالي " ( 66/2 ) و أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1/256/2 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/125/2 ) و كذا الحاكم في " المستدرك " ( 2/379 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 17/161/1 ) و الذهبي في " الميزان من طرق عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود مرفوعا . و قال ابن عدي : " حميد هذا أحاديثه غير مستقيمة ، و لا يتابع عليها " . و قال العقيلي : " حميد بن علي الأعرج منكر الحديث " . و قال الترمذي : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، و حميد هو ابن علي الكوفي ، قال : سمعت محمدا يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث ، و حميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة . قال أبو عيسى : ( الكمة ) القلنسوة الصغيرة " . قلت : و أما الحاكم فقال : " هذا حديث صحيح على شرط البخاري " ! و إنما قال ذلك لأنه وقع في إسناده : " حميد بن قيس " أي المكي الثقة ، و ذلك من أوهامه ، و لذا تعقبه الذهبي في " تلخيصه " بقوله : " قلت : بل ليس على شرط ( خ ) ، و إنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس ، كذا ، و هو خطأ ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي ، أو ابن عمار ، أحد المتروكين ، فظنه المكي الصادق " . قلت : فالسند ضعيف جدا ، من أجل تفرد حميد هذا الواهي به ، قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : " يروي عنه خلف بن خليفة ، واه " . و قال في موضع آخر : " متروك .. قال أحمد : ضعيف ، و قال أبو زرعة عنه : واه ، و قال الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة كأنها كلها موضوعة ، و قال النسائي : ليس بالقوي " . ثم ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث هذا أحدها . ثم رأيت في " منتخب ابن قدامة " ( 11/209/2 ) : " قال مهنا : سألت أحمد عن حديث خلف بن خليفة عن حميد الأعرج .. فذكره فقال : منكر ليس بصحيح ، أحاديث حميد عن عبد الله بن الحارث منكرة " . و قد وقع لابن بطة الحنبلي وهم فاحش في متن هذا الحديث ، فقد رواه عن إسماعيل ابن محمد الصفار : حدثنا الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج به و زاد في آخره : " .. فقال : من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة ؟ قال : أنا الله " ! هكذا ساقه من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/192 ) و قال : " لا يصح ، و كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين ، و المتهم به حميد " . فتعقبه الحافظ في " اللسان " ( 4/113 ) ثم السيوطي في " اللآلي المصنوعة " ( 1/163 ) فقال : " كلا والله ، بل حميد بريء من هذه الزيادة المنكرة فقد أخبرنا به الحافظ .. أنا إسماعيل بن محمد الصفار .. " . قلت : فذكره كما تقدم من تخريج الجماعة بدون الزيادة ، و جزء ابن عرفة هو من رواية الصفار هذا ، و ليس فيه الزيادة ، و كذلك هو عند بعض من ذكرنا من المخرجين من غير طريق الصفار عن خلف بن خليفة به دون الزيادة ، و كذلك رواه أبو يعلى في " مسنده " عن خلف . ثم قال الحافظ : " و قد رويناه من طرق ليس فيها هذه الزيادة ، و ما أدري ما أقول في ابن بطة بعد هذا ، فما أشك أن إسماعيل بن محمد الصفار لم يحدث بهذا قط ، والله أعلم بغيبه " . قلت : يمكن أن يقال أن هذا من أوهام ابن بطة ، فقد قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : " إمام ، لكنه ذو أوهام " . ثم ساق له حديثين قال في كل منهما : " باطل " . يعني بخصوص الإسناد الذي رواه ابن بطة به . ثم قال : " و مع قلة إتقان ابن بطة في الرواية كان إماما في السنة ، إماما في الفقه ، صاحب أحوال و إجابة دعوة رضي الله عنه " . و قال في " العلو للعلي الغفار " ( ص 141 طبع الأنصار ) : " صدوق في نفسه ، تكلموا في إتقانه " . و قال في " الضعفاء " : " يهم و يغلط " . ثم رأيت الحافظ قد استظهر ما ذكرنا فقال ابن عراق في " تنزيه الشريعة المرفوعة " ( 1/229 ) بعد أن ذكر كلام الحافظ الذي نقلته عن " لسانه " : " قلت : قال الذهبي في " تلخيصه " ( يعني : تلخيص الموضوعات ) : تفرد بها ابن بطة ، و إلا فهو في نسخة الصفار عن الحسن بن عرفة عن خلف بدونها ، انتهى . و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على حاشية " مختصر الموضوعات " لابن درباس : هذا الحديث في نسخة الحسن بن عرفة رواية إسماعيل الصفار عنه ، و ليس فيه هذه الزيادة الباطلة التي في آخره ، و الظاهر أن هذه الزيادة من سوء حفظ ابن بطة انتهى " . و علق عليه بعض من قام على التعليق على " تنزيه الشريعة " و أظنه الشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري فقال : " و لم لا تكون من وضعه ؟ " . قلت : لأنه عالم فاضل صالح بلا خلاف ، و الخطأ لا يسلك منه إنسان ، و لمجرد وقوع خطأ واحد في مثله لا يجوز أن ينسب إلى الوضع حتى يكثر منه ، و يظهر مع ذلك أنه قصد الوضع ، و هيهات أن يثبت ذلك عنه ! على أن بعض أهل العلم من المحققين المعاصرين <1> قد ذهب إلى أن هذه الزيادة إنما ذكرها ابن بطة " على وجه الاستنباط و التفسير ، و اعتمد في رفع الالتباس على قرينة حالية ، مع علمه بأن الحديث مشهور ، فجاء من بعده فتوهم أنه ذكر ذلك الكلام على أنه جزء من الحديث .. " . و هذا الجواب و إن كان ليس بالقوي في وجهة نظري ، فهو أولى من نسبة الإمام ابن بطة إلى أنه تعمد وضعها ، مع ثبوت فضله و صلاحه عند أهل العلم <2> . ثم إن وصف الشيخ المعلمي الحديث بأنه مشهور عند ابن بطة ، الظاهر أنه يعني به الشهرة اللغوية التي لا تتنافى مع الضعف ، و هو كذلك في " علم المصطلح " حتى إنهم ليطلقونه على ما لا إسناد له . فتنبه . *--------------------------------------------------------------------------* [1] هو العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن العلمي اليماني ذكر ذلك في ترجمته لابن بطة رقم ( 153 ) من كتابه العظيم " التنكيل " . و قد مضت كلمة حوله ذكر ذلك ردا على الكوثري الذي زعم أن هذه الزيادة من وضع ابن بطة موافقا فيه الغماري و كلاهما من أهل الأهواء على علمهما *( و من يضلل الله فما له من هاد )* . اهـ . [2] و راجع لهذا آخر ترجمة ابن بطة في " التنكيل " . اهـ . 2 (3/239) 1241 - " كلم الله موسى ببيت لحم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/393 ) : ضعيف جدا رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5/341/1 ) من طريق تمام الحافظ : نا علي بن يعقوب بن شاكر : نا أحمد بن أبي رجاء : نا سعيد بن محمد المصيصي : نا يحيى بن صالح : نا سعيد بن عبد العزيز عن مسلم عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، مسلم هذا هو ابن كيسان الكوفي الملائي و هو ضعيف جدا ، قال ابن معين : " ليس بثقة " . و قال البخاري : " يتكلمون فيه " ، و قال في موضع آخر : " ذاهب الحديث لا أروي عنه " . و قال النسائي : " متروك " . و سعيد بن عبد العزيز و هو التنوخي و هو ثقة لكنه كان اختلط . و من دون يحيى بن صالح - و هو الوحاظي ثقة - لم أجد لهم ترجمة ، ما عدا تمام فهو حافظ مشهور . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه . و لم يتكلم عليه المناوي بشيء ! (3/240) hg[.x hgvhfu ,hguav,k lk hgsgsgm hgqudtm gghlhl hghgfhkd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 04 / 2016, 29 : 04 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 04 / 2016, 44 : 04 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه اخي ****** الحاج عبد الجواد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 04 / 2016, 43 : 11 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه اخي ****** ابوعبدالله ونفع بكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال @@@@@@@@@@@@@@@ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 04 / 2016, 51 : 04 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : ابو عبدالله عبدالرحيم المنتدى : ملتقى الأحاديث النبويه الشريفه وعلومه جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم اخي ****** الحاج ابوتوفيق رفع الله قدركم في الدارين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للامام, من, الالباني, الجزء, الرابع, السلسلة, الضعيفة, والعشرون |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018